مُنذ فتح باب الترشيح لانتخابات منصب نقيب المِهن السينمائية، والأجواء هادئة حتى الآن فى النِقابة، لدرجة مرور يومين بدون ترشح أسماء جديدة لمنصب النقيب، رغم أن باب الترشيح سيُغلق فى موعد أقصاه 18 يناير، بينما سيتم إعلان أسماء المُرشحين نهائياً - بعد الطعون والتنازلات - يوم 31 يناير، أما الانتخابات فستُجرى يوم الأحد 21 فبراير ولم يتم حتى الآن تحديد مكان عقد الانتخابات، وقد أسفر فتح باب الترشيح - حتى الآن - عن مشاركة خمسة أسماء وهُم : المُخرج على بدرخان، والمُخرج وأمين صندوق النقابة شكرى أبو عميرة، والسيناريست د. سعيد عرفة، والفنان عادل النادى، والمُخرج وسكرتير النقابة مُسعد فودة. وبالرغم من تردد الأنباء حول ترشح مُخرجين أمثال محمد فاضل وأحمد صقر وخالد يوسف، إلا أنه حتى الآن لم يتقدم أحد مِنهم للترشيح، وقد صرح لنا أحد أعضاء النقابة - رافضاً ذِكر اسمه - بأن أحمد صقر بالفعل تحدث معه حول ترشيح نفسه لمِنصب النقيب، لكن كمُحاولة منه ل «جس النبض»، وقال لى أن «أحمد صقر ليس له ملامح أو هوية نقابية، فحتى حضوره فى الجمعية العمومية غالباً ما يكون صامتاً فيها، ولا يُبدى أى رأى». وهو الرأى الذى يُدعم تأكيد بعض الأعضاء يوم الأربعاء الماضى بأن أحمد صقر قد صرف النظر عن الترشح .. وعلى العَكس مِنه يأتى خالد يوسف، والذى صرح لى نفس المَصدر بأنه رغم مُساندة ممدوح الليثى له إلا أنه لم يتخذ أى خطوة فعلية حتى الآن . أعضاء النقابة يرون أن خالد يوسف «حِرك وييجى فايدة مِنه»، إلا أنه لا يوجد بينه وبين أعضاء النقابة أى احتكاك فعلى، فعلى حد قولهم «بالرغم من أنه جهور فى عرض آرائه فى الجمعية العمومية». الأعضاء أنفسهم يرون أن أخبار ترشح خالد يوسف ليست أكثر من «شو» فى حينهم أنهم ووفقا لما علمناه منهم «ليسوا فى حاجة لأفيش أو لواجهة»، بل هُم فى حاجة لمن هو «متواجد» و«يرعى مصالحهم» و«ألا يؤدى انشغاله فى أعماله الخاصة بتدهور وضع النقابة». أغلب الظن أن «ممدوح الليثى» لن يرشح نفسه للمَنصب كما ردد البعض، ف«قانوناً» لا يجوز الجمع بين منصبين، خاصة أن ممدوح الليثى يشغل حالياً رئيس اتحاد النقابات الفنية، وبالتالى لا يستطيع الترشح، ومع عدم ترشح المُخرج إبراهيم الشقنقيرى - كما ردد البعض أيضاً - بالرغم من أنه تولى منصب النقيب مؤقتاً لحِين بدء الانتخابات، إلا أن الكثير من الأعضاء أكدوا أنها ''مِش لعبته''. وبالتالى يُصبح الأمر محصوراً على الأسماء المُرشحة حتى الآن، وإن كان يتردد اسمان بقوة لشغل المنصب .. الأول هو المُخرج على بدرخان، خاصةً وهو المعروف بمَعركته السابقة فى انتخابات النقابة عام 2005 مع المُنتج والسيناريست ممدوح الليثى - والتى انتهت بفوز الليثى - حيث سيطرت على الانتخابات فى ذلك الوقت شعارات كفاية والاتهامات بالشيوعية والناصرية وغيرها، وتعالت وقتها تصريحات «بدرخان» بأن «المعركة هى معركته ضد احتفاظ الليثى بالمنصب لفترة جديدة، وهو ما يراه طمعاً فى مصالح شخصية غير معنية بمَصالح النقابة ولا بأعضائها» .. لكن أجواء انتخابات هذا العام مُختلفة، خاصةً مع شعور أغلب الأعضاء - الذين رأوا «بدرخان» يوم الاثنين