وجهت الصين للمرة الثانية، الدعوة إلي مصر لحضور قمة مجموعة العشرين التي تضم أقوي اقتصادات العالم، كضيف شرف، في دورتها ال11، بالتزامن مع مرور 60 عاما من العلاقات المصرية الصينية. وتناولت العديد من الصحف الغربية التحركات المقبلة بين البلدين في إطار التعاون الاقتصادي الثنائي، وأكدت أن هناك تفاؤلا حول مستقبل العلاقات بين مصر والصين، بعد أن جددت بكين الدعوة للقاهرة لحضور قمة مجموعة العشرين «G20» التي تستضيفها في مدينة هانجتشو الصينية في سبتمبر المقبل. وذكرت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن آخر استطلاع للرأي العام المصري أجراه مركز بيو للأبحاث، أظهر أن غالبية المصريين تتبني وجهة نظر إيجابية بالنسبة للصين، وعلاوة علي ذلك فإن مصر بالنسبة للصين تدخل كجزء من جدول أعمال توسيع النفوذ الصيني والعلاقات التجارية علي الصعيد العالمي نظرا لأهميتها الجيوستراتيجية، واقتصادها المفتوح وقوة العمل الرخيصة نسبيا. وتسعي الصين لتحل محل الولاياتالمتحدة عسكريا في مصر، وربما تصبح أكبر مورد عسكري للقاهرة في القريب، حيث تسعي بكين لبناء علاقات قوية مع الخليج فهي تهاجم دبلوماسيا ليزداد نفوذها في منطقة تنحسر فيها السياسات والحضور الأمريكي، حيث تأمل بكين منافسة واشنطن، بل تحديها في هذه المنطقة الساخنة. ويأتي تكرار الدعوة الصينية للقاهرة لحضور قمة مجموعة العشرين، بالتزامن مع أحدث تقرير عن الاقتصاد المصري والصادر عن شركة KPMG الذي يؤكد أن مصر أصبحت في المركز الثاني بين أقوي الاقتصادات في أفريقيا، بدلا من دولة جنوب أفريقيا التي بدأ اقتصادها في الانخفاض منذ عام 2012، وذلك علي الرغم من أن اقتصاد مصر لا يزال في طور النمو بعد 5 سنوات من التوتر والاضطرابات. وذكرت منظمة بيزنس مونيتور الدولية الاقتصادية(BMI) أن بيانات جنوب أفريقيا، تشير إلي أنها غير قادرة علي العودة إلي المركز الثاني بين اقتصادات القارة السمراء في القريب. وللحد من الفقر، سيتم إطلاق 200 مشروع للحياة السعيدة وبرامج خاصة تركز علي النساء والأطفال، وإلغاء الديون المستحقة علي شكل قروض بدون فائدة. وفي الوقت الذي تتجدد فيه العلاقات الصينية المصرية، تفتح بكين فصلا جديدا للعلاقات بينها وبين أفريقيا، إذ أعلن الرئيس الصيني رفع العلاقات بين بلاده والقارة السمراء إلي مستوي الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة والتكاتف للدخول في عصر جديد من التعاون المثمر للجانبين، وأعلن عن 10 خطط رئيسية لتعزيز التعاون، مؤكدا أن الصين ينبغي أن تظل ملتزمة بالتعاون في الطاقة الإنتاجية، وبناء شبكات النقل الإقليمية والتصنيع، ودعم تبادل الخبرات بين الشباب والنساء والمفكرين، ووسائل الإعلام والجامعات. ورصدت الصين 60 مليار دولار لتمويل ودعم هذا التوجه، علي أن يشمل ذلك مبلغ 5 مليارات دولار من القروض بدون فوائد، و35 مليار دولار من القروض التفضيلية وائتمان الصادرات، و5 مليارات دولار لصندوق الصين - أفريقيا التنمية، والقروض الخاصة لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فضلا عن أن بكين سوف تقوم بإنشاء عدد من مراكز التعليم المهني الإقليمية والعديد من الكليات، وتدريب نحو 200 ألف من الفنيين، وتوفير 40 ألف فرصة عمل في القارة السمراء.