أثارت وزيرة الدفاع الألمانية غضب السعوديين بشدة أثناء زيارتها الرسمية للمملكة، ورفضها ارتداء الملابس المفروضة على النساء هناك. فور انتشار صور الاستقبال الحافل، على مواقع التواصل الاجتماعى، احتج أبناء سعوديون، وعبروا عن تذمرهم، خاصة أنه جاء بعد حادثين متتاليين، أولهما إلقاء القبض على امرأة سعودية خلعت حجابها فى مكان عام، والآخر دعوة ميركل لحظر البرقع أو النقاب فى ألمانيا. عنوان جريدة «ذا صن» البريطانية كان «الإهانة»، وأكملت أن الوزيرة الألمانية رفضت ارتداء الحجاب خلال زيارتها الرسمية للمملكة. وأكدت جريدة «دايلى ميل» أن وزيرة الدفاع الألمانية «أورسولا فون دير ليان» رفضت هى ومن يصاحبها بالوفد ارتداء الحجاب، أو عباءة، ونوهت لتصريح «ليان» بأنه: «لن ترتدى أى امرأة فى الوفد المصاحب لى أى عباءة». وعبرت عن انزعاجها الشديد من التفرقة قائلة: «ينبغى أن يكون للمرأة حق اختيار ملابسها مثل الرجال، فدفع النساء والضغط عليهن، لارتداء العباءة، أمر يزعجنى». وأشارت جريدة «داس بليد» الألمانية إلى أن «فون» أعربت عن انزعاجها مرارًا وتكرارًا، أثناء زيارتها للعاصمة «الرياض» للقاء نائب الأمير ولى العهد «سلمان بن عبدالعزيز» حيث طلب من النساء التستر مؤكدة أنها تجنبت تمامًا فكرة ارتداء الملابس السعودية التقليدية، واختارت بدلاً من ذلك، بدلة زرقاء داكنة، عندما التقت نظيرها بالعاصمة السعودية. وأضافت أن الموظفين السعوديين، بدا عليهم الدهشة، عندما شاهدوا الوزيرة الألمانية دون اللباس التقليدى السعودى، دون إثارة احتجاجات، بل كان الغضب الحقيقى داخل المجتمع السعودى، بسبب طباعهم المحافظة. ودعا مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعى إلى أن يتم القبض عليها، لأنها- من وجهة نظرهم- أهانت المملكة بفعلتها تلك، خاصة أن هذا الحدث أتى بعد أيام قليلة من حادث إلقاء القبض على امرأة سعودية خلعت حجابها فى مكان عام. وكانت الشرطة السعودية قد اعتقلت امرأة خلعت حجابها فى مكان عام، ونشرت صورة وصفت بالعمل الجرىء على مواقع التواصل «تويتر». وصرح المتحدث باسم الشرطة السعودية «فواز الميمان» بأن: «شرطة الرياض أكدت أن عمل هذه المرأة انتهك القوانين المطبقة فى المملكة، أى التمسك بتعاليم الإسلام»، ولم يذكر اسم المرأة المقبوض عليها، وذكرت المواقع، أنها تدعى «ملك الشهارى». ويلزم القانون السعودى جميع النساء سواء السعوديات، أو الأجنبيات بارتداء العباءة لتغطى الجسم بالكامل، لكن الحجاب، أو النقاب بمعنى أدق، أمر غير إلزامى لدون المسلمات. وقالت وسائل الإعلام إن «فون دير ليان» حذت حذو السيدة الأمريكية الأولى «ميشيل أوباما» التى زارت مع زوجها العام الماضى المملكة السعودية عارية الرأس. إلا أنه فى عام 2013، زار الأمير «تشارلز» ودوقة «كورنوول»، الزوجة الثانية لولى عهد بريطانيا، المملكة، حيث التقيا الأمير «خالد بن بندر آل سعود»، وارتدت الحجاب عندما وصلت المملكة، لكنها لم تطالب بارتداء العباءة كونها عضو فى العائلة المالكة. المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» قررت الأسبوع الماضى حظر البرقع أو النقاب، لأنه يشكل عائقًا أمام النساء المسلمات بالاندماج فى المجتمع الألمانى. وتتعرض السعودية لانتقادات لاذعة، بسبب موقفها من النساء، حيث تعد أشد الدول المقيدة للنساء فى العالم، فهو البلد الوحيد الذى لا يسمح لهن بقيادة السيارات، ولا يسمح بحصولهن على رخص القيادة. كما تعجبت «ذى إندبندنت» من منع السعوديات من السفر دون إذن من أولياء أمورهن، ومنعهن من السباحة فى أماكن عامة، مضيفة أن السعودية انتقدت بسبب سجلها فى مجال حقوق الإنسان، ففى العام الماضى أعدم أكثر من 150 شخصًا، وفقًا لمنظمة العفو الدولية. كما نقلت الصحف الألمانية، أن الوزيرة صرحت بأنها تحترم عادات وتقاليد تلك البلاد، وستعمل جاهدة من أجل الامتثال لتلك القواعد، لكن بالنسبة لها هناك حدود لطريقة تكيفها مع هذا البلد، مضيفة: «أنا لم أرتد الحجاب، وأرتدى السراويل». وبالنسبة لجريدة «إكسبرس» فأوضحت أن مسئولاً فى السفارة الألمانية «مايكل أونماخت»، تهرب عندما سئل عن هذا الحدث، وحاول سريعًا تغيير التركيز على هذا النقاش، وقال: «دارت المحادثات بين الأمير «محمد»، والوزيرة الألمانية، بشأن السبل، ووسائل تعزيز التعاون السعودي- الألمانى فى مختلف المجالات، بما فى ذلك التبادلات رفيعة المستوى، والتعليم، والتدريب، والدفاع، والزيارات المتبادلة، والشئون الأمنية».