كشف البيان الذى أصدره المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام عن مفاجآت ضخمة فى حادث قطارى العياط، حيث أسفرت التحقيقات الأولية عن سائق القطار المتوقف قام بإبلاغ الرقابة المركزية رسميا بتوقف القطار، ولم يتحرك أحد لاتخاذ الإجراءات اللازمة على الخط مما أدى لوقوع الحادثة، كما كشفت التحقيقات عن نقطة مراقبة أبوالنمرس رصدت وجود عطل فى جهاز التحكم الآلى بالقطار 881 وبدأت لجنة فنية تضم ثلاثة أساتذة بكلية الهندسة جامعة القاهرة من المتخصصين فى هندسة السكك الحديدية ومعهم نائب رئيس هيئة السكك الحديدية للتشغيل وأحد أعضاء وزارة النقل لفحص السيمافورات وفحص الصندوقين الأسودين. وأمر النائب العام بتشكيل عدة فرق للتحقيقات من أعضاء نيابة جنوبالجيزة حيث قام فريق منهم بالانتقال لموقع الحادث وباشر التحقيقات، وفريق آخر قام باستجواب نائب رئيس هيئة السكك الحديدية ومفتش أبراج مراقبة القطارات، ورئيس قسم الإشارات بالهيئة وثلاثة عمال برج المراقبة وواحد من شهود الحادث، بينما قام فريق ثالث من المحققين بحصر أعداد المصابين وسؤالهم فى المستشفيات، وفريق رابع كان فى مشرحة زينهم لحصر أعداد المتوفين والتصريح بدفن الجثث، وتبين من التحقيقات أن الإحصاءات تشير إلى أن هناك 81 متوفى منهم 21 سيدة و6 رجال، وتم التصريح بدفن الجثث وتسليمها لذويهم، بينما بلغ عدد المصابين 63 مصابا، سألت النيابة منهم 62 مصابا، وهناك حالتان تعذر سؤالهما لتدهور حالاتهما، والباقى تلقى الإسعافات الأولية وخرج من المستشفى. كما أصدر المهندس محمد منصور وزير النقل قرارا بإحالة 43 مسئولا فى قطاعات التشغيل والخطوط الطويلة بهيئة السكك الحديدية للتحقيق وشمل مسئولين فى قطاعات التشغيل والخطوط الطويلة والقصيرة. كما تلقى د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء تقريرا من محمد منصور وزير النقل حول تصادم القطارين تضمن تشكيل لجنة فنية لمعرفة أسباب الحادث وأعرب د. نظيف عن أسفه لهذا الحادث وطالب بسرعة صرف التعويضات لأسر الضحايا ودعم الجانب الإنسانى سواء بالاهتمام بأسر الضحايا أو علاج المصابين وتوفير الرعاية الطبية. من جانب آخر تم تقديم حوالى 02 طلب إحاطة عاجلة من نواب الحزب الوطنى والمعارضة فى مجلس الشعب حول الحادث كما اجتمعت اللجنة البرلمانية مساء الاثنين برئاسة د. فتحى سرور رئيس مجلس الشعب وبحضور وزير النقل للوقوف على أسباب الحادث ومحاسبة المقصرين. وعلى بعد 02 كم من مركز العياط فوجئ أهالى قرية جرزا بالحادث الأليم، وكان قطار الفيوم يحمل فى عرباته خاصة الأخيرتين المئات من البسطاء العائدين من أعمالهم، والطلاب العائدين من جامعاتهم، فإذا بكارثة مفجعة تقع لتضاف إلى بقية كوارث تصادم القطارات التى حدثت فى منطقة العياط، وفى نفس مكان هذه الحادثة الأليمة أو بالقرب من مكانها.. ويرجع السبب فى هذه الحادثة إلى جاموسة جامحة استطاعت أن تفلت من يد صاحبها وفرت هاربة فى طريقها إلى المنزل فى الجهة الأخرى، وكان عليها أن تعبر السكة الحديد، وليتها ما فعلت، فصدمها القطار وراح فى سبيلها العديد من القتلى والمصابين، والعجيب فى ذلك أن القطار بعد أن صدم الجاموسة أصابه العطل وأبى أن يتحرك لمدة تصل إلى نصف ساعة أو أقل قليلا، انعدمت خلالها كل وسائل التكنولوجيا للإخبار أو الإبلاغ عن القطار المعطل حتى جاء القطار الآخر ووقعت الكارثة. انتقلت صباح الخير« إلى مكان الحادث وسمعت شهود العيان. مصطفى شعبان من قرية مجاورة للقرية التى وقع بها الحادث، قال: توفى فى هذه الحادثة شخصان من نفس القرية التى يقطنها ويقول أن الشخصين شقيقان توفى أحدهما فى القطار، أما الآخر فقد توفى بعد أن خرج من القطار معافى. أما عماد محمد علام فيقول: قطار الفيوم هو قطار الغلابة والبسطاء والعديد من أهل الفيوم وبنى سويف والعياط يفضلون هذا القطار عن غيره لأنه رخيص، وأغلب من يركبون هذا القطار من العمال والطلبة وبعض الموظفين فى الجيزة. وأكد لنا الدكتور جمال فؤاد محمد - مدير مستشفى العياط - أنه تم استقبال الجرحى والمصابين بعد الحادث مباشرة، وأن المستشفى بدأ فى استقبال القتلى والمصابين فى السابعة والنصف، وعدد المتوفين الذين حضروا للمستشفى كانوا أربع حالات تم تحويلهم إلى مشرحة زينهم .