- مجرد أن يصبح لك «ذوق» خاص بك، فأنت «تشذ» عن القاعدة خصوصا إذا كان الإجماع علي صوت أم كلثوم. ومن الهزل أن أقف في وجه أعظم الأصوات البشرية علي الإطلاق. لكن حبي وميلي لصوت فيروز - قيثارة السماء - يعرضني لآراء غاية في السخف. منها أن تذوقي لصوت فيروز ينطوي علي رأي (طائفي)! ومنها أني أكتب عن فيروز بمنهج «خالف تعرف»! ومنها أن إعلان رأيي عن تفضيلي أم كلثوم «القصائد» أكثر من الطقاطيق هو «تجرؤ وتطاول.. لا جرأة» واعتبر البعض أني أمثل «الحزب الفيروزي» الذي يعتبر أم كلثوم العدو الأول «!» وحتي تبقي فيروز لابد من هدم أسطورة أم كلثوم (!) بل إن كتابا لابني الصحفي الشاب أيمن الحكيم اعتبرني واحدا من قتلة أم كلثوم(!) وأنا الذي لا أملك أن أذبح فرخة، فكيف أغتال تاريخا. ربما لا يعلم الكثيرون أني بدأت مشواري التليفزيوني كمحاور ومحقق ببرنامج عن أم كلثوم بعنوان «أم كلثوم: عصر من الفن»، لعله كان مدخلي وفرصتي لفتح أبواب الشاشة الصغيرة أمامي ولولا هذه «المغامرة» ما عرفت طريقي للتليفزيون. كانت أم كلثوم - في الزمن الناصري - دولة داخل الدولة، وكان المزايدون لأم كلثوم يدعون أنهم دراويش كوكب الشرق ولم تكن ثومه تحتاج إلي دراويش، فالمصريون جميعا بل العرب هم «دراويش الكلثومية» إن صح التعبير. إن عبقرية أم كلثوم المتفردة لا تحتاج لمزايدة وليس مسيئا لأم كلثوم بضعة آراء تدخل تحت بند المداعبات أو المشاغبات. مثلا: ماذا يضايق أم كلثوم إذا قال د.يوسف إدريس «إذا منعوني من التدخين في حفلات أم كلثوم، فلن أذهب وأسمعها في البيت.. أو ماذا يضايق أم كلثوم إذا قال أحمد سعيد أنه لا يستريح للمقدمات المبالغ فيها حين يقترب موعد ظهورها علي المسرح.. وهل أخطأ صلاح جاهين عندما يقول إن أغنية «أنت عمري» هي الابنة المراهقة لأغنية هجرتك- لا أظن أن هذه المشاغبات تنوي الاغتيال المعنوي لأم كلثوم. لقد كان البعض يهمس في أذن أم كلثوم بأن صداقتي لعبدالحليم حافظ وراء مواقفي منها. كان حليم يعتبر نفسه «ابن الثورة» ويعتبر أم كلثوم «مطربة الملك» وكان الموسيقار عبدالوهاب يراقب التنافس بين كوكب الشرق والعندليب بحياد سويسري. - في حلقة تليفزيونية بثتها «النيل سينما» وكانت مع النجم أحمد السقا سألته: هل أنت محسود- فقال: تقدر تقول أن فيه «نفس» وهي فرع من الحسد. ثم عرفت أن أحمد السقا «فقد صوته» يوم إذاعة الحلقة ودخل المستشفي لإجراء جراحة عاجلة لأحباله الصوتية. أحمد السقا - بنجاحه ومكانته بين زملاء جيله - محسود يا ولدي! - نمط من المذيعات مختلف، الحس الصحفي عندها عالٍ. الأسلوب في التناول عقلاني. لا تميل في الحوار للصوت الحيّاني. اسمها «رولا خرسا» كانت مذيعة في التليفزيون المصري و«أفرجت» عن طاقتها في قناة الحياة. - أشقاء وشقيقات المشاهير يظلمون المشاهير بتصرفات فيها تجاوز «تابعوا حادث شقيقة زينة». - ظلمناها حية عندما قلنا عنها «مجنونة» وظلمناها ميتة بالنسيان(!) إنها فايزة أحمد، الصوت البللوري في النقاء والعذوبة. - كان أنيس منصور «مبصرا ببصيرة واعية» يوم قال ولم يلتفت الكثيرون لكلامه أن الحرب القادمة «حرب مياه».