حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إعلاميون لبنانيون تحدثوا إلي روزاليوسف: شهود علي اغتيال فيروز


ما يفعله ورثة «منصور الرحبانى» مع «فيروز»
تصفية حسابات ومحاولة لقتلها فنيا
يوم الاثنين المقبل السادس والعشرين من يوليو تشهد الساحة الأمامية لمبنى المتحف بوسط بيروت اعتصاما سلميا غير تقليدى، اعتصاما يرتدى فيه الشعب اللبنانى «تى شيرتات» صفراء ويستمعون فيه عبر مكبرات الصوت إلى أغنيات السيدة «فيروز» ذلك الصوت الذى يبدو أنهم باتوا مهددين بالحرمان منه، بعد أن قدم كل من غدى وأسامة ومروان ورثة منصور الرحبانى، دعوى ضد فيروز وإدارة «كازينو لبنان»، لمنع إعادة تقديم مسرحية «يعيش يعيش» التى تقوم ببطولتها فيروز على المسرح، ومطالبين بضرورة منعها من تقديم 25 عملاً للراحل منصور الرحبانى إلا بعد الرجوع إليهم، من بينها مسرحيات «لولو»، و«موسم العز»، و«صح النوم»، ليس هذا فقط بل طالب أبناء «منصور» السيدة فيروز باستئذانهم أولا قبل إقدامها على أداء تلك الأعمال، وبإعطائهم حقوقهم المادية نظير أدائها تلك الأعمال فى أى مكان تذهب إليه، والمؤسف أنهم نجحوا فى استصدار القرار الذى يدعم موقفهم نظرا لاستنادهم إلى بعض البنود المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية.
ولكن ولأن صوت «فيروز» ليس ملكا فقط للبنانيين سرعان ما انطلق الصحفيون والفنانون المصريون بالتعاون مع اتحاد الفنانين العرب نحو تنظيم اعتصام مماثل فى نفس التوقيت بنقابة الصحفيين، وهو الأمر نفسه الذى سيحدث بأشكال مختلفة فى شتى البلاد العربية التى استيقظت منذ أيام على هذا القرار العنيف والمزعج بحق السيدة فيروز.
هنا لا يصح أن نقول المطربة «فيروز» أو الممثلة «فيروز»، هنا نكتفى بأن نقول «السيدة فيروز».. هى ليست مقدسة ولكن الحقيقة أنها أصبحت أكبر بكثير من أن تكون مجرد مطربة تمتلك صوتا ملائكيا وتشدو بأغان هى أشبه بصلوات إنسانية، فيروز هى التجربة التى تحمل ألوانا شتى ومعانى مختلفة يختار كل منا المعنى الذى يناسب تجربته منها.
أغنياتها هى ثورتنا ضد ما ينتهك إنسانيتنا، هى إنسانيتنا التى نهرب من الزحام للاحتماء بها . هى ذاكرة سمعية وبصرية تحمل بداخلها تاريخا عربيا من الانتصارات والهزائم، من الإحباطات والطموحات، وبالتالى يعد قرار منعها من الغناء أشبه بمحاولة لمحو ذاكرتنا وطمس المعنى الوحيد الباقى والقادر على توحيدنا.
* البيان
مساء يوم الأربعاء الماضى أصدر ورثة منصور الرحبانى بيانا صحفيا لا يقلل من وطأة ما فعلوه، بل على العكس يزيد من تفاقم الأزمة . البيان بدأ بفقرة تبدو هجومية ضد وسائل الإعلام المختلفة خصوصا عندما نتأمل العبارة التى تقول: «وبعدما تيقنا أن كل الذين تحدثوا فى الموضوع لا يعرفون ماهية تلك المشاكل ولا أسبابها ولا تفاصيلها ولا ما هى الحقوق والواجبات فيها... وبعد وصول التجنى فى الإعلام إلى درجات الشتم والإهانة و«السلبطة»، رأينا أن من واجبنا الخروج عن الصمت الأخلاقى الذى تعلمناه من نبل عاصى ومنصور معا، والدخول فى الكلام الواقعى والجدى تبيانا للحقائق».
