في ظل حالة الفوضي التي سادت الشوارع والفراغ الأمني بانسحاب قوات الشرطة المفاجيء من كل المناطق, سيطرت مجموعة من البلطجية وعصابات السطو المسلح علي الشارع المصري, وشهدت المدن المصرية عمليات سلب ونهب علي أوسع نطاق, ووصل الأمر إلي اقتحام المنازل وترويع المواطنين للدرجة التي جعلت كل أسرة مصرية توجه صرخة استغاثة لحماية أبنائها وممتلكاتها من أيدي هؤلاء المجرمين الذين انتشروا مثل النار في الهشيم عقب انهيار المنظومة الأمنية بالكامل. وقد شهدت ليلة أمس الأول مئات بل آلاف الاستغاثات من الأهالي عبر قنوات التليفزيون المصري تناشد فيها رجال القوات المسلحة بالتوجه إلي الأحياء والمناطق المختلفة بالقاهرة وعدة محافظات لردع العناصر الإجرامية والقبض عليهم, وهو ما جعل القوات المسلحة الباسلة تعزز من قواتها, وتدفع بهم في كل شارع ومنطقة لتأمين سلامة المواطنين وممتلكاتهم, وتمكنت القوات من القبض علي مجموعة كبيرة من البلطجية وقطاع الطرق وعصابات السلب والنهب وتقديمهم إلي المحاكمة العسكرية, وبرغم الدور المهم لقواتنا المسلحة في حماية أمن وسلامة المواطنين كان هناك دور لا يقل أهمية لأبناء مصر الشرفاء المخلصين الذين يكشفون دائما في المواقف الصعبة عن مصريتهم وشهامتهم وحبهم لهذا البلد عندما كونوا لجانا شعبية لحماية الأهالي من النساء والأطفال والشيوخ في منازلهم, فلم يخل شارع أو حارة مصرية إلا وخرج منها مجموعة من الأهالي حملوا كل ما هو متاح لهم للدفاع عن الأهل والجيران, واجتمع الكل علي قلب رجل واحد في وجه هؤلاء المجرمين الذين فروا أمام شجاعة وشهامة أولاد البلد. وكان اللافت للنظر أن هؤلاء الشباب البواسل يرفعون العلم المصري فوق رءوسهم وهم يشكلون جبهة الدفاع عن أعراضهم وممتلكاتهم.. هكذا هم أبناء مصر ولن يكونوا غير ذلك أبدا, فالذين خرجوا لارتكاب عمليات السلب والنهب ليسوا من المصريين الذين يضعون مصر نصب أعينهم, بل هم قلة منحرفة استغلت الفراغ الأمني المخيف, وعاثوا في الأرض فسادا دون رادع, لكن دائما تخرج من قلب الأزمات صور مضيئة لا يمكن إغفالها, وستبقي مصر دائما قوية بأبنائها المخلصين الشرفاء. شباب منطقة الشيراتون يقبضون علي9 مجرمين بحوزتهم6 مسدسات ورشاش ناجي الجرجاوي سكان وأهالي منطقة شيراتون هليوبوليس ضربوا مثالا رائعا للمقاومة الشعبية ضد اللصوص والمخربين الذين ظلوا يجوبون شوارعها لنهب وسرقة المحال ومنازل المواطنين. فقدتجمع هؤلاء اللصوص والبلطجية خلف منطقة الشيراتون بالطريق الدائري وهجمواعلي مربع الوزراء خلف مسجد عمر الصديق واقتحموا عددا من الفيلات والقصور الموجودة هناك ومنها فيلا منير ثابت شقيق السيدة سوزان مبارك وقاموا بالاستيلاء علي محتوياتها وسرقة كل ماغلي ثمنه وخف وزنه, وكذلك اقتحموا فيلا كل من د. عبدالمنعم راضي عميد كلية التجارة بعين شمس الأسبق ورجل الأعمال اوزوريس الغزاوي وقاموا بنهب وسرقة محتوياتها. وحاول هؤلاء اللصوص طوال ليلة أمس بالمنطقة تكملة أفعالهم الاجرامية والسير نحو بقية مساكن الشيراتون إلا أن عددا كبيرا من شباب المنطقة ورجالها قاموا بوضع متاريس بسياراتهم بعرض الطريق والتصدي لكل من يقترب من أبواب العمارات أو المحلات ونجحوا في القبض علي9 أشخاص من هؤلاء المجرمين كانوا يستقلون موتوسيكل وفيزباوقام الأهالي بضربهم بالعصي والشوم وتمكنوا من شل حركتهم والمفاجآة كانت عندما عثر بحوزتهم علي عدد من السيوف والسكاكين الطويلة و6 مسدسات ورشاش وبندقيتين خرطوش.. وقام الأهالي والسكان بطلب الشرطة العسكرية التي حضرت بعد نحو10 دقائق بسيارة جيب وعربة مدرعة وقاموا باصطحاب المجرمين, واستمرت المقاومة الشعبية لشباب ورجال منطقة الشيراتون مسلحين بالشوم والسكاكين والعصي حتي الساعة الثامنة صباحا. عيون الشباب تحمي الشوارع في المهندسين برغم اختفاء رجال الشرطة من الشارع