خالد أبوبكر: الصناعة أهم طرق الحد من فاتورة الاستيراد    انتهاء توصيل خطوط المياه لمدرسة منشية النوبة بالأقصر    «التعليم» تعقد ورشة عمل إقليمية عن الذكاء الاصطناعي    إسبانيا ترفض دخول سفينة محملة بالأسلحة إلى موانئها في طريقها لإسرائيل    ظل عالقا 26 عاما.. فيديو يوثق لحظة خروج «شاب الحفرة» من تحت الأرض    توقيف رئيس حرم جامعي في كاليفورنيا بسبب تضامنه مع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين    ضربة قوية ل الهلال قبل مواجهة النصر في الدوري السعودي    تطور مفاجئ في مصير محمد صلاح مع نهاية الموسم.. ماذا سيحدث؟    3 ظواهر جوية تضرب البلاد غدا.. رياح محملة بالأتربة وموجة حارة شديدة    «نجوم إف إم» تكرم أحمد السقا في حلقة خاصة    تفاصيل افتتاح مهرجان إيزيس لمسرح المرأة في دورته الثانية بالأوبرا (صور)    الكشف على 1161 مواطنا في قافلة طبية مجانية بالبحيرة    نتيجة الصف الرابع الابتدائى الترم الثانى.. موعد وطريقة الحصول عليها    الفيوم تستضيف الجلسة ال26 للجنة قطاع العلوم الأساسية على مستوى الجامعات    تقرير: كايزر تشيفز يخطط للتعاقد مع بيرسي تاو    المؤلف نادر صلاح الدين: عادل إمام لا يتدخل في كتابة السيناريو إلا بطريقة احترافية شديدة    أستاذ قانون دولي: يجب على محكمة العدل إصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة    قصر ثقافة مطروح.. لقاءات عن العمل وإنجازات الدولة وورش حرفية عن النول والمسمار    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    لراحة القلب والبال.. أفضل دعاء في يوم الجمعة «اللّهم ارزقني الرضا وراحة البال»    الشباب والرياضة: مشروع قومي لتطوير مدربي منتخبات كرة القدم    طريقة عمل العزيزية لتحلية سريعة التحضير وشهية    أعراض ضربة الشمس، وطرق العلاج في البيت والوقاية    نتنياهو: معركة رفح "حاسمة" واكتمالها سيقطع بإسرائيل مسافة كبيرة نحو هزيمة "حماس"    الاتحاد يتأهل إلى نهائي المربع الذهبي لكرة السلة    فعاليات فنية ل ذوي الاحتياجات الخاصة وسبل تخطي الأزمات ب ثقافة الغربية    حقيقة إيقاف شهادة 23.5 من بنك مصر بعد قرار التعويم الأخير    بعد وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية- كيف يسبب السكري الموت؟    جامعة بني سويف من أفضل 400 جامعة عالميا.. والرابعة محليا    بالفيديو.. نصيحة هامة من الشيخ خالد الجندي إلى الأباء والأمهات    إنطلاق المشروع القومي لتطوير مدربي المنتخبات المصرية لكرة القدم NCE    مدفيديف يصف زيارة زيلينسكي إلى خاركوف ب«الوداعية»    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    فانتازي يلا كورة.. الثلاثي الذهبي قبل الجولة الأخيرة في بريميرليج    نقابة المهن الموسيقية تنعي زوجة المطرب أحمد عدوية    سكاي: فونيسكا الخيار الأول لخلافة بيولي في ميلان    أحلام الشباب في اقتناص ثروات الذكاء الاصطناعي تتحطم على صخرة الجامعات الحكومية    «كارثة متوقعة خلال أيام».. العالم الهولندي يحذر من زلازل بقوة 8 درجات قبل نهاية مايو    نائب محافظ الجيزة يتابع ميدانيا مشروعات الرصف وتركيب بلاط الإنترلوك بمدينة العياط    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    "هُتك عرضه".. آخر تطورات واقعة تهديد طفل بمقطع فيديو في الشرقية    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    إطلاق مبادرة لا للإدمان في أحياء الجيزة    الخارجية الكورية الجنوبية تعرب عن تمنياتها بالشفاء العاجل لرئيس الوزراء السلوفاكي    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    ببرنامج "نُوَفّي".. مناقشات بين البنك الأوروبي ووزارة التعاون لدعم آفاق الاستثمار الخاص    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    قرار قضائي جديد بشأن سائق أوبر المتهم بالاعتداء على سيدة التجمع    بدء التعاقد على الوصلات المنزلية لمشروع صرف صحي «الكولا» بسوهاج    رئيس جامعة المنيا يبحث مع الجانب الإيطالي تطوير معامل ترميم الآثار بالجامعة لخدمة الباحثين    الطاهري يكشف تفاصيل قمة البحرين: بدء الجلسة الرئيسية في الواحدة والنصف ظهرا    محافظ المنوفية يتفقد أعمال التطوير بكورنيش شبين الكوم الجديد وشنوان    «الداخلية»: ضبط 13 ألف قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13166 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نحن فى زمن خدمة «الأكثر احتياجًا» وعلى الأغنياء أن يتكفلوا بأنفسهم!

