محافظ سوهاج يزور مطرانيات الأقباط بالمحافظة للتهنئة بعيد القيامة    مصر تستورد لحوم وأبقار بقيمة 139.7 مليون دولار خلال يناير وفبراير    عاجل| ماكرون يدعو نتنياهو إلى استكمال المفاوضات مع حماس    بالأسماء.. مفاجآت منتظرة بقائمة منتخب مصر في معسكر يونيو المقبل    تصنيع مواد الكيف والاتجار بها.. النيابة تستمتع لأقوال "ديلر" في الساحل    3 أبراج تعزز الانسجام والتفاهم بين أشقائهم    فوائد وأضرار البقوليات.. استخداماتها الصحية والنصائح للاستهلاك المعتدل    الآن.. طريقة الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    الأهلي يبحث عن فوز غائب ضد الهلال في الدوري السعودي    «الزهار»: مصر بلد المواطنة.. والاحتفال بالأعياد الدينية رسالة سلام    فى لفتة إنسانية.. الداخلية تستجيب لالتماس سيدة مسنة باستخراج بطاقة الرقم القومى الخاصة بها وتسليمها لها بمنزلها    «على أد الإيد».. حديقة الفردوس في أسيوط أجمل منتزه ب «2جنيه»    انتشال أشلاء شهداء من تحت أنقاض منزل دمّره الاحتلال في دير الغصون بطولكرم    تجدد الطبيعة والحياة.. كل ما تريد معرفته عن احتفالات عيد شم النسيم في مصر    ناهد السباعي بملابس صيفية تحتفل بشم النسيم    دمر 215 مسجدًا وكنيسة.. نتنياهو يستخدم الدين لمحو فلسطين| صور    «مراتي قفشتني».. كريم فهمى يعترف بخيانته لزوجته ورأيه في المساكنة (فيديو)    هل يجوز أداء الحج عن الشخص المريض؟.. دار الإفتاء تجيب    وزير الرياضة يتفقد مبنى مجلس مدينة شرم الشيخ الجديد    إصابة 3 إسرائيليين بقصف على موقع عسكري بغلاف غزة    قبل ساعات من انطلاقها.. ضوابط امتحانات الترم الثاني لصفوف النقل 2024    قوات روسية تسيطر على بلدة أوتشيريتينو شرقي أوكرانيا    رئيس مدينة مرسى مطروح يعلن جاهزية المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين لاستقبال طلبات التصالح    «الزراعة» تواصل فحص عينات بطاطس التصدير خلال إجازة عيد العمال وشم النسيم    ندوتان لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بمنشآت أسوان    تقرير: ميناء أكتوبر يسهل حركة الواردات والصادرات بين الموانئ البرية والبحرية في مصر    التخطيط: 6.5 مليار جنيه استثمارات عامة بمحافظة الإسماعيلية خلال العام المالي الجاري    5 مستشفيات حكومية للشراكة مع القطاع الخاص.. لماذا الجدل؟    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية ميت كنانة بطوخ    «شباب المصريين بالخارج» مهنئًا الأقباط: سنظل نسيجًا واحدًا صامدًا في وجه أعداء الوطن    بين القبيلة والدولة الوطنية    "خطة النواب": مصر استعادت ثقة مؤسسات التقييم الأجنبية بعد التحركات الأخيرة لدعم الاقتصاد    استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على بلدة ميس الجبل جنوب لبنان    في إجازة شم النسيم.. مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة بالغربية    طوارئ بمستشفيات بنها الجامعية في عيد القيامة وشم النسيم    رفع حالة الطوارئ بمستشفيات بنها الجامعية لاستقبال عيد القيامة المجيد وشم النسيم    الصحة الفلسطينية: الاحتلال ارتكب 3 مج.