يقول البعض، إن الهيمنة الذكورية، والاستبداد الذكوري، والسلطة الذكورية، كلها سوف تختفي، مع «ثورة الوطن».. «رجال ونساء معا».. و«ثورة الشعب»، كفيلة بإنهاء الاستبداد الذكوري لنصف الشعب، بعد تخلصها من التغيير السياسي، وضمان توافر الخبز، وتلاشي الفساد، وانخفاض أسعار السلع، وتوفير فرص عمل، وإعمال الديمقراطية. لكن ينسي هؤلاء، أمثلة كثيرة، حدثت في التاريخ، تدحض هذا التفكير، حيث قامت ثورة الوطن، أو ثورة الشعب «رجاله ونساءه» وأطاحت بالنظام السياسي السائد، المستبد، التي شاركت فيها النساء. وعندما استقر العهد الجديد، وإبادة الاستبداد السياسي القديم، ب«مشاركة نساء الوطن»، لم تتلاش قطرة واحدة، من المحيط الذكوري الكبير بل علي العكس، حينما استقر الذكور الجدد، في حكم جديد، استمروا في عدم المساس بالاستبداد الذكوري. وبالتالي، مثلما، خضعت النساء، في النظام السياسي القديم.. يجدن أنفسهن، خاضعات بالقدر نفسه، في النظام السياسي الجديد، اللائي شاركن، في تواجده، مع «رجال الوطن». وأقرب مثل، لنا، ومن بلادنا، هو الثورة الجزائرية، ضد الاحتلال الفرنسي، وهذا بالضبط السبب، الذي يجعل مثلا، المناضلات الفلسطينيات، يحذرن كثيرا، تكرر الأمر معهن، إذا تم حل القضية الوطنية الفلسطينية «رجالها ونساءها». لماذا تتمركز طلبات «رجال الثورة الشعبية لتي تضم النساء» في الطعام، والبطالة، والغلاء، واستبداد السياسة؟ ولا تتمركز حول، العدالة بين الذكور والإناث.. وغلاء الاستبداد الذكوري للنساء، وانخفاض البطالة للنساء.. والتحرش الجنسي بالمرأة.. والديكتاتورية وحكم الرجل الفرد المطلق، داخل البيت.. وحرية الديانة.. وحرية الرأي؟!!! العبرة عندي، بعدما يغير الرجال النظام السياسي المستبد في الدولة «بمشاركة نساء الوطن»، هل يثورون، بالغضب نفسه والاحتجاج نفسه، والوطنية نفسها، ضد الاستبداد الذكوري، في البيت.. ويحررون النساء، من قبضة الذكر المهيمن المستبد.. مثلما تم التحرير، من قبضة نظام سياسي مهيمن ومستبد؟! لهذا السبب الإنساني.. ولاختلال المقاييس، الثورية بين شعب، نصفه نساء، فإنني أعتبر أن ثورة النساء هي «ثورة من نوع أرقي».. هذا إذا حدثت. لأن ثورة النساء، لن تكون من أجل ارتفاع سعر الطماطم.. أو الخبز.. أو البنزين.. ولكنها ستكون، من أجل «أنبل غاية».. وهي «الحرية» ألا تصبح المرأة، كائنا، خاضعا، لمَنْ يقوم بثورة من أجل الخبز والطماطم، والبنزين. لكن قضية النساء هي الاستبداد الرجالي، والهيمنة الذكورية، والحكم المطلق للذكر في البيت، لن تهدأ بانخفاض أسعار البصل. طبعا، ثورة نسائية واعية، بخصوصية الاستبداد الواقع عليها، مهما تغير النظام السياسي، لم تولد بعد، في أي مكان، لأن الفكرة الفاسدة الشائعة، أن المرأة تلقائيا، ستتحرر بتغيير النظام السياسي. إن النساء، يعشن، ويمتن، وهن مطيعات للذكور.. للرجال.. وراءهن في كل شيء، حتي في الثورات التي تفيد الرجال وحدهم، ويخفن إعلان أن لهن «ثورة خاصة».. حتي لا يتم اتهامهن بالانتماء إلي الوطن.. والجهل الوطني بعلم الثورات.. وإدانتهن بإشعال الصراع بين الرجال، والنساء.. وتخريب البيوت العمرانة، بالاستبداد الذكوري، واستقرار أسعار البصل، والزيت، ولقمة العيش. - من بستان قصائدي يثور الرجل ضد حكم الفرد المطلق علي كرسي الرئاسة ويرجع إلي بيته مشتاقا إلي أنثي لا تفهم في الثورات ولا تهتم بالسياسة.