رَفض المهندس إبراهيم محلب رئيس وزراء مصر ركوب السيارة المصفحة المخصصة لشاغل هذا المنصب لن تكون الصدمة الأولى للمحيطين به.. فالمفاجآت التى يخبئها محلب لم تظهر بعد. فالتمرد على القيود والروتين سمة أصيلة فى شخصيته.. ومنها عدم الامتثال لتعليمات ضابط الحراسة بغلق نافذة السيارة والاكتفاء بالتكييف ويعلل رفضه قائلا «عايز أشم هوا ربنا».. وبالتأكيد سيضع مسئولو المراسم والبروتوكول بالمجلس أصابع أيديهم وأقدامهم فى الشق من تحركاته السريعة والمفاجئة بل والمباغتة التى تصيب البعض منهم بالشلل وربما بالعمى المؤقت، فلا يرون من هذا الجبل إلا قمته فقط.

فلا مجال لمن يفتح له باب سيارته.. فهو يفعل ذلك بنفسه ولا مكان لمن يخنقه بأوامر «افعل.. ولا تفعل».. تعود أن يدخل الوزارة على قدميه.. ولا أظنه قادرا على أن يغير عادته.

معضلة محلب القادمة ستكون بلا شك «الريتم» السريع فى الأداء.. أو بمعنى آخر فارق السرعات بينه وبين زملائه من الوزراء أو العاملين بالمجلس.

فمن مرءوسيه من سقط بأزمة قلبية من فرط الضغط عليه بالمتابعة والملاحقة حتى ساعات الصباح الأولى ولهذا لم يكن غريبا الوصف الذى أطلقته على أسلوب عمله «كرباج محلب».. الذى يحمله معه أينما ذهب فى متابعة ميدانية مفاجئة.. أو استجابة لشكوى من مواطن اتصل به على هاتفه المحمول يشكو انفجار مياه الصرف الصحى أو عدم وجود مياه نظيفة.. فهو لا يتأفف رغم قسوته على المقصر فى الأداء من مرءوسيه من أن يؤكد لصاحب الشكوى مقولته «أنا خدامكم».. ولا يعيبه أن يظهر ما يشعر به حقا.. فهو صاحب المقولة الشهيرة «لا أريد أن ينام أى عامل مكسور الخاطر».. ولهذا يصنف على سلم أولوياته الملفات السياسية والاقتصادية.. وتأتى العدالة الاجتماعية سابقة لغيرها من الملفات.. فمن أجل تحقيقها مرت مصر بثورتين.. ومازال المتحقق منها قليلا.. «أنا جاى عشانكم» هكذا كان يقابل إبراهيم محلب كل صاحب شكوى أو مظلمة فى زياراته المتكررة لقرى مصر وربوعها.. «أنا الوزير والله» قالها لطالبة فى الشارع لم تقتنع أن وزيرا جاء إليها بلا بدلة أو كرافتة.. فهل يفعلها زملاؤه من الوزراء؟!.