ازر في غزة راح ضحيتها 29 شهيدا    إعلام إسرائيلي: وزراء المعسكر الرسمي لم يصوتوا على قرار إغلاق مكتب الجزيرة في إسرائيل    التنمية المحلية: استرداد 707 آلاف متر مربع ضمن موجة إزالة التعديات بالمحافظات    بالصور.. صقر والدح يقدمان التهنئة لأقباط السويس    أنغام تُحيي حفلاً غنائيًا في دبي اليوم الأحد    بالتزامن مع ذكرى وفاته.. محطات في حياة الطبلاوي    جناح مصر بمعرض أبو ظبي يناقش مصير الصحافة في ظل تحديات العالم الرقمي    الليلة.. أمسية " زيارة إلى قاهرة نجيب محفوظ.. بين الروائي والتسجيلي" بمركز الإبداع    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    الإفتاء: كثرة الحلف في البيع والشراء منهي عنها شرعًا    دعاء تثبيت الحمل وحفظ الجنين .. لكل حامل ردديه يجبر الله بخاطرك    3 أرقام قياسية لميسي في ليلة واحدة    ميسي وسواريز يكتبان التاريخ مع إنتر ميامي بفوز كاسح    اتحاد الكرة يلجأ لفيفا لحسم أزمة الشيبي والشحات .. اعرف التفاصيل    صحة مطروح تطلق قافلة طبية مجانية بمنطقة أولاد مرعي والنصر لمدة يومين    جامعة بنها تنظم قافلة طبية بقرية ميت كنانة في طوخ    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    السيطرة على حريق شقة سكنية في منطقة أوسيم    مختار مختار: عودة متولي تمثل إضافة قوية للأهلي    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السلاح في يد الجميع

من يوم 82 يناير وحتى 21 فبراير عاش المواطنون 61 يوما فى رعب بعد انسحاب الشرطة دافعوا فيها عن أرواحهم وممتلكاتهم بأسلحة بدائية « شوم وعصى وجنازير وسكاكين مطبخ » واجهوا بها مجرمين يطلقون النار من أسلحة نارية« رشاشات وآلى ومسدسات » .. ومع انتشار أخبار سرقة محلات السلاح وأسلحة الشرطة من الأقسام ومديريات الأمن واستمرار هروب آلاف السجناء .. وبمجرد عودة محلات السلاح للعمل وفتحها أبوابها فى اليوم التالى لإعلان تنحى الرئيس السابق وفض اعتصام ميدان التحرير، اصطف المواطنون فى طوابير أمام أبوابها لشراء مسدسات «صوت» ربما لا تمثل دفاعا حقيقيا ولكنها قد تعطيهم الإحساس المفقود بالأمان .. ونظرا لقلة المعروض من هذه الأسلحة وزيادة الطلب عليها قفزت أسعارها إلى الضعف تقريبا .
هناك آخرون لم يقتنعوا بمسدسات الصوت كوسيلة للحماية فراحوا يبحثون عن أسلحة حية رغم أنهم لا يملكون تراخيص .. فنشطت سوق غير شرعية لبيع الأسلحة المهربة وغير المرخصة بداية من الأسلحة الخفيفة وحتى ال «R.P.J» هذه السوق تقوم على تصريف الأسلحة التى كانت مخزنة من قبل الثورة فى مخازن سرية لتجار السلاح فى صعيد مصر وعلى الأسلحة التى نهبت من أقسام الشرطة ومديريات الأمن ومحلات السلاح التى تعرضت للسطو فى أحداث 28 يناير.. الكارثة أنه وفى ظل الفوضى وغياب الأمن أصبحت تلك التجارة علنا وفى وضح النهار والمضحك المبكى أن لها إعلانات على مواقع الإعلانات المبوبة الشهيرة على الإنترنت !!!
