حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفجار الإخوان

استمتع الكاتب فهمي هويدي بالإفلات من مشقة تفسير ما يجري في تنظيم جماعة الإخوان السري، واستقالة مرشدها، ثم عودته لمدة يوم واحد، عاد بعده إلي موقفه غير المتراجع متمثلا في (استقالة هي أقرب إلي إجازة نهاية خدمة)، استمتع عوضا عن ذلك بالتغني بانشغال الإعلام بما يجري في التنظيم السري.. معتبرا ذلك دلالة علي أن التنظيم المحظور معترف به بدليل أنه (تحت الضوء).
والواقع أن هذا الهروب من مناقشة أمر خطير وجلل في التنظيم السري الأشهر في البلد لايقتصر علي هويدي نفسه.. وإنما يمتد إلي كثير من الأصوات الإخوانية التي حاولت قدر الإمكان أن تبتعد عن تناول الموضوع.. لعل الناس تنسي.. أو أن تدعي أن الخلافات دليل حيوية وحياة.. ولعل المراقب ينخدع.. لولا أن المسألة كانت أكبر من محاولاتهم لسببين:
الأول: هو أن الكثير من المتابعين قد أخضعوا الأمر للنقاش العام.. صحفيا وتليفزيونيا وسياسيا.
والثاني: أنه كان هناك تعمد من جناح محدد في الجماعة إلي توسيع دائرة التسريب للإعلام.. بقصد ترسيخ الوضع الجديد.. وهو أن المرشد بالفعل قد ابتعد. إن التنظيم السري (تحت الضوء) بالفعل، ولكن هذه الوضعية لاتعطيه ميزة.. ولا تمنحه شرعية.. وقد كانت عصابة (التوربيني) معذب أطفال الشوارع ومغتصبهم تحت الضوء بدورها.. ولم يغير هذا من صفته كمجرم استحق العقاب ووجب ملاحقته إعلاميا.. ومن جانبنا فإننا نسلط الضوء علي المجرمين والمحظورين بقصد اتقاء شرهم.. ودرء مخاطرهم علي المجتمع.. فالتجاهل يعني أن نتغاضي عن كوارث تسببوا فيها.
والواقعة الأخيرة، التي أدت إلي استقالة المرشد، تم تسريب معلوماتها عمدا من داخل التنظيم إلي الصحف، ومن ثم قيام المرشد بنفي ذلك وتكذيبه.. كذبا، ومن بعده الإعلان عن تفويض نائب المرشد للقيام بأعمال المرشد.. مؤقتا.. أي محمد حبيب يقوم بعمل عاكف حتي يحل موعد انتخاب المرشد الجديد في يناير المقبل.. وربما قبل ذلك. كل هذه الفصول لم تكن سوي مجرد مؤشر إضافي علي التغييرات والصراعات التي تعتمل بصفة متصاعدة داخل التنظيم السري في مستواه المصري لأنه أصبح (تحت الضوء).. ومؤشرا جديدا علي حالة الانفلات التي تعاني منها وحدات التنظيم إقليميا في عديد من الدول العربية.
في عام واحد فقط جرت ثلاث أزمات كبري مكشوفة في تنظيمات الإخوان في ثلاث دول.. هي: الجزائر.. والأردن.. وأخيرا - وليس آخرا - مصر.
وقد تناولت من قبل في مقال تفصيلي الأزمة التي أدت إلي انشقاق جناح عبدالمجيد مناصرة عن قيادة أبو جرة سلطاني في الجزائر.. وتعج الصحف في الأردن وغيرها بتحليلات متنوعة حول الاستقالات الجماعية التي تقدم بها عدد من أعضاء مكتب الإرشاد في الأردن.. وصراع ما يسمي الحمائم والصقور.. إضافة إلي ما يجري في تنظيم الإخوان في مصر.. ما يعني أننا أمام حالة متصاعدة تعبر عن عدم قدرة هذا النوع من التنظيمات علي لم شمله.. وقبول الخلافات داخله.. والأهم القدرة علي التعامل مع تحديات العمل العلني في ضوء متغيرات الساحات الديمقراطية في الدول العربية.
