بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    أسعار الدواجن اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    أسعار العملات اليوم الجمعة 17-5-2024 مقابل الجنيه المصري بالبنوك    أسعار الحديد اليوم الجمعة 17-5-2024 في أسواق محافظة المنيا    مراسل القاهرة الإخبارية: العدوان الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يتصاعد    "حزب الله" يشن هجوما جويا على خيم مبيت جنود الجيش الإسرائيلي في جعتون    فصائل فلسطينية: قصفنا تجمعا لآليات الاحتلال وقوة إسرائيلية شرق جباليا    الخضري: لا بد من مشاركة شحاتة أساسيا مع الزمالك.. وأخشى من تسجيل نهضة بركان لهدف    مستقبل تشافي مع برشلونة في خطر.. الأجواء تشتعل    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    سيولة وانتظام حركة السيارات في القاهرة والجيزة.. النشرة المرورية    جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة المنيا    أيمن صفوت يفوز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي من مهرجان الفيمتو آرت بأكاديمية الفنون    مي عز الدين تحتفل بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام على طريقتها الخاصة (فيديو)    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    تركيا تجري محادثات مع بي.واي.دي وشيري لبناء مصنع للسيارات الكهربائية    موعد مباراة النصر والهلال والقنوات الناقلة في الدوري السعودي    تشكيل النصر والهلال المتوقع في الدوري السعودي.. الموعد والقنوات الناقلة    أستراليا تفرض عقوبات على كيانات مرتبطة بتزويد روسيا بأسلحة كورية شمالية    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    فصائل فلسطينية: قصفنا تجمعا لآليات الاحتلال وقوة إسرائيلية فى جباليا    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    الفن المصرى «سلاح مقاومة» لدعم القضية الفلسطينية    فرصة استثمارية واعدة    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تقنية غريبة قد تساعدك على العيش للأبد..كيف نجح الصينيون في تجميد المخ؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    الاحتلال يُجرف مناطق في بيت حانون    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 17 مايو 2024    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    «رايحة فرح في نص الليل؟».. رد محامي سائق أوبر على واقعة فتاة التجمع    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصدر عسكرى يتحدث عن كشف مخطط لإشعال حرب أهلية فى مصر وراءه فلول (الوطنى)
نشر في الشعب يوم 10 - 05 - 2011

وجهت عبير فخري صاحبة "أزمة إمبابة"، نداء إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ود.عصام شرف رئيس الوزراء، بأن يوفروا لها الحماية ويساعدوها على الحياة بشكلٍ طبيعي بعدما أشهرت إسلامها عن قناعة تامة.
يأتى ذلك، فيما أشارت التحريات المبدئية إلى "تورط عضو الحزب (الوطنى) المنحل، عونى لبيب، المقبوض عليه، فى تحريض شباب مسيحيين على الاشتباك مع الشباب المسلم وأنه أشرف بنفسه على تجهيز زجاجات المولوتوف لإلقائها على المتظاهرين أمام كنيسة مارمينا بإمبابة"، بحسب ما نشرته بوابة "الأهرام" اليوم من تحريات النيابة العسكرية.
و"الشعب" تعيد نشر حوار عبير مع موقع "الجماعة الإسلامية"، والذى احتوى على الكثير من التفاصيل المثيرة حول كيفية اختطافها ونقلها بين عدة مواقع تابعة للكنيسة.
مخطط لإشعال حرب أهلية
كشف مصدر عسكرى عن توصل القوات المسلحة لمعلومات مؤكدة تفيد بتخطيط رموز الحزب "الوطنى" المنحل لإدخال مصر فى حرب أهلية، عبر إحداث فتنة طائفية، وآخرها ما حدث فى إمبابة. أوضح المصدر أن رموز "الوطنى" قرروا استخدام أعضاء الحزب، الذين يصل عددهم إلى 2 مليون مواطن، فى ارتكاب أعمال تهدف إلى إفشال الثورة ونشر الفوضى وإشعال الحرب الأهلية، ومن ثم يتسنى لهم العودة لممارسة أنشطتهم التى يجرمها القانون، موضحاً أن هؤلاء كانوا ينتفعون من الحزب المنحل قبل الثورة، فى صور نهب ورشاوى كانت تدر عليهم دخلاً كبيراً، وبعد الثورة توقف دخلهم عند رواتبهم فقط. وأكد المصدر أن القوات المسلحة ستلقى القبض على المتزعمين لهذا المخطط تباعاً، لأنه يستحيل القبض على كل المتورطين من الحاقدين على الثورة دفعة واحدة لضخامة عددهم.

وكشف المصدر المطلع على سير التحقيقات أن جهات التحقيق "توصلت إلى معلومات مؤكدة تفيد وجود مخطط لإدخال مصر فى حرب أهلية عبر إشعال أحداث الفتنة الطائفية"، وأوضح المصدر، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن القائمين على هذا المخطط "من رموز الحزب (الوطنى) المنحل".
وأضاف "بعد نجاح الثورة توقف مسلسل النهب والرشاوى التى كانت تدر لهم دخلا كبيرا وأصبح راتبهم الأساسى هو فقط مصدر دخلهم الوحيد وهو ما أدى إلى تذمر هؤلاء المنتفعين، خصوصا بعض أمناء الشرطة، ومن ثم تقرر استخدامهم فى ارتكاب أعمال تهدف إلى إفشال الثورة وإدخال مصر فى حرب أهلية لتسود الفوضى ومن ثم يتسنى لهم العودة لممارسة أنشطتهم التى يجرمها القانون"، بحسب تعبير المصدر، الذى تابع:

"القوات المسلحة ستلقى القبض على من يتزعمون هذا المخطط تباعا لأنه يستحيل القبض على كل المتورطين من الحاقدين على الثورة دفعة واحدة لضخامة عددهم".

