رئيس جامعة المنوفية يهنئ الأقباط بعيد القيامة المجيد    رئيس الوزراء: مصر لديها فرصًا واعدة في جذب الأجانب لشراء العقار    البورصات الأوروبية تغلق عند أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهر    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    أمين عام الأمم المتحدة يطالب إسرائيل بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم «فورا»    رئيس وزراء فرنسا يعرب مجددًا عن "قلق" بلاده إزاء الهجوم الإسرائيلي على رفح    رضا سليم وعمر كمال ضمن 5 تغييرات بتشكيل الأهلي ضد الاتحاد السكندري    ضبط 18 كيلو حشيش بحوزة عنصر إجرامي بالإسماعيلية    محمد رحيم ل إليسا بعد طرح ألبوم "انا سكتين": "هيكسر الدنيا كالعادة"    جامعة القاهرة تعلن انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض الطويلة    خالد الجندي يشيد بدعم الدولة المصرية للقضية الفلسطينية (فيديو)    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    سام مرسي يتوج بجائزة لاعب الموسم لفريق إيبسويتش تاون بعد مساهمته في صعوده للبريميرليج (صور)    وزير الدفاع يلتقى قائد القيادة المركزية الأمريكية    خطة الزمالك لتأمين شبابه من «كباري» الأهلي (خاص)    «مهرجان التذوق».. مسابقة للطهي بين شيفات «الحلو والحادق» في الإسكندرية    كيف يمكنك ترشيد استهلاك المياه في المنزل؟.. 8 نصائح ضرورية احرص عليها    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    كاتب صحفي: المقترح المصري للتهدئة في قطاع غزة حظى بردود فلسطينية إيجابية    محافظ قنا يفتتح عددا من الوحدات الطبية بقرى الرواتب والحسينات وبخانس بأبوتشت    وضع حجر أساس شاطئ النادي البحري لهيئة النيابة الإدارية ببيانكي غرب الإسكندرية    انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ    وزير الصحة يؤكد أهمية نشر فكر الجودة وصقل مهارات العاملين بالمجال    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    سب والدته.. المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل شقيقه في القليوبية    الشامي: حسام حسن علمني الالتزام في الملعب.. وأخبرني أنني أذكره بنفسه وهو صغير    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    البوصة تطلق المرحلة الأولى من المشروع المتكامل لتطوير ورقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية (GDR)    للأمهات.. أخطاء تجنبي فعلها إذا تعرض طفلك لحروق الجلد    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    حفل met gala 2024..نجمة في موقف محرج بسبب فستان الساعة الرملية (فيديو)    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    75 رغبة لطلاب الثانوية العامة.. هل يتغير عدد الرغبات بتنسيق الجامعات 2024؟    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    إيرادات «السرب» تتجاوز 16 مليون جنيه خلال 6 أيام في دور العرض    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    مدحت شلبي يعلق علي رفض الشناوي بديلًا لمصطفى شوبير    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أولياء الله.. الكاذبون!

6 آلاف ضريح فى مصر - حسب إحصائية لوزارة الثقافة وكثير منها مجهول ولا أحد يعرف صاحبه أو بالأحرى مقام وصاحبه غائب، وكثير منهم يستغله البعض للتربح بالحصول على تبرعات المخدوعين فيه والحصول على أموال صندوق النذور.
مقام فى البساتين لطفل يدعى والده أن له كرامات ومعجزات ويعيش بجواره فى المقابر منذ ما يزيد على 40 عاما ويتحصل على أموال من ذلك، أيضا هناك مقام الشيخ يوسف فى جاردن سيتى الذى هو فى حقيقته لص، ضبط فى الكثير من حوادث السرقة ويدعى البعض أن له كرامات.
فى الأقصر أيضا هناك مقام الشيخ كوكو الذى سبق أن هدمته الداخلية قبل 6 سنوات بعدما تحول إلى وكر للدجالين والمشعوذين.
الخرافات لا تتوقف ففى طنطا أيضا هناك سيدة تدعى أنه يمكنها أن تفتح للفتاة باب الزواج بمجرد لمسة من يدها.
