من السهل حصر أعداد الحركات والائتلافات السياسية قبل 25 يناير، ولكن الآن حصرهم مستحيل، والسبب هو نجاح الثورة فى رفع القيود على الحياة السياسية وعودة شعور الشباب بالانتماء، ولكن المشكلة تتلخص فى كثرة عدد الحركات والاتحادات فنتج عن ذلك أولا كثرة المتحدثين عن الثورة فالكل يعتقد أنه صاحب الفضل الأول فى قيام الثورة نظرا لمشاركته فيها ثانيا تعددية الكيانات بدون قوة حقيقية على أرض الواقع سواء لقلة أعضائها أو لعدم وضوح هدفها. ولكن لا مفر من أهمية وجودها رغم العيوب، لأنها بوادر اهتمام الشباب بالمشاركة فى الحياة السياسية مما يدفعهم إلى الاحتكاك بالسياسة عن قرب فيكتسبون الخبرة وربما هذا ما حدث بالفعل فنجد معظم هذه الكيانات وضعت الخطط فى كيفية التعامل والمشاركة فى الانتخابات التشريعية القادمة والبحث عن الطرق المناسبة لزيادة قوتها وتعريف الشارع بها. روزاليوسف تفتح ملف أبرز هذه الكيانات لتتعرف عليهم وتكشف خططهم المستقبلية. ائتلاف شباب الثورة يتصدر المشهد باعتباره هو الأقوى فى الكيانات النابعة من الثورة وأكثرهم تفاوضا مع المجلس العسكرى ومجلس الوزراء ولخصت أهدافها ومطالبها فى 11 مطلبًا وهى: 1- إلغاء الدستور القديم ووضع دستور جديد للبلاد عقب تشكيل مجلس الشعب الجديد على أن يكون طابع هذا الدستور ديمقراطيا شعبيا ويمهد إلى جمهورية برلمانية بما يتضمن ذلك من تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية والفصل بين السلطات وقواعد محددة للعملية الانتخابية 2- إلغاء حالة الطوارئ والمحاكم الاستثنائية والأحكام العرفية 3- إعادة تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية يترأسها شخصية وطنية مدنية متوافق عليها ولها ثقة ومصداقية لدى الجمهور فى حد أقصى شهر. وتخفيض سن الترشح للانتخابات البرلمانية ل 25 سنة، والرئاسية ل 35 سنة 4- إطلاق حق تكوين الجمعيات والنقابات وإصدار الصحف وإنشاء وسائل الإعلام الأخرى بلا قيود عدا الإخطار لجهات قضائية مختصة. 5- إجراء انتخابات النقابات المهنية والعمالية والاتحادات الطلابية وفقا لقانون كل منها 6- الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين قبل وبعد 25 يناير. 7- حل الحزب الوطنى الحاكم وتسليم جميع أمواله ومقراته للدولة. 8- إلغاء جهاز مباحث أمن الدولة وهو ما تحقق بالفعل وإلغاء توجيه المجندين لقطاع الأمن المركزى 9- تنفيذ جميع الأحكام القضائية النهائية التى صدرت فى الفترة السابقة مثل.. طرد الحرس الجامعى - وقف تصدير الغاز لإسرائيل - وإلغاء قانون 100 المنظم لانتخابات النقابات العمالية... 10- إلغاء قانون الأحزاب، ووضع قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية 11- حل كل المجالس المحلية وأن تأخذ الأجهزة المحلية سلطات مضاعفة وأن تصبح سلطة حقيقية فى مجالاتها. 