وعلى صعيد أحداث إمبابة، قال اللواء محسن مراد، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، إنه تم القبض على 35 شخصاً من المتهمين فى الفتنة، بينهم ياسين ثابت، زوج الفتاة المسيحية التى أعلنت إسلامها، وصاحب المقهى الذى بدأ إطلاق الرصاص. وأضاف مراد، أن أجهزة الأمن بالجيزة والأمن العام مازالوا فى مكان الأحداث، ويعملون على جمع جميع المعلومات والتحريات التى تحدد بقية المتورطين فى الفتنة تمهيداً للقبض عليهم.

سر المكالمة الهاتفية
وفى الإطار نفسه، كشف الكاتب المصري بلال فضل عن مؤامرة خطيرة ضد الثورة المصرية متورط فيها رجال أعمال مقربون من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك مع ضباط أمن دولة سابقين، دون استبعاد تورط دولة الصهاينة أيضًا، مشيرًا إلى أن أحداث إمبابة تندرج ضمن هذه المخطط.

وكتب فضل في مقال نشرته صحيفة "المصري اليوم" تحت عنوان "هذا بلاغ للشعب!" يقول إنه تلقى ظهر السبت الماضى "مكالمة من مواطن مصرى يقيم فى دولة عربية قريبة، كان عصبيا ومتوترا وهو ما أثار قلقى منه قبل أن يزداد قلقى أكثر بعد سماع كلامه الخطير "أرجوك توصل صوتى لكل الناس فى مصر. أنا عندى معلومات عن حاجات خطيرة هتحصل فى مصر اليومين الجايين، الكلام اللى هاقولهولك ده عرفته بشكل شخصى من حد مرتبط بكل اللى هاحكى لك عليه ومش هاقدر أقولك هو مين ولا عرف إزاى..".

وتابع المتصل يقول "فيه رجال أعمال من بتوع نظام مبارك بيشتغل معاهم ضباط أمن دولة سابقين هيعملوا مصايب فى البلد وإسرائيل مش بعيدة عن اللى هيحصل.. شوفوا مين الضباط اللى كانوا بيشتغلوا مع إسرائيل خلال الخدمة وحطوا عينكم عليهم.. أنا عرفت إن فيه بعض رجال الأعمال دول عندهم مخزن سلاح فى (وذكر اسم أحد الطرق خارج القاهرة) وبيوزعوا سلاح على بلطجية وكانوا عايزين يعملوا فتنة طائفية امبارح قدام الكاتدرائية بس الحكاية باظت لما السلفيين راحوا قدام السفارة الأمريكية بدل ما يروحوا الكاتدرائية، وكان المفروض أن يترتب إنه تحصل مواجهات بينهم وبين المسيحيين اللى قدام الكاتدرائية".

وأضاف المصدر المتصل أنه "أبلغ السفير المصرى فى العاصمة التى يقيم بها بكل ما قاله لي وكان ذلك يوم الاثنين الماضى، ثم قال لى إنه أبلغ السفير أيضا بأن هذه العصابات تقوم بالإعداد لهجمات على السجون فى الأسبوع المقبل".

وأشار الكاتب بلال فضل إلى أنه رفض نشر كلام المتصل أول الأمر؛ لأن صاحب المكالمة رفض أن يكشف له مصدر معلوماته، لكن عندما بدأت أخبار كارثة إمبابة تتوالى فى مساء اليوم نفسه، يقول فضل: "شعرت بالندم لأننى لم أقم بتسجيل رقم الهاتف الذى اتصل بى منه الرجل لكى أعاود الاتصال به لسؤاله عن أى معلومات جديدة يكون قد حصل عليها، فى الواحدة فجرا اتصل بى ثانية، كان منهارا وأخذ يقول لى "شفت مش قلت لك النهارده الظهر فيه مصيبة هتحصل.. أرجوك أبوس على يدك ماتسكتش اكتب قول للناس إن كلاب النظام مش هتسكت.. الحكاية مش مبارك.. دى شبكات فساد كانت بتدخل لهم مليارات ومش هيسيبوها تضيع".

الطابور الخامس
من جانبه، أكد حزب "الوفد" المصري وقوف "فلول النظام البائد وطابوره الخامس" وراء أحداث العنف التى وقعت فى منطقة إمبابة وسقط فيها 12 قتيلا و240 جريحًا.

وقال حزب "الوفد" بالإسكندرية، في بيان له: "تابع حزب الوفد, فى الإسكندرية, بقلق بالغ الأحداث الدامية التى تعرضت لها كنيسة (مارمينا) بحى إمبابة والمناطق المحيطة بها، ومحاولة البعض إشعال نار الفتنة بين أبناء الأمة، مسلمين ومسيحيين".

وأكد "الوفد" أن "الأيادى الآثمة التى تعبث فى الظلام وتحاول النيل من استقرار مصر ووحدة نسيجها هى فلول النظام البائد وطابوره الخامس".

إيقاع البلد في فوضى!
وحول الموضوع نفسه، كتبت صحيفة ''دير شتاندارد'' النمساوية، في عددها الصادر أمس الاثنين، تقول "النظام البائد يحاول إيقاع البلد في فوضى من أجل أن يشعر الشعب بالحنين إلى العهد القديم وهذا أمر معروف في التاريخ العربي والحديث".

