«تعددت الأسباب والفشل واحد»، هى العبارة التى تناسب الحال التى وصل إليها المحترفون المصريون فى الملاعب الأوروبية، وربما يعتبر الدورى البرتغالى هو الشاهد الأكبر على هذا الحال بعد أكثر من إخفاق متتالٍ للاعبين تعلقت عليهم آمال الجماهير المصرية لتكرار تجربة محمد صلاح الناجحة مع بازل السويسرى وفيورنتنيا الإيطالى، لكن تجاربهم جاءت عكس المتوقع. وبات الحديث عن حصاد التجربة البرتغالية للكرة المصرية مهما، خاصة أن الموسم الحالى انطلق بعدد قياسى من المحترفين المصريين لم تشهده أى مسابقة أوروبية مطلقا وهم 10 لاعبين لم يستمر منهم حتى الآن سوى 3 لاعبين فقط. ويعتبر محمود عبدالرازق «شيكابالا» لاعب الزمالك السابق، ولاعب سبورتينج لشبونة الحالى - مع إيقاف التنفيذ - هو صاحب ضربة البداية فى مسلسل فشل اللاعبين المصريين فى البرتغال فبعد أن تنبأ الجميع أن يكون الفريق البرتغالى محطة له للانتقال فيما بعد لأحد الدوريات الكبرى، إلا أن الأمر جاء عكس التوقعات ودخل اللاعب فى أزمة مع ناديه بعد أن غاب فجأة عن تدريبات فريقه وعاد إلى مصر رافضا العودة للبرتغال مجددا. والطريف فى أزمة شيكابالا أن وكيله «سمير عبدالتواب» بدلا من السعى لإنقاذ مستقبله كمحترف لجأ كالعادة للحل الأسهل وهو إعادته لمصر بأسرع الطرق متجاهلا وجود شرط جزائى قيمته 45 مليون يورو وعقد مدته 5 سنوات ونادٍ برتغالى له حقوق وفقا لقوانين الاحتراف التى ضرب بها «شيكابالا» عرض الحائط. نفس الأمر ما فعله محمد إبراهيم المحترف ضمن صفوف ماريتيمو الذى ظهر بشكل رائع فى بداية مشواره بالدورى البرتغالى، لكنه قرر فجأة فسخ تعاقده مع النادى والعودة لمصر ليكون الثنائى بلا نادٍ حتى هذه اللحظة. ومن الراحلين فى يناير سريعا ثنائى المقاولون العرب محمود عزت وعلى فتحى وكلاهما أنهى فترة إعارته قبل موعدها مع ناسيونال ماديرا البرتغالى بعد أن جلسا على دكة البدلاء فى الدور الأول للدورى وعادا مجددا إلى نادى المقاولون دون أى ظهور يذكر فى الدورى البرتغالى. وينضم إلى قائمة الفشل رامى ربيعة لاعب الأهلى السابق الذى لاحقته الإصابة منذ الانضمام إلى سبورتينج لشبونة الصيف الماضى لتؤكد تقارير برتغالية نية الجهاز الفنى للنادى الاستغناء عن اللاعب فى فترة الانتقالات المقبلة. ولم يستطع على غزال وصالح جمعة ثنائى ماديرا، ومروان محسن وحسام حسن المحترفان ضمن جيل فيسنتى، لفت الأنظار إليهم أو تقديم عروض مميزة مع فرقهم لتحسين صورة المحترف المصرى بالبرتغال، ويبقى أحمد حسن كوكا، لاعب ريو آفى الناجى الوحيد من قائمة «الفاشلون فى البرتغال» بعد تألقه مع فريقه فى الدورى المحلى والأوروبى، حيث ينافس كوكا بقوة على لقب هداف الدورى البرتغالى. وأمام هذه التجربة التى تنذر بانهيار سمعة اللاعب المصرى فى الملاعب الأوروبية حرصت «روزاليوسف» على استطلاع رأى بعض الخبراء واللاعبين أصحاب التجارب الاحترافية لمعرفة أسباب فشل التجربة البرتغالية. نادر السيد حارس المنتخب الوطنى السابق والذى خاض تجربة احتراف فى بلجيكا يقول إن اللاعب المصرى لم يفشل فنيا، ولكن المشكلة تكمن فى عدم قدرته على تقبل حياة الغير. وعن تجربته الشخصية فى الاحتراف الأوروبى قال نادر السيد: إن اللاعب المصرى يريد معاملة خاصة من مدربه وهذا الأسلوب الذى يريده غير معمول به فى الخارج. هانى رمزى الذى يعد صاحب واحدة من أقوى تجارب الاحتراف فى أوروبا يرى أن من أهم أسباب نجاح تجربته الاحترافية بالخارج هى وجود الحافز والإصرار لديه، ولذا فإن أهم ما يعنيه هو أن تكون كرة القدم هى محور تركيزه، وهو ما يفتقده معظم اللاعبين المصريين فى مشوارهم الاحترافى. ويؤكد رمزى أن فارق اللياقة البدنية هو الفيصل فى مشوار احتراف أى لاعب نظرا لأن التدريب فى مصر يختلف تماما عن التدريب فى أوروبا. محمود كهربا مهاجم المنتخب الوطنى الذى أنهى مؤخرا تجربته الاحترافية فى سويسرا وعاد مجددا لنادى إنبى أكد أن سبب فشل تجربته الاحترافية أنه لم يجد التعامل مع صعوبات الغربة، حيث قال: «المعيشة خارج مصر أمر صعب للغاية على كل اللاعبين بسبب اختلاف العادات والتقاليد فى أوروبا عن العادات والتقاليد فى مصر». من جانبه أبدى حسام البدرى المدير الفنى للمنتخب الأوليمبى استياءه من طريقة تعامل المحترفين مع أنديتهم الأوروبية خاصة ما بدر من شيكابالا وإدارة سبورتنج لشبونة ومحمد إبراهيم مع ماريتيمو. وقال البدرى: إن سبب فشل المحترفين هو عدم الالتزام، ونتيجة ما يحدث هو إغلاق السوق على زملائهم من اللاعبين ولابد أن نبحث عن علاقاتهم مع المدربين واللاعبين. وأضاف البدرى: «يفتقد بعض اللاعبين المصريين الطموح والقدرة على التحمل، فالبعض يخرج إلى أوروبا على أمل جمع مبلغ كبير من المال ثم العودة إلى مصر ليكون مثل الموظف».∎