هل معقول ما يحدث ونراه الآن فى مصر.. مصر الأهرامات.. مصر الأزهر والكنيسة الأرثوذوكسية مصر السد العالى.. مصر 6 أكتوبر.. مصر ثورة 25 يناير.. مصر ميدان التحرير من هؤلاء الذين يخرجون علينا يوميا حاملين السيوف والخناجر والمطاوى والسنج وهم عرايا؟ من هؤلاء الشباب الضائع العاطل الذى يجد الوقت بدلا من أن يخرج لعمله يخرج خالعا قميصه ويحمل سنجة وحجارة ليرمى جنديا مصريا فى أكتوبر نفس الشهر الذى حمل فيه هذا الجندى سلاحه وعمره من أجل أن نعيش كرماء على أرضنا بعد النصر؟ فيالمفارقات القدر هل نحتفل الآن بالجندى المصرى بالاعتداء عليه بالطوب والسنج؟! لو كان هؤلاء الصبية عاشوا يوما من أيام نصر أكتوبر ورأوا ما فعله جنودنا من أجل أن تبقى مصر رافعة الرأس ما فعلوا هذا.. ولكن هذا ليس غريبا من بعض الشباب غير المسئول والجهلة بماضى ومستقبل مصر أنتم مين؟ أنتم لستم مصريين ولا أولاد الفلاحين ولا أولاد الصنايعية الشقيانين ولا أولاد أصحاب النخوة والقلب الطيب الذى يشتهر به المصريون أنتم مين؟ «مندسين ولابلطجية ولا مأجورين ولامتهورين» ولا أنتم أداة فى أيدى مين؟ أنتم لستم مصريين بتحبوا نيلها وشوارعها وبيوتها وناسها المسالمين.. كفانا استعراض قوى واستقواء من أمريكا ومن بلاد عربية وغيرها كفانا كل فئة تظن أن مشكلتها الخاصة هى التى من أجلها قامت ثورة 25 يناير الثورة قامت من أجل كل المصريين وأين كنتم قبل الثورة لماذا لم تخرجوا بمطالبكم بهذا الشكل من قبل؟! كفانا قتلا وتخريبا وتدميرا فهذه الوجوه التى أراها على شاشات التليفزيون الآن ليست الوجوه التى كنا نراها فى ميدان التحرير أو فى شوارع مصر يوم 28 يناير التى خرجت من كل فج عميق تطالب بإسقاط النظام. معقول أرى جنديا محمولا على نقالة ودمه سايح يقول: حرام .. حرام.. حرام عليكم زميلى مات أمامى. يا لمفارقة القدر نفس الجملة كنا نسمعها من جنود أكتوبر أثناء نصر 73 الآن من أجل ماذا ولمصلحة من هذه المعارك الدايرة فى شوارع وميادين مصر؟ ارحموا مصر وشعبها البسيط الذى ليس له مطالب فئوية ولامصالح شخصية لا يبحث عن مقعد بالبرلمان ولا بمنصب ولا أموال من الخارج ولاشقق فاخرة ولاسيارات فارهة يريد فقط عيشة آمنة ولقمة عيش حلال على أرض وطنه.