وقالت الصحيفة "هناك أسباب لا يستطيع أحد إنكارها أثناء تحليله لأسباب تجدد العنف الطائفي في مصر إلا أن تلك الأسباب غير كافية"، مشيرةً إلى أن "النظام المصري السابق كان دائما ما يبرر فرضه لحالة الطوارئ بتهديدات اصطناعية".

وأوضحت الصحيفة أن قوى الشر لا يمكن أن توجد كراهية وعنف من لا شئ إلا إذا كانت هناك توترات بالفعل . مضيفة أنه إذا كان أنصار مبارك يحاولون إحداث مثل هذه الاضطرابات فسيعملون على اللجوء للانقسامات الموجودة بالفعل في المجتمع.

هدوء نسبى
ميدانيا عاد الهدوء النسبى إلى منطقة إمبابة عقب سريان قرار حظر التجوال فى محيط الكنيستين، وعزز الجيش من وجود أفراده بعشرات السيارات المحملة بالجنود، وفرض طوق أمنى بالتنسيق مع قوات الشرطة حول المنطقة، وأغلق شارع الأقصر المؤدى إلى كنيستى مار مينا، والعذراء.

وانخفض عدد المصابين الذين يتلقون العلاج فى المستشفيات إلى 35 مصابا، حسبما أفاد وكيل وزارة الصحة بالجيزة دكتور عبدالحليم البحيرى، والذى أكد خروج باقى المصابين بعد تماثلهم للشفاء.

يأتى ذلك فى الوقت الذى تشهد فية غالبية الكنائس والمساجد فى المحافظات وجودا أمنيا مكثفا.

وواصل آلاف المسيحيين ومعهم عدد من المسلمين اعتصامهم، الاثنين، لليوم الثانى أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، مطالبين بسرعة محاكمة المتورطين فى الأحداث الطائفية. وحاول المعتصمون اقتحام المبنى، لكن رجال القوات المسلحة والشرطة تمكنوا من إحباط محاولتهم، فرشقوا الواجهة الزجاجية بالحجارة مما أدى إلى تحطمها. ووقعت اشتباكات بالحجارة بين المعتصمين وعدد من المسلمين، مما أسفر عن وقوع بعض الإصابات قبل أن يتدخل الجيش لفصل الجانبين. فى السياق نفسه، عرض الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، الاثنين ، على المجلس الأعلى للقوات المسلحة تقريراً مفصلاً حول فتنة إمبابة، والإجراءات التى اتخذتها الحكومة للتصدى لظاهرة البلطجة ومحاولة إثارة الفتنة، وتأمين دور العبادة فى جميع أنحاء الجمهورية، وخطة نشر قوات الشرطة لتأمين المنشآت، وتدعيم قوات الأمن المركزى بالإمكانيات المادية اللازمة لأداء مهامها.

ويتضمن التقرير الإجراءات التى اتخذتها وزارة الصحة لعلاج المصابين فى الأحداث الأخيرة، وتوفير الرعاية الصحية، وصرف التعويضات لهم ولأسر الضحايا. من جانبه، قال الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، إنه طلب من وكيل وزارة الإسكان بدء عمليات ترميم المنشآت المتضررة فى الأحداث فور انتهاء المعمل الجنائى من إعداد الملف الكامل لكل حالة.

تورط رجل أعمال مسيحى
وفى الوقت الذى ألقت فيه الشرطة العسكرية القبض على 12 متهما جديدا فى أحداث إمبابة، تبادل مسلمون ومسيحيون الاتهامات حول المسئولية عن "إحداث الفتنة" خلال التحقيقات التى أجرتها النيابة العسكرية أمس.

قالت "بوابة الأهرام" الأليكترونية، أن التحريات العسكرية والتحقيقات الدائرة توصلت إلى تورط فلول النظام السابق بالفعل فى إشعال الفتنة فى أحداث إمبابة، حيث قامت مجموعة من البلطجية المعروفين فى حى إمبابة بالتسبب فى بدء الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين. وتشير التحريات إلى قيام رجل أعمال مسيحى يدعى عونى لبيب بدفع الشباب المسيحى إلى تجهيز زجاجات مولوتوف وإلقائها على رءوس المتجمهرين لإحداث البلبلة، كما اندست بين المتظاهرين مجموعة من البلطجية لإشعال الموقف ونشر الأكاذيب بينهم.

هذا وقد قامت الشرطة العسكرية بإلقاء القبض على 12 فرداً من منازلهم أشارت التحقيقات الى ضلوعهم فى تفجير الموقف رغبة منهم فى إحداث بلبلة وخلق مناخ عدائى داخل البلاد للتأثير على استقرار الأوضاع مما يعطى الفرصة لتأجيل الانتخابات التشريعية المنتظر إجراؤها فى سبتمبر المقبل.

وأشارت التحريات المبدئية إلى "تورط عضو الحزب (الوطنى) المنحل، عونىلبيب، المقبوض عليه، فى تحريض شباب مسيحيين على الاشتباك مع الشباب المسلم وأنه أشرف بنفسه على تجهيز زجاجات المولوتوف لإلقائها على المتظاهرين أمام كنيسة مارمينا بإمبابة"، حسب ما ورد للنيابة من تحريات.