التصديق السريع لهذه الخرافات يرجع إلى أنها مغلفة بغلاف دينى فيصدقها الناس على عجل، والأغرب كل الأضرحة بها لافتات تحكى مآثر عن صاحبها وكلها من نسج الخيال ولا تمت للواقع بصلة ومع ذلك هناك من يدافع عنهم بجنون ويعشقهم لحد الهوس ويهاجم كل من يرى أنهم أولياء بالكذب أو أولياء الله الكاذبون.
مؤخرا اكتشف أهالى السويس أن ضريح أبوسريع الذى كان يتبرك به البعض المدفون به رأس عجل وأن القائمين على المقام المكذوب قد تحصلوا على أموال كثيرة ولايزال هناك مهاويس بأولياء الله الكاذبين».
لايوجد محافظة فى مصر إلا وبها ضريح ومقام، من إسكندرية لأسوان.. أموال تجمع باسم أولياء مدعين لا أحد يعرف أصلهم ولا من أين جاءوا.
مقابر البساتين المشهورة بالقباب الخضراء بها ضريح يسمى ضريح الشيخ الطفل أشرف جابر رضوان الذى توفى عام 1973 وهو يبلغ من العمر 4 سنوات.. ووجدنا أمام الضريح أريكة صغيرة يجلس عليها رجل وسيدة بسؤالهما عن الضريح كانت المفاجأة أن الضريح لابنهما الذى توفى من 44 عاما.
وكان سؤالنا الأول بعد أن سارع الأب الذى أطلق على نفسه الشيخ جابر والد الطفل المعجزة الشيخ أشرف بإدخالنا إلى الضريح للحصول على بركات ابنه والحديث باستفاضة داخله ليحكى قصة الضريح.
الضريح ملون بالأخضر وعناقيد الزينة متناثرة فى كل أرجائه الصغيرة فهو لايتعدى حجم غرفة صغيرة لها مدخل صغير به أريكة خشبية، وأعلى الحائط المسنودة عليه الأريكة صور للأب والابن ورقم هاتف الأب وبعض الكتابات المجهولة عن نسب الطفل «لآل البيت»، لم يشترط الأب ارتداء الحجاب لدخول الضريح لكنه طلب خلع الحذاء، وأشار الشيخ جابر بيده فى الغرفة إلى كتابات بها ما يدعى أنها معجزات لابنه المتوفى حدثت لمئات الزوار له للحصول على بركات من كل محافظات مصر، الغرفة بها مقام فى مربع زجاجى شفاف يأخذ اللون الأخضر من الداخل وبه رأس يرتدى شالا أبيض وحوله كمية كبيرة من السبح ومصحف مفتوح وبجوار الصندوق الزجاجي، على الأرض سجادة للصلاة وصور للأب والابن فى صغرهما تملأ المكان.
واتكأ الشيخ جابر، على عصاه الخشبية وحكى قصة ابنه المعجزة وقال: كنت عاملا بسيطا فى شركة مصر للأهرام وعندى من الأبناء ثلاثة غير الشيخ أشرف، اثنان تزوجا من فضل بركات أخيهما المعجزة وشاب يعيش معنا هنا فى المقابر لخدمتنا، وكرست حياتى لخدمة المقام فأعيش فيه منذ 45 عاماً متواصلة لم أترك المكان وأرحل ولم أحن إلى حياة المدينة.
وأضاف الشيخ أشرف: ابنى صاحب كرامات وبركات فقد كان طفلاً مطيعاً وله طباع خاصة منذ طفولته، رغم أنه لم يعش سوى أربع سنوات فقط، لكن ليست فى صورة طفل، بل كان مثل الرجل الكبير فى السن، حريصاً على الصمت وذكر الله وينام على الأرض، ويأكل أقل الطعام الموجود فى البيت ويصلح حال الناس بكلماته الطيبة ويمنعهم عن الشر، وليس له أصدقاء أطفال ويرفض اللعب فى الشوارع مثل الأطفال.
