لا يوجد أدنى شك أن ما حدث فى العريش مساء يوم الخميس الماضى كان منظما بدرجة كبيرة، درجة تؤكد أن من خطط لهذا الأمر أجهزة مخابراتية خارجية وأن الإرهابيين فى سيناء كانوا مجرد منفذين فقط، فما حدث فى العريش هو نسخة طبق الاصل مما حدث فى جنوب اليمن منذ فترة قليلة عندما قامت القاعدة بعمل تفجيرات استهدفت القاعدة العسكرية الرابعة فى اليمن بنفس الاسلوب والتكتيك وطريقة التنفيذ، مما يؤكد أن هناك أجهزة دولية تخطط لهذه العمليات وليس مجرد تحرك عشوائى من الإرهابيين فى سيناء، روز اليوسف استطاعت من خلال تتبع المواقع الجهادية السرية أن تكشف بعض التفاصيل الهامة حول ما حدث فى العريش ورفح والشيخ زويد وان تنفرد بصور منفذى العمليات الإرهابية قبل التنفيذ بساعات. تداولت المواقع الجهادية التابعة لتنظيم بيت المقدس أو ولاية سيناء أخبار وصور وفيديوهات خاصة بما حدث فى العريش معلنين مسئوليتهم ومباركاتهم لما حدث معتبرين ما وقع فى سيناء غزوة مباركة للدولة الإسلامية على حد تعبيرهم، وأعلنت ولاية سيناء مسئوليتها عما حدث فى سيناء وذكرت تفصيليلا قيامها بهجوم موسع فى مدن العريش والشيخ زويد ورفح واستهداف «الكتيبة 101 - المنطقة الأمنية بضاحية السلام» - بثلاث مفخخات والهجوم على كمائن الغاز بجنوب وشرق العريش والهجوم على كمائن «البوابة- أبوطويلة - الجورة. معسكر الزهور» بالشيخ زويد والهجوم على كمائن «الماسورة.. ولى لافى». برفح. واستطاعت روز اليوسف الحصول على مجموعة من الصور المتعلقة بمنفذى عمليات العريش قبل استعدادهم لتنفيذ عملياتهم والتى نشرتها بعض المواقع الجهادية السرية تكريما لهم بعد تنفيذهم لعمليات إرهابية فى العريش ورفح والشيخ زويد. وأكد بعض الأشخاص التابعين للتنظيمات الجهادية على صفحة موقعهم أن تنظيم «ولاية سيناء» ينفذ أساليب الحرب الفيتنامية ضد الجيش المصرى وأن التنظيم خطط جيدا لهذه العملية وأنهم اختاروا وقت تنفيذ العملية بدقة انشغال الجميع بمتابعة مباراة كرة القدم! وأن الهدف من عمليتهم هو إنهاك الجيش- هكذا يتوهمون- والسيطرة على سيناء وعلى الحدود بين غزةوسيناء وإلغاء الحدود تماما بين المنطقتين وإعلان ولاية إسلامية فى سيناءوغزة على غرار ما فعله تنظيم داعش فى العراق وسوريا. كما أعلنوا على منتدياتهم السرية مسئولياتهم عن مقتل رائد شرطة يدعى إسلام زهران فى هجوم على كمين منطقة آل زعب بشمال سيناء. وتأكدنا من خلال الصفحات أن هؤلاء الإرهابيين ومن يتبعهم فى سيناء ينفذون بالحرف ما يقوله لهم أبومحمد العدنانى والذى انتشرت خطبه على الموقع الجهادى والتى تندد بجيش مصر وبالمصريين وتحرض على استخدام القتل والعنف ضدهم، وأن أعضاء هذه التنظيمات لا تتحرك إلا بفتاوى وأوامر من هذا الشخص الملقب بالعدنانى. مما يؤكد أن التنظيمات الإرهابية فى سيناء تتبع حرفيا ما يملى عليها من قادة داعش، وتداول الإرهابيين على مواقعهم الجهادية تسجيلاً صوتياً للعدنانى قال فيه «نثنى على إخواننا فى سيناء الأبية. امضوا على هذا المنهج، فهذا هو الطريق السديد. فخخوا لهم الطرقات، وهاجموا المقرات. اقتحموا عليهم منازلهم. اقطعوا منهم الرءوس». وأضاف: «لا تجعلوهم يأمنون، واصطادوهم حيثما يكونون. حولوا دنياهم إلى رعب وجحيم. فجروا بيوتهم». وقامت المواقع الجهادية بنشر صور يدعون أنها تخص جنوداً مصريين استشهدوا فى عمليات الخميس الماضى كما أنهم وثقوا عملياتهم الإرهابية بفيديوهات توضح لحظات الانفجارات المتعددة فى عدة أماكن. كما أطلق رواد الصفحة دعوة لشباب الإخوان كى ينضموا إليهم فيما أسموه غزواتهم القادمة ضد الجيش المصرى. وأخطر ما كشفت