الأسوأ من ذلك أن أبناء منصور الرحبانى تعاملوا مع السيدة «فيروز» فى البيان وكأنها نسى منسى، حيث ذكروها قائلين: «أرملة عمنا عاصى السيدة نهاد حداد» باعتبار أن ذلك هو اسمها الحقيقى، ولكن الكل يعلم أن «فيروز» هو الاسم الذى خرجت به منذ سنوات طوال على جمهورها لأول مرة، ولا أحد يعرف لها اسما غيره.
البيان يتطرق إلى مناطق كثيرة بعد ذلك بنفس الروح الهجومية، حيث يتناول مثلا تحت عنوان «محاولة إلغاء منصور الرحبانى» فقرة تعبر عن نوايا أخرى لورثة «منصور»، حيث تقول: «وفى سياق هذه الحرب العاقر، يتبين لنا يوما بعد يوم أن هنالك نية مصوبة نحو إلغاء إنتاج وجهد وتأليف كل ما صدر عن منصور الرحبانى منفردا بعد رحيل عاصى.
وفى نهاية البيان الذى تطرق أيضا لموقف جمعية المؤلفين والملحنين الذى يبدو غامضا للبنانيين أنفسهم يختتم ورثة منصور الرحبانى حديثهم قائلين: «إن الفنانة فيروز لم تكن يوما شريكة فى إنتاج أى من أعمال الأخوين الرحبانى المسرحية والغنائية، حيث اقتصر دورها على الأداء فقط لقاء أجر مادى منفصل، كأى بطل من أبطال تلك الأعمال. فالإنتاج كان للأخوين ومعهما أحيانا بعض الجهات الإنتاجية، وعليه كانا يتحملان بصفة الأخوين الرحبانى الأرباح والخسائر». ليواصل الورثة بعد ذلك حديثهم عن أعمال «منصور الرحبانى» باعتبارها علامات فارقة لا يذكرها أحد من أجل ورثة «عاصى الرحبانى»، ولعل أخطر فقرة فى هذا البيان هى التى تقول: «إن وضع السيدة نهاد حداد اليوم فى موضوع الميراث بالتحديد لا يختلف عن وضعنا أبدا؛ فكلنا متساوون فى الحقوق والواجبات أمام القانون... إلا إذا كان بعض المدافعين عن فيروز يريدون أن يخرقوا القوانين والنظم الوضعية الحضارية وحتى الإلهية المتعلقة بالإرث ويصرون على إهمال حقوق الملكية الفكرية والفنية «كرمى لها» تحت شعار أولاد منصور يريدون أن يمنعوا فيروز من الغناء ... ونحن نسألهم: من الذى منع فيروز من الغناء إلا فيروز نفسها فيما يخص أعمال الأخوين الرحبانى عندما قررت أن منصور، فى حياته، لا يستحق حقه الفكرى والمادى، وأننا كأبنائه، بعد رحيله، غير موجودين. وإلا عندما شجعها بعض المثقفين والكتاب الهائمين على تشكيل لوبى ضغط، اعتقد المنتمون إليه لوهلة أنهم قادرون على تغيير الوقائع والتواريخ والأسماء والحقوق والقوانين بمناشدات وتحليلات وهجومات وافتراءات وإهانات وقدح وذم».
روزاليوسف تحدثت مع عدد من أهم الإعلاميين والكتاب اللبنانيين الذين قدموا إلينا شهادات عن قرب حول الموقف ورد فعل السيدة فيروز، بل الخلفيات والأسباب الحقيقية لتلك الأزمة.
1- الإعلامية جيزيل خورى:
أتصور أن أى حديث إعلامى عن موضوع الخلاف هو بمثابة إيذاء لتراث الرحبانية وإيذاء لمشاعر السيدة فيروز أيضا.نحن جيل الحرب، الذين تركنا وطننا وكدنا نجعله يضيع منا وهربنا إلى بلاد أخرى . فيروز كانت هى الوطن الذى نحمله بداخلنا ومعنا أينما نذهب.
