وسط أجواء متوترة عقد مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع للأمم المتحدة بجينيف الاثنين الماضي، جلسة خاصة لمناقشة الوضع في سوريا والتطورات الراهنة هناك. وهي الجلسة المغلقة التي حصلت «روزاليوسف» علي تفاصيلها الكاملة، إذ بدأت بسجال بين المفوض السامي لحقوق الإنسان ومندوب سوريا لدي الأممالمتحدة في جينيف.. وذلك عندما قام المفوض السامي بسرد تقرير يحمل إدانة واسعة لنظام الأسد واتهمه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأن الأمر يحتاج تدخلا من مجلس الأمن لكي يفوض المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في هذه الجرائم. وهنا انتفض مندوب سوريا وقال إن هذه الجلسة جلسة سياسية والقرار المقدم قرار سياسي من جانب بعض القوي التي تعادي سوريا وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي واستدل علي ذلك بأن هذه الدول هي التي أعدت مشروع القرار المقدم أمام الجلسة. وفي هذه الأجواء حدث انقسام عربي بين معسكرين الأول كان يدفع بتبني القرار وتشجيع الدول علي اعتماده وضم هذا بعض دول مجلس التعاون الخليجي.. أما المعسكر الآخر فكان يري من وجهة نظره أن الامتناع عن التصويت يعتبر موقفاً مناسبا لعدم الاصطدام مع نظام الأسد، خاصة أن كل الاحتمالات واردة في سوريا.. وضم هذا المعسكر عددا من دول المغرب العربي بالإضافة إلي جيبوتي وانضمت إليهم الهند. بينما قامت روسيا والصين بمحاولات متعددة لإسقاط مشروع القرار وصوتا ضده في نهاية المطاف.. أما مصر فعلي الرغم من كونها لا تتمتع حالياً بعضوية مجلس حقوق الإنسان إلا أن الوفد المصري شارك في الجلسة وطلب السفير هشام بدر مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة في جينيف أن يلقي بياناً أمام الاجتماع يوضح خلاله رؤية مصر تجاه الوضع في سوريا وهو ما حدث. وفي اتصال هاتفي مع «روزاليوسف» قال بدر: حرصنا علي التأكيد علي عدد من العناصر في رؤيتنا تجاه الوضع في سوريا، وقلنا إن الإصلاح المخطط بدماء الشهداء لن يجدي نفعا وأن المطلوب الآن وبشكل فوري أن يحدث وقف فوري لإطلاق النار والذهاب إلي حوار وطني شامل وأن علي جميع القوي التحرك السريع لإنقاذ الموقف. وأضاف: تحدثت عن الدرس الذي قدمته ثورة 25 يناير وما تبعها من أوضاع في المنطقة.. وهذا الدرس مفاده أن الحلول الأمنية لم تعد مجدية، وأن أي مخرج يجب أن يكون سياسياً ومؤسسا علي حوار وطني.. وأن السلطات في المنطقة العربية عليها أن تأخذ بزمام المبادرة لتحقيق الحريات التي تتوق لها الشعوب العربية. ولم تكن إسرائيل بعيدة عن الموقف.. وتحدث مندوبها أثناء الجلسة متهما نظام الأسد بإبادة شعبه.. وأن علي الشعب السوري أن يحرر نفسه. انعقاد الجلسة بالتزامن مع الجريمة الإسرائيلية علي الحدود المصرية كان له مردوده علي وفدي البلدين داخل الاجتماع إذ تحاشي كل وفد «الوفد الآخر».. وقالت المصادر إن هذا الوضع ليس جديداً علي وفدي البلدين فهما في حالة صدام دائم داخل أروقة المجلس.