واستمعت النيابة إلى أقوال عدد من المتهمين المقبوض عليهم، والذين نفى المسلمون منهم مسئوليتهم عن اندلاع الأحداث، وجاء فى أقوال عدد كبير منهم أنهم "وصلتهم معلومات حول احتجاز كاهن كنيسة مارمينا لفتاة أسلمت وتزوجت من شاب مسلم، وأنهم قرروا التظاهر سلميا أمام الكنيسة للإفراج عن الفتاة، خصوصا فى ظل تكرار مثل هذه الوقائع وكان أقربها وأشهرها احتجاز كاميليا، ثم فوجئوا بوابل من الأعيرة النارية وزجاجات المولوتوف تنهال عليهم من شباب مسيحى داخل الكنيسة وحولها، ليتحول الأمر إلى اشتباكات بزجاجات المولوتوف والأعيرة النارية".

وعلى النقيض جاءت أقوال المتهمين من الشباب المسيحى، الذين أكدوا "هجوم عدد من المسلمين ومن بينهم سلفيون ملتحون على كنيسة مارمينا بالحجارة وزجاجات المولوتوف، على الرغم من إعلان كاهن الكنيسة عدم صحة ما تردد عن احتجاز الفتاة، فضلا عن نداء عدد من أئمة المساجد عبر مكبرات الصوت داعين المتظاهرين من المسلمين إلى الانصراف لكن دون جدوى فاضطروا للدفاع عن مقدساتهم وأنفسهم"، وفق قولهم.

إلى ذلك صرحت النيابة بدفن 12 جثة من الضحايا منهم 4 مسيحيين والباقى لمسلمين، فى أعقاب انتقالها إلى موقع الحادث لمعاينة الموقع وحصر التلفيات وسماع الشهود، كما انتقلت إلى المستشفيات لسماع أقوال المصابين.

تخاذل الأمن
وقالت مصادر مسئولة بالمجلس القومى لحقوق الإنسان إن تقرير بعثة تقصى الحقائق، التى شكلها المجلس حول أحداث العنف الطائفى، التى شهدتها إمبابة، السبت الماضى، وأسفرت عن وقوع عشرات من حالات الوفاة والمصابين - انتهى إلى تحميل أجهزة الأمن مسؤولية اشتعال الأحداث، واتهامها بالتقاعس عن التعامل مع الأزمة منذ بدايتها.

أضافت المصادر، التى طلبت عدم نشر أسمائها، أن المجلس سيعلن خلال مؤتمر صحفى الأربعاء نتائج زيارة البعثة التى ضمت الدكاترة سمير مرقس وضياء رشوان وعمرو الشوبكى وناصر أمين وسهير لطفى، إضافة إلى حافظ أبوسعدة وجورج إسحاق.

وتابعت أن التقرير سيتضمن مشاهدات البعثة وتفاصيل ما حدث بناء على رواية شهود العيان، الذين التقتهم البعثة من طرفى الأزمة، وأرجع أسباب ما سماه "التخاذل الأمنى"، فى التعامل مع الأزمة منذ بدايتها، إلى أن المسافة بين كنيستى "مارمينا" و"العذراء"، تقدر بنحو 2 كيلومتر، وأن الجناة ساروا هذه المسافة على الأقدام مدججين بالأسلحة النارية والبيضاء وقنابل المولوتوف، دون أن تعترض الشرطة طريقهم.

وأوضحت أن التقرير يؤكد أن الهجوم على كنيسة العذراء، وإشعال النيران فيها جرى بسهولة كبيرة، نظراً للغياب التام للشرطة، رغم الأحداث الجارية فى منطقة البصراوى.

وأصدر المجلس بيانا، الاثنين، انتقد فيه الاشتباكات الطائفية، وقال إنها انتهاك لجميع مواثيق حقوق الإنسان والأديان السماوية والدستور. واعتبر أن ما حدث يأتى فى إطار كثير من المشكلات، التى وصفها بال"مفتعلة" وتهدد مكاسب ثورة 25 يناير وتعطل حركة التنمية.

خطة لتأمين دور العبادة
من جانبه، عرض الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، تقريراً مفصلاً على المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الاثنين، حول أحداث إمبابة، وما اتخذته الحكومة من إجراءات للتصدى لظاهرة البلطجة ومحاولة إثارة الفتنة الطائفية.

وقال أحمد السمان، المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء، إن التقرير يتضمن ما قامت به وزارة الداخلية من إجراءات للتصدى لهذه الظواهر، وتأمين دور العبادة فى جميع أنحاء الجمهورية، وخطة نشر قوات الشرطة لتأمين المنشآت، وتدعيم قوات الأمن المركزى بجميع الإمكانيات المادية اللازمة لأداء مهامها.

وأضاف السمان فى تصريحات له، الاثنين، أن التقرير يتضمن أيضا إجراءات وزارة الصحة لمعالجة المصابين فى الأحداث الأخيرة، وتوفير الرعاية لهم بالمستشفيات، إضافة إلى إجراءات صرف التعويضات للمتوفين والمصابين فى الحادث.

من جانبه، عقد الدكتور على عبدالرحمن، محافظ الجيزة، اجتماعاً موسعاً، الاثنين ، مع القيادات التنفيذية بالمحافظة، تم خلاله استعراض آليات العمل خلال المرحلة الحالية فى منطقة إمبابة والإجراءات اللازمة لتأمين توافر السلع والخدمات بالمنطقة، دون تأثر بالأحداث الأخيرة.