كان حافظاً للقرآن كله بعد بلوغه عمر ال4 سنوات، وقبل وفاته بشهور أعلنا الخبر، فهو من مواليد 1969 وعندما أشيع أمر أن هناك طفلاً حافظاً للقرآن حضرت جهة مختصة بالأزهر وثبت اجتيازه للقرآن بجدارة وهناك شهود من محبيه على ذلك.
وتابع: توفى ابنى بشكل مفاجئ بدون مرض، ودفن بمقابر مصر القديمة وكراماته ذهبت إلى المسئولين، بعد أن حضر لنا كثير وطلب منا أن ننقله بجوار الصالحين فى المقابر ذات القباب الخضراء، ورفض المسئولون طلبنا المتكرر رغم أن معجزات ابنى ظهرت كثيراً على الجيران من البركة، وكان الحد الفيصل فى أمر الاعتراف الرسمى بأنه طفل معجزة أنه ذهب إلى المسئول فى محافظة القاهرة بعد أن ظل فى مقابرنا بمصر القديمة 3 سنوات يعانى ويرفض الجلوس فى تلك المقابر، وقرر المحافظ الموافقة على نقل جثمان ابنى بعد أن شاهده بنفسه وشاهد كراماته فى أحلامه.
وأوضح الشيخ جابر، أن كرامات الشيخ أشرف، فك النحس وجواز العانس وهدوء سر البيت، وعودة الزوجة إلى زوجها فى حالة وجود خلاف، والرزق، والإنجاب السريع لكن هناك شروطا للحصول على الكرامات سواء وابنى عايش أو ميت هى أن يحضر الزائر ويصلى ركعتين وتكون نيته صافية لوجه الله ثم يحصل على البركات بسهولة ويسر.
نسبه ل«ال البيت»
الشيخ جابر حرص على أن يثبت المصداقية وأن يوجهنا لقراءة مجلدات وأوراق تملأ حائط الضريح تؤكد نسب الطفل ل«آل البيت»، وكأنه مطالب منه أمر أن يثبت أنه هو وابنه لهما كرامات حقيقية وليست وهماً رغم أنه يجلس معه منذ 45 عاما يستقبل زوارا فى حبه، ويتبرع الزوار بالنذور للمقام.
وأضاف أن كرامات ابنه خرجت إلى الدول الأجنبية وجميع المحافظات، وأنه موجود بالضريح بجواره ليتمم بركاته، فهو أيضا صالح ومن نسل الأشراف الصالحين، ويحضر الناس للحصول على البركة منه ومن ابنه الصغير.
واختتم الشيخ جابر حديثه بأنه يضع صورة مع صور ابنه أيضاً ونسب العائلة معترف به من الأشراف وهذا يكفى ولا ننظر لأمر أن البركات غير حقيقية.
وأشار إلى أن المقام له مولد ثابت فى منتصف شعبان ومدته 3 أيام من الاحتفالات الشديدة والطعام للفقراء.
ضريح تائه
ضريح الشيخ «كوكو» عمره 200 عام كما قال أحد سكان المدينة وهو حكاية أخرى من حكايات أولياء الله الكاذبين والضريح موجود بشارع أحمد عرابى ملون بالأخضر ومعلق فى رقبته مئات السبح، ويحيطه عشرات الدجالين المرتزقة تحت اسم الدين مدعين أنهم يساعدون فى وصول رسالة الشيخ كوكو وهى البركات.
النساء ينافسن الشيوخ فى الجلوس حول الضريح أمام الشيخ وتنهال أصوات البكاء منهن، فالأمر علنى والجميع يشاهد ويسمع ما يحدث.
محمد راشد شاب ثلاثيني، قال: أمر الضريح المجهول الموجود فى الشارع أمام المارة فى مدينتنا محير، فمنذ عمر طويل والسكان يحكون أن هناك ضريحا مبروكا يدعى الشيخ كوكو وعندما نسألهم من هو الشيخ كوكو يقولون شيخ مبروك، لا يوجد أحد يعرف أى معلومات عنه سوى أن عمره 200 عام ولا نعرف مدى صحة الكلام.
وتابع راشد: قصة الضريح بدأت من زواره وإيمانهم بأنه الحل الوحيد لمشاكلهم، وحرصت قوات الأمن على منع أعمال السحر والشعوذة المنتشرة بسبب المقام فهدمته منذ 6 سنوات تقريباً بعد ثورة 25 يناير بعد أن سكنه الدجالون والسحرة والمشعوذون من داخل المدينة وخارجها.