فإن رجال القوات المسلحة درع مصر الذي يحمي حدودها قامت بدور الحامي لمصر من الداخل وهذا ليس بالغريب عن رجال القوات المسلحة من أبناء مصر الذين ورثوا شجاعة أبطال العبور وكان التحام الجيش مع الشعب الذي رأيته في شوارع المحروسة وحسبما رأيت في شارع جامعة الدول العربية وشارع البطل أحمد عبدالعزيز عادت صورة التلاحم الذي كان أكثر ماميز حرب اكتوبر فاذا كانت حرب اكتوبر هي العبور العظيم فهذه الأيام هي حرب بين المخربين والهاربين من السجون والأشراف من أبناء مصر الحقيقيين. ولم يقف الأمر عن هذا الحد بل شباب الاحياء كان يحمل كل منهم عصا يحمي به أسرته والأسر التي تسكن معه وتناسي الناس خلافاتهم وكانت عمليات توزيع الأدوار يقوم بها أكبرهم سنا وبالتشاور بين الجميع وما ساعدهم هو وجود رجال القوات المسلحة بمدرعاتهم مما دفع الثقة في نفوسهم. ويقول المهندس إسماعيل حسين: نزلت من منزلي باكتوبر بعد الساعة4 عصرا وفي وقت الحظر وكان يوفقني رجال القوات المسلحة مع بعض الشباب المتطوع والذي حمي الجبهة الداخلية وشرحت لهم ظروفي الاسرية وان أسرتي الصغيرة بحاجة الي لحمايتهم من المخربين فكانوا يتفهمون الظروف وسمحوا لي بالمرور ورأيت الاهوال بشارع جامعة الدول والشوارع المتفرعة حتي وصلت الي المنزل. الحماية الشعبية تحرس ليل المعادي كتبت منال الغمري: عاش ابناء الشعب بجميع فئاتهم ومستوياتهم وأعمارهم شبابا وأطفالا شيوخا ورجالا ونساء ليلة عصيبة كابوسا مفزعا لم يتخيله أحد بعد انسحاب قوات الأمن وفروا هاربين وتركت الوطن معرضا للانهيار التام, منطقة المعادي عاشت ليلة طويلة ولحظات مريرة وسط حالة من الهلع والرعب انتابت سكان المنطقة بمختلف مستوياتها وطبقاتها وتعرضوا لهجمات شرسة من جموع البلطجة واللصوص المسلحين بالبنادق الآلية المستولي عليها وأطلق البلطجية النيران منها بشكل عشوائي علي المواطنين فكانت طلقات الرصاص الحي تدوي كالقنابل في سماء منطقة الزهراء المحاطة بالصحراء يمينا ويسارا. في الوقت نفسه شاهد الأهالي وسكان المنطقة اللصوص قادمين عليهم وهم مسلحين داخل سيارات نقل وميكروباصات ودرجات بخارية. وخرج الشباب والرجال لعمل حصون ودروع بشرية بكل مالديهم من أسلحة وقسموا أنفسهم مجموعات خارج وداخل العمارات السكنية وبدأوا في اشعال النيران بالطريق لايضاح الرؤية حيث كان شارع الزهراء مظلما تماما لتغيير الأعمدة الكهربائية قبل هذه الأحداث بأسبوع وبدأوا في إغلاق الشارع في الاتجاهين لمنع دخول السيارات إلا بعد التأكد من هوية أصحابها. 6 أكتوبر في حالة تأهب كتب شريف عبد الباقي: لم تختلف مدينة6 أكتوبر عن باقي محافظات الجمهورية من حالة الرعب التي انتابت السكان, لاقترابها من الطرق الصحراوية التي يوجد بها سجون عمومية مثل وادي النطرون والفيوم, والتي تسببت في حالة الرعب لدي السكان الذين تناوبوا عمليات الحراسة علي المنشآت والمنازل طوال الليل. وكان حي الشباب في مدينة أكتوبر من أكثر الأحياء استنفارا بسبب وجود قسم شرطة أكتوبر ثاني ووجود المحاكم والنيابات التي كان بها محتجزون فروا هاربين من غرف الحجز بعد التعدي علي أقسام الشرطة وإحراقها. وقد قام سكان الحي السابع بإغلاق الشوارع الرئيسية أمام السيارات بعد سماع صوت إطلاق الأعيرة النارية من الخارجين علي القانون من خلال سيارات إسعاف وشرطة تم الاستيلاء عليها وأدي انتشار الوحدات التابعة للقوات المسلحة للطمأنينة لدي المواطنين, وكان لسكان الكمبوند أسلوب مختلف في حماية أنفسهم من خلال تشكيل مجموعات من الشباب وإغلاق الطرق المؤدية لهذه التجمعات وقاموا بتشكيل مجموعات لتسيير المرور وحماية المنشآت التجارية والمولات والأحياء السكنية ومجموعات استغاثة بين الأحياء لدعم أي منطقة تتعرض لعمليات سرقة أو نهب واستخدام مكبرات الصوت بالمساجد لتنبه السكان في المناطق المحيطة.