وأكد المحافظ، عقب الاجتماع، أنه تم الاتفاق مع المهندس عبدالله بدوى، وكيل وزارة التموين بالمحافظة، على توزيع حصة المخبز الذى تعرض للحريق بالمنطقة جراء الأحداث الأخيرة على المخابز المجاورة، التى تخدم المنطقة نفسها، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على دعم المخابز بالدقيق.

أضاف أنه استعرض مع الدكتور عبدالحليم البحيرى، وكيل وزارة الصحة، حالة المصابين الذين لايزالون داخل المستشفيات، واستمرار تقديم جميع الخدمات العلاجية حتى خروجهم من المستشفيات وعودتهم إلى منازلهم سالمين.

وأوضح عبدالرحمن، أنه أكد على لوكيل وزارة الإسكان والقيادات التنفيذية، الاستعداد لبدء إجراءات الإصلاحات والإحلال والتجديد والبناء للتلفيات الناتجة عن أحداث الشغب فى إمبابة، وذلك فور انتهاء المعمل الجنائى من إعداد الملف الكامل عن كل حالة، مشيراً إلى أن الخسائر تشمل نحو 6 أدوار فى كنيسة العذراء ومخبزاً ومقهى وعدداً من الوحدات المنزلية المملوكة للمسلمين والمسيحيين.

كما ناقش المحافظ مع وكيل وزارة التربية والتعليم التيسيرات التى سيتم توفيرها للطلاب بالمدارس الواقعة داخل منطقة الحدث، التى تم تأجيل الامتحانات بها إلى يوم السبت 21 مايو الجارى وهى مدارس: (الفيروز الخاصة - الأمانى الخاصة - وادى النيل الخاصة)، لافتاً إلى أنه سيتم إعلان الجداول الجديدة داخل المدارس الثلاث، استجابة لمطلب أولياء الأمور، ومراعاة للظروف الحالية.

وشدد عبدالرحمن على ضرورة سرعة الفصل فى قضايا الشغب والإرهاب، والقضايا التى تمس أمن واستقرار البلاد، وإصدار الأحكام العادلة التى تتفق مع روح القانون، منوهاً بأن القانون به مواد تعاقب بالإعدام لكل من تسول له نفسه ترويع الآمنين، أو إحياء الفتن الطائفية، وبث الذعر وتكدير الأمن والسلم العام.

كان محافظ الجيزة توجه، مساء الاحد ، فى زيارة سريعة لمواقع الأحداث، بكنيستى "مارمينا" و"العذراء"، كما زار المصابين بمستشفى إمبابة العام للاطمئنان على حالتهم الصحية والخدمات التى تقدم لهم، ووجه بتوفير كل سبل الراحة وتقديم أفضل الخدمات الطبية لهم حتى خروجهم.

وأكد المحافظ أنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية حول الكنائس بالمحافظة بالتنسيق مع القوات المسلحة والشرطة، خاصة بالفترات الليلية، مشدداً على أن المحافظة تقدم خدماتها للمواطنين، أياً كان انتماؤهم الدينى أو السياسى "لأنهم جميعاً أبناء مصر".

وواشنطن تدين
وفى محاولة منها لسكب الزيت على النار، أعلنت الولايات المتحدة "إدانتها الشديدة" لأعمال العنف الطائفية التي شهدتها منطقة إمبابة وأوقعت 12 قتيلا، داعية الى "ضبط النفس" وحضت السلطات المصرية على فتح تحقيق بشانها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مارك تونر: إن "(الولايات المتحدة تدين بشدة) الصدامات التي وقعت بين مسلمين ومسيحيين".

وأضاف للصحفيين "إننا ندعو إلى الهدوء وضبط النفس"، موضحاً أن الولايات المتحدة تحض السلطات على "فتح تحقيق كامل وشفاف" حول المسالة.

وقال مارك تونر أيضاً "أخذنا علما بالتزام المجلس الأعلى للقوات المسلحة السهر على إحقاق العدالة ومنع أي أعمال تحريضية دينية".

وأوضح أن الولايات المتحدة تحض على "تطبيق هذا الالتزام مع تحقيق كامل وشفاف تتبعه محاكمة عادلة طبقا للمعايير الدولية".

عبير: نعم أسلمت وأطلب حمايتي
وفى مفاجأة من العيار الثقيل، وجهت عبير فخري صاحبة "أزمة إمبابة"، والتي أوقعت 12 قتيلاً و240 جريحًا، في معارك طائفية، نداء إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ود.عصام شرف رئيس الوزراء، بأنّ يساعدوها على الحياة بشكلٍ طبيعي بعيدًا عن التنقل بين الكنائس مختفية، بعدما أشهرت إسلامها عن قناعة تامة.

ونقل موقع "الجماعة الإسلامية" عن عبير، التي غيرت اسمها إلى "أسماء محمد أحمد إبراهيم" بعد إسلامها، قولها "نعم، أشهرت إسلامي بالأزهر الشريف وسافرت مع زميل لي في معهد الخط إلى القاهرة يوم 15سبتمبر لأشهر إسلامي وأوثقه، ولكن مع ما أسمعه من محاولات الضغط على البعض للرجوع القسري عن معتقداتهم، أثرت البعد عن بلدي".

وأضافت "بعد أن وثقت إسلامي ذهبت إلى قرية (ورورة) التي تتبع مدينة بنها، عن طريق رجل بلدياتي اسمه جعفر، ولكن حدث مالم يخطر ببالي؛ إذ علِم أهلي بمكاني وأتوا وأخذوني على عجل، ثم سلموني إلى كنيسة أسيوط ومنها بدأت رحلة سجني واعتقالي، وذلك في أوائل شهر مارس الماضي".