لم يتأخر لحظة عن الوقوف بجانب المواطنين فى أى أزمة أو كارثة.. فلم يترك أهل الصف بعد انهيار جسر الترعة إلا بالاتفاق مع أربعة وزراء على حل جذرى للمشكلة.. كان أول من وصل موقع انفجار مبنى مديرية أمن القاهرة وانهيار كوبرى الشيخ رمضان.. معلنا «مصر لن تركع ولن تنكسر».. فهى بلد على حد قوله «يعيش فينا ونعيش فيه».. شعبها له خصوصية لن يحل مشاكلها إلا «دواء تركيب» يعتمد على طبيب ماهر وصيدلى بارع.. فالتجارب الدولية هندية كانت أو ماليزية.. صينية أو برازيلية رغم نجاحها إلا أنها لا تصلح لمصر.. ويبدو أن هذا هو الدرس الأول الذى سيلقنه لزملائه الوزراء ممن قد يرون فى «الحلول المعلبة» دواء لكل داء نعانى منه.

الاقتراب من شخصية المهندس إبراهيم محلب أمر ليس بالسهولة التى قد يتصورها البعض.. فرغم بساطته الشديدة إلا أنه تجسيد حى لمقولة «السهل الممتنع».

ولأننى ممن تابعوا رحلته العملية طوال الثلاثين عاما الماضية استطعت خلالها أن اقتنص منه انفرادات صحفية وتصريحات نارية.. وأيضا اقتراب ومساحة ثقة تسمح لى بالكتابة بحرية شديدة حتى وإن كانت نقدا لاذعا.. فى الحق.. ولهذا اختص المهندس إبراهيم محلب «روزاليوسف» بهذا الحوار المسجل الأول والوحيد بين الصحافة المصرية.. وربما لن يكون الأخير.

التوكل على الله ثم العمل ثم إيمانى بأن كل مصرى به طاقة لو استطاعنا استخدامها إجابيا سنحقق المعجزات.

فالشخصية المصرية لديها إيمان بالله وذكاء بالفطرة وقلبها أبيض ورحيم.. لو وضعت على طريق ذى رؤية مع التواصل مع الناس والالتفاف حول هذه الرؤية نستطيع كيميائيًا..أن نتخطى من جبال التحديات مالا يمكن تصوره.

تعاملت مع جنسيات عديدة.. لم أحقق آمالى إلا عن طريق مصريين شرفاء.. وبالتالى هذا هو ما أراهن عليه.. ودائمًا أتواصل مع الناس خاصة التنفيذيين منهم.. فأحصل على أفضل أداء.

التحديات هواية..فإن لم أجدها ابحث عنها.

زمان عندما كنت مدير مشروع.. كنت أدخل الأماكن التى يبعد عنها الآخرون ولا يدخلونها.. مخازن.. دورات مياه العمال هل هى نظيفة أم لا.. ميز العمال.. كنت أشعر أن كل عنصر به تحد.. لأن دخول هذه الأماكن وإعادة الانضباط لها هو أشبه بالبناء على تربة نظيفة.
حينما أطمئن أن العامل يعيش فى مكان نظيف آدمى.. مع إنسانية التعامل معه.. أقدر أن أطلب منه أداء.. تخيلى فى بعض المواقع الأخرى كانوا ينقلون العمال كأنهم أعداد.

فى الإسكان: التحدى كبير جدًا ولا توجد دولة إمكانياتها محدودة مثل مصر تقوم بحل هذه المعضلة بمفردها.. علينا أن نضع خارطة طريق وسياسة معلنة للجميع.

هذا العام الأموال متواجدة.. والتحدى هل نستطيع أن نلبى احتياجات المواطنين من مشروعات الإسكان فى وقت قياسى وبالجودة المطلوبة؟.

لا أنكر أن هناك صعوبات هائلة.. فكل دواليب العمل الحكومية أصابها نوع من الخلل للأسف الشديد.
هل الدولة الآن تستطيع أن تحل مشكلة الإسكان بمحور واحد أنا بأقول لا..فلدينا الأسر التى تبحث عن سكن ولا يجدوا وبالإضافة إلى الزيجات الجديدة هناك التراكمات من سنوات ثم العشوائيات وكلها تحتاج عملاً جادًا.