وأشار راشد: العجيب الذى يراه كل سكان المدينة المثقفون أن المقام الخاص بما يقولون عنه شيخ ترك فى الشارع فترة طويلة وكان زوار المدينة يتخذون معه صوراً كأول مقام موجود فى الشارع دون صاحب ويتركون عليه ملابسهم وأكياسهم، وبعد ذلك تجمع الدجالون من جديد وبعض السكان وضعوه فى منتصف المدينة وعاد الأمر لما هو عليه مرة أخرى وحتى الآن لا أحد يعرف من هو كوكو؟
وأوضح راشد: قمنا منذ شهور ولانزال بحملة توعية للمواطنين من عدد من مثقفى المدينة لنبذ ما يحدث فالأمر خرافات والناس بسيطة ويصدقون كل شيء.
الزوار لا يعرفون شيئا عن تاريخ الضريح
بالاقتراب من النساء المتواجدات فى حالة من الدعاء الشديد والبكاء، وبسؤال إحداهن وتدعى صفية عمرها لم يتجاوز ال35 عاما، انهالت فى البكاء مشيرة إلى أن زوجها يريد أن يطلقها، وهى معها ثلاثة أبناء وحماتها سبب الطلاق لأنها تكرهها، وحضرت بأبنائها إلى الشيخ كوكو لحل أزمتها خوفاً على مستقبل أبنائها.
وأضافت صفية ذات الرداء الأسود الذى لا تظهر عليه ملامح دموعها أنها خرجت من مدينة مجاورة ل«إسنا» منذ الفجر مع أطفالها بعد أن قامت بجمع مبلغ مالى جيد جمعته من بيع السمن واللبن كى تصرفه على المحتاجين حول الضريح كما هو معروف عن طقوسه الشهيرة.
وأضافت رضوى سيدة خمسينية من زوار المكان كما قالت منذ 10 سنوات: المقام له بركات وجربت الأمر فى زواج بناتى ال3 وأحضر بهم هنا حتى الآن للحفاظ على زواجهن من أعمال السحر، لأنه من قبل تم زواجهن بعد أداء الطقوس وحضور جلسة الذكر مع الشيوخ هنا، ميزانية الحضور إلى مقام الشيخ كوكو 500 جنيه فقط، ولتوفير المصاريف أقوم بعمل الطعام فى بيتى على مدار يومين يكفى لإطعام 50 مسكيناً.
الشيخ يوسف الحرامى!
فى أحد الأحياء الراقية بمنطقة وسط البلد «جاردن سيتي» كانت القصة الأغرب وهى وجود ضريح شهير يدعى الشيخ يوسف، ومسجد بنفس الاسم وميدان أيضا، وبالسؤال عن قصة الضريح المبهم رغم زواره. وقفت محررتا روزاليوسف نصف ساعة لمحاولة الدخول إلى الضريح لأن الضريح داخل المسجد، والمسجد صغير لا يدخله إلا الرجال فقط، إلا أنه كانت هناك طريقة أخرى لاستقبال الزوار من الرجال والنساء عن طريق العامل فى المسجد الذى يتابع باب المسجد جيداً ويخرج بنفسه لإدخال من يشاء حتى وإن كنا فى وقت صلاة والمسجد مزدحم، إلا أن الزيارة أيضا لا يحرم منها أحد كما قال.
فى البداية طلب المسئول عن استقبال الزوار فى المسجد والضريح عدم ذكر اسمه أو تصويره خوفاً من الملاحقة، وعلى الفور فتح باب الغرفة الصغيرة لضريح الشيخ يوسف كى تكون مكانا مناسبا للحديث والزيارة بعيداً عن الحاضرين للصلاة.
وكانت الغرفة عبارة عن سرير مغطى وله رأس بارز ويوجد حوله العديد من الكراكيب والأشياء المهملة تؤكد أن زيارات الضريح قليلة.