لست هنا بصدد التطرق إلي تفاصيل ما جري في الأردن والجزائر.. وإن لم تكونا بعيدتين عن الحالة الإخوانية برمتها.. ولكني أعطي تركيزا أكبر لما يجري في التنظيم السري الإخواني المصري.. لأننا بصدد تحول نوعي في وجود هذا التنظيم.. منذ تأسس عام 8291. ثم تضخم إلي الحالة التي هو عليها الآن دوليا ومحليا.
ولست من أولئك الذين يتعاملون مع الموقف الأخير في جماعة الإخوان المحظورة في مصر علي أنه ناتج عن صراعات بين اتجاهات فقط.. أو عدم قدرة علي لم شمل الخلافات التنظيمية الداخلية.
وإذا كنت أري أن ما جري كما قال عصام العريان - بطل الخلاف الأخير في الإخوان - لجريدة الحياة الدولية هو ناتج عن تراكمات كثيرة وليس فقط ما يخص واقعة ترشيحه عضوا في مكتب الإرشاد.. فإنني أتفق مع هذا المنطق - أي أن هناك بالفعل تراكمات - من حيث الشكل.. ولكني أختلف مع المضمون.. ففي رأيي الخاص أن ما يعتمل داخل الإخوان من تراكمات وما حولهم من تفاعلات كان أكبر من قدرتهم علي الاستيعاب.. وما يفوق إمكانية أن يمتص التنظيم السري المحظور كل المتغيرات أو قدرته علي مواجهة التحديات.. وبحيث صارت هناك فجوة هائلة ما بين الصورة التي يتخيلها التنظيم لنفسه.. والصورة الهلامية التي صنعها البعض له.. وما بين إمكانياته الحقيقية بنيويا وتنظيميا وفكريا وسياسيا.
إن في داخلهم صراعات، هذا أمر لاشك فيه، لكن تلك الصراعات ليست هي السبب الوحيد لكل ما تفجر وانكشف في العلن.. وقد يقول البعض أن الصراعات معتادة داخل الجماعة.. والخلافات معروفة في تنظيمها عبر تاريخها.. هذا صحيح بدوره.. ولكن الصراعات في تلك المرحلة لاتتعلق بأدوار داخل التنظيم.. أو خلافات ساذجة حول تفسير اللوائح التنظيمية، وإنما تتعلق بمساع خارجه.. وأضواء حوله.. ولهذا فإنها طاحنة ولا يمكن استيعابها.. علي أساس أن الإخوان يعتقدون أن في مقدورهم أن ينالوا نصيبا في حكم البلد إن لم يكن الحصول عليه كله.
وأستطيع أن أوجز، مجموعة المتغيرات المتشابكة والمتتابعة، التي لحقت بالتنظيم وحوله، وأسفرت عن حالته الحالية.. منذ شتاء 5002، وجعلت الجماعة ما بين متناقضين كبيرين: الأول هو أنها صدقت أنها البديل للنظام في مصر، والثاني أنها واقعيا وأيديولوجيا وتنظيميا لاتمثل أي بديل.. وما أقصده هو ما يلي من نقاط:
1 - فوز الإخوان ب 88 مقعدا في مجلس الشعب المصري
يمكن أن أقول أن الجماعة لم تكن تقدر علي الإطلاق، أو حتي تتخيل، أنها يمكن أن تنال هذا العدد من المقاعد.. حتي مع تقدمها بعدد هائل من المرشحين العلنيين والسريين.. فهي لم تكن تظن أن الأمر سوف يسفر عن هذه الكتلة البرلمانية الهائلة وغير المسبوقة.. إذ لو كانت تقدر ذلك لتقدمت بعدد أكبر من المؤهلين سياسيا وفكريا لخوض التجربة، غير أنها فوجئت بثمار الديمقراطية في حجرها.. وبدلا من أن تفسر الأمر علي حقيقته ومضمون أسبابه وأساسه (التصويت الغاضب) وليس التصويت الذي اختار الإخوان عمدا.. وأيضا التصويت المخدوع بالشعار الإسلامي.. فإنها ظنت أن الرأي العام يريدها ويطلبها للحكم.. وبدأت تقنع نفسها أنها لن تتأخر كثيرا عن أن تقبض زمام الأمور في البلد.. بل وبدأت سيناريوهات في الظهور.. متصورة أن بإمكان الإخوان أن يحصروا حكم البلد ما بين 0102 و5102..
