استخراج اسماء المشمولين بالرعاية الاجتماعية الوجبة الاخيرة 2024 بالعراق عموم المحافظات    تمويل السيارات للمتقاعدين دون كفيل.. اليسر    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    سفير تركيا بالقاهرة: مصر صاحبة تاريخ وحضارة وندعم موقفها في غزة    نيفين مسعد: دعم إيران للمقاومة ثابت.. وإسرائيل منشغلة بإنقاذ رأس نتنياهو من المحكمة    رئيس إنبي: من الصعب الكشف أي بنود تخص صفقة انتقال زياد كمال للزمالك    «هساعد ولو بحاجه بسيطة».. آخر حوار للطفلة جنى مع والدها قبل غرقها في النيل    رابط نتائج السادس الابتدائى 2024 دور أول العراق    اليوم.. ختام مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بحضور إلهام شاهين وفتحي عبد الوهاب    أترك مصيري لحكم القضاء.. أول تعليق من عباس أبو الحسن على اصطدام سيارته بسيدتين    افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    بيكلموني لرامي جمال تقترب من 9 ملايين مشاهدة (فيديو)    تحرك برلماني بشأن حادث معدية أبو غالب: لن نصمت على الأخطاء    دراسة: 10 دقائق يوميا من التمارين تُحسن الذاكرة وتزيد نسبة الذكاء    ضميري يحتم عليّ الاعتناء بهما.. أول تعليق من عباس أبو الحسن بعد حادث دهسه سيدتين    «أعسل من العسل».. ويزو برفقة محمد إمام من كواليس فيلم «اللعب مع العيال»    نائب محافظ بنى سويف: تعزيز مشروعات الدواجن لتوفيرها للمستهلكين بأسعار مناسبة    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    حلمي طولان: حسين لبيب عليه أن يتولى الإشراف بمفرده على الكرة في الزمالك.. والفريق في حاجة لصفقات قوية    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    أهالي سنتريس يحتشدون لتشييع جثامين 5 من ضحايا معدية أبو غالب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    ملف يلا كورة.. إصابة حمدي بالصليبي.. اجتماع الخطيب وجمال علام.. وغياب مرموش    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    شارك صحافة من وإلى المواطن    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة حرق الوحدة الوطنية

المشهد مخيف وينذر بخطر داهم.. الميليشيات المسلحة علي الأبواب ، وإذا لم تكن هناك وقفة جادة فسنتحول إلي لبنان آخر تعتصره الطائفية.. لست متشائما، لكنني قلق وما حدث علي مدار الأسبوع الماضي يكشف الصورة القاتمة التي تنتظرنا.. رسائل قصيرة تأتيني علي الهاتف المحمول، وشريط الأخبار يقدم الاصطدامات الطائفية التي تحدث في إمبابة؟!
لم أذق طعم النوم، أجريت عدة اتصالات بزملاء مقيمين في إمبابة، الجميع يتحدث عن «بروفة» حرب أهلية، «لبننة».
في التاسعة من صباح الأحد، أسرعت مهرولا نحو إمبابة، سائق التاكسي أوصلني إلي أول شارع الوحدة، ولم يكف عن الثرثرة:
«ولا يوم من أيامك يا مبارك، فاسد وولاده فاسدين، لكن كنا عايشين في أمان..» لم أرد، أسرعت الخطي.. ودار بمخيلتي:
- محاولة إفساد زيارة عصام شرف لقنا ورموز قنا يؤكدون أن أمن الدولة رتب الزيارة 3/5
- بيان من المجلس: هناك قوي خارجية وراء أحداث الفتنة، والمجلس العسكري يتعقب المواقع التي تثير الفتنة 4/5/2011
- الحكم علي حبيب العادلي بالسجن لمدة 12 عاما 5/5/2011
- في ذات التوقيت شهدت أقسام الشرطة في محافظات القاهرة والجيزة والدقهلية «3/5» محاولات اقتحام مجموعات مسلحة وهروب جماعي لسجناء ومحتجزين أسفرت عن فرار العشرات، ومقتل شخص وإصابة سبعة بينهم ضابطان وشرطي
- المظاهرات السلفية أمام الكاتدرائية بشأن كاميليا شحاتة 6/5
- إعلان الشباب القبطي عن تنظيم مليونية للدفاع عن الكاتدرائية
- تفجير أنبوب الغاز الخاص بإسرائيل في اليوم التالي لعقد جلسة المصالحة بين د. عصام شرف وبدو سيناء، وما تلي ذلك من تصريحات رسمية تؤكد أن بدو سيناء بعيدون عن الشبهات وأن مرتكبي الحادث قوي خارجية.