ولا أحد يستطيع منع السيدة فيروز من الغناء . لسنا فى حاجة إلى ضجة إعلامية. نحن فى حاجة إليها لكى تخرج وتبدأ من لبنان وليس من أى دولة أخرى وأن تقول: «أريد غناء تراث الأخوين رحبانى» فى تلك الحالة كل اللبنانيين سيكونون واقفين بجوارها.
على الرحبانية أن يعلموا أن فيروز ليست حكرا للرحبانية وإنما هى لكل اللبنانيين.
لست مع الصمت وإنما ضد السجال الإعلامى، عندما تريد السيدة فيروز أن تغنى لن يستطيع أحد أن يمنعها لأسباب أراها سخيفة .
أعود وأكرر أن من تربى مثلى فى زمن الحرب يعرف أن فيروز كانت ملجأنا بوقت الحرب. العالم العربى لم يتخل عن أوطانه، ولكن فى لبنان كدنا نخسر الوطن، لذا نعرف ماذا تعنى فيروز لنا، فيروز التى كانت بمثابة عمود فقرى تستند عليه لبنان ونحن نأمل العودة إليها.
لقد تربيت على صوت فيروز .لم أعرف صوتا غيره حتى كبرت .. شعرت فى أغنياتها بالثورة، بالعشق وبالكره .. شعرت بمعانٍ شتى للحياة.
عندما يرد اسمها على خاطرى أتذكر على الفور «نحنا والقمر جيران». وردى على كل ما يحدث يتلخص فى جملة واحدة: «فيروز تغنى وقتما تريد أن تغنى ولن يجرؤ أحد على منعها يوما».
2- الإعلامى زاهى وهبى:
الخوض فى مثل هذه المسائل عبر وسائل الإعلام إساءة بالغة لطرفى النزاع للسيدة فيروز من جهة، والأخوين رحبانى من جهة ثانية، ولعاصى ومنصور من جهة ثالثة لأن الأخوين رحبانى وفيروز يكملان بعضهما البعض . لا يمكن تخيل تجربة الأخوين «رحبانى» بدون فيروز ولا أستطيع تصور صوت فيروز بدون موسيقى وكلمات الرحبانية.
إن ما يحدث مع السيدة «فيروز» الآن أجده جزءا من حالة التشظى الذى أصاب لبنان والكثير من الرموز الوطنية اللبنانية، ولا يمكن أن يبلغ التشظى مداه ويصل إلى المؤسسة الرحبانية وأعتقد أن الصوت الحالم لإبداع هذه المؤسسة هو صوت فيروز.
أتصور أن هذا النزاع كان لابد أن يتم حله بشكل هادئ قبل أن يصل حتى إلى الإعلام، لا ينبغى أن يحدث ما حدث ولا ينبغى أن تمنع فيروز من الغناء تحت أى سبب من الأسباب حتى لو كانت متعلقة بنواحٍ قانونية أو مادية.
بالطبع لا يوجد أحد فوق القانون ولا ينبغى تقديس البشر حتى لو كنا نتحدث عن المبدعين، ولكن فيروز بما تحمله من رمزية وقيمة كبيرة الرمزية لا يجوز على الإطلاق التعامل معها بنفس الطريقة.
فيروز ليست فقط ملك اللبنانيين ولا الرحبانية ليست ملك زياد وريما ولا ملكا لأبناء منصور لأنها فى النهاية رمز عربى كبير وصوت يحمل قيما إنسانية نبيلة .
لقد التقيت السيدة فيروز منذ وقت طويل وكتبت من وحى هذا اللقاء قصيدة صغيرة تعبر عن حبى وتقديرى واحترامى لما تمثله هذه السيدة لى وقلت فى نهايتها: «إنى مدين لك بحياة أخف وطأة» جعلت الحياة أكثر ليونة وطراوة .
فيروز التى أعرفها لن تعلق على كل ما يكتب اليوم حول الأفعال وردود الأفعال، وربما كانت ستكتفى بالغناء قائلة: «كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا».
