ساد الهدوء الحذر شوارع القاهرة ومختلف محافظات الجمهورية، مع تواجد أمنى كثيف منتشر فى الشوارع والميادين لحراسة المنشآت العامة، وتحسبًا لأى طارئ يمكن أن يحدث، وقد التزم الكثير من سكان العاصمة والمحافظات منازلهم لمتابعة شاشات التليفزيون وسماع الأخبار أولاً بأول، وانتظمت المحال والمطاعم فى تقديم خدماتها المعتادة، وكذلك المقاهى التى ارتادها زبائنها المعتادون فى يوم العطلة الأسبوعية.. وعندما حان وقت صلاة الجمعة اكتظت المساجد بالمصلين لأداء الصلاة وسماع خطبة الجمعة، التى طالبت الناس بتحمل صعوبات ارتفاع الأسعار وضرورة الاصطفاف وراء المصلحة العامة للوطن لعبور محنة الاقتصاد وارتفاع الأسعار باعتبار الإجراءات الأخيرة لتحريك أسعار الوقود هى بمثابة الحل الحتمى لوأد أمراض الاقتصاد المصرى الذى ظل يعالج بالمسكنات دون أن تكون هناك حلول جذرية خوفا من ردود الأفعال الغاضبة. وفى هذا السياق شهدت المساجد الرئيسية بمنطقتى حدائق المعادى والمعادى هدوءا تاما عقب صلاة الجمعة بجامع الريان ومسجد الفتح. اللافت، أن بعض الأحياء الشعبية قد تجمع شبابها للوقوف ضد أى خروج على الشرعية، كما حدث مساء الخميس الماضى عندما حاول بعض المتطرفين بمنطقة شبرا الخيمة قسم ثان الاقتراب من القسم فتصدى لهم الأهالى، الذين يسكنون بجوار القسم وألقوا بمشاركة الشرطة القبض على عدد من هؤلاء الصبية «البلطجية» الذين حرضتهم الجماعة الإرهابية. إضافة إلى ذلك انتشرت فى عدد من الشوارع الرئيسية لافتات تدعو السكان إلى التوحد من أجل الحفاظ على قوة مصر واستقرارها.. وفى كفر الزيات انتظم عمال شركة الملح والصودا فى العمل ومعهم المهندسون ومجلس إدارة الشركة في مبادرة عمالية لرفض دعوى التخريب واعتبار يوم «11 / 11 » يوما للعمل المجانى دون مقابل فى يوم إجازة رسمى وعلق العمال لافتتات كتب عليها «العمل يوم الجمعة حبا فى مصر».. على أساس أن المصريين دائمًا وأبدًا يتوحدون عندما يشعرون بوجود تآمر أو محنة يتعرض لها الوطن. وفى الوقت نفسه، انتاب المصريين شعور التفاؤل بزيارة ولى عهد أبوظبى الشيخ محمد بن زايد وجهود دولة الإمارات لإزالة سحابة الصيف والتوتر التى انتابت العلاقات «المصرية - السعودية».. وفى الوقت نفسه، ستصل 2 مليار دولار للبنك المركزى من صندوق النقد الدولى فى إطار الاتفاق الذى عقد بين الصندوق والحكومة المصرية. وعلى خلفية مظاهر التفاؤل تراجع سعر الدولار خلال اليومين الماضيين، ويتوقع أن يستمر تراجع سعر الدولار خلال الأيام المقبلة، بعد أن تأكد الجميع من إحكام الدولة لقبضتها على الشارع المصرى وتمتع رئيس الجمهورية برؤية صحيحة لأصالة المصريين، وثقتهم به برفضهم دعوات العصيان المدنى أو النزول للتظاهر.. منتظرين نتيجة الإصلاحات الاقتصادية وانعكاساتها على مظاهر الحياة خلال الأسابيع المقبلة، طبقا لما تسفر عنه شهادة الصندوق الدولى عن وضع الاقتصاد على الطريق الصحيح للازدهار والقوة، فضلا عن مساندة الأشقاء العرب للاقتصاد المصرى من خلال زيارة ولى عهد أبوظبى وجهوده فى توحيد واصطفاف الدول العربية لمساندة مصر. ويعتبر هدوء «11/11» بمثابة شهادة على الاستقرار والأمان الذى تتمتع به مصر، وأيضا أكبر دعاية لأهمية وميزة الاستثمار داخل مصر. فى هذه الأجواء انتشر عدد من المراسلين الأجانب أمام المساجد المشهورة التى حددها لهم بعض المتعاطفين مع الجماعة الإرهابية بأنها ستخرج منها مظاهرات عارمة وفوجئوا بأن الناس يؤدون مشاعرهم الدينية فى هدوء وسلام, وشاركهم رجال الشرطة الصلاة والدعاء لمصر أن يحفظها الله. ويرجع اختيار يوم الجمعة للجماعة الإرهابية، بأنه يوم يحتشد فيه المصريون للصلاة فى المساجد فيسهل حشدهم والتظاهر من خلالهم، فضلا عن أن يتوافق مع تكرار الرقم «11/11».. وعلى خلفية هذه الأحداث بثت الجماعة الإرهابية الشائعات حول قيام الحكومة بحظر التجوال واصطدمت هذه الشائعات بأن نزل الناس الشوارع ولم يجدوا أى حظر للتجوال.. ولم تمض 24 ساعة حتى نشروا شائعة أخرى عن قيام عدد من الشباب بعملية الانتحار الجماعى فى مياه النيل.. إلا أن هذه الشائعة قد تحطمت على أرض الواقع بوجود عدد من الناس يتنزهون بحرية حول كورنيش النيل ولم يجدوا أى انتحارات جماعية أو فردية.. وهكذا تأكد المصريون أن الجماعة الإرهابية ستظل إرهابية على جميع توجهاتها من قتل الأبرياء وعدم الولاء للوطن والتمسح بالدين فى سبيل تنفيذ مخططاتهم التى لا ترضى عنها السماء أو الأرض. آخر خبر القبض على أبو ذكرى صاحب سلسلة سوبر ماركت قامت إدارة تنفيذ الأحكام بإلقاء القبض على رجل الأعمال سامى أبو ذكرى الهارب من تنفيذ أحكام قضائية صدرت ضده لعدم سداده ديونا تخطت ال 500 مليون جنيه. تأتى عملية القبض على رجل الأعمال فى إطار تنفيذ الأحكام القضائية الصادرة ضد عدد من المتهمين. عملية القبض تمت في مطار القاهرة قبل أن يغادر أبو ذكرى المطار خارج مصر.