تألق رانيا يوسف العام الماضى فى مسلسل «حرب الجواسيس» جعل صناع الدراما ينتبهون لقدرتها على تقديم أدوار لا يستطيع أحد غيرها التألق بها، لذلك كان من نصيبها هذا العام موعد مع البطولة المطلقة من خلال مسلسل «أهل كايرو» الذى قدمت فيه دور الفتاة الوصولية، وفى ذات الوقت دخلت تحديًا مع نفسها ولعبت دورًا آخر على النقيض فى مسلسل «الحارة».. معها التقينا وعرفنا منها حكايتها مع «أهل كايرو» و«الحارة» ورأيها فى مقولة إن التليفزيون يستهلك النجم، ودور ابن الزعيم فى ترشيحها للمشاركة فى فيلم والده «زهايمر». *كيف تم ترشيحك لبطولة أهل كايرو وما الذى جذبك فى شخصية صافى سليم؟ - كلمنى المخرج محمد على وسألنى إذا كنت متفرغة، ولم أكن وقتها قد بدأت التحضير لأى عمل غير مسلسل «مذكرات سيئة السمعة»، وأرسل لى السيناريو أعجبت بالورق جدا طريقة الكتابة كانت جريئة جدا وجديدة، وليس من السهل أن أجد عملاً مكتوبًا بهذه الطريقة، وأنا لا أتحدث هنا عن شخصية صافى سليم بل العمل ككل، فكل شخصياته حقيقية جدا وتعيش بيننا وتنساق بيننا.. أما صافى سليم فجذبتنى بشكل خاص وحبيت تفاصيلها وانفعالاتها، خاصة أنها تعيش فى بيئة مختلفة عن بيئتها الحقيقية وتحاول التسلق لطبقة أخرى ونجحت.. ومن خلال الحلقات وقراءة ما بين السطور سيعرف المتفرج ما الذى شكل هذه الشخصية الوصولية بهذا الشكل بل أنه سيتعاطف معها بعد أن كرهها طوال الحلقات، وقد يستمر هذا الكره للحلقة الأخيرة إلى أن تحدث مفاجأة غير متوقعة، فبشكل عام الورق كان مختلفًا بكل المقاييس وطرت من الفرح عندما قرأته فالعمل قدم تشريحاً للمجتمع كله بطبقاته وشخصياته والأحداث تصبح مادة دسمة فى برامج التوك شو، فهو ليس مجرد مسلسل للتسلية فهو أكثر من هذا. * قدمت فى المسلسل شخصية فتاة وصولية تعتمد على أنوثتها لتحقيق طموحها؟ هل وجدت صعوبة فى تقديمها.. وماهى إضافاتك للشخصية؟ - لم تكن هناك أى صعوبة بل كان تحديا لتقديمها بشكل مختلف لهذا النموذج من الفتيات لكى تكون مختلفة وذات طابع خاص فحرصت على أن تكون لها ملامح خاصة فى شكلها وتصرفاتها. * هل ترين أنه كانت هناك جرأة فى تقديمك لهذه الشخصية؟ - الجرأة تكمن فى احتمالية أن يكرهها المتفرج، وهناك بعض الفنانين يخشون من هذا، وأنا أخذت موقفا منها فى البداية ولكن أحببتها بعد ذلك لأنها تركيبة مختلفة. * هل هناك نماذج مثل «صافى سليم» فى مجتمعنا؟ - أنا قابلتها كتير وغيرى أيضا بالتأكيد قابلوا نماذج لفتيات مثل صافى سليم بدأوا من تحت الصفر، وعن طريق جمالها تستسلم لكل الإغراءات حولها لتحقيق ما تحلم به وهو دخول مجتمع مختلف وطبقة جديدة والتشبث بها رغم أنها مكشوفة من كل من حولها، والجميع يعرف أنها نجحت على حساب مبادئها. * مسلسل «أهل كايرو» هو البطولة الأولى لك.. هل تأخرت البطولة المطلقة ؟ - بالعكس فكل شىء فى وقته مناسب، وأنا مؤمنة بهذا جدا لعلها إذا جاءت قبل هذا لم أكن لأقدمها بهذا الشكل أو بنضج، والفنان كلما مر الوقت كلما ساعدته الخبرات الإنسانية، وكلما كبر فى السن كلما دخل إلى مناطق لم يكن يستطيع أن يقدمها من قبل وأنا الآن سعيدة بما وصلت إليه وأشعر أنى واخدة حقى ومازال أمامى ما أستطيع تقديمه. * فى مسلسل «الحارة» تقدمين شخصية على النقيض، أم تعيش تحت خط الفقر.. كيف استعددت لهذه الشخصية؟ - حبيت شخصية سناء جدا وأستفزتنى أنى أمثلها، فأنا أول مرة أقدم شخصية من العشوائيات وبنشوفها كتير فى الشارع أم زوجها عاجز عن العمل وتضطر أن تعمل كخادمة، وتتسول فى الشوارع وأخوها يظلمها ويأخذ حقها، وبالنسبة لشكلها الخارجى ركزت على الملابس والماكياج فهى دائما شاحبة ومرهقة وبشرتها داكنة. * ماذا عن الاختلاف الواضح بين الشخصيتين.. وكيف استطعت الموازنة بينهما خاصة أنه تم تصويرهما فى نفس الوقت؟ - ووجدت أن هذا الاختلاف بين الدورين مفيد لى كممثلة حتى لا أكون مصنفة فى نوعية معينة من الأدوار، لأن التنويع مطلوب فهناك فنانة تقدم دور امرأة راقية، ولكنها لا تقنعك فى دور المرأة الفقيرة أو العكس ولكنى والحمد لله نجحت فى الاثنين معا، وأصبحت الآن محترفة وأستطيع لعب أكثر من شخصية فى وقت واحد وتخطيت مرحلة الالتباس أو التداخل بين الشخصيات. * أصعب مشهد لك فى العمل؟ - مشاهدى فى «الحارة» كلها صعبة، فلا يمكن تخيل الكواليس والتصوير فى أماكن ضيقة جدا وغرف صغيرة فى درجة حرارة مرتفعة، بالإضافة إلى الإضاءة ومعدات التصوير، بالإضافة إلى مشاعرها كأم معدومة، فكان الحوار نفسه مرهقا نفسيا، هذا بالإضافة إلى مشاهدى فى «أهل كايرو» كانت بنفس الصعوبة والمشاعر السلبية، فالشخصيتان مقهورتان من قبل المجتمع ورغم فخامة أماكن التصوير فى أهل كايرو ولكنها دائما متوترة وتفتعل مشاجرات كثيرة، إضافة إلى مشهد القتل الذى نكرره أكثر من مرة لمحاولة استنتاج شخصية القاتل خلال الأحداث، فكان هذا يرهقنى لدرجة أننى كنت أعود إلى منزلى مكتئبة جدا من ترسبات الدورين النفسية علىَّ. * حققت نجاحًا ملحوظًا العام السابق فى مسلسل «حرب الجواسيس».. هل تغيرت اختياراتك بعد نجاح حرب الجواسيس؟ - بعد «حرب الجواسيس» عرض علىَّ أكثر من 20 مسلسلاً ولكن رغم كثرة عدد الأعمال إلا أنها ليست كلها فى مستوى حرب الجواسيس، ولكن بعضها كان تقليديًا، وفى مستوى عادى لذلك طرت من السعادة «بأهل كايرو»، فمسلسل «حرب الجواسيس» هو من قدمنى بشكل مختلف مع كاتب ومخرج متميزين كبشير الديك ونادر جلال، ومن خلاله قدمت شخصية اليهودية بشكل مختلف ودو قال أننى ممثلة تستطيع تقديم أدوار لن يقدمها أحد غير رانيا يوسف. * تقدمين أكثر من مسلسل فى العام.. ألا تخشى من نظرية «أن التلفزيون يحرق النجوم»؟ - نجاح المسلسل الواحد الآن يعادل 20 فيلمًا ومسلسل ناجح مثل «حرب الجواسيس» على سبيل المثال يحقق جماهيرية على مستوى الوطن العربى وليس فى مصر فقط ,ونسب مشاهدته قد لا يستطيع فيلم سينمائى تحقيقها لذلك لم يصبح التليفزيون أداة لحرق النجم السينمائى بل أصبح أداة انتشار. * كلمينا عن تجربتك الأولى مع الزعيم فى فيلم «زهايمر».. وكيف تم اختيارك لهذا الدور؟ - ترشيحى كان عن طريق محمد إمام فهو يلعب معى فى نفس الجيم ونتقابل يوميًا، وعندما عرف مواصفات الدور وأنها ملائمة لى اقترح على والده وأنا سعيدة بعملى مع الفنان عادل إمام وربنا استجاب لى لأنى دائما كنت أتمنى أن أعمل معه.. عرضت علىَّ أعمال سينما ئية كثيرة ولكن مستواها ضعيف ولن تترك علامة ولكن ربنا أكرمنى بالفيلم الجديد لكى أعود للسينما من منطقة كبيرة، بالإضافة إلى أن القصة جيدة وتوليفة رائعة من الفنانين كفتحى عبدالوهاب ونيللى كريم، فكواليس العمل جميلة لدرجة أنى أشعر بأنى فى بيتى بالإضافة إلى أن الأستاذ عادل إمام يحتوى من أمامه، ويعاملنى كأب وهذا سهل كثيرًا علىَّ، فأنا قبل التصوير لم أكن أنام أو آكل من القلق ولكن الحمد لله تخلصت من كل هذا بمجرد بداية التصوير.؟