وبغض النظر عن الصخب الذي أحدثه عدد كبير من نواب الإخوان في البرلمان.. وبغض النظر عن أن وجودهم دفع الأغلبية إلي مزيد من تجويد أدائها.. وبغض النظر عن أن كل هذا العدد من المقاعد بدا دستوريا ولائحيا غير مؤثر وغير قادر علي أن يحقق أمرا لمن صوتوا لهم.. فإن أداء الأعضاء الإخوان علي مدي السنوات الأربع الماضية قد كشف الجماعة التي ينتمون إليها.. لأنهم عمليا لم يطرحوا أي بديل بخلاف الكلام المرسل عن اتهامات وتشويهات للحكومة والحزب الذي تمثله.
ومن المثير أن نواب الإخوان قد تظاهروا أمام مجلس الشعب أكثر من إسهامهم في النقاش الدائر داخله.. ما أظهر أنهم غير قادرين علي التعامل مع آليات الشرعية السياسية وميلهم الفطري إلي التظاهر الاحتجاجي غير الخلاق. ويؤكد هذا المعني أن محصلة المؤشرات المتنوعة في مختلف الدوائر الانتخابية المصرية لاتظهر فقط الآن أنهم لايتقدمون في دوائر إضافية.. بل إنهم يتراجعون بشكل كبير وملحوظ في الدوائر التي يوجد لهم فيها نواب.. ما يعطي فكرة عن طبيعة النتائج التي يمكن توقعها في الانتخابات المقبلة.. وفق ما نراه في اللحظة الآنية.
2- التحديات الخارجية لفوز الإخوان علي الإخوان أنفسهم
لم يكن صدي فوز الإخوان بهذا العدد من المقاعد مقصورا علي الداخل.. ولكنه امتد إلي الخارج.. بالنسبة إلي طرفين.. الأول هو ذلك الذي ظن أن هناك قوة كبيرة معارضة يمكن أن تمثل تحديا خطيرا للحزب الوطني خصوصا وللنظام برمته في مصر.. أي القوي الغربية والأمريكية.. والثاني هو الذي يرتبط بطريقة أيديولوجية ما بالإخوان في المحيط الإقليمي مثل إيران وقطر وفي لبنان وفي الأراضي الفلسطينية.
الطرف الأول، وفي ظل اتجاهات "المحافظين الجدد" المعادية للنظام المصري في واشنطن وتحت إدارة بوش.. سعي بطرق متنوعة إلي الإخوان لاختبار قدرتهم علي التواؤم مع متغيرات العصر.. وإخضاع أفكارهم للتحليل والنقاش.. وقياس مدي قدرتهم علي تحدي النظام.
والمشكلة التي أصابت الإخوان أنهم كما لم يفهموا طبيعة الأصوات التي حصلوا عليها.. فإنهم لم يستوعبوا طبيعة الاختبار الذي خاضوه غربيا.. ففي ظل حالة هائلة من التشجيع الغربي المتزايد.. والتواصل المستمر مع الإخوان تحت ظلال وجودهم كممثلين في مجلس الشعب.. لم يطرح الإخوان علي الخارج تصورات متكاملة أو قبول بقواعد اللعبة الدولية.. ولم يقدموا إياه أفكارا تثبت تطورهم الأيديولوجي.. حتي والغرب يقدم لهم نموذج (العدالة والتنمية) في تركيا كطراز يمكن السير علي نهجه والمضي في ركابه.
الطرف الثاني "الإقليمي" وجد في الإخوان أداة يمكن توظيفها في عملية الصراعات والتنافسات الإقليمية.. ضد النظام في مصر.. وقد ارتضي الإخوان بهذه الصيغة.. وقبلوا بأن يكونوا أداة.. واستخدموا في إلهاب الأجواء المصرية الداخلية في حربي لبنان وغزة وخلال اقتحام الفلسطينيين لحدود مصر.. وغير ذلك.. وقد أدي هذا بالتأكيد إلي تكوين انطباعات مضادة لدي الرأي العام المصري الذي يستوعب بدقة حقائق الأمور حتي لو التهبت مشاعره لبعض الوقت. وما بين اللعاب السائل إخوانيا في اتجاه الجزرة الأمريكية.. واللهاث خلف أجندة الإقليمية المضادة لمصر التي تناقض أيضا المصالح الغربية.. فإن الجماعة خسرت - إذا جاز التعبير - "الجلد والسقط".. وفقدت الرهانين اللذين كان من المستحيل أن تجمع بينهما.
