لا يخفى على أحد مدى أهمية الانتخابات البرلمانية القادمة التى تستعد لها الآن مختلف التيارات السياسية والشعبية، فالبرلمان القادم هو الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل والمرحلة الهامة والأخيرة لاستكمال أهداف الثورة، بعد أن استطعنا بفضل من الله وإخلاص من الشعب العظيم إنجاز الاستحقاقين الأول والثاني. ويعتبر البرلمان القادم من أهم البرلمانات فى تاريخ مصر ويتميز عن غيره بأن أعطى له الدستور الجديد صلاحيات لا حدود لها يستطيع من خلالها تعيين الحكومة أو سحب الثقة منها أو الاعتراض على أى قرارات أو قوانين تصدر من مؤسسة الرئاسة وهو ما لم يحدث فى أى برلمان سابق على الإطلاق. فالناخب يقع على عاتقه نجاح هذا البرلمان وليعلم أن صوته أمانة سيحاسب عليها أمام الله سبحانه وتعالى إن لم يحسن الاختيار وأن ابتعاده عن المال السياسى والمجاملة العصبية والرياء فى الاختيار أصبح واجبا شرعيا فى هذه المرحلة الصعبة التى تحتاج من كل مواطن مصرى أن يتحمل المسئولية كاملة وأن يستشعر مدى الخطورة التى يتعرض لها الوطن وهذا الإرهاب الأسود الذى يريد أن ينقض عليه. لذلك يلح علينا العديد من التساؤلات حول مدى تمتع الناخب بالوعى الكافى لاختيار مرشحه وهل يملك الوسائل والآليات التى تمكنه من الفرز الجيد للمرشحين؟ وهل يمكننا فى هذه المرحلة تحقيق تطورات فى الفكر الانتخابى لدى المواطن يتماشى مع التطور الذى نأمله لوطننا؟ لاشك أن الناخب المصرى فى موقف لا يحسد عليه، فالفرز والاختيار الجيد لنائب البرلمان الذى يصلح لهذه المرحلة المهمة أمر ليس بالهين ولن يأتى سوى بتوفير جميع المعلومات الواضحة والصريحة والحقيقية عنه وهذا دور وسائل الإعلام المختلفة ومؤسسات المجتمع المدنى التى يجب أن تعمل مع غيرها من المؤسسات على توعية المواطنين بأهمية البرلمان ومدى تأثيره على مستقبل الوطن وتدريب الناخب على كيفية الاختيار عن طريق دراسة السيرة الذاتية للمرشح دراسة جيدة والتأكد من تمتعه بالسمعة الطبية والكفاءة والنزاهة والقدرة على المشاركة الفعالة وقد سعدت كثيرا بحملة قام بها عدد من شباب محافظة الدقهلية تحت عنوان «النائب المحترم يصنعه الناخب المحترم» تتبنى توعية المواطنين بالانتخابات وكيفية اختيار المرشح الذى يستحق أن يكون نائبا برلمانيا يمثل الشعب فى المرحلة الحالية ويجب أن يحذو شباب المحافظات المختلفة هذا الحذو، فالشباب عليهم دور كبير فى توعية الناخبين حتى لا ينخدعوا بالخطاب الدينى المزيف أو يخضعوا للابتزاز أو الخدمات الشكلية من أجل تكوين برلمان حقيقى ونظيف يبنى مصر المستقبل ويحقق أهداف الثورة.. العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.