12- من يشارك فى منصب فى المرحلة الانتقالية لا يجوز له الترشح فى أول انتخابات برلمانية أو رئاسية قادمة. ويتكون الائتلاف الذى بدأ قبل الثورة بأسابيع قليلة لتجهيز يوم 25 يناير من 10 مجموعات وهم شباب الإخوان، 6 أبريل، اتحاد العدالة والتنمية، حملة تأييد البرادعى، الجمعية الوطنية للتغيير، شباب حزب الجبهة الديمقراطية، شباب حزب الغد، شباب حزب الكرامة، شباب حزب التجمع. المليونية هى الحل أما المكتب التنفيذى للائتلاف فيتكون من رؤوس المجموعات وهم شادى الغزالى حرب، خالد السيد، عمرو صلاح، مصطفى شوقى، محمود سامى، إسلام لطفى، محمد القصاص، زياد العليمى، عبد الرحمن سمير، عبد الرحمن فارس، ناصر عبد الحميد، سالى مور، محمد عباس وانضم حديثا مصطفى الخولى وعمرو عز ممثلين عن 6 أبريل بعد انفصال أحمد ماهر. وعن خطط الائتلاف المستقبلية فى الانتخابات البرلمانية قال مصطفى شوقى عضو المكتب التنفيذى (إن الائتلاف سيشارك فى الانتخابات البرلمانية لو طبق نظام القائمة ولو طبق النظام الفردى فمليونية فى التحرير ستكون هى الحل ). وأوضح شوقى أن الائتلاف فى حالة اتفاق القوى الوطنية على قائمة واحدة ذات مبادئ واضحة وتتفق مع أهداف الائتلاف فسنشارك فيها وندعم بقية المرشحين فى القوى الأخرى فى القائمة. ولو لم تتفق القوى الوطنية وهو المتوقع سنضطر لإعداد قائمة تخص الائتلاف وسنغطى أغلب محافظات مصر بمرشحين شباب). ويركز الائتلاف فى الوقت الحالى - الكلام لشوقى - على التوعية السياسية للناخبين وشرح المفاهيم السياسية لهم والهدف الثانى هو محاربة الصف الثانى والثالث من أعضاء الحزب الوطنى ممن سيرشحون أنفسهم فى الانتخابات إلى جانب دفع أعضائنا ودعمهم للترشيح فى الانتخابات. شوقى يؤكد أن الإمكانيات المادية للائتلاف ذاتية ولا يوجد جهة تمويل وأضاف : فى حالة ترشيح أعضاء لمجلس الشعب سيتكفل كل مرشح بمصاريف حملته الانتخابية. ولم يستبعد شوقى فكرة التحالف والاشتراك فى قوائم قوى وطنية بعينها حتى لو كان الإخوان ولكن اشترط أن يوافق الطرف الآخر على أهداف ومبادئ الائتلاف كالمطالبة بالدولة المدنية واستمرار الثورة حتى تنفيذ المطالب. ويرشح شوقى نظام القائمة النسبية المختلطة بجانب النظام الفردى الذى يراه هو الأنسب لمصر بمعنى أن الناخب يختار قائمة تمثل قوى أو حزبًا ما بجانب إعطاء فرصة للمستقلين بالترشيح على عدد من المقاعد مثلما حدث فى كوتة المرأة. نعم لقائمة قوى وطنية أما اتحاد شباب الثورة فيتكون من 25 كيانًا سياسيًا وهم شباب من أحزاب الوفد والتجمع والناصرى والجبهة والغد، بالإضافة إلى الحزب الشيوعى المصرى وغيرها من الأحزاب تحت التأسيس والحركات الاحتجاجية. ويتكون المكتب التنفيذى من 9 أعضاء مؤسسين ويتوفر لاتحاد شباب الثورة مقرات فى 16 محافظة إلى جانب أعضائهم خارج مصر فى دول عديدة مثل استراليا والولايات المتحدة. وتؤكد رانيا فاروق عضو المكتب التنفيذى أن الاتحاد لديه 500 ألف عضو فى جميع المحافظات وخارج مصر فبالتالى ليس لدينا عوائق فى الاشتراك فى انتخابات البرلمان سواء نظام فردى أو نظام القوائم والاستمرار فى الحياة السياسية. ورفضت رانيا فكرة تأسيس حزب للاتحاد بسبب اختلاف الأيديولوجيات فى الاتحاد، واختلافنا سبب بقائنا. وعن الانضمام