عنه الصفحات الجهادية أن الإرهابيين يسعون لتنفيذ عدد كبير من العمليات فى سيناء ومحافظات أخرى خلال الأيام القليلة القادمة، وأن هناك عدداً كبيراً من كتائب التنظيم تقوم بالتدريب فى صحراء سيناء على العمليات الإرهابية ونشر الموقع بعض الصور الخاصة بتدريباتهم على القتال فى الصحراء وأنهم يستهدفون بشكل مباشر قوات الجيش ومنشآته وأكمنته من أجل فك الحصار المفروض عليهم والذى منعهم من التواصل المادى مع فروع التنظيم فى غزة عن طريق الأنفاق التى دمر الجيش معظمها. كما كشفوا عن نيتهم فى استهداف مطار العريش ومبنى المخابرات الحربية هناك ومصنع الأسمنت التابع لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة وخطوط الغاز التى تغذى المصنع وشركة القناة لتوزيع الكهرباء. أما شهود العيان من اهالى العريش أكدوا أنهم سمعوا دوى هذه الانفجارات التى هزت منازلهم وأسقطت جزء منها بسبب قوتها بشكل متصل لفترة من الزمن، وكأن حربا منظمة بدأت للتو، وأنه تم قطع الكهرباء عن محول مطار العريش وعن منطقة الضاحية بالعريش، وأن الرصاصات التى أطلقها الإرهابيين فى عدة أماكن أصابت عدداً من المواطنين فوق أسطح المنازل التى تهشمت نوافذها بسبب الاهتزاز القوى التى تسببت فيه القذائف التى أطلقها الإرهابيين تجاه بعض المنشآت العسكرية والكمائن. وأن الهجوم على استراحات ضباط قسم ثان العريش جاء أثناء متابعة المتواجدين مباراة القمة بين الأهلى والزمالك، مستغلين حظر التجوال المفروض على المحافظة. وأن البداية جاءت عندما داهمت القوات المسلحة قرية اللفيتات جنوب الشيخ زويد، ووقعت معارك مع مسلحين تابعين لجماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية مما أسفر عن سقوط قتلى فى صفوف الإرهابيين، فقامت عناصر مسلحة بتفجير عبوة ناسفة فى سيارة هامر عسكرى جنوب اللفيتات، بعدها بساعة تقريبا قام تنظيم ولاية سيناء أو أنصار بيت المقدس سابقا باستهداف استراحات قسم ثانٍ ب3 قذائف هاون رد عليها الجيش بإطلاق رصاصات تحذيرية ثم حدث تبادل إطلاق النار فى الشيخ زويد، ثم قاموا بعدة استهدافات ممنهجة للمقار والارتكازات الأمنية والعسكرية داخل مدن العريش والشيخ زويد ورفح وكان أعنفها استهداف استراحة الضباط بحى آل ياسر القريب من قسم ثان العريش وانفجارات فى حى الريسة هزت العمارات وانبعاث أعمدة دخانية مرتفعة، إلى جانب تبادل إطلاق أعيرة نارية ولمدة تزيد على ربع الساعة واستهداف آخر لنادى وفندق القوات المسلحة بالعريش وتدمير مقر جريدة الأهرام هناك ثم استهداف لمقر الكتيبة 101 بالعريش حيث اقتحم أحد الانتحاريين بوابة الكتيبة «101» من الناحية الشمالية قرب متحف العريش، بفنطاس مياه محمل بالمتفجرات، فقامت القوات المتمركزة أعلى متحف العريش بإطلاق النار على السيارة التى اقتحمت البوابة بسرعة فائقة، ما أدى إلى انفجار الفنطاس قرب سكن الجنود داخل الكتيبة، ما تسبب فى زيادة عدد الضحايا، ثم أطلقت قذيفة صاروخية سقطت على إحدى البنايات السكنية بالقرب من مقر مديرية أمن شمال سيناء تسببت فى وقوع إصابات بين المدنيين وكانت مديرية أمن شمال سيناء هى المستهدفة من هذه القذيفة وليست البناية. كما هاجم مسلحون كمين أمنى الجورة جنوب الشيخ الزويد والخروبة غرب الشيخ زويد وارتكاز أمنى على ساحل مدينة الشيخ زويد، ثم انقطعت الكهرباء تماما عن منطقة الضاحية بالعريش واهتزت منازل العريش نتيجة لقذائف الهاون والصواريخ التى يستخدمها الإرهابيون، وأسفرت هذه الأحداث الدامية عن استشهاد أكثر من ثلاثين شخصاً من العسكريين والمدنيين وإصابة أكثر من ستين شخصاً حتى كتابة هذه السطور.∎