تاريخ الشيخ يوسف
قال العامل: أنا هنا فى المسجد لخدمته وخدمة الضريح وزواره منذ 20 عاما، فأنا مؤمن جيداً بالبركات وأعرف جميع المقامات المجاورة وأذهب إليها خاصة فى الجيزة.
وعن قصة الشيخ يوسف فهو رجل مبروك رغم حياته السابقة التى كان فيها لصاً لكن ربنا هداه فى آخر أيامه وظهرت بركاته، فكان فى السابق قبل أن يهدى من الله معروف بأنه لص مع صديق شهير له يدعى صالح أبوحديد ولقب بهذا اللقب لأنه كان دائماً ما يتم وضع الحديد فى يديه لأنه سارق شهير.
وأشار إلى أن الشيخ يوسف وصديقه كانا يرتديان زى الدراويش لقرب أماكن السرقة التى كانوا يقصدونها من بيوت الله الصالحين، وكان معروف أنه يذكر الله هائماً على وجهه فى الشارع رغم ما كان يقوم به، وكان مشهوراً فى مناطق مصر القديمة بأنه درويش.
وأضاف: كان يستخدم ملابس الدراويش فى السرقة لأن الناس تثق بمن يرتدى تلك الملابس وتظن أنه هائم فى عبادة الله بعيداً عن تفاصيل الأشياء الدنيوية، فكان يخرج للشخص المستهدف ليتحدث معه عن الله وبعد دقائق يخرج أصدقاؤه من اللصوص ليحصلوا على الغنيمة من الفريسة ويحصلون على كل ما معه وكانوا ثلاثة أفراد فى العصابة بينهم الشيخ يوسف.
وأوضح عامل المسجد أن الشيخ يوسف حصل على عفو من لاظوغلى بك وكان وزيراً فى عهد محمد على باشا، وابتعد الشيخ عن ذلك الطريق تماما من وقتها وخاصة أن المواطنين نصبوا الفخ لصديقيه وأحدهما مات واتعظ الشيخ يوسف، ولصداقته الكبيرة ب «لاظوغلى بك» بنى مقبرة له ومقاماً وأطلق اسم الشيخ يوسف على ميدان فى جاردن سيتي.
وأشار عامل المسجد فى هدوء، إلى أنه حالياً منعت زيارة الضريح، لكن يزوره العشرات فى شكل هادئ نظراً لحساسية المكان أمام مجلس النواب، وتحضر النساء فى المقدمة والرجال كبار السن الذين شهدوا بركات بزيارتهم للمسجد أثناء الصلاة لأننى أنصحهم بذلك وأروى تاريخ الشيخ لمن يحضر من الزوار الجدد.
وأكد عامل المسجد أن الضريح مغلق ظاهرياً لكن هو يقوم بفتحه للمميزين من الزوار غير ذلك تكون البركات وقراءة الفاتحة من على باب الضريح فقط.
الشيخة صباح.. ودراويشها!
«روزاليوسف» خاضت تجربة البحث عن الزواج عن طريق الشيخة صباح الشهيرة ب «نور الصباح» فى مدينة طنطا بالغربية لزواج الفتيات بلمسة إيد كما قال زائروها.
المقام من معالم مدينة «طنطا»، ويأتى الناس من كل حدب وصوب له فى شارع «البحر» وبسؤال المترددين فى جلسة الذكر داخل المقام عن تاريخها، قيل ل«روزاليوسف» عنها، أن اسمها هو «بدر الصباح»، واشتهرت بمسمى «نور الصباح»، ولدت عام 1248 وتربت فى جو صوفى بحت حتى فتح الله عليها، ونور قلبها، كما أنها عاشت عذراء، تساعد الفقراء.
ولكن هناك من يستغل الأمور لمصالح أخري، فقال السكان الأصليون لشارع البحر أنه بدأ يشاع أن زيارة المقام تساعد على الزواج، أو فيما يعرف باللغة الشعبية (فك صد البنات) منذ ما يقرب من عشر سنوات لذلك الزيارة أصبحت كثيفة.
