«نحمل أحلام 90 مليون مصرى بالصعود لكأس العالم».. تلك أول عبارة لأسامة نبيه مدرب منتخب مصر فى حوار تطرق إلى مشوار المنتخب بتصفيات كأس العالم، واستعداداته لبطولة الأمم الإفريقية المقبلة فى الجابون. يقول نبيه: فى الوقت الراهن حققنا 20 ٪ من مشوارنا إلى مونديال روسيا، الفوز على غانا مهم كونه المنافس رقم واحد، لكن المشوار طويل، ومنتخبنا لم يخض سوى مباراتين من أصل ست. هل ترى أن الفوز على غانا بمثابة رد اعتبار بعد الهزيمة بسداسية؟ - هزيمة منتخبنا من غانا بنتيجة 1/6 هزيمة استثنائية، ولا أعتقد أنها ستتكرر فى يوم من الأيام، أما فيما يتعلق بنغمة رد الاعتبار فأنا لست مع مرددى هذه النغمة. هى مباراة مهمة نجحنا فى الفوز بها والحصول على نقاطها الثلاثة ودفعتنا لاعتلاء قمة المجموعة، ولكن رد الاعتبار الحقيقى هو الصعود على حسابه لكأس العالم بعدما نجح الغانيون فى التأهل على حسابنا عام 2014. وإذا كنا حققنا فوزا على غانا فعلينا أن نقر بأنه منتخب كبير وله اسمه ويملك من الخبرات ما يدفعه للعودة للمنافسة من جديد.. ولذلك لابد من استكمال مسيرتنا وخطواتنا بالتركيز على مواجهة أوغندا فى أغسطس من العام المقبل. هناك انتقادات لجهاز المنتخب بسبب الأداء الضعيف أمام غانا والكونغو؟ - الأداء الجيد «مبيصعدش» كأس العالم، ما أرجو توضيحه أن الكرة المصرية تمر بمرحلة تعاف بعد فترة طويلة من التخبط، وليس مطلوبًا منى فى مرحلة التعافى سوى تحقيق نتائج جيدة دون النظر للأداء الجيد. الأداء الجيد فى مفاهيم التدريب الحديثة هو أن ينفذ اللاعبون الخطط، وليس الاستحواذ على الكرة، واللعب بالكعب وما إلى ذلك من لمسات فنية. هل يعنى أن أداء المنتخب سيبقى بهذا الوضع؟ - لا أقصد ذلك ولكنى تحدثت فى البداية أن الكرة المصرية بشكل عام فى مرحلة تعافٍ، ونحن فى بداية عملنا وضعنا الخطوط العريضة لعملنا كجهاز فنى.. وتمثلت أهدافنا فى إعادة مصر لمكانتها الطبيعية بالمشاركة فى بطولة الأمم الأفريقية بعد الغياب عنها لمدة ثلاث دورات متتالية للمرة الأولى فى تاريخ مصر. وقد نجحنا فى الصعود على حساب منتخب نيجيريا، ثم يأتى هدفنا الثانى وهو الوصول لكأس العالم ونحن الآن نسير فيه بشكل جيد ونعتلى قمة مجموعتنا. وعلى أى حال.. منتقدو أداء المنتخب هم المحللون التليفزيونيون الذين لم يدربوا مرة فى حياتهم. لكن الجماهير تبحث عن المتعة. - المتعة ليست كل شىء فى كرة القدم.. المفاهيم تغيرت فهناك أمثلة كثيرة، ففريق أتليتكو مدريد غير ممتع فى كرته ومع ذلك ينافس على البطولات ويحققها، وإيطاليا أيضا حصلت على كأس العالم من غير متعة، البرتغال حصلت على اليورو الأخيرة بنفس الطريقة. هل ترى أن الصعود لبطولة الأمم الأفريقية إنجاز يضاف للجهاز الفنى بقيادة كوبر؟ - بالنسبة لى لا يعتبر إنجازا فهذه هى المكانة الطبيعية لمنتخب مصر. لكن ليس من العدل التقليل من الصعود بعد ثلاث دورات متتالية، وهناك إعلاميون ومحللون ذهبوا إلى أن المنتخب النيجيرى ليس بقوته المعهودة.. إنهم يحاولون تكسير مجاديفنا من دون مبرر، والغريب أن الأيام أثبتت أن كلامهم «فالصو»، فالمنتخب النيجيرى يتصدر مجموعته فى تصفيات كأس العالم بعد الفوز على الجزائر أقوى منتخب أفريقى حاليا. هل يحارب الإعلام الجهاز الفنى؟ - التعميم ليس دقيقا، لكن هناك حربا بالفعل، وهناك أقلام تسعى إلى النيل من إنجازاتنا، وأنا شخصيا قطعت عهدًا على نفسى بعدم التوقف أمام الترهات. هل هناك مؤامرة على كوبر؟ - لا أعلم ما سبب الهجوم عليه، ولكننا نركز فى عملنا فقط فنتائج المنتخب هى ردنا على كل المنتقدين. المنتخب متهم بالاعتماد كليا على محمد صلاح - الأرجنتين تعتمد على ميسى والبرتغال تعتمد على رونالدو وويلز تعتمد على جاريث بيل، لا أحد يختلف على إمكانيات محمد صلاح وفريق روما نفسه يعتمد عليه فى الدورى الإيطالى، وهذا أمر لا يعيب روما أو يعيب منتخب مصر. هل تشارك مصر فى بطولة الأمم برغبة حصد اللقب؟ - بالطبع.. طموحنا حصد البطولة، وهو الأمر الذى يتناسب مع اسم منتخبنا الذى حصد اللقب 7 مرات مسجلا حتى الآن أعلى رقم على مستوى القارة. لماذا لا يضم المنتخب ظهيرا أيسر صريحًا بجوار محمد عبدالشافى؟ - لا نرغب فى ضم لاعبين جدد.. فهناك محمد عبدالشافى وبديله حمادة طلبة الذى يجيد تنفيذ تعليمات الجهاز الفنى، ويعى دوره جيدا ونجح بالفعل فى قيادة الجبهة اليسرى فى أقوى مواجهتين للمنتخب تقريبا أمام نيجيريا ذهابا وعودة. عدم ضم لاعبين جدد يعود لضيق الوقت فقد عملنا لما يقرب من عامين مع هذه المجموعة، وبالطبع تطبع اللاعبون على فكر الجهاز الفنى، وليس من المعقول ضم عناصر جديدة الآن فسيكون الانسجام غائبًا. هل باب المنتخب مغلق كليا إذن؟ - لم أقصد ذلك.. هناك مجموعة من اللاعبين تحت أنظار الجهاز الفنى لكننا ننتظر الوقت المناسب لضمهم. إذا ضممنا لاعبًا، ولم يوفق مع المنتخب، فإن الجماهير لن ترحمنا، كما أننا سنكون قد ظلمنا اللاعب أيضًا. لكن تجديد الدماء أمر ضرورى. - عندما تعادلنا مع غينيا وخسرنا من جنوب أفريقيا فى مباراتين وديتين كان الهدف منهما تجربة اللاعبين وطرق اللعب، طالب البعض بإقالة الجهاز الفنى وتثبيت الفرقة، أما الآن فيطالبون بضم عناصر جديدة. إلى متى سيعتمد المنتخب فى حراسة المرمى على الحضرى الذى تخطى عامه ال44؟ - مادام هو أحسن لاعب فى مصر، فسنعتمد عليه، وبلغة الأرقام مازال الحضرى رقم واحد. أما فيما يتعلق بأنه لا يظهر ب«فورمة عالية» مع فريقه وادى دجلة، فالأمر فيه مبالغة، لأنه لا يوجد حارس بلا أخطاء. وللعلم إن الحضرى ليس الحارس الأساسى للمنتخب، بل إن المنتخب يرفض تثبيت حارس أساسى، فالشناوى يؤدى المباريات أحيانًا، وفى أحيان أخرى نعتمد على الحضرى. بالنسبة لمباراة غانا، اخترنا الحضرى لأنها مباراة تحتاج خبرات، لكن هناك دائمة فرصة للشناوى ومحمود عبدالرحيم «جنش»، وهو تحت أعين الجهاز الفنى. هل يعانى المنتخب من أزمة فى خط الهجوم؟ - هناك أزمة بالفعل، وسببها الرئيسى أن الاختيارات محدودة، فالمهاجمون المتميزون لا يشاركون مع فرقهم بصفة أساسية، وإذا تألق واحد منهم وقررنا مراقبته نفاجأ بأنه لا يؤدى المباراة التالية وهكذا نضطر إلى الاعتماد على الأسماء التى اخترناها. يقال إن أسامة نبيه هو المدير الفنى الفعلى للمنتخب. - المنتخب له مدير فنى محترم، وهو هيكتور كوبر، وأنا أعمل تحت قيادته. عندما وصل كوبر مصر، طلب منى مساعدته على التعرف على «المشهد الكروى»، ورشحت له لاعبين حتى يتابعهم، والرجل كان متفهمًا لذلك ومرحبًا بعملى، هذا لأنه واثق من نفسه، وليس مصابا ب«النفسنة». إنه مدير فنى كفؤ واثق فى نفسه، لذلك يسمع جيدًا، ويجلس مع مساعديه أوقاتًا طويلة للتعرف على أفكارهم، ومائدتنا النقاشية تضم كوبر ومحمود فايز وأحمد ناجى وفانتا وأنا.. ويدلى كل برأيه ثم يتخذ كوبر القرار باعتباره المسئول الأول. أنت متهم بكراهية لاعبى الأهلى؟ - والدليل أننى ضممت 12 منهم فى أول معسكر للمنتخب.. هذه شائعات يطلقها البعض دون تفكير.. والمؤسف أنها وجدت تربة خصبة فى مواقع التواصل التى شن مرتادوها هجومًا على. لا يمكن أن أكره لاعبًا فى أى فريق، إذا كان مفيدًا للمنتخب سأسعى إلى ضمه، وعلاقتى جيدة بجميع لاعبى مصر.. جميعهم إخوة أعزاء، وعلى عينى ورأسى. هل تأثرت بحملات البعض ضدك ومطالبتهم برحيلك؟ - بالعكس.. رفعت من روحى المعنوية، بمعنى أن شحنتنى وجعلتنى أكثر إصرارا على إثبات جدارتى بمكانى. لقد كنت أتلقى شتائم عبر رسائل نصية إلى هاتفى المحمول، وكلما كنت أقرأ رسالة كنت أشعر بأننى بصدد تحد لابد أن أخوضه بنجاح. ما موقف أحمد ناجى فى أزمتك مع جماهير الأهلى؟ - الرجل تدخل كثيرا ووضح لوسائل الإعلام الحقائق عن أمانتى فى العمل، وأكد أن كل ما أثير عن كرهى للاعبى الأهلى عار تماما من الصحة.. وبالمناسبة كان أحد الأفراد المتواجدين فى جلسة جمعتنا بالمهندس هانى أبوريدة مع المهندس محمود طاهر رئيس النادى الأهلى لتوضيح الأمور. وماذا عن خلافك مع حسام غالى؟ - حسام غالى شأنه شأن أى لاعب.. إذا ما رأى الجهاز الفنى بقيادة مستر كوبر الحاجة إليه فنيا فسيتم ضمه فورا، ولكن فيما عدا ذلك فهو ليس ضمن قائمة المنتخب فى الوقت الحالى. وكيف ترى عبدالله السعيد؟ - أفضل لاعب فى مصر وهذا ما صرحت به منذ سنة تقريبا فهو لاعب يملك إمكانيات مميزة ويقوم بدور كبير جدا مع المنتخب والوحيد القادر على تعويض غيابه فى أى مباراة هو محمد إبراهيم لاعب الزمالك الذى أعتبره موهبة كبيرة، وأحمد الله على عودته من الإصابة.. وجميع أفراد الجهاز الفنى يتمنون مشاركته سريعا حتى يتواجد معنا فى قائمة بطولة الأمم الأفريقية فى الجابون. هل يتابع الجهاز الفنى للمنتخب تألق شيكابالا؟ - طبعا.. لو واصل تألقه ولم «يمش على سطر ويسيب سطر» سيكون له دور كبير فى المنتخب. يتردد أن الجهاز الفنى سيطاح به فى حال فشل فى بطولة الأمم الأفريقية؟ - لست مهتمًا بمتابعة الشائعات، وتركيزى منصب على تأدية عملى بأقصى طاقتى، وكل ما أتمناه أن ننجح فى إسعاد الجماهير، أما مسألة الإقالة والبقاء فهى بيد اتحاد كرة القدم. هل يستحق منتخبنا الصعود لكأس العالم؟ - من دون شك، ولدى ثقة فى أن الله «سيجبر خاطرنا»، وسنحقق الحلم الذى طال انتظاره.