فعلى موقع إعلانات مبوبة شهير انتشرت إعلانات مرفقة بصور لمسدسات صوت وحى وأجهزة صاعق كهربائى «إليكتريك شوك» بموديلات مختلفة وصورة كل موديل وثمنه، ونظرا لاشتداد المنافسة بين الكثير من المعلنين قام بعضهم بعمل عروض ترويجية بتخفيضات للكميات والتوصيل للمنازل!! ويلقى «الإليكتريك شوك» إقبالا ورواجا شديدين الآن بعد أن ارتفعت أسعار المسدسات الصوت بشكل مبالغ فيه وصل فى بعض الموديلات إلى 3 أضعاف، مع الأخذ فى الاعتبار بأنها غير عملية فى الحماية بينما الإليكتريك الذى يتراوح سعره ما بين 450 و850 جنيها حسب صناعته ألمانى أو أمريكى وحسب الفولت من «3000 إلى 12000» فولت هو أكثر فاعلية فى الحماية وإن كان البعض من ذوى الخبرة فى السلاح يفضلون البحث عن موديلات معينة من أسلحة الصوت تصلح لتعديلها إلى أسلحة حية بعد خرطها.. لكن الأكثر غرابة هو ظهور ما يسمى ب«رشاش صوت» وهو بندقية رشاش أو آلى، لكنها تطلق طلقات صوت فقط «فيشنك» ويصل ثمنها إلى 4 آلاف جنيه وقد لاقت رواجا شديدا.
تشديد الرقابة على نشاط محلات السلاح طوال السنوات الماضية وعدم السماح بإنشاء منافذ جديدة لبيع الأسلحة جعل تجارة الأسلحة الرسمية تقتصر فقط على بعض الأسماء بعينها بعضها كانت موجودة منذ الملكية.. ويصل عدد محلات بيع السلاح المرخص والذخيرة وأسلحة الصيد ومستلزماتها فى مصر من 250 إلى 300 محل، ويبلغ عدد الأسلحة المرخصة فى مصر نحو 160 ألف سلاح، منها 127 ألف رخصة للدفاع عن النفس.
ويوجد فى مصر حوالى 250 إلى 300 محل سلاح مرخص، منها 8 محال بيع للسلاح فى البحيرة، ومحلان فقط فى محافظة الغربية، والباقى موزع بين القاهرة والإسكندرية وباقى محافظات مصر وأشهر محال تجارة السلاح هى فتح الله وله فروع فى القاهرة والإسكندرية، و«ميشيل عازر» فى القاهرة فقط، و«السجلابى» وله فروع فى القاهرة والإسكندرية، والعراقى فى الزقازيق.
«د.سعيد السجلابى» هو صاحب أكبر محلات السلاح التى تحمل اسمه والذى سيطر على تجارة السلاح بأنواعها منذ ما يقرب من قرن ونصف القرن.. التى أصبح خبيراً فيها بكل أنواع الأسلحة من صيد وصوت، ويمتلك أقدم محل بشارع عدلى تأسس عام 1890 وهو المحل الذى اعتاد الملك فاروق أن يشترى منه أسلحة الصيد البرى والبحرى بعدها امتدت تجارته وافتتح مصنع «خرطوش» وعدة محلات وحصل على توكيلات تجارية لأسلحة الصيد فى مصر لما يتمتع به من خبرة حتى أن أى سلاح تقوم الشركات العالمية بإنتاجه ترسل إليه عينة لإبداء رأيه وكتابة ملاحظاته وتعليقاته ،وبعد تقاعده وتركه النشاط ترك إدارة محلاته إلى ابنه نديم الذى تولى مهام والده الطبيب الذى عشق هذه التجارة وأقام عن طريقها صداقات عديدة مع العائلة الملكية فى ذلك الوقت ويدير أحفاد سعيد الآن كل منهم أحد محال الأسرة.
يليه من حيث الأقدمية «ميشيل عازر» صاحب الشركة الأهلية لتجارة الأسلحة.. واحد من أقدم محلات تجارة السلاح وله العديد من الفروع فى منطقة العتبة وهو صاحب توكيل شركة «بريتا» الإيطالية الأشهر والأكبر عالميا للسلاح.