وقالت عبير إنّها نُقلت إلى سجن آخر في "دير العذراء" بأسيوط، واستمرت به حوالي ثمانية أيام، ثم رحلت إلى دار المسنات بأسيوط ومكثت بها قليلاً، حتى رحلوها مرة أخرى إلى القاهرة تحت إشراف كاهن كنيسة أسيوط.

وأكّدت أنها تعرضت في الكاتدرائية بالعباسية لشتى أنواع الضغط لتعود إلى "النصرانية"، واضطرت إلى مسايرتهم حتى لا يؤذوها، إلى أنّ سجنوها مرة أخرى بمنزل بجانب كنيسة مارمينا بمنطقة إمبابة، وهناك وقعت الأزمة.

وكشفت عن أنها بالفعل اتصلت بزميل لها سرًا كي يهربها، وأنها عندما وصل ومعه جماعة من المسلمين، فوجئت بإطلاق النار من الكنيسة، إلا أنّها وسط خوفها قرّرت الهرب من المكان، لتنجو بنفسها.

وفي نهاية تصريحها تمنت عبير، أو أسماء، الشفاء لكل المصابين خلال الأزمة، مطالبة المجلس العسكري بسرعة الإفراج عن المعتقلين جراء ما حدث، وداعية قيادات الكنيسة في مصر بأن يتركوها لحالها بعدما اعتنقت الإسلام عن قناعة.

خبر الأهرام وحوار الجماعة الإسلامية
هذا، ونشرت بوابة "الأهرام" الالكترونية وموقع "الجماعة الإسلامية" خبرا وحوار فجرا تفاصيل جديدة في قضية عبير طلعت فخري، صاحبة أزمة إمبابة، وفجر "الأهرام" مفاجأة أن عبير أقامت قضية أمام محكمة الأسرة بشبين الكوم محل سكن زوجها تطالب فيها بتفريقها عن زوجها بعد أن أشهرت إسلامها منذ فبراير الماضي بمشيخة الأزهر، وأشار الأهرام إنها تزوجت من ياسين عرفيا وأن المحكمة أجلت القضية اليوم بعد غياب عبير.. فيما نشر موقع "الجماعة الإسلامية" حوارا مع عبير كشفت فيه إنها أسلمت وهربت من أهلها بمساعدة أحد أبناء قريتها هو ياسين الذي ساعدها على إشهار إسلامها.. وفيما أكد محامي عبير في خبر "الأهرام" أنها كانت محتجزة بكنيسة إمبابة وهربت خلال الأحداث فإن عبير في حوار موقع الجماعة الإسلامية أكدت نفس المعلومة.

خبر الأهرام
تقول "الأهرام" في خبرها والذي جاء تحت عنوان "مفاجأة.. قضية تفريق لمفجرة أحداث إمبابة عن زوجها القبطي تأجلت لجلسة 29 مايو" أما نص الخبر فيقول: أكدت التحقيقات التي تجريها النيابة، أن عبير طلعت فخري (مفجرة أحداث إمبابة) أشهرت إسلامها منذ فبراير الماضي بمشيخة الأزهر، وأقامت دعوي فسخ عقد بينها وبين زوجها القبطي أمام محكمة الأسرة بشبين الكوم محل سكن الزوج، لتفريقها عن زوجها.

وكشفت التحقيقات، طبقا لخبر الأهرام، عن أن عبير اعتنقت الإسلام وتداولت الدروس الدينية، بداية من شهر مارس الماضي وحضر زوجها في أول جلسة وأقر بطلباتها أمام محاميها بأنها اعتنقت الإسلام بالفعل وتأجلت نظر الدعوي لعدم حضورها اليوم، إلا أنها تغيبت عن الجلسة وحضر عنها محاميها وقرر أمام المحكمة أن أسرة عبير وضعتها في كنيسة إمبابة، لكنها تمكنت من الهرب خلال الأحداث التي شهدتها الكنيسة واتصلت هاتفيا بالمحامي وأخبرته أنها مختفية في مكان غير معلوم حتى لا يؤثر عليها أحد.

وتشير الأهرام أن محكمة الأسرة بشبين برئاسة الدكتور تامر عزت وعضوية القاضي سامح سمير السروجي وحازم الجيزاوي وأسامة الشاعر، قررت تأجيل نظر القضية إلى جلسة 29 مايو الحالي. ومازالت النيابة تجري تحقيقاتها الموسعة لكشف أبعاد وملابسات فتنة إمبابة.

حوار موقع الجماعة الإسلامية
من ناحية أخرى نشر موقع الجماعة الإسلامية الإلكتروني حوارا قال أنه مع عبير طلعت فخري، بطلة الأحداث الدامية فى إمبابة. ووصف الموقع عبير بأنها مأساة حقيقية ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين بكل ما فيه من مواثيق دولية وقوانين ودساتير تحمي حرية العقيدة.

وذكر موقع الجماعة أن الحوار أُرسِل عبر تسجيل فيديو من أحد أصدقاء تلك السيدة التي ادعى أنها كانت محبوسة “بسكن القديس يوحنا القصير.. الملحق والملاصق لكنيسة "مارمينا" إلى شخص بالموقع يدعى أبو يوسف وأنه تأكد بنفسه من صدق الحوار بعد أن قابلها بنفسه.. وأكدت له صحة كل ما جاء في الحوار الذي صاغه "طلال رجب".

