لا شك أننا إزاء مرحلة فارقة ومسئوليات جسام ومهام كبرى ربما لم تعرف مصر مثلها من قبل، فوضى عارمة فى كل شىء، وهو ما يقتضى أن يتوافق الفرقاء وأن يتوحدوا خلف الأهداف المشتركة التى لا يمكن لفصيل واحد مهما كان قدره وقدرته أن يحققها أو ينهض بها وحده، لا خيار غير التوافق والتكاتف الذى كان مصاحبًا لثورة 25 يناير لتحقيق آمال الجماهير من ديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية. تفرق الجمع وظهرت الفتن بأنواعها، فتنة الجيش والشعب وفتنة المسلم والمسيحى، وفتنة جناحى العدالة من قضاة ومحامين، وجللت تلك الفتن بالفلول والبلطجية ومن يدعون بأنصار مبارك، نجد فلول الحزب غير الوطنى يهددون بإحراق البلد إذا ما طبق عليهم قانون العزل السياسى بل تجرأ أحدهم مهددًا المجلس العسكرى باحتلال الصعيد، ومنع إجراء الانتخابات البرلمانية والقيام بأعمال الفوضى فيه، ويأتى أنصار مبارك الذين ما هم إلا عملاء ومرتزقة مأجورين موالين للرموز الفاسدة ومدربين على العنف مستمدين بطشهم وقوتهم من الأفاعى والحيات أصحاب السلطة والمال من أتباع النظام البائد الفاسد يساعدهم الغياب الأمنى المتعمد. مصر الآن تعيش بلا ضابط أو رابط يعيث فيها الفساد لإجهاض ثورة نبيلة، المصريون الآن يواجهون الخوف والإحساس بعدم الأمان وانفلات الأسعار الجنونى والبطالة وزيادة كبيرة فى أعداد العاطلين مهددين بالانتحار الجماعى فى ميدان التحرير الذى شاهد ثورتهم ضد الظلم والقهر والاستعباد، بات الشعب مرعوبا خائفا مذعورا من مهاجمة البلطجية الذين ابتلينا بهم وهو ما ورثناه عن النظام السابق. رغم كل هذا مازال هناك أمل فى إنقاذ ثورة دفع ثمنها أكثر من ألف شهيد وآلاف المصابين، الأمر المؤكد هو أن الثورة سوف تنجح حيث ثقتنا فى تحقيق الأهداف التى قامت من أجلها وأسقطت حاجز الخوف، مدرك صانعوها ألاعيب قوى الثورة المضادة من انفلات أمنى وفوضى وأن قوى الأمن تساهم فى الثورة المضادة. والأمر المؤكد هو إيمان شعبنا بأن مستقبلنا سيكون أفضل ألف مرة من الماضى البغيض ولن تعود أبدا عقارب الساعة إلى الوراء.