«أحمد منسى» واحد من الأسماء الشهيرة فى شارع الجمهورية بمنطقة عماد الدين وله فرع آخر فى الإسكندرية بشارع «النبى دانيال».
أما محلات «أبو ضيف» كان أكبرها محل بمنطقة الرويعى بالعتبة والذى أغلق منذ سنوات وله محلات بشارع الألفى بمنطقة وسط البلد باب اللوق وشبرا والسادس من أكتوبر، ويعد من أكبر محلات الصيد والصوت والخرطوش وقطع غيار الأسلحة وتجهيزات مراكز التدريب.
محلات «أولاد فتح الله» بمنطقة عبدالخالق ثروت، هذه الأسماء والذين يعدون أكبر أصحاب توكيلات تجارة الأسلحة بأنواعها وينتمون إلى رابطة مستوردى السلاح فى مصر.
وقد تعرض محل «فتح الله» فى المهندسين للنهب يوم 28 يناير بعد أن قام بعض البلطجية باقتحام المحل وسرقة 100 قطعة سلاح وذخائر ومبلغ 30 ألف جنيه من داخل الخزينة ثم قاموا بتحطيم المكان وإشعال النيران فيه، وكذلك محل «أبوضيف» فى شبرا الذى سرق منه 200 قطعة سلاح منها 110 بندقيات رش ورصاص حى ومسدسات صوت، بالإضافة إلى 120 صندوق ذخيرة حية كلها الآن فى يد مجرمين طلقاء.
تصوير : فادى ندا
أما السلاح غير المرخص فهناك مصدران لجلبه، إما عن طريق التهريب من الخارج، أو عن طريق تصنيعه محليا فى ورش تصنيع السلاح المنتشرة فى صعيد وريف مصر، وتصل عدد الأسلحة المصادرة سنويا إلى 3500 بندقية أغلبها من الصعيد. والأمر لا يقل خطورة فى محافظات الوجه البحرى ويزداد ويتسع فى المحافظات الحدودية حيث ترسانات الأسلحة التى تقتنيها القبائل السيناوية وفى مرسى مطروح والعامرية والحمام.
المحلى.. بحرى!
قرية نمرة البصل فى محافظة الغربية على بعد 18 كيلو من مدينة المحلة هى قرية صغيرة يحكمها قانون القوة فهى تتسم بمجموعة من العائلات أكبرهم عائلة «ع.أ» الذى كان من أكبر تجار السلاح فى هذه القرية حتى توفى وأصبح ابنه هو المباشر لأعماله ورغم صغر سنه إلا أن جميع أهل القرية يخشونه بسبب أنه لا يعرف سوى قانون القتل وكان يستمد نفوذه من استخدام المرشحين فى الانتخابات له حتى يرهب المرشحين الآخرين وإجبار المواطنين على الإدلاء بأصواتهم.
تعتبر هذه القرية هى مركز بيع الأسلحة المهربة وتصنيع الأسلحة المحلية وتعديل مسدسات الصوت فى الوجه البحرى بأكمله وقد انتعشت بها حركة البيع والتصنيع والتعديل بعد الانسحاب الآمن فى 28 يناير مما أدى لمضاعفة أسعار الأسلحة .. فالطبنجة الفرد أو الخرطوش التى كان ثمنها يتراوح ما بين 120 - 180 جنيها ارتفعت إلى حوالى 800 جنيه وهى تعمل بطلقة واحدة وسعر الطلقة ما بين 2-3 جنيهات.