- «واحد عيادة لواحد قلمجي»
في منتصف شارع الوحدة استوقفني ضابط شرطة، أخرجت هويتي الصحفية، سمح لي بالمرور من شارع جانبي، مقهي صغير يجلس عليه شرطيان «بضعة أفراد» جلست - اقترب مني صبي القهوة متسائلا: - عايز إيه حضرتك؟ شعرت أنه أدرك أنني غريب عن الحي، أجبت:
- أنا صحفي وعايز ينسون.. هتف الصبي للعامل: «واحد عيادة لواحد قلمجي»، عاد بالمشروب وسألني من أي جرنال؟ قلت روزاليوسف: تركني وبعد دقائق فوجئت بشيخ ربعة في منتصف العقد الثالث، ينطق من زيه البدوي ولحيته بعفويته، سألني: ممكن أشوف بطاقتك الصحفية أو الشخصية؟ أبرزت له البطاقة الصحفية جلس وقال لي تحلف علي المصحف أنك تكتب الحقيقة، قلت سأكتب ما تقول بدون أن أحلف: قال:
- «الجماعة النصاري اخترعوا قصة بنت اسمها عبير ونشروها في الحي، علشان يستدرجونا ويضربونا بالنار، وجماعة منهم كانوا بيجيبوا السلاح من جوه الكنيسة، هجم عليهم بعض الإخوة وحصل إللي حصل !!
- التف حولي أكثر من عشرة ملتحين، وأخذوا يرددون حكاية عبير وياسين بطرق مختلفة، ولكنهم أجمعوا علي أن الجماعة النصاري حرضوا علي الفتنة وقتلوا المسلمين بدم بارد. - تركتهم وقطعت الشوارع الجانبية حتي وصلت إلي شارع المشروع القائم به كنيسة ماري مينا، أكثر من مائة صبي يتجمعون أمام الكنيسة، أحد الملتحين يتحدث بإنجليزية ركيكة مع صحفية أجنبية، اقترب مني خمسة فتية، نفس السؤال:
- بطاقتك وماذا تريد؟ أبرزت البطاقة، هتافات: « أرفع رأسك فوق.. إنت مسلم.. الله أكبر»، يصرخ فيهم بعض أئمة المساجد مطالبينهم بالهدوء، والانصراف، يعلو هتافهم «دم الشهيد هو مش بعيد.. تار الشهيد»، أخذت بطاقتي الصحفية، حاولت دخول الكنيسة منعني أحد الضباط قائلا: لا أحد بالداخل، علي بعد عشرين مترا، عشرات من الشباب القبطي، يهتفون: «بالروح بالدم نفديك يا صليب» سيارة أمن مركزي تحمي بعض المحال التجارية التي يظهر عليها آثار حرق ودماء، اقتربت من شيخ وقور ذي هيبة، تعارفنا الشيخ بيبرس محمد علي، إمام وخطيب مسجد التوبة بإمبابة، وأحد كبار قيادات السلفية بالمنطقة، قال: هناك من يحاول إشعال فتنة في إمبابة، ومؤكدا أن قصة الفتاة التي تدعي عبير أنها مسيحية وتحولت للإسلام هي قصة «كاذبة» ومختلقة.
-عبير وياسين دماء علي أيقونة العذراء
- قطع: «بعد خروجي من إمبابة وذهابي للمنزل نشر موقع الجماعة الإسلامية الإلكتروني حوارا مع عبير، ونقل عنها الموقع أنها أسلمت وأشهرت إسلامها بالأزهر في سبتمبر 2010 واتخذت لنفسها اسم «أسماء محمد إبراهيم»، وأنها كانت تعيش في قرية ورورة في بنها حتي أفشي أحد زملائها سرها إلي أهلها الذين أخذوها وسلموها للكنيسة في أسيوط ثم انتقلت للعباسية، في حين قال محامي عبير للموقع أنها أسلمت في أكتوبر وأقامت في قويسنا، ثم قالت عبير قصة أخري في مكالمة تليفونية مع برنامج العاشرة مساء في 7/5!!
