حتى وقتنا هذا مازالت استخدم نفس الحيل الطفولية حتى أحصل على العيدية من زوجى أولا ومن أهلى ثانيا، فزوجى دائما يتذكر أن يعطينى العيدية ليلة العيد وإذا نسى يتذكر أول يوم العيد وإذا أخذته دوامة النسيان لا مانع أن أذكره بطريقة أو بأخرى ما إذا كانت بصورة مباشرة أو بصورة غير مشروعة، فالمهم وقتها هو "العيدية" لأننى من محبى العيد بسبب "العيدية" وإذا أراد أى أحد أن يكسبنى يعطينى عيدية فهى تعنى لى معانى جميلة تكسبنى طعم الإحساس بالعيد ووجوده، فمبدئى "إدينى عيدية وخد عينيه" وعندما آخذ العيدية أصبح كالقطة السيامى هادئة ومطيعة ما أنا "خدت اللى عايزاه" وأكره مبدأ الطمع فأى عيدية تكفينى المهم أن الفلوس تطلع من الجيوب أما أهلى فدائما آتى إلى والدى وأخبره "بابا كل سنة وأنت طيب مش واخد بالك من حاجة وتعمل ناسى مرة تانية.. بابا تصدق عمرو جوزى ادانى عيدية كام السنة دى" ويعمل مطنش كلاكيت تالت مرة "بابا على فكرة أنا باكل كحك طعمه حلو أوى أنت جايبه منين مش هتاكل معايا".. ويعمل شبعان كلاكيت آخر مرة "بابا أنا عايزة أنزل بقى أنت هتوزع العيدية أمتى"؟! لا أرتاح أو أهدأ إلا عندما آخذ عيدية من بابا وماما، وأحلى ما فى الأمر أننى لا أوزع عيديات، لكننى للأسف هوزع السنة دى عشان اشتغلت.. إحساس مؤلم بدأت أشعر بما يشعره موزعو العيديات، ولكن ما علينا فمن الرائع أن تكون سببا فى سعادة أطفال ورسم الابتسامة على وجوههم، فأعطيت أقاربى الصغار عيديات وفجأة وجدت كما ضخما من الصواريخ والبمب التى تكفى لشن هجوم وإعلان حرب على بلدة بأكملها وأن هذه العيديات ضاعت سدى فى إصدار صوت مزعج برائحة كريهة قلت "أنا جبته لنفسى.. مش هدىّ عيديات تانى" وعندما نزلت من البيت ركبت تاكسى وحاسبت على التاكسى مشواره ب5 جنيهات بالكتير أخذ العشرة بأكملها وقالى "جرى إيه يا آنسة هو إحنا ملناش حق نعيد كل سنة وأنت طيبة". بدأت أشعر بأن العيدية مدعى عليها أو راكبها عفريت من البنك اسمه "اصرفنى من فضلك" نزلت عند الكوافير الذى فجأة بعدما انتهيت من عمل مستلزماتى هناك وجدت أن الأسعار ارتفعت فجأة.. وسبب الارتفاع العيد.. "وعشان تعيد لازم الفلوس تتهربد" ووجدت إن العيدية بدأت تنكمش ولا أدرى متى وكيف صرفت المبلغ الناقص من العيدية،وقبل مغادرتى الكوافير وجدت العاملة بتحرجنى بذوق وبتقول كل سنة وأنت طيبة حتى أزيد لها المبلغ الذى سأعطيها إياه ما أنا فى العيد و"معيدة" وبعدها ذهبت لأخرج مع أخواتى وذهبنا فى كافيه مفضل لدى وأحب ذهابه فى العيد، وللأسف وجدت أنه زود سعر الحد الأدنى من الكافيه من 05 جنيها إلى 57 جنيها.. وطبعاً اتورطت فى الدفع لباقى الموجودين معى.. اخواتى بقى وكل سنة وانتوا طيبين.. هذا غير المبلغ الذى يتم دفعه كإكرامية مع الحساب، وكلما التفت يميناً أو يساراً أسمع جملة واحدة وهى كل سنة وأنت طيبة حتى تحرك هذه الكلمة مشاعرك الباردة وتجعلك تمد يدك فى جيبك حتى لو كان غصباً عنى تجعل الباقى يعيد مثلما عيدت، حتى كرهت كلمة عيدية، وتأكدت أن لا أحد يأخذ عيدية لأنها "بتاخد باليمين وبتصرف بالشمال"، وأن كل فرد يأخذ عيدية بتتصرف ولكن هناك من يصرف العيديات بإفادة، أما أنا لأننى أخذت العيدية بقوة فما أخذ بقوة لا يسترد إلا بالقوة، فتؤخذ العيدية والفلوس بأكملها بقوة، لذلك حرمت أن أغلس على بابا مرة أخرى وسأكتفى بعيدية زوجى، وإذا تذكر بابا فى العيد القادم العيدية كان بها، وإذا لم يتذكر لا مفر من أن أبعث له كارت معايدة وعندها سيتذكر.