قطعًا هناك أولوية للعشوائيات الخطرة.. حتى لا نفاجأ بكارثة مثل «الدويقة» أو تلك التى أقيمت تحت سفح جبل أو كابلات كهرباء ضغط عال، لابد أن نعمل على حل هذه المشكلة.. ولذلك نبنى فى المرحلة الأولى من الإسكان الاجتماعى 52 ألف وحدة سكنية.. مشكلتى الكبرى فى هذا المشروع سرعة التنفيذ وإدخال المرافق كاملة.. فهناك للأسف الشديد آلاف الشقق والوحدات السكنية تم بناؤها بدون مرافق.

أما المرحلة الثانية منه فتشمل بها 92 ألف شقة بالمحافظات.. تم توفير التمويل اللازم لها .. وبدأ بالفعل التنفيذ فى 18 محافظة.

المتابعة أمر بالغ الأهمية خاصة فى هذه المرحلة.. مع الاعتراف بأهمية نشر ثقافة العمل.. هناك روح جديدة فى دولاب العمل الحكومى على كافة المستويات.

منظومة الإسكان تشمل دفع التعاونيات.. ودفع ما بها من الفساد بالتعاونيات وما أدراك بما فيها من فساد.

دائمًا ما أسير بخطة.. سأوفر لهم أراضى.. ولكن فى بيئة نظيفة أراض للجمعيات طبقًا لشروط واضحة ومحددة.. أولها أن يكون لديه المقدرة على البناء.. ولن يتكسب من ورائها.

أما الأراضى التى كانت تحصل عليها هذه الجمعيات بالشواطئ والسواحل فهو أمر لن يتكرر مرة أخرى.

من أول القرارات التى اتخذتها عندما توليت وزارة الإسكان ألا أصرف مليمًا على مارينا، هذا زمن ولى، الآن نحن فى زمن خدمة الأكثر احتياجًا.. وحينما أقول للناس أننى خادم لهم أنا داخليًا أشعر فعلاً بذلك «أنا خدام للناس» ولا يصيبنى أى نوع من الضجر أن أستمع لأحد.. بابى مفتوح للجميع، من هنا أقول أن هذا ليس وقت الأغنياء فهم يستطيعون أن يتكفلوا بأنفسهم.. وعليهم أن يتكفلوا أيضًا بالبسطاء من أبناء مصر.

أجلس مع كل الناس على اختلاف مستوياتهم وثقافاتهم وأيضًا أستطيع فرز الغث من السمين.
أما فيما يتعلق برجال الأعمال ودورهم فى المرحلة المقبلة
علينا أن نعرف لمن تذهب الأراضى؟ وماذا يفعل بها؟

غصبًا عنهم سيبحثون عن دور اجتماعى للقيام به.. فمن ليس له دور اجتماعى فى مصر «سيداس بالأقدام»، لو لم تعد هذه الروح من الفرد للمؤسسة لن نتقدم.
الوضع الذى رأيناه بأعيننا سببه الخلل الاجتماعى الكبير فى مصر وهو ما أدى إلى حدوث ثورتين.

هناك فرق شاسع- على سبيل المثال- بين وحدة علاجية فى الريف ومستشفى 5 نجوم.. انظرى للفرق بين الفنادق الفاخرة والعشوائيات.. والكومباوندز والمدن الجديدة والناس التى تعيش فى بيوت من «كرتون مش صفيح» فى بورسعيد رأيت ذلك بعينى.. الفرق شاسع ومرعب.
هناك من يأكل ب200- 300 جنيه وآخر يقف فى طابور حتى يحصل على رغيف العيش.. الفرق بين مدارس اللغات فى مصر والمدارس الدولية.. ومدارس الحكومة.

هذه هى جبال التحديات التى نريد من الطبقات الغنية ورجال الأعمال أن يقوموا بواجبهم تجاهها.

يعطى هؤلاء ويمنحوا دون مِنّة للمحتاجين.. وبالتأكيد إذا كان هناك قائد مؤمن بتحريك هذه الجبال من التحديات.. سيحدث التغيير الإيجابى الذى نرجوه.. ومصر تنتظرالقائد القادر على تحقيق ذلك.. هذا القائد القادم لن يجد أمامه إلا محاور صعبة فى جميع الاتجاهات سياسية واقتصادية وأثقلها الاجتماعية.