3- الكاتب بجريدة «السفير» ساطع نور الدين :
إن تناول هذه القضية بالشكل الذى أراه الآن أمر مهين للجانبين ومسئوليته تقع على الطرفين، وهذا واقع لا يمكن تجاهله من اللحظة الأولى لأن الخلاف بحق معيب ومسىء للطرفين. أتصور أنه كان ولايزال المطلوب العمل على حصر هذا الخلاف فى أضيق نطاق وعدم السماح بالتشهير باسم فيروز أو الرحبانية من أجل موقف ساذج كهذا.
ثم إن البيان الأخير المطول الذى أصدره أبناء منصور الرحبانى أجده شيئا معيبا بحق، وعلى وسائل الإعلام محاولة حصر هذا الخلاف وتضييق النطاق عليه لأنه مهين لما تمثله «فيروز» لوعينا ووجداننا.
لا يحق لأبناء منصور الرحبانى أن يتصرفوا بهذه الطريقة ولا يليق بتجربتهم ومستواهم الفنى أن يتخذوا موقفا كهذا ضد السيدة فيروز ، فالأمر يبدو كما لو أنهم أخذوا يفتشون بين القوانين الخاصة بالملكية الفكرية والكتب لكى يبلوروا موقفهم.
ثم دعنى أضف شيئا مهما وهو أن عشقى لفيروز مادام مرتبطا بأعمالها مع زوجها «عاصى الرحبانى» أكثر مما ارتبط بأعمالها مع «منصور» بعد وفاة عاصى، ببساطة لأن تجربتها مع عاصى من حيث الكلمات والألحان أرقى وأنضج وأهم.
إن الأمر الأكثر إحراجا بهذه القضية هو أن السيدة فيروز وبحكم معرفتى بها ليست لها دراية بالقضايا القانونية ومعرفتها بها تكاد تكون منعدمة لأنها سيدة لا يشغلها سوى فنها. فيروز التى أعرفها تعيش فى بيئة محدودة من حيث عدد الأشخاص فهى سيدة خجولة جدا.. مزاجية جدا تعيش فى عالمها الخاص بأشكاله الموسيقية المختلفة.
4- الشاعر والكاتب ب«الحياة»: عبده وازن
سأبدأ من البيان الذى كتبه أبناء منصور وحاولوا الرد به على السيدة فيروز لأنهم ببساطة لم يوفقوا رغم محاولتهم الحفاظ على ماء وجههم، ولكن لم يتمكنوا من تخطى المشكلة التى تجلت فى منعها من تقديم عمل للرحبانية على كازينو لبنان، وهى الخطوة التى كشفت عن الحقد الذى يعتمر قلوبهم، وأعتقد أن هذه الحملة ليست جديدة أبدا، لأن الفنان منصور الرحبانى كان قد قام من قبل بشن حملات ضدها ولا أحد يدرى السبب، ربما لأنه شعر بفراغ كبير لما توفى عاصى وبات هو غير قادر على العمل مع فيروز، فيروز التى هى جزء أساسى من مسرح الرحبانى وجزء من الثالوث الذى صاغ وجداننا وأفكارنا.
منصور حاول الهيمنة عليها وفشل ، ثم انصرف وحده يحاول أن يصنع مسرحا لا يتضمن فيروز وراح يدبر لها المؤامرات بعد فشل مسرحياته ويطلق عليها الشائعات.
فيروز ليست مجرد فنانة كبيرة . وإنما هى رمز من رموز لبنان الحقيقية، ونفس ما فعله منصور يحاول أبناؤه الآن فعله، لأنهم يشعرون بأنهم لا شىء بدون هذا الصوت العظيم الذى أصبح الأيقونة الشعبية فى العالم العربى.
فيروز مطربة كبيرة، صوت نادر من الأصوات الفريدة التى جاءت إلى هذا العالم، صوت عجائبى فيه مسحة من الله، فيروز ليست مجرد مطربة تقدم أغانى جيدة وإنما هى أسطورة متفردة.