فى غرفه جانبية يقع المقام المزين بالورد، والمسابح، والضريح الملفوف بقماش أبيض، وورد، وبعض السلاسل اللؤلؤية، كأنه يشبه فستان زفاف. كان يحوم أحد الرجال فى الغرفة الصغيرة وسأل عما نريد، فسألناه أولاً إن كان شيخاً أو ما شابه، فرد أنه ليس هذا أو ذاك، وأن (جميعنا عبيد الله).
ثم أوضح لنا أنه رأى حالات مشابهة لتلك التى شكونا منها فى أمر الزواج، وأن أغلب البنات يأتين نتيجة وقف الحال، بل زاد أن هناك البعض شكون أن شكلهن يتغير أثناء مقابلة عريس، بات حالهن أفضل بعد الزيارة. وكانت المفاجأة أنه فى زاوية الضريح من الداخل السفلى من خامة الخشب، أدخل الرجل يده، لتتحرك خشبة صغيرة بحجم كف اليد ليلمس أرض الضريح!! وأمر أن ندخل أيدينا، وأن نلمس أرض الضريح و(نصلى على النبي)، وبعد أن خضنا التجربة فى محاولة لفهم السر، أجاب أنه بهذا انتهى الأمر، وأن وقف الحال سيزول. ثم مد يديه وقال: «حاجة لله بقي»!! مما يظهر أن هناك من يتخذ من حال الناس فرصة انتهازية لاستغلالهم، بل ومن الرحلة، ظهر أن أغلبهم يتخذ من التلاعب بعقول الناس مهنة ليرتزقوا قوت يومهم. ولكن التساؤل الملح فى البعض الذين يصدقون أن حالهم تغيرت بالفعل بعد زيارتهم تلك الأماكن، وأنه مجرد مقام، لكن تحول إلى مزار لزواج البنات.
وبالاقتراب من الحاضرات فجميعهن نساء قالت إحداهن وتدعى إيمان سعد سيدة كبيرة فى السن لكن يظهر عليها ملامح الثراء: ابنتى عمرها 35 عاما ونحن من سكان كفر الشيخ من الأرياف والبنات عندنا لازم تتجوز بدرى وبنتى فاتها قطر الجواز لازم اتصرف.
وتابعت إيمان التى تمسكت بيد ابنتها جيداً حتى أثناء الحديث لتروى قصتها، كل أملى قصة بنتى تتحل وعقدتها تروح لأن موضوعها تحول لفضيحة، البنات كلها اتجوزت فى القرية التابعين ليها وهى لسه، وقررت أن أجلس فى ضيافة الشيخة نور الصباح مع بنتى اليوم كله، فقد خرجت دون أن يعلم أحد أين أتجه بابنتى خوفاً على سمعتها، ونصحتنى بالشيخة جارتي، فقد تزوجت ابنتها منذ ثلاثة أعوام، بعد أن حضرت إلى الشيخة صباح، لكن كان هناك شرط للزيارة وهو ألا أعلن عنها لأى أحد فى القرية، وقمت بعمل الطقوس مع ابنتى أربع مرات، وسوف نجلس لتوزيع المشروبات على الفقراء من الحر طمعاً فى كرم الشيخة.
علم النفس: المواريث قانون
أكدت الدكتورة رغدة السعيد خبيرة لغة الجسد وعلم النفس، أن زيارات الأضرحة حتى وإن كانت لضريح مجهول من المواريث القديمة مع الأجيال مثل حاجات كثيرة تقولها الأمهات ويؤمن بها الأبناء طوال حياتهم لأنها ذكرت لهم فى طفولتهم، فأمر زيارة الأضرحة والأولياء يشبه القانون فى حياة الناس وهناك أشخاص يدركون الأمر وهناك من يساق نفسيا خلف الأضرحة، وتبدأ من قصة أو أسطورة قالها شخص أو معجزة حدثت معه عن مكان أو شخص وتوارثوها كرواية يتم تحريفها مع الزمن ليتحول الأمر إلى مبالغة ويحدث لها ترسيخ فى العقل.
وأشارت السعيد إلى أن أمر زيارة الأضرحة والإيمان بها يعد قشة الأمل للشخص اليائس فى بعض الأحيان من كل شيء، وهناك العديد من المبررات مثل الراحة النفسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.