3- خسائر العرض العسكري في جامعة الأزهر
لم تكن المشكلة في العرض العسكري الذي نظمه طلاب تابعون للجماعة المحظورة في فناء جامعة الأزهر.. وهم يمارسون التحدي للسلطة.. ويعبرون عن تكوينهم "الميليشياوي".. ورغبتهم في ممارسة العنف.. في أنه كشف عن وجود مثل تلك الكيانات داخل التنظيم الذي ادعي أنه هجر هذه الأفعال.. وأنه غير إرهابي.. ولكن في أنه وضع التنظيم أمام تحد خطير ما بين صيغتين متناقضتين أيضا: الصيغة الدعائية التي يكونها عن نفسه.. ويتقمص فيها دور الوداعة.. والصيغة الحقيقية الكامنة فيه والتي يربي عليها أجياله.. صيغة دموية.
الطلاب عبروا عن حالة عنيفة يشبون عليها ويتلقفوها.. وفي نفس الوقت عبروا عن إحساس هائل بالغرور تضخم داخل الكيان الإخواني.. وفي نفس الوقت أدي هذا إلي الكشف عن اصطدام عنيف بالمزاج العام للمجتمع الذي يرفض العنف.. وعن مخاطر دفينة يمثلها الإخوان علي الديمقراطية.. وعن حالة الخديعة التي يمارسونها ضد الحياة المدنية.. وفي ضوء ما برروا به هذا الموقف فإن المجتمع بتنويعاته قد تبين له أنه أمام حالة كاذبة.. لاتخجل من تبرير المؤسف من الأمور.. ولايمكنها أن تعتذر عما اقترفت من جُرم.. وهو ما أفقد الجماعة زخما عاطفيا كانت قد تحصلته -لا شك - بعد الفوز السياسي في الانتخابات البرلمانية.
4- التصريحات المسيئة للمرشد.. وخصوصا تصريح (طُظ)
في غضون السنوات التالية للفوز البرلماني.. ومع تزايد الغرور الإخواني.. وحالة النرجسية التي دعمتها المواقف الغربية.. والتحليلات التي بشرت بالإخوان بديلا قريبا للحكم في مصر.. مضي محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان في حالة من الغي واللغو الذي كشف عن مكنون تفكيره.. الذي يعبر عن معضلات حقيقية في عقيدة الإخوان ومن يمثلهم.
وقد فجرت جريدة روزاليوسف من خلال حوار الزميل سعيد شعيب ما قاله المرشد ضد البلد.. حين قال بوضوح: "طظ في مصر واللي جابوا مصر".. مؤكدا علي إيمانه بفكرة الخلافة العالمية.. ولم يقتصر الأمر علي إهانته للبلد.. وشعبه وعدم احترامه لثقافته وسيادته.. ولكن أيضا تضمن المعني قبوله بأن يحكم مصر والٍ من إندونيسيا أو ماليزيا.. ما طرح علي الرأي العام مشكلات جوهرية في بنية عقيدة الإخوان التي يمكن أن تضحي بالهوية المصرية مقابل الهوية الإسلامية.
في وقت تال، وفي غضون حرب لبنان، فإن المرشد قال أنه علي استعداد لأن يرسل عشرة آلاف فدائي أو مجاهد إلي لبنان لمساندة حزب الله.. وبغض النظر عن أن هذا أعاد مجددا واقع العنف الإخواني إلي الوجود.. وتحديه للقانون بحيث إنه يكون قادرا علي دفع عشرة آلاف شاب إلي أتون حرب بعيدة بغض النظر عن سلطة القانون والدولة.. فإن المرشد كشف عن حالة انضمام معنوي وسياسي وفكري إلي الاتجاه الذي يمثله حزب الله إقليميا.. وهي بدورها مسألة خطيرة جدا.. لم تلبث أن تجسدت أكثر حين وجد المحققون القانونيون أن بين المتهمين في قضية خلية حزب الله شبابا ينتمون إلي جماعة الإخوان.