جلست في أحد المقاهي، طلبت آباء كنيسة ماري مينا بالهاتف: القس شاروبين عوض قال إن أربعة سلفيين ذهبوا للكنيسة برفقة عدد من القيادات الأمنية زاعمين أن الكنيسة تحتجز فتاة مسيحية أشهرت إسلامها، وطلبوا الدخول للكنيسة لتفتيشها للتأكد من وجود الفتاة من عدمه، ولكن مسئولي الكنيسة رفضوا وسمحوا للقيادات الأمنية فقط بالدخول بصفة دورية من أجل التفتيش، بعدها تجمهر عدد كبير خارج الكنيسة لأشخاص يرددون شعارات دينية محاولين اقتحامها بالقوة إلا أن الشباب القبطي تصدي لهم وأجبرهم علي الرجوع للشارع.
اقترب مني أحد الشباب سألني السؤال التقليدي: بطاقتك، أبرزتها، همس في أذني: «إنت مسيحي» اندهشت حينها: أبرز لي الشاب علامة الصليب المرسوم «وشم» علي رسغه، وقال: منذ ثلاثة أيام، وهناك شباب ملتحي يتجول في الشوارع وينظم ويحرض علي الهجوم علي الكنائس، سألته لديك دليل؟
أخذني إلي منزله، وعلي اليوتيوب: شاب ملتحي يقسم بغضب أنه سوف يحرق كل كنائس إمبابة، مشاهد أخري لهجوم بعض الصبية والملتحين علي كنيسة العذراء وحرقها، أشارلي الشاب إلي شاب يطلق النار داخل الكنيسة، وتمتم قائلا:
«مين إللي بيستخدم السلاح»، وهل للدفاع عن النفس أم لإيذاء الكنيسة المسالمة، سحب لي تلك المشاهد علي اسطوانة مدمجة وأعطاها لي، لم تغادر مخيلتي صورة الدماء علي أيقونة العذراء بكنيستها المحترقة في شارع الوحدة..
- حق السلفيين في الضبطية القضائية
تركت إمبابة، عشرات نقاط التفتيش الأهلية التي تذكرني بلبنان أيام الحرب الأهلية، مجموعات صغيرة من الملتحين، والمسيحيين، يلتقطون الصحفيين، ولديهم قصص وشهود عيان كل فريق يحاول أن يثبت أن الفريق الآخر هو المذنب، وكل فريق تشعر من الحديث معه بأنه شاعر بالذنب، وأنه زج به في أتون معركة مفتعلة ومرتبة.
حملت تلك التساؤلات إلي الزميلة الصحفية ميرفت أيوب من سكان شارع المشروع ومنزلها يواجه الكنيسة، ومملوك ل «عادل لبيب» المتهم بالتحريض علي الفتنة، قالت: خلاص الأقباط انتقلوا من رد الفعل إلي الفعل، وماذا يفعلون.. لا محاكمات لقاطع أذن القبطي في قنا، ولا لمن حرقوا كنيسة الشهيدين بأطفيح، والسلفيون يستأسدون علي الأقباط في إمبابة، الخطب تهين الأقباط، حصار الكاتدرائية، لذلك قرر بعض الأقباط أن يأخذوا حقهم في الدفاع عن أنفسهم، والدنيا اتغيرت لم يعد هناك شباب قبطي ضائع بعد الثورة، بالطبع كان الأقباط يدافعون عن أنفسهم، لدينا كاميرات في كنيسة ماري مينا تثبت كلامنا، الجيش لم يصل إلا الساعة الحادية عشرة والنصف رغم أن القتل والدمار بدأ منذ السابعة والنصف، 95% من سكان الشارع من الأقباط هجروا إمبابة بعد أن تم الاعتداء عليهم وحرق ممتلكاتهم، خلاص زهقنا من التوازنات، وحكاية فلول الحزب الوطني، نصف سكان إمبابة كانوا أعضاء في الحزب الوطني مسيحيين كانوا أم سلفيين، وبعض وسائل الإعلام منحازة أو تحاول أن تلصق الهزيمة بالأقباط، بالذمة من الذي بدأ بالاعتداء، وهل يعقل أن نترك الجناة ونتهم الضحايا، من الذي أعطي الحق للإخوة السلفيين بإعمال القانون بصحبة رجال الأمن؟
-مسلم قبطي يد واحدة:
تركت ميرفت وإمبابة، وسؤالها عن إعطاء الأمن للسلفيين حق الضبطية القضائية، تذكرت الشيخ جابر الطبال أمير إمبابة منذ أكثر من عشرين عاما عندما كنت صحفيا شابا أحقق في الفتنة الطائفية، القصة التي سجلها فيلم «دم الغزال»، يا إلهي نفس الشوارع والحواري، الأحداث تتشابه وكأن مصر لم تتقدم !! «سجلت إمبابة 12% من أحداث الفتنة من منتصف الثمانينيات حتي منتصف التسعينيات» اقتربت من ماسبيرو والهتافات تعلو:
- «بالطول بالعرض إحنا أصحاب الأرض»
- «يا مشير قول الحق.. إنت سلفي ولا لأ»
- «مسلم قبطي مش مهم نفس القهر ونفس الغم»
- اقتربت من فتاة تدعي كوكب قدمت نفسها علي أنها ناشطة حقوق إنسان، قالت: أنا مسلمة وهنا للتضامن مع الإخوة الأقباط
- أحمد - مهندس يهتف، ويتضامن، يعلو الهتاف:
- «لينا إخوة مسلمين ع إللي بيحصل مش راضيين»
حمدين صباحي يتحدث من علي المنصة قائلا:
- العدوان علي الكنيسة عدوان علينا جميعا، أنا مع كل مطالبكم سواء في القانون الموحد لبناء الكنائس، أو فتح الكنائس التي أغلقت لدواع أمنية.