∎ كيف تعمل وكأنك باق فى الوزارة رغم أنك تعلم أنها حكومة مؤقتة؟

رد قاطعًا: لأنها أمانة.. وأزيدك من الشعر بيتا حينما قبلوا استقالتى من المقاولون العرب.. عرفت هذا الخبر من سكرتير فى وزارة الإسكان.. اتصل بى تليفونيًا وأبلغنى أن السيد الوزير قبل استقالتك.. فشكرته.. وكان لدى اجتماع بالإسكندرية يومها الساعة 7 مساء.. وخاص بنظافة الإسكندرية.

ويقسم محلب: والله العظيم توجهت للإسكندرية.. وحضرت الاجتماع الذى استمر حتى بعد منتصف الليل.. حتى أؤدى الأمانة التى أحملها.. رغم أننى خارج المنظومة بالكامل.. هذه هى شخصيتى فأنا لا ألتفت لمنصب.. هذا بالرغم من إذاعة الخبر بقبول الاستقالة فى نشرة الأخبار وكان ذلك مثار علامة استفهام من الجميع.. كيف تعمل وقد استغنوا عن خدماتك.
∎ ماذا تعلمت ممن سبقوك لهذا المنصب؟

- استفدت كثيرا عملت مع أغلب وزراء الإسكان.. البعد الاجتماعى بلا شك كان ملموسًا جدا من المهندس حسب الله الكفراوى.. أن تكون مهندسًا ناجحًا ولك بصمات فى الهندسة لا يكفى.. فتعلمت من قيادات شركة المقاولون العرب البعد الإنسانى فى التعامل وخاصة المهندس حسين عثمان فمصر كبيرة جدا جدا ويجب أن يكون شعارك «إللى يشتغل معاك يخاف عليك ما يخافش منك» تعلمت منه روح التحدى والإرادة فى مشروع الصالحية الجديدة.. وحينما يكلفنى بعمل.. وأجد فيه صعوبات أشكو منها كان يرد قائلا «يعنى فشلت» ولهذا علمنى أنه لا مجال للكلام.. هناك هدف ورؤية لابد من تحقيقها.

تعلمت على مدار حياتى من كل من عملت معهم خاصة التواصل الإنسانى داخليا وخارجيا.. ورغم وجود بعض السلبيات خلال هذه التعاملات كنت دائما أحاول أن أتجنب ما ألمنى منها.
فعلى سبيل المثال «عمرى ما أفتكر» أننى أهنت أحدًا أو جرحت شعور أحد.. وبطبيعتى لا أعرف الكراهية تجاه أحد.. حتى ولو أذانى.. ممكن أزعل.. أتصدم أما الرغبة فى الانتقام أو الكراهية فهذا لا أعرفه.. خاصة أننى رأيت بعينى غدر ناس كثيرين جدا بى وعانيت من ذلك لأننى دائما كنت أقف إلى جوارهم وأبحث عن أعذار تبرر هذا السلوك، بالعكس كانوا «يصعبوا عليا».. كنت أقول لنفسى أكيد يا إبراهيم من غيروا مواقفهم كان بسبب العوز والحوجة والاحتياج.. أكيد شخصية متعبة أو يعانى ضغط.. معلش شفت بعنيا ناس كانوا قريبين منى جدا.. وأول ما تركت المكان طعنونى..ويستطرد والله العظيم أتعامل معهم الآن بكل ود ونسيت كل حاجة.

∎ رغم أنها حكومة مؤقتة هناك تسارع فى تنفيذ مشروعات قومية كبرى دون انتظار للحكومة الجديدة مثل مشروع قناة السويس؟

- أشكرك على هذا السؤال.. لأنه يثير لغطا كبيرا فى المجتمع.. فقد ذهبت لرئيس الوزراء.. وطلبت منه أن ينقل هذا المشروع ليكون تحت مظلة هيئة قناة السويس تتغير الحكومة.. ولكن هيئة قناة السويس مستمرة بتاريخها ودورها القومى والوطنى وحب المجتمع لها.

