رغم أنني تخطيت ال40 إلا أن ذكري ذلك اليوم قد حفرت بداخلي ألما وغصة لا تنسي.. ولاتزال صرخات من كن في سني تصم أذني.. وقد وقفن في طابور طويل ينتظرن الحكم علي أنوثتهن وبتر جزء من أجسادهن وسط فرح الأمهات وفخر الآباء..!!! ولا أعرف من هذا السفاح المسئول عن تأصيل هذا الطقس.. والتي ظلت آلامه ملازمة لي.. رغم مرور كل هذه السنوات..؟؟ إلا أنه لايزال له نفس الوقع بنفسي خاصة عند تذكري لأحداثه وأمي وقد أمسكت تلك الحلوي الحمراء التي كنت أعشقها واستدراجها لي لأذهب معها لذلك الجزار.. وكيف أدخلوني عنوة حجرة الإعدام المتخمة برائحة ودماء من سبقنني.. أصرخ أتوسل لا تفعلوا هذا بي لا تقتربوا.. إلا أنه لا فائدة فسرعان ما أوثقوا يدي وقدمي وضاع صراخي ولم أعد قادرة علي المقاومة مستسلمة لقدر قدروه وأغيب لأفيق علي زغرودة أطلقتها أمي مدوية!! وتمضي الأيام وأتزوج بابن عمي وها أنا أقف خانعة خاضعة وابنتي في يديه تنتظر دورها في طابور المذبوحات..!!! تنظر إلي راجية متوسلة إلا أني أشيح بنظري بعيدا عنها لا أقدر علي مواجهتها.. وأنظر في اتجاه زوجي.. وأراه يقف أمامي منتفخ الأوداج وكأنه يستعد لمعركة حربية محسومة النتائج.. من بعيد يأتي صراخ تليه زغرودة.. ثم صراخ متصل متألم يأن من الألم منطلق من حجرة الإعدام.. أفيق أهرع إلي ابنتي..أنتزع يدها الصغيرة من قبضة أبيها ويرتفع صوتي لا، لا لن أقتل ابنتي..؟؟ ينظر إلي زوجي وكأن شيطانا مسني لا أهتم ينظر حوله للرجال المحيطين به يشعر بجرح في كرامته لا أهتم ويرتفع صوته محذرا متوعدا ومهددا بالطلاق..!! لا أبالي بل أجذب ابنتي وأضمها إلي صدري. لا، لا لن يغتصب أحد ابنتي لن أقتل براءتها.. وأنظر لبقية الأمهات أشجعهن ليأخذن بناتهن. منهن من فعلت مثلي وأخريات صممن آذانهن أجذب ابنتي أترك المكان. يصل إلي أسماعي صوت زوجي طالق طالق أنظر لوجه ابنتي الصغير وقد زال عنه الرعب أضمها إلي صدري محدثة نفسي: لقد فعلت الصواب ومالم تقدر عليه أمي وأخريات.