- يهتف الفنان خالد يوسف: دم واحد، شعب واحد، خلاص زهقنا من حكاية شماعة فلول الحزب الوطني، أنا مع كل مطالبكم جملة وتفصيلا.
-الجيش لا يدافع عن الأقباط
القساوسة يحاولون منع الشباب من الهتاف ضد المجلس العسكري والمشير، يطردون بعض الذين يفقدهم الغضب رشدهم، يهتفون: «الجيش والشعب إيد واحدة»
اقترتب من الزميلة الصحفية وناشطة حقوق الإنسان حنان فكري، قالت:
تجمعنا حوالي عشرة آلاف مسيحي ومسلم عند دار القضاء العالي مطالبين بالقصاص من القتلة، في الشارع المجاور لهيلتون رمسيس حدث ضرب متبادل بالطوب بيننا وبين بعض الصبية والبلطجية، تطوع خمسة أطباء لعلاج المصابين بعد أن تهور بعض الشباب وهتفوا ضد المشير.. سحب الجيش قواته وحل ملحهم قوات أمن مركزي، يتدخل أحد الشباب قائلا بصوت مبحوح: «الجيش بيعاقب الأقباط، لقد أطلقوا علينا النار في التحرير وسكتنا، ثم عند كنيسة ماري مينا وسكتنا، تزجره حنان: تؤكد علي أن الجيش حتي لو كان أطلق النار في إمبابة فكان أكيد يطلق الرصاصات في الهواء، ولكن الشباب يكمل غاضبا لماذا دائما لا يتدخل الجيش لمنع الاعتداء علي الأقباط؟
قلت له هذه المرة: هناك عقيدة عند القوات المسلحة ألا تتدخل كطرف ضد المدنيين: أكملت حنان:
بالأمس حاول بعض الشباب إلقاء الأحجار علي مبني التليفزيون، ولكن الآباء الكهنة وقفوا أمامهم وقالوا لهم: «لو واحد عايز يضرب طوبة يضربها نحوي وليس نحو التليفزيون فهدأ الشباب».
أضافت حنان: لماذا يستأسد السلفيون والبلطجية علي الأقباط؟
وما هي القوة التي تحميهم، وأشارت إلي أن وثائق ويكيليكس فضحت أن المخابرات السعودية وجماعة أنصار السنة المحمدية بالسعودية يمولون السلفيين المصريين بحوالي خمسة مليارات دولار سنويا.
تنحيت جانبا جلست لألتقط الأنفاس، لمحت، الشاب الأسمر الذي كاد أن يفتك بي صباح الأحد في ميدان «سيمون دي بفوار» بجوار السفارة الأمريكية تجمع حوالي مائة شاب يريدون طلب الحماية الدولية «يا إلهي سيمون دي بفوار قائد حرب التحرير في أمريكا اللاتينية يكاد يبكي مما يحدث»!!
