مثلما كان لأحمد هيكل نجل الكاتب محمد حسنين هيكل نصيب في شهرة الشركات التي يقوم بتأسيسها والتخارج منها بعد ذلك.. كان له نفس النصيب في إثارة الشكوك حول الصفقة «الشبح» وهي مشروع استحواذ شركة أبراج الإماراتية علي شركته القلعة والتي أثارت ضجة في البورصة خلال الأيام الماضية ملقية بظلال من الغموض حول حقيقة تخارج هيكل من السوق ككل.. وإذا ما كان له دور في تهريب أموال بعض رموز النظام السابق خارج مصر، خاصة في ظل تحقيق شركته لخسائر بلغت 4,1 مليار جنيه خلال عام .2010 وكشفت الصفقة أيضا عن جوانب الإهمال في جهات من المفترض بها القيام بالرقابة علي سوق التداول والتي لم تحاول الاستفسار من الشركة بشكل جدي عن المعلومات المتداولة في السوق ونفتها القلعة ثلاث مرات بشأن الاستحواذ مما أدي إلي تذبذب في سعر السهم دفع ثمنه صغار المستثمرين. -- كثير من الشائعات التي تداولها السوق خلال الفترة الأخيرة «دارت حول أن للشركة نصيبا في إذكاء بعضها بواسطة تسريب معلومات من داخلها.. بدأت مع وضع اسم هيكل في قوائم الممنوعين من السفر وذلك لشرائه شركة أسمنت حلوان من قطاع الأعمال العام في برنامج الخصخصة وهو ما نفته الشركة بأوراق رسمية.. ثم شائعة هروبه خارج مصر. وكان وقتها في رحلة عمل عاد منها وأخيرا شائعة تخارجه من السوق بواسطة بيع شركته لشركة أبراج الإماراتية وهي الشركة التي كان لها سابقة مد يد العون لأبناء هيكل عندما اشترت حصة تقدر ب 25% من رأس مال شركة هيرمس بقيمة نصف مليار دولار في منتصف عام 2006 وبيعها بعد ذلك بعد تحقيقها أرباحا طائلة ومن قبلها يتخارج أحمد هيكل ومعه هشام الخازندار ومجموعة من خبراء الاستثمار ليؤسس شركة القلعة للاستشارات المالية وفي عام 2004 ويطرح حصة من رأس المال للاكتتاب في البورصة في 6 ديسمبر 2009 بسعر 12 جنيها للسهم ولم يحقق السهم ارتفاعا في السعر إلا في أول وثاني أيام تداوله لينهار بشكل حاد قبل نهاية الشهر الأول لطرحه ليصل إلي 16,8 جنيه كما يوضح أحمد عطا المحلل المالي. ثم يستمر السهم في التداول صعودا وهبوطا بنسب بسيطة حتي نهاية شهر أبريل 2010 ليواجه موجة أخري من الهبوط تصل به إلي 6 جنيهات ويعاود الصعود التدريجي خلال النصف الثاني من العام ليصل إلي أعلي سعر له في يناير 2011 وقبل الثورة ببضعة أيام ويحقق 5,9 جنيه وبعد عودة التداول يشهد السهم هبوطا يصل إلي 60,5 جنيه في شهر مارس ويتخطي هذا السعر إلي 5,4 في شهر أبريل عندما تم منع هيكل من السفر ثم يعاود الصعود مرة أخري ليصل إلي حدود الستة جنيهات عقب تسريب معلومات باستحواذ شركة أبراج علي حصة في القلعة. ويفرق وائل عنبة المحلل المالي بين تعامل أبراج مع هيرمس وتعاملها مع القلعة من حيث إمكانية ارتفاع سعر سهم القلعة ارتفاعا كبيرا ثم الهبوط السريع مما يؤدي إلي خسائر فادحة للمستثمرين الصغار بقوله «كان لصفقة هيرمس ظروف مختلفة حيث كان ارتفاع سعر السهم مبالغا فيه من أقل من 30 جنيها عندما ساهمت فيه أبراج إلي 220 جنيها ثم الهبوط مرة أخري إلي سعر 40 جنيها وذلك نتيجة وجود سيولة كبيرة في السوق حينئذ منذ عدة سنوات مما أدي إلي ارتفاع سعر سهم هيرمس ارتفاعا عموديا حيث لم تكن هناك أوراق مالية كثيرة يتم التداول عليها وكان ذلك في أعقاب طرح الشركة المصرية للاتصالات، أما الآن فإن الوضع مختلف، فالسيولة قليلة والمطروح من الأوراق المالية كثير.