5- محاكمة خيرت الشاطر.. وقضية غسيل الأموال
مثلت هذه القضية الأمنية ضربة قوية جدا لبنية التنظيم.. في ضوء المكانة التي كان يتمتع بها خيرت الشاطر ماليا وسياسيا وإداريا داخل الإخوان.. ويمكن القول أن الجماعة لم تزل تعاني من تأثير تلك القضية حتي الآن.. وهو ما يغيب عن أغلب التحليلات التي تقصر مناقشة ما جري مؤخرا في الجماعة علي أنه خلاف لائحي أو بين الصقور والحمائم.
المعضلة التي غابت عن الإخوان أو تجاهلوها في تلك القضية.. ذات رؤوس ثلاثة:
الأول: أنهم بعد فوزهم في الانتخابات البرلمانية لم يتجهوا إلي العمل السياسي الناضج.. وإنما واصلوا العمل السري علي أوسع نطاق.. وبدلا من أن يتطوروا في اتجاه العصرية.. فإنهم مضوا في اتجاه العمل علي مسارين.. أحدهما هو السري.. وكان الأخطر فيهما هو ما يقوم به خيرت الشاطر.. خاصة علي مستوي غسيل الأموال.
الرأس الثاني: أن الجماعة ظنت أنها يمكن أن تؤثر علي الموقف القانوني للدولة ومعالجتها لتلك القضية من خلال حشد الضغوط المتنوعة إعلاميا وسياسيا وحقوقيا دوليا ومحليا.. واعتقدت أن وجودها البرلماني سوف يحصنها بصورة أو أخري ما يعضد العمل السري.. وهو ما ثبت فشله بمضي الوقت.
الرأس الثالث: أنه بغض النظر عن تأثير تلك القضية ماليا علي الجماعة، خاصة أنها تبعتها قضية أخري من طراز مقارب، فإنها - أي قضية الشاطر - فجرت صراعات في التنظيم.. وأتاحت مساحات تحرك للطامحين.. ومن بينهم المرشد المفوض حاليا محمد حبيب.. وأدت إلي إعادة تقسيم داخلي في ضوء توازنات جديدة.. والأهم أن كل جحافل التابعين لخيرت الشاطر راحت تلوم قيادة الجماعة لأنها لم تقف كما ينبغي مع القيادي السجين.
6- حدوث الانقلاب في غزة من قبل حركة حماس
لم تكن المشكلة في أن جماعة الإخوان قد أيدت حركة حماس فيما أقدمت عليه تجاه السلطة القانونية في غزة.. وإنما في المدلولات الخطيرة لهذا التصرف النوعي علي أكثر من مستوي:
الأول: أن حماس هي حركة إخوانية.. وقد انفصلت عن تنظيم إخوان الأردن مؤخرا.. وفي حرب غزة أعلنت ولاءها للمرشد في مصر.. وفي حين لم تدن الجماعة في مصر هذا التصرف الانقلابي العنيف.. بل أيدته وراحت تبرره.. وتهاجم بدورها السلطة الفلسطينية.. فإن الجميع في الداخل والخارج راح يستنتج أن الإخوان يمكن أن يفعلوا نفس الشيء.
الثاني: أن الانقلاب الحمساوي كان تاليا لفوز انتخابي واسع النطاق لم يكن متوقعا بدوره في المجلس الوطني الفلسطيني.. وقد تساءل الكثيرون: ما هي حاجة حماس إلي الانقلاب، إذا كانت قد حصلت علي المقاعد عن طريق الانتخاب.. وما الذي يمنع الإخوان من أن يقوموا بفعل مماثل في مصر وهم أيضا في المقاعد البرلمانية؟
الثالث: هو أن التأثيرات الخطيرة علي الأمن القومي المصري نتيجة لفعل حماس الانقلابي لم يقابل بأي موقف إخواني واضح.. سواء علي مستوي التهديد النوعي لسيناء سكانيا.. أو علي مستوي عدم رفض المشروعات المطالبة بضم سيناء إلي غزة.. أو علي مستوي الادعاء بأن مصر تحاصر حماس من خلال معبر رفح.. أو علي مستوي موقف الإخوان المضاد للبلد في حرب غزة.. أو علي مستوي عدم الانتباه إلي خطورة تأثير انفصال الأراضي الفلسطينية.. بل وتجاهل ذلك برمته.