وفيما يلي نص الحوار حسبما جاء فى الموقع:
• بدأت بداية حزينة فقالت: أنا الذي حدثت بسببي مشاكل كنيسة "مارمينا" بإمبابة.

- نريد أن يتعرف القارئ على حضرتك؟
• أنا اسمي عبير طلعت فخرى.. امرأة مصرية.. عشت على أرضها.. وشربت من نيلها.. واستنشقت من هوائها. أنا امرأة مصرية من أبوين مصريين كادحين من أجل أربع بنات وأخ.. وأنا أكبرهم سنا.

نعيش بمحافظة أسيوط، مركز الساحل عزبة الشيخ شحاتة.. والتحقت بالتعليم مثل كل فتاة تريد أن ترتقي بمجتمعها بعيداً عن الجهل والتخلف.. فحصلت على دبلوم تجارة.. ثم التحقت بمعهد لدراسة الخطوط.

- هل أنت متزوجة؟
• نعم.. تزوجت مثل كل فتاة بشاب تقدم للزواج بي من نفس ملتي المسيحية.. ولكن للأسف لم يكن كما يظن به والدي أنه حسن الأخلاق كريم المعاشرة.

- لماذا تلمحين أن زوجك لم يكن حسن الأخلاق ولا كريم المعاشرة؟
• لأنه قد أساء معاملتي وأهانني.. حتى وصل به الأمر إلى أن اتهمني في عرضي وشرفي. حتى إن من سوء خلقه رماني بالفاحشة مع أخيه.. وحاولت الصبر عليه مرضاةً لربي. حتى جاء يوم وأنا حامل في شهري الثامن وأخذ بالاعتداء علىّ نفسيا ًوبدنيا.. حتى جرح وجهي وتلون بلون يدل على قسوة ذلك الذي أقسم كذباً أمام الرب أنه سيحافظ علىّ.

ولم يكتف بما فعله بضربي وإهانتي وتعريض جنيني للوفاة.. بل طردني من البيت.. كل ذلك لمجرد أنه عرف أن الجنين أنثى.

- ولماذا لم تطلبي اللجوء إلى الشرطة أو القانون لحمايتك منه؟
• عندما ذهبت إلى بيت أهلي ورأت أمي ما لحق بي ساءها ما رأت على وجهي وجسدي من آثار الإجرام.. وأرادت أن تتقدم إلى الشرطة شاكية زوجي الذي لم يحسن عشرتي.. ولكن حال بين ذلك أبي خوفا ً من كلام الناس.

- هل رجعت إلى زوجك مرة أخرى؟
• مكثت في بيت أهلي بعد ولادة طفلتي.. سنة وأربعة أشهر لم ير زوجي ابنته كل تلك المدة.. ولم يعرها أي اهتمام.. ولم أرجع إليه وهو لم يكن يريدني.

- كيف كانت بدايتك مع الإسلام؟
• تحدثت مع بعض زميلاتي وزملائي عن الإسلام.. حتى استقر في نفسي أن أغير وجهتي شطر المسجد الحرام.. ظنا ً أننا نعيش في عصر الحرية والكرامة الإنسانية وحرية اختيار العقيدة التي كفلتها كل المواثيق والدساتير.

- هل أشهرت إسلامك؟
• نعم.. أشهرت إسلامي بالأزهر الشريف.. فقد سافرت مع زميل لي في معهد الخط إلى القاهرة يوم 15 سبتمبر لأشهر إسلامي وأوثقه.. وهو أ/ ياسين ثابت، الذي وقف بجانبي في تقديم الأوراق والتوثيق في الأزهر.

تم ذلك يوم 23 سبتمبر.. واتخذت لنفسي اسما ً جديدا ً وهو (أسماء محمد أحمد إبراهيم). ومع ما أسمعه من محاولات الضغط على البعض للرجوع القسري عن معتقداتهم.. آثرت البعد عن بلدي التي أحبها وأعشقها. ولكن ماذا أفعل وأنا امرأة ضعيفة تريد أن تعيش وتحيا في حرية وكرامة إنسانية.

- وأين ذهبت؟
• بعد أن وثقت إسلامي ذهبت إلى قرية "ورورة" التي تتبع مدينة بنها عن طريق رجل بلدياتي اسمه جعفر.

- هل كان أهلك يعلمون أين تعيشين؟.
• لا.. لم يكن أحد يعلم أين أسكن.. حتى أول شهر مارس الماضي.

- ماذا حدث.. هل علموا بمكانك؟
• تقلبت الأيام معي تقلبا ً سريعا ً.. ومع نسائم ثورة 25 يناير اختلفت مع بلدياتي جعفر على بعض المال القليل.. فوشى بمكاني لأهلي.. فسرعان ما أتوا على عجل وأخذوني.

- هل رجعت إلى زوجك.. أم بقيت في بيت أهلك؟
• لم أرجع إلى زوجي.. ولم أجلس في بيت أهلي.

- فإلى أي مكان ذهبت؟
• أنا لم أذهب ولم أتحرك.. أنا أهلي سلموني لكنيسة أسيوط.. فكانت بداية سجني واعتقالي في أوائل شهر مارس 2011م. فتم مكوثي سجينة في “دير العذراء” بأسيوط حوالي ثمانية أيام.. ثم تم ترحيلي إلى دار المسنات بأسيوط ومكثت بها قليلا. ثم رحلتني مرة أخرى الكنيسة إلى فندق يتبع بعض المسيحيين بأسيوط.. واستمرت الترحيلات بين عشية وضحاها بين كنيسة وأخرى. حتى تم ترحيلي إلى القاهرة تحت إشراف كاهن كنيسة أسيوط.. وفي الكاتدرائية بالعباسية.. تم الضغط علىّ ليسلبوا مني حريتي وكرامتي في اختيار معتقدي. ومع الخوف وافقتهم ظاهريا.. حتى لا أصاب بأذى.. حتى ظنوا أنني قد رجعت عن الإسلام.