هرعت إلي هذا الشاب العشريني الذي يحمل صليبا في يده، قلت بحدة:
ما تفعلونه خيانة للكنيسة الوطنية قبل أن تكون خيانة للوطن، هوي الشاب بالصليب نحو رأسي قائلا: «إنت الخائن والجبان» تلقيت الضربة بقوة مقاتل عجوز، أمسكت به واشتبكنا اقترب مجموعة من الشباب أدركت أنني هلكت صرخ أحدهم «سلفي» شقت الصفوف صحفية شابة كنت أقوم بتدريبها منذ سنوات صارخة لأ.. ده أستاذ سليمان.. ده مسيحي!! توقف الشباب عن محاصرتي ومحاولة الفتك بي تنهدت الصعداء تمالكت نفسي، جلست علي الرصيف المجاور لفندق سميراميس اقترب الشاب ذو الصليب مني، ارتعش جسدي وأنا أتذكر شباب حزب الكتائب اللبناني حصار بيروت ابتلعت دموعي حتي يراها هذا الشاب تذكرت حينما كنت مقاتلا في صفوف المقاومة الفلسطينية، يا إلهي.. هل بالفعل سوف نصل إلي هذا المستوي هل سوف تتحقق نبوءة أسامة سلامة وتتلبنن مصر؟
جلس الشاب بجواري في وداعة وقال وفي نبرة صوته شعور بالذنب:
أنت لا تعرف شيئا أنتم لا تفهموننا، عشت في التحرير أسبوعين كاملين اقتسمت الخبز والخوف مع الإسلاميين أثناء معركة الجمل وهذه هي النهاية المشير يعقد صفقة مع الإخوان والسلفيين مثلما فعل السادات، نهرته قائلا: أرجوك كف عن الحديث بلا أدلة، ابتسم وربت علي كتفي وأضاف: بشرفك.. كيف نحاكم رئيس الجمهورية السابق مبارك وابنيه وأحمد عز والعادلي وجرانة وغيرهم ولا نحاكم من حرق كنيسة الشهيدين؟ ومن قطع أذن القبطي في قنا بذمتك يا فيلسوف أيهما أقوي مشايخ السلفية أم الرئيس السابق وعائلته وضعت يدي علي فم هذا الشاب وقلت له في عتاب.. أنت لا تدري ماذا تقول، صمت للحظات - ثم قال لي: طيب أقنعني بعكس ذلك؟
قلت وحتي لو كانت مثل هذه الصفقة موجودة.. فحالة السيولة التي تعاني منها القوي المدنية تجعل العسكريين يتحالفون مع الدينيين لما بينهما من صفات مشتركة مثل «الطاعة والتراتبية»، وليس لأهداف دينية، وأضفت وأؤكد أن الدولة المصرية في خطر، وهناك من يسعي لأعمال الفوضي، أو تفكيك مصر، وإضعافها من أجل أن يكفر الناس بالثورة وبالقوات المسلحة ويتمنون عودة مبارك، مئات الأقباط الآخرين توافدوا للحوار مع هؤلاء الشباب قبل أن ينتصف النهار كان الشباب قد انصرفوا، عدت بذاكرتي إلي ماسبيرو، نفس الشاب والصليب تعلو الهتافات المتضاربة، لست أدري لماذا تذكرت العجوز التونسي الباكي القائل: «هرمنا.. هرمنا» تركت المكان مسرعا.. تسبقني دموعي الساخنة المتساقطة مع تساؤلاتي.. تري من سوف ينتصر؟ مصر الثورة؟ أم التحالف الرجعي السعودي السلفي، وتحالف جماعات المصالح المباركية والبلطجية، لمحني الشاب أسرع إليه.. احتضنني وهتفنا سويا: مسلم قبطي مش مهم.. نفس القهر ونفس الغم
-الجيش والشعب إيد واحدة خلاص بلاش قرف.. يسقط عصام شرف
ابتعدت عن ماسبيرو، اقتربت من بائع صحف طالعت العناوين، التمويل السعودي يطل برأسه من مانشيتات بعض الصحف، تركت الصحف جانبا واستحضرت أصواتا من داخلي كنت قد خزنتها في الذاكرة:
صوت القمص هرمينا عبدالكريم راعي كنيسة مارمينا يؤكد لي بتردد داخلي: «كل ما حدث من اعتداءات وصدامات طاحنة جريمة لا أصل لها ومرتبة، ولا نعرف فتاة اسمها عبير، ولم تأت أبدا إلينا في الكنيسة وأيضا لا توجد لدينا أماكن للإقامة نهائيا، ويستطيع المحققون أن يتأكدوا من ذلك ما حدث جريمة مفتعلة ومنظمة هدفها حرق الكنائس.
تصريح المهندس ممدوح حمزة في ندوة هندسة القاهرة10/5:
ما حدث في إمبابة مخطط لنقول عليه فتنة طائفية وأضاف: ما حدث حدث بتخطيط أمريكي- إسرائيلي والتنفيذ سعودي.