أما الطبنجة ال «9 مم و8 مم» بماركاتها المتعددة التى كان سعرها يتراوح ما بين 3000 إلى 3500 جنيه ارتفعت أسعارها وأصبح لكل ماركة ثمناً فأغلاها سعراً بلا منافس نوعية «سميس» والتى تباع بمبلغ 35 ألف جنيه، تليها الطبنجة «الإيطالى» فثمنها 12 ألف جنيه ثم «البلجيكى» بمبلغ 10 آلاف جنيه وتتساوى معها فى السعر الطبنجة ماركة «حلوان 920»، ثم يأتى دور الطبنجة ماركة «وينتو» الألمانى والتى تباع بمبلغ 8 آلاف جنيه وتتساوى معها فى السعر الطبنجة «البرازيلى ذات الساقية»، أما الطبنجة «الإسبانى» فثمنها 6 آلاف جنيه وتتساوى معها «الحلوان» العادية فى السعر.. وتأتى الطبنجة ماركة «برابل» ذات الكوبرى فى ذيل الأسعار حيث تباع بمبلغ 4 آلاف و500 جنيه.. أما «حلوان وحلوان 920» فإنهما يصنعان فقط بعيار 9مم فقط ولا يوجد منهما عيار «8 مم».. وأسعار جميع الطلقات ال«9مم و8 مم» واحدة بمبلغ 10 جنيهات حتى لو اختلفت بلدان الصنع.
كما نشطت ورش تعديل «مسدسات الصوت» إلى «مسدسات حية» بعد تغيير ماسورة ضرب النار أو خرطها وذلك حسب نوع السلاح ويتم بيع هذا النوع بحوالى 400 جنيه.
المستورد من الصعيد!
عملية تجارة السلاح فى الصعيد تتم عبر الدروب الصحراوية بواسطة الجمال فى المناطق الحدودية التى لا توجد بها حراسة يقومون بدفنها فى مقارات يستخدمها التجار مخازن للسلاح.. وإما عن طريق النقل عبر النيل بواسطة الصنادل ويتم تفكيك السلاح وتخبئته وتوصيله إلى التجار نظير مبلغ مالى 600 جنيه للقطعة.
ووفقا لبعض مصادر أمنية أحدهما عمل بمحافظات الصعيد لأكثر من 15 عاماً وآخر بمديرية أمن البحر الأحمر استطعنا معرفة تفاصيل خريطة تهريب السلاح وتخزينه وأسعاره والتى كانت تتم تحت أعين ضباط وزارة الداخلية التى كانت تغض بصرها مقابل صفقة تتم سنويا بين الداخلية وكبار عائلات الصعيد تتكرر مرة أو اثنتين فى السنة، ويطلق عليها الصعايدة «موسم فرد السلاح» أو موسم جمع السلاح من الصعيد حيث تلزم العائلات فى معاقل حيازة الأسلحة فى الصعيد بتسليم عدد من الأسلحة.. وفى ذلك الموسم تقوم العائلات بجمع الأموال من أفرادها لشراء العدد المطلوب من الأسلحة ليتم تسليمها بعد ذلك لجهات الأمن بصرف النظر عن كون هذه الأسلحة صالحة للاستخدام من عدمه فهى أقرب ما تكون كشكل من أشكال تسليم العهدة وتقفيل القضايا.
ووفقا لروايات المصادر الأمنية السابقة فالرحلة تبدأ من على مسافة 45 كيلو مترًا تقريبا داخل الصحراء الشرقية أعلى محافظة قنا وعبر المدقات والممرات الجبلية الضيقة تصل إلى منطقة المغارات الجبلية فى بطن الجبل الشرقى، حيث أباطرة تجارة الأسلحة والذخائر الذين يتولون عمليات إمداد جميع محافظات الصعيد بالأسلحة النارية ويطلقون على أنفسهم لقبين «ملوك الجبل» أو «تجار الموت».
هنا يصبح عليك أن توقف سيارتك ذات الدفع الرباعى أسفل الجبل وتسير على قدميك لمسافة 300 متر تقريبا بين دروب الجبل لتستقبلك نقطة التفتيش الخاصة بتجار السلاح ويسألونك عن كلمة المرور وبعدها ستكمل الطريق ل 200 متر حتى تصل إلى مساحة مسطحة فى وسطها مدخل مغارة كبيرة حيث تكون فى أمان تام ويبدأ الكرم الصعيدى بتقديم واجب الضيافة بينما يعدون معرض الأسلحة لتنتقى منه ما تحتاج..
