الحياة الزوجية.. ليست لقاء ننهيه وقتما نشاء.. وكأنه لقاء عمل. الزواج اتفاق.. مشاركة.. لايحق لأحد منا اخذ قرار إنهائه دون الآخر. عذراً: لأننا والحمد لله ننعم بالعيش في مجتمع ذكوري.. فالرجل له كل الحق أن ينهي وجود زوجته وقتما يشاء.. وليس للمرأة حق الاعتراض.. أو الرفض! ويقبل من الرجل صاحب الكلمة والإرادة أي قرار.. حتي لو ألقي بها في الشارع! وخاصة إذا كان الرجل أمام الجميع صورته براقة.. ملتزماً بكل واجباته.. ومجيباً لطلباتها.. ويتمني رضاها.. صورة نادرة! وصديقتي المتسلطة حالة خاصة.. فهي تجيد فن الإدارة.. ولهذا نجحت في السيطرة علي بيتها وبالطبع علي زوجها.. ولأنه مهذب.. اعتاد ألا يرفض لها طلباً.. كان يتمني رضاها.. حتي وصل بهما الحال لتبادل الأدوار! الكلمة كلمتها.. وعليه الطاعة العمياء.. بدأت حياتهما بالحب وكان يتمني إسعادها بأي طريقة.. حتي علي حساب نفسه.. ووصل به الأمر أن أصبح كل مايفعله لها حقاً مكتسباً.. وكل هذا باسم الحب! يستيقظ مبكراً.. يجهز إفطار الأولاد ويوقظهم.. يقوم بتوصيلهم لمدارسهم.. ثم يعود لها ليفطرا ويذهبا إلي العمل وكذلك باقي اليوم.. الغريب أن دخلها بالكامل تدخره! حياة اعتاد عليها رغم رفض المجتمع لشخصيته.. ولكنه سعيد.. حب بقي! بدأت تزهق من طريقته.. وزادت الخناق عليه ليعترض.. ولم يحدث! قالت له: (نفسي مرة تعاملني كزوجة.. نفسي الولاد يخافوا منك.. نفسي ولو لمرة واحدة أعمل لك حساب.. نفسي أحس إني متجوزة رجل.. إنت إيه.. معندكش أي إحساس)! لم يصدق ما قالته.. طلب منها تكرار ماقالت.. حتي يستوعب ماحدث. قالت له: وقتك خلص. وأمرته أن يترك البيت.. وكل شيء ويخرج من حياتها.. فالشقة والعربية وكل ماكان يملك باسمها.. هذا ما فعله بنفسه. أما هي فقد تغير حالها بعد أن فقدت دورها الأنثوي! وأعلنت اعتراضها علي زوجها.. وعلي كل تصرفاته.. وعلي ضعف شخصيته. قالت: (أنا اخترت غلط.. تعبت من عيشتي معاه.. نفسي أعيش مع راجل يحكمني)! هي دي المرأة.. مفيش حاجة بترضيها.. هكذا وصفها كل الرجال.. وللأسف البعض منا أكد هذه المقولة.. لكن المهم.. المرأة تحتاج لرجل تخجل أن تقول له وقتك خلص! تتمني رضاه.. تحترمه.. وتحبه.. تحتاج للسند لا للمسنود عليها. تحتاج لرجل قوي الشخصية.. صاحب إرادة.. ويجيد فن التعامل مع النساء. وإن وجدته لن تري غيره طيلة حياتها.