جورج إسحق عضو لجنة التحقيق في الحادث: «التقرير يؤكد أن الذين قاموا بالتحريض وشحن الأهالي هم مجموعة من السلفيين والبلطجية وأعضاء الحزب الوطني المنحل.
سمير مرقص عضو لجنة التحقيق: الأحداث تبدو مفتعلة لاستهداف محال وأشخاص بعينهم وتدمير ممتلكاتهم والتعامل الأمني تأخر ثلاث ساعات. تحدث لمانشيتات الصحف: «محمد حسان: السلفيون تبرأوا من حرق كنيستي إمبابة!! «السلفيون أبرياء من «فتنة إمبابة».
أدركت لماذا يهتف الشباب ضد الإعلام والصحافة، لقد نصب بعض الزملاء أنفسهم كقضاة وأصدروا الأحكام بحسن نية أو بسوء نية أو كما يقول المثل الشعبي «فتش عن المرأة».. وفي حالتنا «فتش عن التمويل»!!
الخلاصة: بناء علي ما تقدم فإن ما حدث يرتبط أشد الارتباط بمحاكمات مبارك، والأحكام الصادرة بشأن العادلي، والضغوط السعودية والإسرائيلية لحماية رجلهم والراعي الرسمي 30 سنة.
الحادث مرتب ومنظم واستغل الشحن الذي فعله الإخوة السلفيون طوال الشهور الماضية بشأن تلخيص الوطن العظيم والإسلام الحنيف في شخص امرأة!! وحرض وشحن الطرفين.
إن الحركة السلفية مع احترامي لها تعاني من حالة سيولة تسهل حركة من يريد اختراقها ولم يعد أحد يصدق أنه بعد كل حدث ذميم يخرج علينا أحد شيوخ السلفية الفضلاء بالتكذيب أو أحد أصحاب الفضيلة من الزملاء الصحفيين بتلوين الخبر وتبرئة السلفيين إما لأسباب نابعة من الخوف منهم أو..
وبعد أن سلمت الأخت عبير نفسها نكتشف أن القضية أساسا مرتبطة بعدم قدرة عبير علي الطلاق من زوجها مثلها مثل مئات الحالات الأخري فهل تتعظ قيادات الكنيسة الأرثوذكسية ويحاولون الاجتهاد في النص حتي نصل إلي اجتهاد يحفظ للنص والوطن قدسيتهما، أم سيقع الوطن ما بين مطرقة السلفيين المسلمين وسندان السلفيين المسيحيين؟!
من أحداث «نادين وهبة رحمهما الله إلي أحداث كاميليا وعبير رحمهما الله أيضا، لا توجد مهنية ولا ضمير مهني لدي قطاعات كبيرة من الصحفيين فهل يدرك بارونات الصحافة وحلفاؤهم في الفضائيات بأن الوطن أهم من السبق الصحفي، وليس بالتمويل وحده تنجح الصحف والفضائيات.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
- أرقام
30 ألف متظاهر كانوا أمام ماسبيرو مساء يوم الأحد تناقص عددهم حوالي خمسة آلاف يوم الاثنين ثم 2000 يوم الثلاثاء ثم إلي 1500 صباح يوم الأربعاء التناقص جاء بسبب تظاهر بعض الشباب القبطي أمام السفارة الأمريكية طلبا للحماية وهو ما يرفضه معظم المتظاهرين وأيضا بسبب الشعارات المعادية للجيش وإلقاء الحجارة علي مبني التليفزيون حيث قام بعض الشباب بهذا الاعتداء ردا علي السياسة الإعلامية في تغطية الحدث وبسبب ما أشيع أن البابا شنودة أمر بفض الاعتصام
503 رقم حادث إمبابة بين حوادث الفتنة الطائفية منذ عام 1972 أحداث الخانكة وحتي الآن.
18 رقم الحادث الأخير بين أحداث الفتنة في إمبابة وحدها
3 اعتداءات وقعت علي نفس الكنائس التي تم الاعتداء عليها في الحادث الأخير
1153 ضحية منهم 23 قتيلا نتيجة أحداث العنف في إمبابة منذ عام 1972
78% من أحداث الفتن الطائفية وقعت بسبب امرأة أسلمت أو تزوجت مسلما أو تنصرت.
56% من الحوادث وقعت بسبب إسلام قبطي أو قبطية بسبب تعذر حل مشاكلهم الأسرية وتعنت الكنيسة في حل قضية الطلاق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.