كلما تقدمنا خطوة نتراجع خطوات للوراء.. رغم انحياز الرئيس للشباب، كل رؤساء لجان مجلس النواب فوق الستين أو تجاوزوا السبعين، صورتان تكشف تراجع النظام صورة الفتاة المصرية 25 عاما التى تقود البرلمان الإسبانى وتشرف على انتخابات رئيسه وصورة رئيس لجنة الشباب فى مجلس الأمة الذى تجاوز السبعين. الفتاة من شباب 25 يناير والدرس الشباب قادر على الإدارة والفعل إذا ما فتحت أمامه الأبواب. رغم وقوف المجلس وانحيازه للمواطن الفقير ورفض قانون الخدمة المدنية لوجود عوار به ومواد مخالفة للدستور نجد الإعلام ينحاز للدولة وبدلا من مناقشته المواد المخالفة يشن هجومًا شرسًا على المجلس، متناسيا أنه إعلام الشعب وأن تعديل مواد القانون أفضل من سخط 25 مليون على الدولة وعلى الإعلام يشملهم القانون. لا توجد دولة تتوقف كل مفاصلها ويستنفر الجيش والشرطة وتصيب الإعلام حمى الخوف والرعب كلما اقتربت ذكرى الثورة مثلما يحدث عندنا فهى رسالة سلبية للخارج والسائح قبل الداخل، حتى إن الشعب لم ينزل للاحتفال رغم أنه لم يحدث عندنا حادث إرهابى بحجم الذى حدث فى فرنسا ورغم ذلك احتفلت بالعام الجديد وحضر عدد غير مسبوق من السائحين لمشاهدة الاحتفاليات التى أقامتها حتى إن كثيرين لم يجدوا تذاكر والسبب أن فرنسا أكدت بعد الحادث أنها قادرة على حماية مواطنيها من الإرهاب وأيضا وبالطبع حماية السائحين وما حدث فى دبى بعد الحريق فى احتفالات رأس السنة وحماية كل المتواجدين أكثر من السياح خير رسالة قدمتها للسائح دون تخويف أو ترهيب. والرئيس يؤكد على الحريات وكرامة المواطن وصيانة الحقوق الإنسانية وما يحدث على أرض الواقع متناقض تماما، ويكفى ما يحدث فى أقسام الشرطة وحادثة القبض على أ. دياب وابنه وأخيرا بدلا من حماية الشرطة للمواطن من البلطجية يتم الاعتداء على كرامتهم وإهانتهم بهذا الشكل المهين لحقوق الإنسان الذى حدث فى مستشفى المطرية ؟ ولمن يقول إن الثورات مؤامرات خارجية، ثورات الشعوب من مؤامرات داخلية من الأنظمة الدكتاتورية على شعوبها لا يوجد مؤامرة أكبر من تكميم الأفواه وغياب العدالة وتقييد الحريات وتفشى الظلم والفقر والبطالة حتى تنفجر فى وجه حكامها فيستغلها الآخرون لتحقيق مصالحهم. الفهم طريق الحرية.