«الواحة الخضراء فى قلب الصحراء» هذا هو الوصف الذى وصفت به وزارة التربية والتعليم «واحدة سيوة» فى كتب المرحلة الابتدائية ورددته ابنة أخت زميلنا الفنان «جمال هلال» وهى تودعه ونحن نستقل السيارة من القاهرة إلى «سيوة» وابتسمنا جميعاً. تشتهر سيوة بأنها من أقدم الواحات المصرية ذات المناخ الدافئ فى فصل الشتاء حتى أواخر فبراير، وترتفع الحرارة تدريجياً بداية من شهر مارس وتبلغ مداها فى شهرى يونيه ويوليه. على درب القافلة أهم المحاصيل التى تنتجها سيوة وتصدر إلى الخارج هى «التمر» فهو المحصول الأهم ثم الزيتون والنعناع والكركديه ومحاصيل الخضر. وعندما تطأ قدماك أرض سيوة ستجد فى منتصف كل حديقة شجرة نخيل، ولا يخلو دار سيوى من زراعة النخيل أمامه، حتى أن هناك أسطورة تقول بأن النخلة لدى السيوى هى أغلى وأعز ما لديه، ولذلك فهو يضحى بها فى العيد الكبير بدلاً من الأضحية من الحيوانات، كذلك يقدمها مرة واحدة فى عمره كله لعروسه، حيث إن السيوى طبقًا للتقاليد لا يتزوج إلا مرة واحدة فقط، لذلك هو يقطعها من المنتصف لإخراج «قلب النخلة» وهو يسمى «الجمار» ليقدمه كهدية للعرس، وهو ما يؤكد أهمية النخيل لدى أهل سيوة فهو ثروتهم الحقيقية. والفرد السيوى يمتلك ما بين 01- 41 ألف نخلة. ويتم إنتاج نوعين من البلح أحدهما طازج والآخر جاف وكلاهما قابلان للتسوق والتصدير. والأنواع السيوية معروفة عالمياً، وهى «البلح السيوى، والبلح الفريحى، والبلح العزاوى»، وهناك ثلاثة أنواع أخرى مميزة لسيوة. وتبدأ النخلة فى إنتاج الثمار فى عمر عشر سنوات تقريباً وتصل لأقصى إنتاج لها ما بين السنة العاشرة والخامسة والعشرين من عمرها، وتنتج النخلة الواحدة خمسين كيلو جرامًا فى العام الواحد، وبعض النخيل ينتج من 07 إلى 001 كجم فى العام، وأهم الأسواق الدولية التى تستورد البلح السيوى هى السوق الإيطالية، ومازال هناك 002 فدان زراعى تعمل المحافظة على استثمارها فى الفترة القادمة.. وتدعو المستثمرين للاستثمار فيها. ومن التجارب الناجحة فى ذلك تجربة المهندس يحيى الشيمى الذى أقام مزرعة للزيتون على بعد 41 كيلو مترًا فى قلب صحراء سيوة وقام بمد الطريق على نفقته الخاصة واستصلح الأرض. كما قام بإقامة مصنع لعصر الزيتون وتخزين وتصنيع الزيتون لتصديره إلى أوروبا، ويقول المهندس يحيى الشيمى بأن هذه المزرعة والمصنع قد وفرا 006 فرصة عمل فى وقت جنى المحصول وتخزينه وتعبئته للتصدير، وأن بعضهم من سكان سيوة لكن أغلبهم من ريف مصر. دعوة للاستثمار وتمتلك سيوة أشهر مصانع لتعبئة المياه الطبيعية النقية، حيث يصل عددها إلى 6 مصانع.. ومازالت الآبار الكثيرة فى سيوة تنتظر المستثمرين لاستغلالها، وتهتم القوات المسلحة باستغلال الثروة المائية النقية فى سيوة، حيث إنها قد أنشأت مصنعًا وجار إنشاء آخر، كما تمتلك سيوة أيضاً مصانع لتعبئة وتجفيف البلح وأيضاً 31 معصرة لعصر الزيتون الذى يصدر إلى إيطاليا وفرنسا وبالطبع للسوق المصرية، حيث يعتبر زيتون وزيت زيتون سيوة من أفضل وأجود الأنواع فى العالم، وقد قامت محافظة مطروح بتوفير جميع الخدمات والتسهيلات للمستثمرين من أجل تطوير واستثمار البلدة، كما تقوم المحافظة باستكمال ومد شبكة طرق جديدة لربط البلدة بالفيوم ومطروح. وعلى المستوى السياحى فتعتبر محمية سيوة الطبيعية هى السابعة فى العالم والأولى فى مصر لما تتميز به بالتنوع بما فيها من نباتات وحيوانات لم تعد موجودة الآن فى أى محمية أخرى، كما أن المناظر الطبيعية الخلابة كالغرر الرملية والهضاب والبحيرات الطبيعية والعديد من الطيور المهاجرة التى يعجب بها السائح الأوروبى والعربى أيضاً حيث تُعد سيوة من أهم أماكن السياحة البيئية فى مصر والعالم، وهو ما جعل سياحة السفارى تنتعش فى البلدة ويقام من خلال المشروعات السياحية لجذب السائحين العرب خاصة، وتعمل المحافظة على تطوير السياحة البيئية وحماية الحيوانات البرية بجانب الحفاظ وتطوير كل من السياحة التاريخية والدينية فى سيوة. وتمتلك سيوة أيضاً ثروة معدنية من الحجر الجيرى، طفلة والرمال، الدولميت، كما أن بحيرات الملح التى تمتلئ بها سيوة تعتبر ثروة معدنية أيضاً