البر الغربى اكتشف بلدك من جديد.. فكرة بدأناها أنا وزملائى بالمجلة.. ولتكن دعوة إلى كل محبى «أم الدنيا» فهى تستحق منا كل الحب لكى نحافظ على كل ما تركه لنا أجدادنا من أجل الأجيال القادمة. تحتفل مدينة الأقصر فى مثل هذه الأيام من كل عام بعيدها القومى بمناسبة اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبى الصغير توت عنخ آمون عام 1922 والتى اكتشفها عالم الآثار الفرنسى هيوارد كارتر.. وفى كل عام نجد المدينة تحفل بالجديد، والجديد هذا العام هو افتتاح قصر الثقافة ومركز الاستعلامات السياحى العالمى وقرب الانتهاء من طريق الكباش وبدء العمل فى تطوير قرية حسن فتحى وإنارة آثار البر الغربى والبر الشرقى. مع احتفالات مدينة الأقصر هذا العام بعيدها القومى يحدثنا قائلا محافظها الدكتور سمير فرج: «هذا العام أنرنا البشر وأنرنا الأثر فقد تم تطوير 167 مدرسة بمساعدة المشروع العظيم الذى تتبناه جمعية سوزان مبارك لتطوير المدارس وقد نالت مدارس المحافظة قسطا كبيرا من هذا التطوير لكى ننير عقول تلاميذ المحافظة صانعى مستقبلها كما أنرنا آثار أجدادنا التى تنير لنا الحاضر والمستقبل». إنارة البر الغربى انتهى المجلس الأعلى للآثار من مشروع إنارة البر الغربى بالأقصر بتكلفة قدرها 56 مليون جنيه بالتعاون مع شركة مصر للصوت والضوء والسينما وبمشاركة أشهر الشركات الفرنسية «اركيتاكتور لوميير». وقد صرح بذلك فاروق حسنى وزير الثقافة. أما د. زاهى حواس فيحدثنا قائلا: «إن الهدف من المشروع هو الحفاظ على المقابر الأثرية الموجودة فى البر الغربى . حيث سيتم توزيع عدد الزوار على مدار اليوم من 7 صباحاً وحتى 8 مساءً مما سيقلل من حجم الرطوبة التى تؤثر بالسلب على رسوم هذه المقابر». وأضاف: «إن جبال البر الغربى ومواقع المقابر بها هى بمثابة خلفية رائعة لنهر النيل يشاهدها السائح من البر الشرقى . وقد تم تركيب 922 وحدة إضاءة فى أماكن محددة بالبر الغربى تم اختيارها بدقة عن طريق استخدام جهازGPS ، كما تم اختيار وحدات الإضاءة بدقة لكى تتناسب مع طبيعة المكان الجبلية، أما الكابلات فقد روعى اختيارها بدقة لتتحمل ارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة ومقاومة عوامل الصدأ أو نسبة الأملاح الزائدة فى التربة . وأشار إلى أنه تم الانتهاء مؤخرا من إضاءة منطقة مزارع النخيل الواقعة أمام منطقة بل القرنة بالتعاون مع أهالى المنطقة». وأضاف أيضا قائلا: «إن مشروع الإضاءة يتضمن إنارة جميع الجبال الموجودة فى البر الغربى ووادى الملوك والملكات ومقابر النبلاء ومنطقة شمال القرنة ومعبد حتشبسوت». وأوضح كذلك أن هذا المشروع هو استكمال للمشروعات المقامة حالياً بمدينة الأقصر لتنشيط السياحة وإظهار روعة وجمال المناطق الأثرية للتشويق لزيارتها . إنارة البر الشرقى معبد الكرنك: قد تمت أيضا من قبل إنارة آثار البر الشرقى المتمثلة فى معبد الأقصر ومعبد الكرنك فمعبد الكرنك يعتبر أكبر معبد دينى فى العالم القديم وقد بناه الملك سيتى الأول لعبادة الإله آمون.. ثم أتمه الملك رمسيس الثانى واستكمل البناء عدة ملوك متعاقبة على مدى 1500 عام حتى القرن الأول قبل الميلاد.. وقد بلغت مساحته 60 فدانا.. وقد أطلق عليه معبد الكرنك بعد الفتح الإسلامى ومعناه الحصن أو المكان الحصين. معبد الأقصر: هو قمة من قمم العمارة والفن فى مصر القديمة ويرجع الفضل فى وجود هذا المعبد فى صورته الحالية على الضفة الشرقية للنيل إلى الملك «أمنحتب الثالث» أحد أشهر ملوك الأسرة الثامنة عشرة.. وفى الأسرة التاسعة عشرة أضاف إليه الملك رمسيس الثانى صرحا كبيرا وفناء فسيحا ذا أساطين بردية الشكل.. وقد استغل الملك رمسيس الثانى هذا الصرح فى تسجيل المعارك الحربية التى خاضها ضد الحيثيين فى العام الخامس من حكمه.. كما قامت الملكة حتشبسوت بتشييد ثلاث مقاصير للثالوث المقدس.. «آمون وموت وخنسو» فى المنطقة الواقعة للجناح الأيمن للصرح.. ثم توالت بعد ذلك الإضافات على مر التاريخ المصرى القديم مرورا بالعصور اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية حيث يوجد ضريح ومسجد أبو الحجاج. حقا إنها أم الدنيا التى أنارت الحضارة منذ فجر التاريخ.. وكل عام ومدينة الأقصر فى جديد وحديث وإنجازات دائما. الدكتور فاروق حسنى د سمير فرج