5- رئيس تحرير مجلة «الجرس» نضال الأحمدية:
المشكلة ليست جديدة ولها جذور ممتدة عبر 30 عاما والأزمة أن السيدة فيروز شخصية متكتمة أصرت طوال الفترة الماضية على عدم التدخل بأخذ أى رد فعل ولكن بدءا من يناير 2008 بدأت التهديدات المباشرة لفيروز ولدار أوبرا دمشق عبر إنذارات رسمية، ليتم وقف مسرحيتها «صح النوم»، ومنذ ذلك الوقت والإنذارات تتوالى.
إن أبناء منصور الرحبانى يستغلون عدم دراية الشعب اللبنانى بقوانين حقوق الملكية الفكرية ويتجاهلون حقيقة مهمة وهى أن فيروز هى بطلة ومطربة أعمال الرحبانية، فبأى حق تطالب بأن تستأذن ورثة المؤلف والملحن خصوصا أنها هى وأبناءها ورثة عاصى الرحبانى! وبالمناسبة هناك قصة لا يعلمها الكثيرون وهى أن الأمر سبق أن وصل بهم إلى حد إنذار الإمارات ومطالبتها بإيقاف فيروز بمطار دبى وتقييدها وإحضارها، بل اقتيادها إلى السجن وهذا كلام أقوله لأول مرة .
هل يعلم الجمهور أن أعمالا كثيرة قد صودرت لفيروز من الأسواق على مدار السنوات الماضية دون حتى العودة لأبناء عاصى أو السيدة فيروز ؟ هل نعلم أن حق استثمار أعمال الأخوين الرحبانى المعتمدة بصوت فيروز قد تم بيعه لعدد من شركات الطيران دون العودة إليها؟ هذا كله شىء وأن يجتمع أولاد منصور وأصدقاؤهم مع وزيرة التربية فى 2009 لتكريم وتخليد فن وأدب منصور الرحبانى فقط شىء آخر، خاصة أن كل هذا تم دون علم السيدة فيروز أو أبنائها، وفى مايو 2009 عندما علمت السيدة فيروز بالصدفة بالقرار تدخلت ابنتها ريما وأصدرت بيانا شهيرا ضد قرار وزارة التربية الذى غيب عاصى الرحبانى. وفى نفس اليوم الذى صدر فيه بيان ريما صباحا، بعد الظهر تم تعديل القرار للمرة الثالثة ليأتى مسيئا أكثر لفيروز وعاصى، حيث نص على «تخليد فن وأدب الأخوين الرحبانى ومنصور الرحبانى».
أبرز تجليات الأزمة هو ما يحدث الآن، فبعد أشهر من التحضيرات كى تقدم السيدة فيروز مسرحية «يعيش يعيش» على مسرح كازينو لبنان، فوجئت بمنعها من تقديم المسرحية كنوع من التواطؤ مع أبناء منصور الرحبانى، والغريب أنه برغم كل هذه التجاوزات بحق فيروز لم يصدر عن وزارة الثقافة اللبنانية أى رد فعل داعم أو مساند لهذه السيدة .
أتصور أنه على «جارة القمر» أن تطل على المسرح وتردد جملتها الشهيرة بمسرحية «جبال الصوان»: «خزقولى هالتياب السود .. خزقوا هالخوف .. والفرح يرجع وراية العز القديمة تعود .. ومجدنا ينعاد ونرد الأعراس .. ونرد الأعياد وتصلبطوا وترقصوا ويكبروا الولاد». وبالمناسبة فإن ريما الرحبانى ستكون موجودة معنا فى الاعتصام يوم الاثنين المقبل.
نحن فى لبنان نقتل الأنبياء نقتل الله فى قلبنا، وإذا لم نكن كذلك لم هذا البلد لم يعش لحظة مرتاحا. نحن نحصد ما نفعل والمفزع أن الأمر وصل بنا إلى حد قتل فيروز فى عرسها وهى «الحاجة الوحيدة الجميلة فى البلد».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.