أو الاندماج لحزب أو أحد الكيانات الأخرى أضافت: (إن الاتحاد لا يحتاج إلى الانضمام أو الاندماج لكيان، ولكننا لا نمانع للاشتراك فى قائمة تجمع القوى الوطنية كلها ولكننا نرفض الاشتراك فى قائمة حزب بعينه إلا كيان واحد وهو ائتلاف شباب الثورة). ثالث الحركات الثورية هى : اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، جاءت فكرة تكوينها للدفاع عن الثورة من خلال اتحاد اللجنة الشعبية فى ميدان التحرير وكانت المسئولة عن التفتيش وحماية الميدان. هيثم حمدين عضو مؤسس فى اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة قال ل (روزاليوسف) إن المؤسسين استغلوا الشباب المستقل فى الميدان وأقمنا 3 حلقات نقاش فى ميدان التحرير ووجدنا ترحيبًا). واستبعد هيثم فكرة الانضمام والاندماج لأحزاب أو كيانات أخرى لأن فكرة اللجان وهدفها مختلف عن التيارات الموجودة حاليا، وأكد أن اللجان لا تمانع فى الاشتراك فى الانتخابات أو دعمها، ولكن بعد انعقاد الجمعية العمومية قبل الانتخابات. وتتكون اللجان الشعبية من 35 لجنة على مستوى محافظات مصر والمناطق الشعبية فعلى سبيل المثال حلوان بها خمس لجان. ودور هذا الكيان هو الدفاع عن الثورة وحماية المناطق من البلطجية والسرقة والعمل على توعية المواطنين ومساعدة المتضررين من مساوئ الثورة. شادى الغزالى حرب مصطفى شوقى نعم للإخوان اتحاد الشباب الاشتراكى هو رابع الحركات الثورية وخرج من رحم الأحزاب اليسارية المختلفة كالحزب الناصرى والتجمع والكرامة والشيوعى المصرى وعدد الأعضاء 1200 عضو تقريبا. ويرى هانى عبد الراضى أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد (أن الاتحاد يؤمن بالفكر الاشتراكى وهدفنا البعيد مجتمع اشتراكى). ورفض هانى فكرة تكوين حزب بسبب تعدد انتماءات، وأفكار الأعضاء رغم أن الفكر الاشتراكى هو العامل المشترك بينهم. ويستبعد هانى اشتراك الاتحاد فى الانتخابات البرلمانية القادمة بسبب ضعف الإمكانيات المادية ووصفها هانى بأنها مشكلة اليساريين فى مصر. ويكمل ( أن دور الاتحاد هو تدعيم المرشحين المعبرين عن فكره والاستفادة من شعبية الأعضاء فى المحافظات). ويرشح هانى نظام القائمة النسبية فى الانتخابات القادمة منتقدا النظام الفردى الذى أفسد الحياة السياسية، ويرى أن الاتحاد مستعد لثورة أخرى لو طبق النظام الفردى الذى يدفع الثورة إلى الانتكاسة اتحاد الشباب الاشتراكى أخيرا لا يرفض الاندماج مع القوى الوطنية المختلفة ويفجر عبد الراضى مفاجأة بقوله لا مانع من التحالف مع الإخوان مادام فى مصلحة الاتحاد وفى ضوء مطالب محددة ومتفق عليها. أما اللجنة التنسيقية للثورة فتضم اللجنة 6 مجموعات وهم مجموعة الجمعية الوطنية للتغير وشباب 6 أبريل وحركة كفاية وشباب الإخوان والجبهة. ويتكون المكتب التنفيذى بها من 12 عضوًا مؤسسًا، ويؤكد حافظ كامل أن اللجنة لم تحدد موقفها من الانتخابات التشريعية بعد، ولكننا نؤيد نظام القائمة مثل باقى الأحزاب والقوى الوطنية. إعداد المظاهرات سادس الحركات الثورية هو