نحن كحكومة نساند المشروع من خلال لجنة وزارية أنا أرأسها.. للتنسيق.. وقبل ذلك فى الحكومة السابقة المشروع كان بالكامل يتبع وزارة الإسكان.. ولم يفعلوا شيئًا البتة مجرد «لوك لوك لوك» أنا - والكلام لمحلب - لم أتحدث عنه كثيرا.. ولكن أنجزنا خطوات إيجابية تمثل قفزة فى مسار المشروع حيث تم اختيار 14 مكتبًا من بين 30 مكتبًا ضمن معايير محددة من أهمها سابقة الأعمال.

أما الجرى والإسراع فى اتخاذ إجراءات لأنه الأمل لمصر.. إتمام دراساته وستتولاه هيئة قناة السويس.. هذا ليس مشروع الحكومة بل مشروع الدولة الذى يعمل تحت مظلة هيئة قناة السويس..داخل اللجنة الوزارية التى أرأسها يرجع إليها المجلس التنفيذى للمشروع برئاسة الفريق مميش للعلم والاطلاع والمناقشة ورفع الموضوع لمجلس الوزراء للاعتماد.. ودورى التنسيق بين الوزارات وهيئة قناة السويس.

ويستطرد المهندس إبراهيم محلب مبررا الغضبة الشعبية التى لاحقت هذا المشروع قبل إعادته مرة أخرى لمساره الطبيعى..قائلا هناك 100 ألف مصرى دفنوا فى هذا المشروع أثناء حفر قناة السويس.. دخلنا حرب أيام الرئيس عبدالناصر بسببها.. ثم 1967 أغلقت القناة وأعيد فتحها بعد العبور ..1976 قناة السويس مرتبطة بالكرامة المصرية.. فلا يمكن لهذا الشعب أن يقبل أن الأهل والعشيرة يحصلون على قطعة يسمونها إقليم قناة السويس ورئيس الجمهورية هو المتصرف الأوحد فى هذا الإقليم.

الآن سيطبق عليها نظام المناطق الحرة.. ولا عودة للقانون الخاص بالأهل والعشيرة.. «أنسى».

نحن نرحب بالعالم كله للدخول فى هذا المشروع.. أملنا أن تكون مصر من خلاله واحة للاستقرار والأمان.. قناة السويس أمن قومى وكرامة وطنية.

∎ متى تقول «مش لاعب»؟

- لو وجدت أن هناك ضغوطا لأغير مبادئى وسبق وعملتها عندما استقلت من المقاولون العرب لأنى وجدت أن المناخ العام لا يناسبنى.. ويضيف أنا أعمل وأنا سعيد جدا فى منظومة محترمة جدا.. وما يلاقيه د. حازم الببلاوى من هجوم.. هو هجوم ظالم فلدينا رئيس وزراء فاخر فى منتهى الذكاء والديمقراطية ويعطى لكل وزير حقه.. ولدينا مجلس وزراء يعمل ليل نهار هذا بأمانة.. ومن الظلم أن يكون هذا مقابل ما بذل من جهد.. فنحن كنا نعمل كفريق.

نراهن فى المرحلة القادمة على وطنية الإنسان المصرى لتعود عجلة الإنتاج للدوران بأقصى جهد ممكن.. وتعود معها مصر للمكانة اللائقة بها، ويضيف: إصلاح مصر لن يتم من خلال تجارب خارجية كالصينية أو السنغافورية أو الماليزية أو الهندية.. هذه التجارب لن تجدى مع المجتمع المصرى.. فله خصوصيته علينا أن نشعر بالناس ومشاكلها.. ونأخذ من كل تجربة الجزء الذى يناسبنا.. وهنا تأتى الحلول أشبه «بالدواء التركيب الذى يعتمد على براعة الطبيب الذى يشخص المرض ومهارة من يقوم بإعداد هذا الدواء ووصف الجرعة المناسبة له..مؤكدا أن سياسة إنكار المشاكل التى نعانى منها لا تعنى عدم وجودها ..فأخطار ما يواجهنا إنكار واقعنا بكل ما فيه من معضلات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.