- عندما ظنت الكنيسة أنك رجعت عن الإسلام.. هل تركتك تأخذين حريتك في التنقل؟
• لم تتركني.. وتم نقلي إلى آخر سجن ومعتقل لي بمحافظة الجيزة.. وتحديدا ً في منطقة إمبابة.. ووضعت في سجن خاص ذى شبابيك حديد ومعزول لا يستطيع أحد الخروج منه.. مجهز بسكن القديس يوحنا القصير الملحق والملاصق لكنيسة مارمينا.. وكنت معزولة عن العالم في تلك الفترة. وحتى وأنا في محبسي بسكن القديس يوحنا القصير.. لم يكن يفتح الباب إلا عن طريق كاهنة..وذلك لمجرد إدخال الطعام فقط.

- ولماذا استمر حبسك؟
• مكثت في هذا السجن حوالي ثمانية أيام.. حتى يأخذوني قسرا ً إلى السجل المدني لتغيير أوراقي.. وهو ما يعرف بالإعادة.

- هل كانت هناك فرصة للخروج؟
• لم تكن هناك فرصة غير أنني اتصلت بالأستاذ ياسين ثابت عن طريق تليفون محمول استطعت أن أحصل عليه.. وأخبرته بما سيحدث من خروجي مع بعض الكهنة إلى السجل المدني. وقلت له: جهز سيارة حتى إذا خرجت معهم إلى السجل المدني جريت منهم وتأخذني بعيداً عنهم.

- وهل تم ذلك؟
• لا، لم يحدث.. لأن الأحداث كانت أسرع.

- ماذا تقصدين بالأحداث كانت أسرع؟
• سمعت أصواتا في الشارع والكنيسة وجلبة كبيرة.. وفجأة جاءت الراهبة وعليها علامات الارتباك والحيرة والاضطراب وهي تقول: خذي حاجتك واخرجي من هنا بسرعة إحنا بريئين منك ومن دمك. وفي نفس الوقت رن التليفون المحمول وإذ بالصوت يقول: “أنا رئيس المباحث أنت فين يا بنتي”. ولكني خفت وقفلت التليفون. وخرجت إلى الشارع وسط زحام شديد وهوجة كبيرة فأخذت “توك توك” لأرحل بعيداً شاكرة الله على نعمة أن نجاني من سجني ومعتقلي.. راجية ألا أعود إليه مرة أخرى ولا أحدا ً من الناس.

وفي نهاية الحوار أرسلت أسماء محمد أحمد إبراهيم (عبير طلعت فخري سابقاً) نداءً إلى السيد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري.. والسيد الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة.. والسيد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء.

وإلى جموع الشعب المصري بكل طوائفه تحثهم فيه عن العفو عن المحبوسين على ذمة الأحداث.. والاهتمام بالمصابين وعزاءً للضحايا.. وهذا نصه:

نداء ومناشدة
أطلب وأقدم رسالة إلى القوات المسلحة وإلى كل الجهات الأمنية كافة.. وأخص بالذكر السيد المشير/ حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري.. والسيد الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة.. والسيد الدكتور سامي شرف رئيس مجلس الوزراء.. وجميع المسلمين والإعلاميين.

أن يقفوا بجانبي ويساعدوني في أن أعيش حياة طبيعية.. بعيدة عن التنقل بين الكنائس مختفية.. لا أَرى أحدا.

وأوجه ندائي إلى السادة.. السيد المشير رئيس المجلس العسكري.. والسيد الفريق رئيس أركان القوات المسلحة.. والسيد رئيس الوزراء.. بالاهتمام بمن أصيب في تلك الأحداث.. وأسأل الله لهم الشفاء وأن يرحم من توفوا في الأحداث المؤسفة.

وأرجو سرعة الإفراج عن جميع من تم القبض عليهم في هذه الأحداث.. فهم ليس لهم ذنب فيما حدث.. فكل ما كانوا يرجونه هو إخراجي من محبسي الذي كنت فيه.. حتى أعيش حياة طبيعية مثل كل المصريين.

وإن كنت بالفعل محبوسة في الكنيسة كنيسة مارمينا بإمبابة.. فأرجو العدل والرحمة من رجل القضاة مع المحبوسين.. بسبب الأحداث التي جرت من أجل إخراجي وأرجو سرعة الإفراج عنهم.

وأرجو أن يساعدني كل من يسمعني ويراني أن يقف بجانبي حتى أعيش حياتي الطبيعية وسط إخواني المسلمين وأخواتي المسلمات.. وأنا اخترت طريقي بنفسي حتى يساعدوني على ذلك.

وقبل أن أختم حديثي أقدم رسالة إلى أبونا أبانوب، رئيس كنيسة مارمينا بإمبابة، والبابا شنودة "إنني اعتنقت الدين الإسلامي.. وأريد أن أعيش حياتي ومحدش يدور عليّ ولا يفتش وراى.. ويسيبوني أعيش حياتي وأربي بنتي وأستقر زي أي واحدة مصرية".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.