مجلس الأمناء وتنحصر مهمته فى التجهيز لأى مظاهرة مليونية فى التحرير والإعداد لها ويضم الداعية صفوت حجازى والكابتن نادر السيد وعددا من الشباب ويبرز دور المجلس فى مظاهرات التحرير تحديدا. وأكد أحمد السكرى عضو فى مجلس الأمناء ( أن أعضاء المجلس منتشرون فى الكيانات السياسية مثل ائتلاف شباب الثورة واتحاد الثورة ولكن دورنا يتلخص فى الإعداد للمظاهرات ولا نتعامل ككيان سياسى ولكن تنظيمى ). أما ائتلاف 11 فبراير فيختلف أعضاء الائتلاف فيه عن بقية الكيانات الأخرى بأنهم مستقلون عن أى تيار سياسى ويتكون المكتب التنفيذى من 15 عضوًا مؤسسًا. جمال طه المتحدث باسم الائتلاف قال ل(روزاليوسف) إن الائتلاف يختلف عن الكيانات الأخرى، وخاصة اتحاد شباب الثورة وائتلاف الثورة، حيث إن أعضاءه يتميزون بمستوى تعليمى واجتماعى راق مما يجعلهم لا يستهدفون السياسة للربح. عدد أعضاء الائتلاف - والكلام لجمال طه - يضم 8400 عضو وحددنا 6 أعضاء لخوض الانتخابات التشريعية فى الأقصر وسوهاج والغربية. ويوافق جمال طه على أن الاندماج مع الأحزاب وليس الائتلافات الأخرى، لأنها ليست كيانات قوية - بحسب وجهة نظره - ورفض الاندماج مع الإخوان لعدم وضوح رؤيتهم ولأن الائتلاف يدعو للدولة المدنية ولا يقبل الالتفاف حول المطلب. ضد الإخوان تيار الاستقلال الوطنى هو ثامن الكيانات الثورية ويتكون من مختلف القوى الوطنية مثل تيار العدالة والتنمية وشباب الكرامة. ويرى بيشوى ديمترى أحد الأعضاء فيه أن خطتهم فى المراحل القادمة هى الاندماج وبعدها الاشتراك فى قائمة ائتلاف شباب الثورة لافتقاد التيار للقاعدة الشعبية والكوادر السياسية. ويرفض بيشوى انضمام التيار لأى قوى سياسية إسلامية، وخاصة الإخوان لأنهم اختاروا طريقًا مختلفًا عن شباب الثورة ويتضح ذلك من موقفهم من التعديلات الدستورية ورفضهم أحد أهداف الثورة وهو إسقاط الدستور وليس ترقيعه. تحديات بالجملة عن دور الحركات والكيانات الثورية فى الفترة القادمة يرى د. نبيل عبد الفتاح - نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية - أن الحركات والائتلافات الناتجة من الثورة ستلعب دورا مهما فى المراحل المقبلة فى التعبئة والحشد وتدعيم القوى الوطنية والأحزاب الجديدة، لكن من الصعب استمرارها بسبب الداء السياسى فى ظهور اختلافات وصراعات بين الأعضاء الذى أصاب أغلب الحركات من قبل مثل حركة كفاية و6 أبريل الناتج من ألعاب بقايا النظام وبعض القوى الوطنية الطامحة للسلطة فى بث الخلافات والغيرة بينهم بسبب الشو الإعلامى لفرد دون الآخر. وينتقد د.نبيل هذه الحركات بقوله : إنها تفتقد الرؤى السياسية وضعف تنظيمها وهشاشة هيكلها الإدارى. وعن قدرتها على المنافسة فى الانتخابات التشريعية القادمة أضاف : إن هذه الحركات ستواجه كثيرًا من التحديات أهمها قصر المدة بين الثورة والانتخابات لذلك قدرتها التنافسية تتوقف على الخطط لديها، لكن الواقع يدل على صعوبة اشتراكها فى الانتخابات وتنافسها مع القوى الأخرى لذلك سيختصر دورها فى دعم أحزاب بعينها.