الدنيا قامت وقعدت فى مصر بعد الدماء الذكية التى أسالتها الغطرسة الإسرائيلية على الحدود المصرية لجنودنا البواسل، حيث تغيرت الصورة بعد ثورة 25 يناير، ولم تستطع الحكومة تبرير تجرؤ الصهاينة بالاعتداء على جنودنا داخل حدودنا وقتل 6 من الجنود المصريين بأنها جاءت من نيران صديقة حيث خلع حليفهم وعميلهم، وجاء تقرير قوات السلام الدولية بإدانة الاعتداء لأنهم اخترقوا الحدود وقتلوا الجنود متعمدين، لم ينتظر الثوار رأى المسئولين أو خشوا الردع الذى تم لهم من قبل عندما حاصروا السفارة الإسرائيلية فى ذكرى نكبة فلسطين فى 15 مايو الماضى، رفضوا أن ينصاعوا لأوامر الشرطة العسكرية بالمغادرة، ليجىء صعود الشاب أحمد الشحات ليتسلق المبنى الذى تقطن به سفارة هذا الكيان الصهيونى الشيطانى وينزل علمها ويرفع بدلاً منه علم مصر ويعاود النزول ليصيح فى جموع المتظاهرين ارفع رأسك فوق أنت مصرى، وتفاعل الشارع مع هذا الحدث وإطلاق اسم سبايدرمان المصرى على هذا الشاب الذى أنزل علم دنس هواء مصر لمدة ثلاثين عاماً. يأخذنا المشهد لنجد اجتماعا طارئا للمندوبين الدائمين لجامعة الدول العربية لمناقشة حادث القتل الغادر، وانتظرنا أن يحدث الجديد فى تطور أداء الجامعة تجاه التغييرات التى حدثت فى الربيع العربى ولكننا صدمنا كشعوب عربية بشكل عام وبشكل أكبر كشعب مصر صاحب أروع وأشجع ثورة فى التاريخ المعاصر، حيث فجعنا بالبيان الذى صدر عن الجامعة ليكون المرة التى تعدت المائة فى بيانات الشجب والتنديد والإدانة، فجاء لنا مخيبا ومحبطا لأمالنا تجاه أى تغيير لمنهاج وأسلوب جامعة الحكومات العربية تجاه الغطرسة الإسرائيلية وتصرفاتها العدوانية تجاه الأمة العربية ليوضع داخل أرفف الثلاجة العربية، معضدًا بموقف الحكومة المصرية الذى جاء مخزيا ومرتعشا تجاه هذا الفعل الحقير مثل مواقف الحكومات العربية.