7- التعديلات الدستورية.. وحظر الأحزاب علي أساس ديني
في عام 7002 واجه الإخوان أكبر تحد يمكن أن يتعرضوا له.. ولم يزل قائما وليس لديهم حل له.. تمثل في التعديلات الدستورية التي تضمنت نصا يحظر قيام الأحزاب علي أساس ديني وحظر أي نشاط سياسي علي أساس ديني.. ما يعني أنه لن يكون بمقدور الجماعة في أي انتخابات مقبلة أن تستخدم الشعار الديني الأسير عندها والأثير لديها (الإسلام هو الحل).
لقد انتزع هذا التعديل من يد الإخوان ومن يد كل جماعة غير مدنية أو أي اتجاه متطرف آخر فرصة خداع الناس بالشعار الديني أيا ما كان نصه.. ومن ثم أوجب عليهم البحث عن بدائل موضوعية.. وأطروحات منهجية يقدمونها للناس.. ولعموم الرأي العام.. وهو ما لم تبد له أية مؤشرات حتي الآن.
ولم يكن من الممكن أن تمضي الجماعة في معارضة هذا النص في ضوء ما تطرحه حول نفسها من دعاية القبول بالمنهج الديمقراطي والعمل في سياج القانون.. كما أنها لم تكن تملك القدرة البرلمانية علي مقاومته.. ومن ثم فإنها بعد أن اصطنعت بعض الصخب حول ذلك.. راحت تعتقد أنها يمكن أن تمر من هذا الاشتراط الدستوري عن طريق التفافات إجرائية.. غير أن التحدي سوف يمثل معضلة كبيرة أمام مرشحي الجماعة في أي انتخابات مقبلة.
8- معضلات برنامج الجماعة والتنازع حوله
في فترة تالية.. وخضوعا للضغوط الدولية المختلفة.. والمطالبات بتحديد المواقف.. فإن الجماعة طرحت علي الرأي العام، دون إجماع من داخلها، نصوص برنامج مقترح لحزب إخواني.. اعتقدت أنها يمكن أن تقوم من خلاله بإعادة صياغة صورتها وليس إعادة صياغة نفسها.. وما أن أصبح البرنامج موجودا حتي تسبب في تفجير الجماعة من الداخل.. وشن الهجوم عليها من الخارج.
فمن جانب لم يحل البرنامج معضلات كثيرة وكثيفة.. أهمها الموقف من المرأة.. وولايتها.. والموقف من الأقباط وولايتهم.. والأخطر هو أن الصيغة التي يقدمونها بديلا مختلفا لمشروع التنمية الحضاري.. ويتمايز بهم عن بقية التيارات السياسية فضلا عن الأغلبية الحاكمة.. لم تكن موجودة أصلا.
وعلي الرغم من أن الجدل العام كله قد انصب علي موضوع المرأة.. والأقباط.. وعدم قبول حرية العقيدة.. فإن هذا الجدل لم يشمل بعد أنه لا يوجد لدي الإخوان برنامج حقيقي يختلف عن أي من المبادئ المطبقة بالفعل.
والأهم أن البرنامج الذي لم يحسم الفرق بين حزب علني وجماعة سرية، ولم ينص علي إلغاء وجود الجماعة إذا ما قام الحزب.. فإنه لم يحظ باتفاق داخلي في التنظيم بين الفرقاء الإخوان.. وكشف عن هوات سحيقة بين الأطراف.. فضلا عما بين الإخوان - القيادات.. والإخوان - القواعد.. وفيهم من لايؤمن بوجوب الحياة الحزبية من الأصل.. ومن ثم كفي الإخوان علي هذا البرنامج (ماجور).. ومازالوا يقولون أنه قيد النقاش.
المشكلة ليست في أنه يخضع لنقاش داخلي حقيقي أم لا.. ولكن في أن هذا أخرج الإخوان من اختبار أمام الغرب وأمام كثير من الجماعات المعارضة في مصر خاسرين حتي لو لم يكن الأمر مطروحا الآن.