الماضى وهو يتقدم باستمارة الترشح - بأنه «كِبر فى السِن»، وأصبح محاصرا بالمُشكلات الصحية التى يتعرض لها مؤخراً، هذا بجانب عدم رؤيتهم ل «بدرخان» مُنذ فترة طويلة، سوى يوم الإعلان عن الترشح، وبالتالى هناك شعور عام بأن هناك فجوة كبيرة بينهم وبينه .. على الرغم من أن برنامج «بدرخان» الانتخابى يضم العديد من النِقاط التى تهدف لتحسين أحوال النقابة مثل: استحداث موارد جديدة للنقابة وتطوير الخدمات الاجتماعية - بما فيها تشغيل النادى الاجتماعى فى أقرب وقت - وإقامة دورات لتأهيل من يرغب من الأعضاء فى التخصصات المُختلفة لمسايرة التطورات الحديثة فى مجال السينما والفيديو، إلا أن الفجوة لاتزال مُتسعة، ربما يرجع هذا - كما صرح الكثيرون - إلى أنه رغم التوازن بين الأعضاء أبناء التليفزيون والأعضاء أبناء السينما، إلا أن «بدرخان» يُحاول أن يفصل بينهما، كما يُعلن فى الكثير من المَحافل بأنه يجب أن يكون منصب النقيب لمن هو «أكاديمى»، وهو بالتالى يظلم خريجى الجامعة الذين يأخذون دورة فى معهد التليفزيون لمُدة 6 أشهر فقط ليُعينوا بعدها مُساعدى مُخرج قبل أن يصلوا لمنصب المُخرج، هذا بجانب تصريحه بتفعيل أحد قوانين النقابة والتى تنص على أن عدم عمل عضو النقابة لمُدة خمس سنوات سيؤدى إلى «فصله» من النقابة، وبالتالى هو يكتسب «عداوة» مِن قبل الخوض فى الانتخابات. ''د. سعيد عرفة'' - أحد المُرشحين لمِنصب النقيب - أكد - أنه يخوض الانتخابات لمُجرد المُنافسة، وإن كان هو نفسه لا يُفضل «بدرخان»، ويُفضل عوضاً عنه سكرتير النقابة مُسعد فودة لتولى المنصب . * الرجل الغامض ويبدو أن هذا ليس رأى د. سعيد عرفة وحده، فيُعتبر مُسعد فودة - بشهادة الكثير من الأعضاء - هو أقرب الأسماء الفعلية لمِقعد النقيب، خاصةً أنه متواجد دائماً فى مقر النقابة مُنذ العاشرة صباحاً حتى موعد إغلاق النقابة فى السادسة مساء، ويساعد الكبير قبل الصغير - كما يقول البعض - وهو الأمر الواضح أيضاً فى برنامج فودة الانتخابى، حيث اهتمامه بالكِبار يظهر فى تقدمه بفِكرة وجود مجلس للحُكماء من الأعضاء الكِبار ذوى الخِبرة لعقد مُناقشات حول أوضاع ومُشكلات النقابة، هذا بجانب اهتمامه بعودة مِن هُم فى سِن المعاش للعَمل مرةً أخرى فى الأعمال الفنية، كما أنه يلعب على ورقة أنه «شاب» - على عكس «بدرخان» - بجانب خِبرته فى العمل النقابى لمُدة 15 عاماً، أضف إلى ذلك قدرته على مُخاطبته الشباب أيضاً عن طريق فكرة إنشاء «بنك السيناريو» للشباب لكَسر الحِكر على وجود أسماء مُعينة تكتب للسينما أو للتليفزيون، وحل مَشاكل غرامات تصريحات الإخراج، والتى يتعرض لها أغلب المُخرجين الشباب «غير الأكاديميين»، حيث يقومون بدفع 50 ألف جنيه مُقابل السماح لهم بإخراج العمل الفنى، وبالتالى فودة يجمع بين عِدة أشياء تؤهله للمنصب - كما صرح الكثير من أعضاء النقابة - فهو كثير الحَركة ومتواجد، وبالتالى «اللى عاوزه يلاقيه»، هذا بجانب حَله للكثير من المُشكلات. فى النهاية لا يزال باب الترشيح مفتوحاً، وبالتالى لايزال باب التكهنات مفتوحاً هو الآخر، والكل فى انتظار الجولة الحاسمة لمَعرفة مَن سيتولى مقعد النقيب .