مرت سنوات عديدة على نصر أكتوبر العظيم بفضل قواتنا المسلحة التى استطاعت أن تقهر إسرائيل التى كانت تدعى أنها تملك جيشًا لا يقهر ولكن قواتنا المسلحة قضت على ما كان يسمى أسطورة الجيش الإسرائيلى، وبالتأكيد أن هذا الانتصار لم يأت بالصدفة وإنما جاء نتيجة جهد وتنظيم وعلم وإرادة سياسية قوية جريئة وشعب صمم أن يحرر أرض هذا الوطن من أى دنس وكانت يد هذا الشعب هو أبناوه من القوات المسلحة، ودائمًا فى هذا الوقت من السنة يوم 6 أكتوبر نتذكر انتصارنا العظيم ونفخر به فهذه الذكرى تؤكد لنا أننا نستطيع أن نفعل المعجزات وما لا يتوقعه أحد وذلك عندما تتوفر الجدية والإرادة والثقة بالنفس دون الغرور، ولكننى لاحظت أن هذه الذكرى العظيمة أصبحت لا تأخذ حقها فى إنعاش ذاكرتنا بما حدث وكأن ما حدث هو مجرد انتصار فى معركة عادية بل إن سنة بعد أخرى أصبح الاحتفال أقل عن ذى قبل وأنا لا أقصد احتفال بإقامة حفلة كبرى ولكن لم نعد نرى فى وسائل الإعلام المختلفة الدور العظيم والتضحيات الكبرى التى قدمها أبطال القوات المسلحة من بداية من أصغر جندى إلى أكبر قيادة عسكرية فكثير من الأبطال الذين ضحوا بحياتهم فى سبيل تحرير هذا الوطن لم يعد يتذكرهم أحد وهذا يتم فى وقت نحن فى أشد الحاجة أن نقدم لأبنائنا الذين لا يعرفون أو يعرفون القليل عن انتصارنا الكبير فى حرب أكتوبر، فالكثيرون لا يدركون شيئًا عن هذا اليوم إلا أنهم يحصلون على إجازة من المدارس والجامعات بدل من أن نقدم لهم النماذج المشرقة من أبناء هذا الوطن لندعم لديهم قيمة التضحية والانتماء والتأكيد على أهمية الجدية والعلم لتحقيق التقدم، فكان يجب أن تصدر وزارة التربية والتعليم تعليماتها لجميع المدارس بإعداد رحلات مدرسية إلى بانوراما أكتوبر ليعرف أبناؤنا كيف كان هذا الانتصار وماذا قدمت القوات المسلحة من تضحيات وليصبح رجال القوات المسلحة النموذج والقدوة يتمنى أبناؤنا أن يحذو حذوهم كما يجب أن يتم ذلك فى اليوم الدراسى بتخصيص حصص سيتحدث فيها المدرسون للتلاميذ والطلبة عن أهمية حرب أكتوبر كما كان يجب استضافة أبناء الأبطال الشهداء فى هذه الحرب وأيضًا تسليط الضوء على القيادات السياسية والعسكرية التى حملت عبء هذه الحرب وساهمت فى الانتصار بداية من الرئيس عبدالناصر الذى بدأ الاستعداد للمعركة بعد نكسة 1967 إلى الرئيس السادات الذى اتخذ القرار فى الوقت الذى اعتقد العالم أجمع أن مصر تحولت إلى جثة هامدة وأيضًا إلقاء الضوء على الدور الذى قام به الرئيس حسنى مبارك عندما كان قائد القوات الجوية أثناء الحرب وأيضًا عندما أصبح رئيسًا للجمهورية ودوره لإعادة طابا وذلك بصرف النظر عن الأخطاء السياسية التى حدثت بعد ذلك ولكن هذا تاريخ لابد أن يقدم بصدق لأبنائنا وهذا لتدعيم القيم والأخلاق. إنه شهر الانتصار نتذكر فيه الماضى ونستلهم من القدوة للإنجازات والانتصارات فى مختلف مناحى الحياة، ولا شك أن الشهر مازال أمامنا لتقدم فيه المدارس لأبنائنا ما معنى انتصار حرب أكتوبر وليعرف أبناؤنا أهمية القوات المسلحة.