استمرارًا للسياسة «الترامبية» فى استغلال كل ما هو متاح للوصول إلى أهدافه، خاصة الهدف الرئيسى له فى المنطقة العربية، حيث الكيان الصهيونى من تأمينه ودعمه الكامل له فى كل تصرفاته، وأهدافه التوسعية والاستيلاء على الأرض المحتلة والتوسع اللامحدود فى الأراضى العربية المحتلة وطرد السكان والقضاء النهائى على دولة فلسطين وضياع الجولان وغيره من الأراضى العربية. للأسف الشديد نجد أن ترامب استغل الوضع العربى المهترئ، حيث العرب اليوم فى أضعف حالتهم وردود أفعالهم غير كافية على الإطلاق ولا تتناسب مع الحالة التى تعيشها أراضينا العربية وشعوبها، وضع متردى جعل ترامب يحقق للكيان الصهيونى كل ما تمناه حتى الآن من اعتراف بالقدس العربية عاصمة أبدية له وبالجولان السورية السيادة الصهيونية عليها، لم يبق من قائمة التمنيات فى الوقت الحاضر إلا تدمير إيران التى يراها بنيامين نتنياهو العدو الرئيسى لهم فى المنطقة فيستعدى الرئيس الأمريكى والصهاينة عليها الدول العربية التى دفعت أثمانًا باهظة من أرواح أبنائها وثروات شعوبها ردًا على الاعتداءات الصهيونية عليها واليوم أصبح البعبع الذى تصدره وحليفتها لنا هى إيران دون سواها. والتحالف الأمريكى الصهيونى يريد لنا المزيد من التمزق وتدمير جيوشنا لتمكين زيادة قوة جيش الصهاينة حتى يتسنى له إطلاق يده فى المنطقة وفرض سياسة الاستسلام للشعب الفلسطينى خاصة والشعوب العربية وقادتها عامة. فى الماضى الأقرب كان التحريض الأمريكى للعراق وقت الرئيس صدام حسين على غزو العراقلإيران بعد الثورة الإسلامية فيها وهى حرب استمرت لسبع سنوات استنزفت فيها الثروات والشعوب العربية والإيرانية سواسية، هذا النظام العالمى الجديد ابتكرته أمريكا وهيمن به على مقدرات الأوطان بما يتماشى مع مصالحها ويحقق أهدافها نظام لا يعترف إلا بالقوة ويبتلع الأوطان الضعيفة ليسلبها خيراتها وثراوتها تمامًا مثل ما فعل مع العراق. اليوم يحاول فعله فى منطقة الخليج العربى بالتصعيد والاستنفار لتحقيق غايته وهى استدراك واستفزاز الدول العربية للحرب على إيران وهى حرب تخرج دائمًا دون فائز لأحدهما «الكل خاسر ما عدا أمريكا والصهاينة». ذلك بالمزيد من المليارات التى تدخل الخزينة الأمريكية من تجارة السلاح وخلافه مع زيادة فى حالة الضعف والوهن العربى مع الكثير جدًا من الثروات وكذلك يحدث لإيران وتظل دول المنطقة بما فيها إيران قطع شطرنج فى يد السياسة الأمريكية تحركها فى الوقت المناسب للمصلحة المانسبة لتجنى هى الثمار المزدوجة أولها إنهاك أكبر قوتين فى المنطقة لصالح حليفتها الأولى الكيان الصهيونى وثانيها تمرير «صفقة القفا» المعروفة بصفقة القرن التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإعادة رسم خريطة جديدة تتلاءم مع المخطط الأمريكى الصهيونى لإخضاع العرب جميعًا للهيمنة الصهيونية بالغطاء الأمريكى. تحيا مصر