لن اقبل احد ان يقاطعني في اتهامي لعدد من رموز الحزب الوطني من رجال الاعمال أنهم الذين كانوا وراء مجزرة ميدان التحرير.. تصوروا استخدامهم البلطجية في ترويع امن شبابنا المعتصمين بالاسلحة البيضاء انهم يخدمون الرئيس يوم ان ينجحو في اخلاء الميدان. هم يعلمون ويعلم غيرهم ان مبارك لو أراد اخلاء الميدان من اولادنا فلن يعجز كرجل عسكري خاض الحرب.. وهو كقائد يعرف كيف يخلي دون اراقة نقطة دم واحدة.. فمن الظلم ان نسيء لهذا الرجل بتصرف احمق لمجموعة استفادت في عهده فأرادت ان ترد له الجميل بالبلطجة والسنج والسكاكين. الحزب كما أعلم لم يطلب منهم ان يدافعوا عن رئيسه لان الاحداث نفسها فرضت علي رموزه الصمت واصبح كل منهم مكسورا في بيته.. فلا اعرف كيف هانت علي عصابة الحزب التي اقدمت علي هذه اللعبة القذرة ان تسيء للرئيس وقسوة المعني الجميل لخطابه التاريخي الذي كان له تأثير معنوي في نفوس المعتصمين.. أولادنا في التحرير كانوا يستعدون للرحيل بعد ان وصلتهم رسالة الرئيس في خطابه وهو قول لهم ان هذا الوطن هو وطني..فيه عشت وحاربت وعلي أرضه اموت.. فالوطن باق والاشخاص زائلون. لقد بكي كثيرون من الشباب والذي اقوله ليس من عندي لكنني سمعته من عدد كبير من الشباب الذين كانوا في الميدان.. صحيح أنه حدث انشقاق بين رأي معارض.. ورأي يستجيب للانسحاب والعودة.. وفجأة يتغير الموقف بعد اللهجمة الشرسة لعصابة البلطجية الذين سحبوا الغطاء الامني من فوق المعتصمين وامطروهم بالحجارة والطوب وانطلقوا بينهم يحملون السنج والسكاكين يغزونها في اجسادهم. شبابنا نجح في القبض علي عدد منهم وتحت تأثير الضرب والتعذيب.. اعترفوا بالتخطيط وأدلوا بأسماء رجال اعمال في الحزب الوطني امدوهم بالمال وطلبوا منهم النزول بين المتظاهرين ووعدوهم بعد الرحيل بأن يدفعوا لهم ما يرون.. الشيء الذي لا يعرفه احد ان هؤلاء المحتجزين داخل محطة مترو التحرير تحت سيطرة المعتصمين.. قال لي احد هؤلاء الشباب.. ان عدد المحتجزين يزيد عن المائة وخمسين وأن واحدة من الشبابات اسمها »مروة« هي التي ترأس المجموعة التي تحتجز هؤلاء البلطجية بعد ان حزموا ايديهم وجردوهم من ادوات البلطجة. السؤال هنا ماذا حقق هؤلاء رجال الاعمال من عملتهم الاجرامية؟ لقد اساءوا لرجال قاد هذا البلد وكان شعاره »الامن والامان« لا يقر البلطجة ولا يقر بالفوضي الامنية حتي يلجأ عباقرة الحزب من اصحاب المال الي هذه الطرق الهمجية.. يا ناس ارحموا رئيسكم.. خففوا عنه ادعو له.. فالرجل في هذه اللحظات لا يستحق الا الدعاء من ابنائه.. يكفي ان يتخلي عنه الاصدقاء.. ما جريمته هل لانه كان مغيبا عن مشاكلنا.. هل لانه اعطي ثقته في نخبة خذلته فهم مصريون وليسوا غرباء عن هذا الوطن. فلماذا لا نحاسبهم ونحاكمهم.. لماذا نلقي باللوم كله علي كبير العيلة وقد جرت العادة في بيوتنا المصرية ان توزع المسئولية علي اهل البيت؟.. اننا في فترة عصيبة.. فترة حرجة كل من يريد ان يركب الموجة يركبها.. الاحزاب الصغيرة التي لم تكن مسموعة اصبح لها وزن علي الساحة.. الاقزام التي زجت نفسه في العمل السياسي اصبحوا هم الذين ينادون بتخلي القائد عن موقعه.. انا شخصيا حتي ولو ترك »مبارك« موقعه اليوم أو غدا لن أعطي صوتي للافاقين الذين هبطوا علينا بالبراشوت وسرقوا ثورة الشباب.. للاسف الاحزاب السياسية في مصر التي كانت تخشي مواجهة الحاكم اصبح لها صوت الان وكل حزب يدعي انه صاحب الدعوة للتغيير.. مع ان التغيير بدأ بأولادنا الشباب. وللاسف جهابذة الحزب الحاكم لم يفهموا هذا حتي امين الشباب نفسه والدليل انه اختفي بشبابه. لا نريد شباب الحزب الحاكم ان يحمل العصي والشوم او السنج والمطاوي.. نريد ان نسمع صوت العقل ونساند بعضنا البعض في انقاذ الوطن.. نريد ان نقول »تحيا مصر« نريد ان نحافظ علي كرامة وهيبة الاب الذي اعطانا من عهره احلي السنين فعبر بنا من الهزيمة الي النصر.. نحن اوفياء لهذا البلد.. ووفاؤنا يطالبنا ان نساند ابانا الذي قاد هذا الوطن الي ان تنتهي ولايته.. ونختار الاصلح لنا.. لن نسكت علي محاسبة من افسد الحياة السياسية في مصر.. الرموز التي شاخت في مواقعها.. أو رجال الاعمال الذين نهبوا ثروات وخير هذا البلد.. ثم ارتكبوا جريمتهم الحمقاء، بترويع شبابنا بالسنج والمطاوي والسكاكين. غدا قريب.. المهم ان نترك لقبطان السفينة الرئيس مبارك ان يعبر بنا في سلام، لا يتركنا والسفينة تغرق وتغرق.. اعطوه الفرصة الي ان يخرج بنا الي بر الامان.. فهو صاحب العقل والحكم.. المهم ان يكون هو صاحب القرار.