صنع الصحفيون من يوم الأول من أمس وهم متكتلون في مقر نقابتهم .. يوما مجيدا جديدا يضاف إلي كل قائمة الأيام المجيدة التاريخية التي شهدتها نقابة الصحفيين منذ اللحظة الأولي لإنشائها .. حين سجلوا نسبة الحضور الأعلي في تاريخ النقابة لاختيار نقيب الصحفيين فبلغ إجمالي أصوات الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين الصحيحة 0893 صوتًا مقابل 9992 صوتًا في الجولة الأولي. حضور كثيف من جميع أجيال الصحفيين، شيوخًا وشباباً من جميع المؤسسات الصحفية قومية وخاصة وحزبية وقد استشعروا أن هذه اللحظة هي لحظة حسم تحتاجهم فيها النقابة العتيدة حفاظا علي وحدة الأسرة الصحفية ورسالتها في خدمة المجتمع والوطن. وفي جولة إعادة حاسمة فاز الأستاذ مكرم محمد أحمد وباكتساح نقيبا للصحفيين لدورة ثانية بعد أن حصل علي 9142 صوتًا مقابل 1651 للزميل ضياء رشوان بفارق 858 صوتًا. انتصرت الأسرة الصحفية لمبادئ تكرس دور النقابة وأهميتها كمنارة تضمن حرية الاختلاف في الرأي والتوجه والانتماءات السياسية لا تقع أسيرة جماعة أو تيار سياسي لتحمي وحدة النقابة من مخططات قوي وتيارات معروفة تريدها خاضعة لأفكار ظلامية وأجندات مشبوهة الأغراض والتمويل.. نعرف جميعا البؤرة الظلامية التي تريد أن تدفعنا إليها. أصرت الأسرة الصحفية علي أن يكون اختيارهم لنقيب الصحفيين اختيارا له كل الأسس المهنية .. لا اختيارا واقعا تحت تأثير تيارات سياسية تريد أن تتحول النقابة إلي منبر يحقق مصلحتها ومصلحة من يمثلها .. بغض النظر عن مصالح الصحفيين الحقيقية وفي مقدمتها أن تظل نقابتهم نقابة قومية قوية تتساوي فيها حقوق الحماية المهنية والاقتصادية .. وضمان حرية التعبير عن الرأي بين من هو مؤيد أو معارض .. مسيحي ومسلم .. ماركسي أو حتي متعاطف مع جماعة ظلامية محظورة .. منتمٍ لليسار أو لليمين أو هو في تيار الوسط .. كلهم بلا استثناء .. تحت مظلة نقابة الصحفيين. أصرت الجمعية العمومية علي أن تكون نقابة الصحفيين قادرة علي تقديم الخدمات الشاملة بما يرتقي بتفاصيل الحياة اليومية للصحفي في مواجهة الضغوط الاقتصادية ويحفظ كرامة الصحفي في بيته ومكان عمله. أن يكون للصحفيين قانون حرية تداول المعلومات يكفل الحصول علي أية معلومة من مصدرها، وقانون جديد للنقابة يواكب تطورات المهنة وأوضاع الصحافة، ولوائح جديدة لمرتبات الصحفيين بمايليق ومسئولياتهم المهنية. تمسكت الأسرة الصحفية بالقدرة الحقيقية التي تمتلك كل الأدوات من تاريخ مهني ونقابي .. ولم تمتنع يوما عن الاشتباك والقتال من أجل كرامة صحفي ومصالحه سواء في حق في التعبير عن رأيه أيا كان انتماؤه أو قناعاته السياسية أو في حقه في الارتقاء بتفاصيل حياته اليومية. ولم تصادر حق أحد من أعضائها في الحلم بأن يصبح نقيبا للصحفيين .. بغض النظر عن قياس تاريخه المهني والنقابي وبغض النظر عن انتمائه السياسي، وبغض النظر ثالثا عن قدرته الحقيقية علي تنفيذ ما وعد به، وبغض النظر رابعا عن أسلوب إدارته لمعركته الانتخابية .. وبغض النظر خامسا عن حملة دعائية غير نزيهة واتهامات واهية لا تعرف مقدار من الحصة قادتها جماعة الإخوان الظلامية المحظورة في حق النقيب مكرم. أثبتت الأسرة الصحفية أنها وهي تذهب إلي اختيار نقيبها وإنما تقدم للمجتمع نموذجا رائعا للديمقراطية في يوم انتخابي ساخن مشدود الأعصاب .. لم يفقد أنصار الأستاذ النقيب مكرم أعصابهم أمام مؤيدي الزميل ضياء ولم يتجاوز أنصار الزميل ضياء في حق مؤيدي الأستاذ النقيب مكرم محمد أحمد. انقسمت سلالم النقابة بين مؤيدي النقيب مكرم ومؤيدي الزميل ضياء .. بدا النقيب مكرم نشيطا وتجول بين جميع اللجان وسط مجموعات من شباب الصحفيين يهتفون له ولتاريخه المهني والنقابي رافعين لافتات مؤيدة له ومعهم عدد من رؤساء تحرير ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية والخاصة والحزبية حتي إعلان النتيجة، واستمرت عمليات الفرز طيلة ساعة وربع الساعة وتمت علي شاشات عرض كبيرة لتأكيد نزاهتها. جدد الصحفيون ثقتهم الكاملة في النقيب مكرم الذي قدم الشكر للأسرة الصحفية مؤكدا تعهده بأن تظل نقابة الصحفيين نقابة وطنية قومية قوية تتسع لكل الزملاء أيا كانت توجهاتهم أو انتماءاتهم .. ترفض انقسام الصحفيين بأي شكل من الأشكال .. تقدم خدماتها لكل الزملاء .. ملتزما بكل ما جاء في برنامجه الانتخابي .. وهنأ الزميل ضياء الأستاذ النقيب مكرم محمد أحمد .. وانتهي اليوم الساخن كما بدأ في نقابة الصحفيين .. يوما مجيدا للصحفيين وللديمقراطية.