.. تلقيت دعوة كريمة من الدكتور أشرف زكي لحضور مهرجان «أسبوع الضحك» ليس بصفتي صحفياً كبيراً لاسمح الله ولكن لكي أتسلم درع تكريم الولد الشقي السعدني الكبير طيب الله ثراه وقد واصل الصديق أشرف زكي عملية الإدهاش التي كثيرا ما تصيبني بفضل أفكاره المتجددة ونشاطه اللا محدود وقدرته الخلاقة في كل مجال يعمل فيه وقد تنبه أشرف زكي إلي ميزة خص بها المولي عز وجل هؤلاء البشر الذين تنبتهم هذه الأرض الطيبة.. إنها ميزة السخرية والكوميديا فأتت علي امتداد خريطة العالم العربي السعيد قد تجد من ينافسنا في فن التمثيل أو الغناء أو الرقص أو الاستعراض ولكنك لن تعثر أبدا علي أثر لمضحك عام خارج حدود الديار المصرية ولذلك فإن هذا المهرجان سيتخصص في تكريم المبدعين من الساخرين والكوميديين من أهل مصر وقد أهدي المهرجان هذه الدورة إلي روح أحد عباقرة فن التمثيل والكوميديا في عالمنا العربي وهو فلتة كل العصور والأجيال «نجيب الريحاني» ومن عجائب الأقدار أن أصول الريحاني كردية عراقية ولكنه ولد وعاش وتربي وتعلم وانغرس في التربة المصرية فخرج مهموما ومغموسا بمشاكل المصريين وكان خير من مثل البسطاء والمهمشين والفقراء في دولة الفنون وبالطبع أسعدني من الأعماق تكريم الولد الشقي «محمود السعدني» باعتباره أعظم الساخرين وأكثرهم تأثيرا في ليس في مصر فقط، ولكن في العالم العربي وتمنيت من الأعماق لو أن المهرجان امتد تكريمه ليشمل كل من رسم البهجة في نفوس أهل مصر من رسامي الكاريكاتير والممثلين والمعلقين الكرويين والمذيعين والروائيين والأدباء، وعلي العموم المهرجان الوليد أثبت أن أثره سيكون عظيما بفضل الاهتمام غير المسبوق من الإعلام والقنوات الفضائية وأهل الفن والأدب والثقافة، وقد تم تكريم الظريف المنتصر بالله والجميلة سهير الباروني والراحل عبدالله فرغلي والغالي العزيز علي نفوسنا جميعا حسن مصطفي وفؤاد خليل الذي غادر المستشفي خصيصا لأجل حضور لحظة تكريم طال انتظارها طويلا من قبل الدولة فإذا بها تجيء وفؤاد خليل يعاني من مرض أثر كثيرا علي حالته الصحية ولكن التكريم ارتفع بحالته المعنوية إلي عنان السماء، وهو الأمر نفسه الذي حدث مع الرجل الذي صنع للمسرح في مصر ما عجزت الدولة عن أن تصنعه إنه الفنان الجميل راهب المسرح سمير خفاجي رئيس شرف المهرجان الذي جاء علي كرسيه المتحرك هو ورئيس لجنة التحكيم المخرج صاحب التاريخ الضخم الذي لايضاهيه فيه أي منافس إنه العم حسين عبدالسلام الذي أقعده المرض هو الآخر، ولكن الأمل ارتفع به إلي قمة لم يعهدها من قبل والرجل له من سنوات الإبداع ما يزيد علي الستين عاما وأيضا لم يفكر أحد المسئولين من الثقافة والإبداع في مصر في أن يتوج مشواره الفني بوسام أو درع تكريم.. علي العموم لقد فعلها أشرف زكي.. وأدخل السرور في قلوب هؤلاء المبدعين الذين أفنوا كل العمر في رسم بسمة علي الشفاه وانتزاع ضحكة من أعماق القلب وإنارة الطريق للملايين من خلال طرح رؤي وأفكار بطريقة مختلفة عن طريق الحنجوري كما قال السعدني الأكبر رحمه الله.. وهي طريقة الضحك والانبساط والسخرية التي هي صنعة متوافرة فقط لأهل مصر.. أدام الله بقاءها.