9- خسارة الإخوان في انتخابات نقابة المحامين
ما جري في تلك الانتخابات مثل متغيرا هائلا علي مستوي العمل النقابي.. في الكيان المهني الذي ظل الإخوان يسيطرون عليه طيلة عشرين عاما.. وكان عنوانا لقدرتهم علي تحويل العمل النقابي المهني إلي منبر سياسي يخدم أهدافهم ويحقق لهم مكاسب تنظيمية مختلفة.. كما لو كانوا حزبا قائما.
لم تكن المفاجأة فقط في أن الأغلبية الجديدة في النقابة قد جاءت عن طريق عمل تنظيمي قوي من الحزب الوطني.. ولكن أيضا في أن الرأي العام النقابي قد انفجر غيظا من عملية الاحتكار التي استمرت سنوات وأدت إلي توظيف الكيانات المهنية لصالح تيار سياسي بعينه. وبغض النظر عن الحرب الضروس التي تشن علي الأغلبية الجديدة من قبل مجموعات الإخوان ومناصريهم، وبغض النظر عن المنافسات الانتخابية التي لم تزل آثارها باقية في النقابة وهي إلي زوال بعد حين.. فإن متغيرات النقابة مثلت نموذجا قابلا للتكرار.. وطرح تحدياته علي الجماعة ولم تجد له حلا جديدا.
01- المضي قدما في العمل السري.. ومتابعته أمنيا
لم يؤد الفوز الانتخابي الإخواني إلي أي تغيير في صيغة العمل الذي تنتهجه الجماعة المحظورة.. بل إنها بقيت حريصة علي صيغ العمل السري المتنوع.. وفي حين لجأت الجماعة إلي هذا الأسلوب حتي وهي تحاول تأهيل النواب المنتمين لها وتلقينهم بالمواقف البرلمانية.. فالنواب لايعملون من تلقاء أنفسهم وإنما من خلال إملاءات الجماعة.. أي أنهم لا يعيرون بالا لصالح الأصوات التي انتخبتهم.. فإنها أصرت علي أن تكون كل أعمالها التنظيمية سرية.. وفي كثير من الأحيان بحضور نواب شرعيين.. ما أدي إلي استمرار الملاحقات الأمنية التي لا يمكن أن تتوقف عن رصد أي عمل سري لتنظيم محظور.
وبغض النظر عن الصخب الذي تحدثه الجماعة بخصوص أنها تتعرض لملاحقات هدفها إقصاؤها عن الانتخابات المقبلة.. فإن الرأي العام لم يعد يتعاطف مع مثل تلك الادعاءات من أي نوع.. وبقيت روتينية إلقاء القبض علي المنتمين للجماعة في أي اجتماع "سري" مسألة معتادة.. إلي أن وصل للتطور الأخير شاملا عبدالمنعم أبوالفتوح النائب الثاني لمرشد الجماعة.. وهو نفسه كان قد قاد تحديا لسلطات الأمن المصرية خلال حرب غزة مدعيا رغبته في عبور رفح إلي غزة.. ثم حين أتيح للوفد الطبي الذي كان يتحدث باسمه أن يسافر إلي غزة.. كان أن تراجع هو بحجة أنه لم يكن معه جواز سفر.
11- الخلافات الداخلية حول مسائل جوهرية
بخلاف كل هذا فإن الجماعة وجدت نفسها في آتون خلافات نوعية بين اتجاهات متضاربة فيها.. مرة علنا ومرات سرا.. في ذات الوقت الذي زادت فيه القدرة علي الاجتراء عليها من أعضاء كانوا فيها أو أزيحوا إلي مواقع أقل داخلها.
وبينما كان الدكتور السيد المليجي - وهو القيادي السابق فيها - بكتبه ومقالاته وحواراته يفجر اتهامات جوهرية ضد الجماعة؛ منهجها وعنتها الإيديولوجي والتنظيمي ومواقفها العامة.. خصوصا فيما يتعلق بأنها خاضعة إلي تنظيم سري داخلي لايتواءم مع متغيرات العصر.. فإن الاتجاهات المتصارعة فيها انشطرت إلي ما بين اتجاهين يقال أنهما إصلاحي ومحافظ.. وهي نفس المعاني التي تتردد فيما بين إخوان الأردن وإخوان الجزائر.
