اكتشف بلدك من جديد.. فكرة بدأناها أنا وزملائي بالمجلة.. ولتكن دعوة إلي كل محبي «أم الدنيا» فهي تستحق منا كل الحب لكي نحافظ علي كل ما تركه لنا أجدادنا من أجل الأجيال القادمة. افتتح الرئيس محمد حسني مبارك الأسبوع الماضي أعمال التطوير والترميم الشاملة لمتحف الفن الإسلامي بباب الخلق بوسط القاهرة والذي يتزامن مع الاحتفال بمئوية إنشاء المتحف حيث يعد المتحف أحد أهم وأكبر المتاحف الإسلامية في العالم . استغرقت عمليات التطوير والترميم الشاملة للمتحف الإسلامي نحو 8 سنوات بتكلفة حوالي 85 مليون جنيه وقد أتاحت عمليات التطوير عرض مقتنيات المتحف وفقا لأحدث طرق العرض المعمول بها في أعرق المتاحف العلمية والثقافية، وتضمنت مقتنيات المتحف كنوزا أثرية تاريخية وقطعا فريدة اختيرت من حوالي 100 ألف قطعة ومن أهمها أقدم دينار إسلامي تم العثور عليه حتي الآن ويعود إلي عام 77 هجرية وأيضا مفتاح الكعبة المشرفة من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف شعبان وعقد شجر الدر والمتحف يضم معروضات تمثل مختلف العصور الإسلامية من الصين والهند وإيران والأندلس.. ويحدثنا عن المزيد عن تاريخ المتحف مديره العام الأستاذ / محمد عباس فيقول: بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي إسماعيل وبالتحديد في 1869م، عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلي العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله. وازدادت العناية بجمع التحف عندما أنشأت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1881م واتخذت من جامع الحاكم مقراً لها. ولما رأي هرتز بك ضيق المساحة في صحن الجامع، استقر الرأي علي بناء المبني الحالي في ميدان باب الخلق تحت مسمي (دار الآثار العربية) وتم وضع حجر الأساس سنة1899 م وانتهي البناء سنة 1902 م، ثم نقلت التحف إليه، وتم افتتاحه علي يد الخديوي عباس حلمي في 28 ديسمبر سنة 1903. وكان عدد التحف سنة 1882 «111» مائة وإحدي عشرة تحفة وظل يتزايد حتي وصل قرابة ثلاثة آلاف تحفة عند افتتاح الدار سنة 1903 م. ثم يضيف محمد عباس قائلا: وتوالت بعد ذلك الإهداءات من الأمراء والملوك والهواة، فقام الأمير يوسف كمال سنة 1913م بإهداء مجموعة القيمة تلاه بعد ذلك الأمير محمد علي سنة 1924 م، ثم الأمير كمال الدين حسين 1933م. ثم الملك فؤاد الذي أهدي للدار مجموعة ثمينة من المنسوجات والموازين، ومجموعة الملك فاروق الأول من الخزف 1941م. وتضاعفت مجموعات المتحف عندما تم شراء مجموعة رالف هراري سنة 1945 م وكذلك مجموعة الدكتور علي باشا إبراهيم من الخزف والسجاد وذلك في سنة 1949 م حيث بلغ عدد التحف سنة 1952 م ( 16524) ستة عشر ألفاً وخمسمائة وأربع وعشرين تحفة. وكان لابد من توسيع مصادر تزويد الدار بالتحف عن طريق الشراء والحفائر خلال تلك الفترة، حيث أمدت الحفائر التي قام بها المشرفون علي دار الآثار العربية في الفسطاط, وجبل درونكة جنوب غرب أسيوط. وتم تغيير مسمي «دار الآثار العربية» إلي «متحف الفن الإسلامي» ذلك لأن الفن الإسلامي يشمل جميع أقاليم العالم الإسلامي العربية وغير العربية تحت رعاية الخلفاء والحكام المسلمين علي امتداد الإمبراطورية الإسلامية. اشتملت مجموعات المتحف علي العديد من روائع التحف الفريدة التي تبين مدي ما وصله الفنان المسلم من ذوق رفيع ودقة فائقة في الصناعة. وتم توزيع التحف المعروضة في (25) خمس وعشرين قاعة مقسمة حسب العصور والمواد. حيث خصص الجانب الأيمن للداخل من الباب الرئيسي للمتحف للفن الإسلامي في مصر بداية من العصر الأموي وحتي نهاية العصر العثماني، بينما يضم الجانب الأيسر قاعات عرض خصصت للفنون الإسلامية خارج مصر في تركيا وإيران (بلاد فارس) وكذلك قاعات نوعية منها قاعة للعلوم وقاعة للهندسة وأخري للمياه والحدائق، والكتابات والخطوط، وتركيبات وشواهد القبور والتوابيت المختلفة في العصور والبلدان الإسلامية. ثم ينهي حديثه قائلا: وعلي مر تاريخه كان متحف الفن الإسلامي قبلة كبار الزوار من ملوك وعظماء العالم والآن يفتح أبوابه لاستقبال زواره من كل الجنسيات والأعمار وخاصة الشباب ليتعرفوا علي عظمة تاريخ بلادهم وعلي تاريخ عالمهم الإسلامي. حقا إنها مصر أم الدنيا وستظل مدي الدهر بآثارها وكنوزها التي لا يوجد مثيل لها في العالم .