«منيو» الأسلحة!
يبدأ العرض عادة بالأسلحة الآلية روسية الصنع وهى 16 نوعًا منها الثقيل والخفيف وهناك 10 أنواع منها تسمى بسنة تصنيعها أى «بدء تصنيع هذه الفئة فى روسيا» وهى «الكلاشينكوف 51 -53 - 54 - 55 - 56»، فالثقيل منها فى الأنواع الأربعة الأولى ثمنه 10 آلاف جنيه والأخير ال «56» ثمنه 12 ألف جنيه والخفيف منها بنفس الاسم، ولكن ثمنه يقل مبلغ 2000 جنيه عن سعر الثقيل منه، والفرق بين الخفيف والثقيل هو «الدبشك» أى «مؤخرة البندقية» فالحديد يسمى ثقيلاً والخشب خفيف وتعرف هذه النوعية السابقة بكاملها باسم «المظلات».
وهناك 6 أنواع أخرى صنعها الروس وهى «الكلاشنكوف أو نجمة» و«الفبر» و«أبو حجاب» وسعر الأول والثانى الثقيل منها 7 آلاف جنيه والخفيف 5 آلاف جنيه و«أبو حجاب» الثقيل منه يباع بمبلغ 8 آلاف جنيه للثقيل و6 آلاف للخفيف.
تأتى بعد ذلك الأسلحة الآلية كورية الصنع وهى أربعة أنواع وهى «كلاشنكوف كورى عشرات» وهو ثقيل وخفيف أيضا .. فالثقيل ثمنه 9 آلاف جنيه و7 آلاف للخفيف «وكلاشنكوف كورى حداشرات» فالثقيل والخفيف منه بنفس سعر ال«العشرات» ويليها فى الترتيب الأسلحة الآلية اليوغسلافية والتى تعرف باسم «الكلاشنكوف الشبح» وهو نوعان فقط ثقيل وخفيف فالأول سعره 7 آلاف و500 جنيه والخفيف يباع بمبلغ 6 آلاف و500 جنيه، وهذه النوعية تطلق الرصاص بشكل سريع أو طلقات منفردة.
بعد ذلك تأتى الأسلحة الآلية العراقية وهى نوعان ثقيل وخفيف أيضا ويطلق عليها «كلاشنكوف الشيشانى» لأنه مسروق من الشيشان، فالثقيل منه بمبلغ 7 آلاف جنيه والخفيف ثمنه 6 آلاف و500 جنيه والخفيف والثقيل من هذه النوعية مؤخرتها حديدية، لكن وزنها يختلف.
يليه الأسلحة الآلية ألمانية الصنع وهى نوع واحد ثقيل يسمى «الكلاشنكوف الألمانى» وسعره 6 آلاف جنيه.. ويساويه فى السعر السلاح الآلى الذى يسمى ب«الحرس الوطنى» وهو من أصل «شيشانى».. حتى دولة الصين صنعت هى الأخرى «الكلاشنكوف الصينى».
وهناك «الرشاشات الإسرائيلية» هذا اسمها رغم أنها صناعة أمريكية وهى نوعان: الأول يكون جرار شد الأجزاء لبدء إطلاق الرصاص به بالجهة اليمنى وسعره 10 آلاف جنيه والذى يكون جراره على اليسار يباع بمبلغ 8 آلاف جنيه.. وقامت السودان أيضاً بتصنيع «الكلاشنكوف السودانى» والذى يتميز بوجود 2 سوستة بداخله لشد الأجزاء وهذه النوعية لم يتم تداولها كثيراً لكثرة أعطالها ونقص قطع غيارها ورداءة تصنيعها وسعرها 7 آلاف جنيه.
