من المشاكل الشائعة بين المتزوجين مشكلة حيرة بعض الرجال بين إرضاء الأم والزوجة، والسبب أن الأم تعتبر أن ابنها «مراته ممشياه»، والزوجة تعتبر زوجها «ابن أمه»، الأم تعتبر زوجة ابنها «داهية»، والزوجة تعتبر حماتها «عقربة»، والرجل حائر بينهما. هذا النوع من العلاقات يغلب فيه حب التملك وهو الأنانية التى يعتبرها تعالى مرضًا تجب الوقاية منه: (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) الحشر 9، فالزوج يريد تملك زوجته، والزوجة تريد تملك زوجها، وأم الزوج تعتبر ابنها ملكها وتنازعها عليه زوجته. والأم يجب البر بها ضمن الأمر بالإحسان للوالدين: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً..) الإسراء 23، إلا أنه ليس من الإحسان طاعة الوالدين فى ظلم أو معصية، فالله تعالى يأمرنا بالعدل والحق وبدون الإساءة للوالدين. ولذلك على الرجل أن يفرق بين معاملته لأمه، ومعاملته لزوجته، فمن الخطأ أن يساوى بينهما فى المعاملة، فمحاولاته فى الجمع والتوفيق بينهما ممكنة بين زوجتين لهما نفس المكانة، وغير ممكنة بين أم وزوجة لكل منهما مكانة مختلفة. الزوج عليه معاملة أمه بالإحسان أى بالتحمل والرحمة، ومعاملة زوجته بالمعروف أى بالعدل فى الإنفاق والعِشرة الطيبة: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ..) النساء 19. فالزوجان يعيشان حياة يومية لها طلبات وتكاليف مادية، ويواجهان واقعًَا كله تفاصيل ومشاكل، والزواج بما فيه من سعادة ومصاعب سيستمر إذا استطاع الزوجان إيجاد أسلوب للمعيشة المشتركة بعيدًا عن تدخل الأهل بينهما. ويفشل الزواج بسبب الأنانية، لوجود طرف يريد أن يأخذ ولا يعطى، فيظلم الطرف الآخر، هذه الأنانية قاتلة لأى علاقة إنسانية خصوصًا بين الأزواج، فالحياة أخذ وعطاء وليست أخذًا فقط، وعلى الرجل أن يكون حازمًا فى مواقفه بين الأم والزوجة، ولا يتعارض ذلك مع إحسانه لأمه، وعدله مع زوجته. محمد نوار