وفي سياق آخر فإن الجماعة تورطت نتيجة لالتزاماتها الإقليمية وأجندتها الموالية لإيران في جدال كبير حول الموقف من الشيعة.. وبما يناقض الأصول الفكرية لها.. وهي مسألة فرضت نفسها في ضوء التحالف مع قم وطهران والدوحة وحزب الله وحماس ودمشق.. ولكنها انفجرت في وجه الجماعة.. خاصة حين حاول يوسف ندا - القيادي الإخواني الدولي - أن يصل إلي صيغة تقريب تشرع التحالف وتبرره.. فوجد في وجهه من يعترض ممثلا في محمد غزلان.. وأعاد هذا إلي الأذهان شهادة يوسف القرضاوي ضد الشيعة وإيران.. وما لبثت الجماعة أن لئمت هذا الجرح من خلال ورقة أعدها محمد جمعة عبدالعزيز.. أقر فيها بالاختلاف مع الشيعة.
وبالتوازي مع هذا تبلور اتجاه ما يعرف بالقطبيين في التنظيم.. الممثلين لتيار يعود إلي الخمسينيات والستينيات ويوصفون بأنهم من الصقور.. وهؤلاء يعودون إلي التمسك بكتب وأفكار سيد قطب التي يحاول البعض أن يعيد تقييمها.. والتملص منها باعتبارها أحد أهم المثالب التي توجه إلي عقيدة الجماعة خصوصا أن سيد قطب هو المرجع الأصيل لكل جماعات الإرهاب الدولية بدءا من تنظيم القاعدة.
في هذا السياق كله يمثل الموقف الأخير تعبيرا عاديا جدا عن ارتباكات ومآزق جماعة لم تعرف كيف تحدد ماهيتها في ظل المتغيرات التي قررت أن تخوضها والطموحات غير المشروعة التي انساقت وراءها.. والأحلام البعيدة التي راودتها.. والخداع الذي لم تقو علي أن تلبي التزاماته.. والتطور الذي لايمكنها أن تلاحقه.. وبالتالي فإن موقف المرشد الأخير الذي استقال وعاد ثم ذهب إلي بيته، كما كان قد قال ذلك محمد حبيب، كل هذا يمثل قمة جبل الجليد.. وربما يكون هذا الانفجار مقدمة إلي ما هو أكبر.. أو قد يكون تعبيرا غير مقصود عن رغبة الجماعة المحظورة في أن تجد سبيلا جديدا يخفي كل الخطايا والفخاخ التي سقطت فيها.. خلال الأعوام الأربعة الماضية. بأن تقدم نفسها بمرشد جديد يكون قادرا علي تجديد دماء الخديعة لفترة أخري.
ومن ثم فإن من بين الاحتمالات أن يكون التغيير الحادث بابتعاد المرشد هو تمثيلية كبيرة.. خاصة وأنه مهد لذلك بإعلانه قبل أشهر أنه لن يستمر في موقعه.. أو ربما دُفع هو إلي ذلك.. بالاحتشاد ضده.. في مكتب الإرشاد.. لأن أعضاء المكتب رأوا أن هناك ضرورة لمرشد جديد. في كل الأحوال فإن التنظيم السري المحظور أمام مأزق تاريخي وغير عادي ولافكاك منه.. ومركب.. وشديد التعقيد.. ولن يكون اختيار مرشد جديد وسيلة لعبوره.. بل علي العكس سيؤدي لتفاقمه.. ومن المؤكد أن جماعة ما قبل 5002 ليست هي جماعة 9002. كما أنها ليست جماعة ما قبل التاريخين.. وبالتأكيد فإن الجماعات التي ستقول أنها الإخوان في 0102 سوف تختلف عن هذا كله.. والأيام سوف تختبر دقة تحليلي هذا.
عبد الله كمال يمكنكم مناقشة الكاتب وطرح الآراء المتنوعة علي موقعه الشخصي
www.abkamal.net
أو علي موقع المجلة :
www.rosaonline.net/weekly
أو علي المدونة علي العنوان التالي:
http//:alsiasy.blogspot.com
Email: [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.