مصر لديها ثقافات مختلفة ما بين ثقافة البدوى والسواحلى والصعيدى والنوبى، وكل بيئة لها فنونها، مصر التى علمت البشر الزراعة والكتابة، مصر وحدت الإله قبل الديانات السماوية، وبعدها توحد المصريون «مسلمين ومسيحيين». الدحيا على الشفقان!
وتعنى باللهجة البدوية سهرات السمر المشهورة عند بدو سيناء، والمصريون القدماء كانوا يسمون سيناء «توشريت» وتعنى أرض العراء، وهى مذكورة فى القرآن وشهدت خروج بنى إسرائيل ورحلة العائلة المقدسة.
مساحة سيناء تمثل 6٪ من مساحة مصر، ويسكنها 554 ألف نسمة وتلقب بأرض الفيروز، وسيناء عاشت الحروب الإسرائيلية بحاجة للتنمية الثقافية والاجتماعية والتعمير والمشاريع حتى لا يصبح تهريب السلاح والمخدرات هو اقتصادها، فمصر خسرت عمقها الاستراتيجى جنوبا بتقسيم السودان وغربا بتقسيم ليبيا ولم يبق إلا أمن سيناء كآخر عمق استراتيجى، فهل سنحافظ عليها؟
هيلا هيلا.. وهيلا هيلا!
البيئة الساحلية تتأثر بها حياة سكانها وعاداتهم، ولذلك نجد أهل السواحل أكثر جرأة من غيرهم وعندما فرض محمد مرسى حظر التجوال فى مدن القناة وبورسعيد والإسماعيلية والسويس فى يناير 2013، كان رد فعل الأهالى أن يكون يومهم من الليل حتى طلوع الشمس لممارسة حياتهم من بيع وشراء ومظاهرات فى الشوارع والميادين.
وأعلن الشباب عن بطولة حظر التجوال لكرة القدم، وهتفوا فى سخرية «ساعة الحظر ما تتعوضش».
سيتغير مستقبل مصر لو تفاعلت القيادات السياسية مع المزايا الكامنة فى الشخصية المصرية، ليكون انتصار المزايا فى صالح التنمية.
وهلايلة يا واد!
الصعيد هو المرتفع من الأرض ويمتد من الجيزة إلى أسوان، والمصريون القدماء كانوا يسمون الصعيد «تا شيماو» ويعنى أرض البوص.
وبعد ثورة يوليو خرجت المرأة الصعيدية لتؤدى دورها فى المجتمع، فقد كانت أول ملكة فى العالم هى حتشبسوت الصعيدية التى حكمت من العاصمة طيبة، وأول شهيدة من النساء فى ثورة 1919 صعيدية من قنا، وأول ناشطة خرجت لتحرير المرأة هى هدى شعراوى من المنيا. ويعانى الصعيد من الإهمال والحرمان مما يجعله أرضاً للتطرف والفتنة، مع أن الصعيد يحمل تراث حضارة 5 آلاف سنة أثرت فى حياته على الرغم من الجمود الذى يبدو فى الشخصية الصعيدية.
تسيطر المفاهيم الخاطئة على بعض الناس، وتتحول مع الوقت تلك المفاهيم إلى قيم اجتماعية لا مبرر لها سوى أنها من العادات والتقاليد
نوبة واييه!
تعنى بالنوبية «النوبة القديمة» والنوبة فى المصرية القديمة تعنى أرض الذهب، ويعيش النوبيون فى منطقتين هما النوبة المصرية، والنوبة السودانية.
وبعد بناء السد العالى تكونت وراءه بحيرة ناصر فى مناطق النوبة فتم تهجير النوبيين لمناطق فى شمال السد، ومع أن النوبيين لهم عاداتهم وتقاليدهم وحتى لغتهم إلا أنهم مندمجون فى الحياة المصرية، ومنهم مشاهير مثل على الكسار ومحمد منير وفاروق جعفر، وطه بصرى وشيكابالا.
وما جرى فى أسوان من اقتتال بين طلاب نوبيين وطلاب صعايدة، يمثل الورقة الأخيرة فى محاولة تقسيم مصر، بعد أن تمت خسارة الورقة القبطية والورقة السيناوية ستتم خسارة الورقة النوبية.
تعقيب:
بدأت الحضارة فى العالم ببناء المدن فى مصر، ولذلك استخدم العرب كلمة مصر للدلالة على قيام الدولة أو المدينة المتحضرة، فيقولون مصروا المكان بمعنى جعلوه متمدنا، ثم جاء القرآن الكريم يسجل هذا المعنى، قال تعالى: «اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم» البقرة 61، وعن النبى عليه الصلاة والسلام: «إنكم ستفتحون مصر، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة وصهراً».