أما بالنسبة إلى البنادق «الميزر» و«الخرطوش» فإن الصعيد يستخدم ثلاث صناعات فقط وهى «ألمانيا وأسبانيا والهند» فالنوعية الألمانية يطلق عليها «بندقية ألمانية طويلة» ولها 4 موديلات تختلف باختلاف سنة الصنع وهى «ميزر 42 ألمانى» وثمنها 6 آلاف جنيه و«ميزر 43» وثمنها 5500 جنيه و«ميزر 44» والتى اشتهرت «بأبو طيرة» لوجود رسمة طائر عليها وثمنها 5 آلاف جنيه و«ميزر 45» وثمنها 4500 جنيه، وجميعها طويلة فلا توجد بنادق ميزر ألمانى قصيرة.. وجميعها تكون سعة خزينتها 5 طلقات وتسمى برصاصة عيار «5» وتطلق الرصاصة بشكل مفرد. أما البنادق الميزر إسبانية الصنع فمنها نوعان الأول يسمى «ميزر عريان» وثمنه 5 آلاف جنيه والثانى «ميزر طويل إسبانى» وثمنه 6 آلاف جنيه وتستخدم فيه نفس نوعية وعيار طلقات الميزر الألمانى.. أما الصناعة الهندية فهى نوعان أيضاً الأول «ميزر طويل نمرة 3» وثمنه 4 آلاف جنيه والثانى «ميزر قصير نمرة 2» وثمنه 3500 جنيه وخزينة البندقية فيهما تسع 11 طلقة وعيارها بعدد طلقات خزينتها يسمى «طلقة 11».
يتبقى فى البنادق نوعان ويطلق عليهما الخرطوش فالأول منهما يسمى «خرطوش» وثمنه 4 آلاف جنيه والثانى «خرطوش 12 ميزر» وثمنه 5 آلاف جنيه وتستخدم فيه الطلقات الخرطوش الأرباع والتى غالباً ما تستخدم فى الصيد خاصة الحمام لأن محتوى الطلقة عبارة عن «بلى» ينشر فى الهواء كلما ابتعد الهدف فتتمكن الطلقة الواحدة من إصابة أكثر من شخص أو طائر فى وقت واحد.
كل هذا الكم المرعب من الأسلحة يطرح سؤالا هاما هو كيف يتم إدخالها لمصر وتوزيعها بكل هذه الأنواع والكميات؟
خريطة الطريق
عبر البحر الأحمر من السودان وإريتريا تأتى الأسلحة فى بعض البواخر الأمريكية التى تتوقف وسط المياه فى عرض البحر وتقوم بإنزال حمولتها من صناديق الأسلحة على لانشات صغيرة.. وبعد إنزال الحمولة عليها تتجه اللانشات إلى الشاطئ أمام «درب الأربعين» بالصحراء الشرقية.. ثم يتم تحميلها على السيارات ويتم تخزينها فى الصحراء الشرقية بمنطقتى «حلايب وشلاتين» ويستخدم التجار الكبار هواتف «الثريا» فى الاتفاق على نقطة التقابل داخل البحر..
أما فى الصحراء فيستخدمون الهواتف المحمولة العادية.. وتتم بعد ذلك عمليات التوزيع حسب طلب «معلمين المحافظات» التى تبدأ بأسوان داخل صحراء «إدفو» الشرقية.. ثم محافظة «قنا» التى لها أكثر من نقطة إنزال، فالأولى فى صحراء «حجازة» والثانية منطقة «قفط» أعلى مصنع الفوسفات، والثالثة «جبل القناوية» والرابعة «جبل الشيخ عيسى» والخامسة «وادى اللقيطة» وبعدها محافظة سوهاج، ولها ثلاث نقط للتسليم هى «نجع البلابيش» و«الشيخ إمبادر» و«عرب مازن».. أما محافظة أسيوط فلا توجد بها مناطق لإنزال السلاح، لذلك يتم إمدادها بالأسلحة والذخائر من محافظتى قنا وسوهاج.. ولمحافظة المنيا نقطة إنزال واحدة هى منطقة «عرب الشيخ فضل».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.