مقولة «رزق الهبل على المجانين» هى الأنسب على الإطلاق خلال رحلة بحثى عن أدوات التجميل والميك آب المضروب أو كما هو دارج مستحضرات تجميل «بير السلم». ففى حالة أنك «مشترى» من المؤكد أنك تبحث عن السعر الأقل لأنك «زبون» وهنا أقصدها حرفيًا ومعنويًا أنك «زبون» أى أن البائع هو المتحكم فيك، ومن المؤكد أيضًا أن البائع قادر على «بيع الميه فى حارة السقايين». وهنا الأطراف تتلاقى «الزبون» يبحث عن أقل سعر والبائع قادر على أن يصنع «من الفسيخ شربات»، وأنت «كزبون» بتشعر بالسعادة والانتصار من شراء منتج بسعر أقل من سعره الأصلى اعتمادًا على «أنك فهلوى» وشطارة منك رغم أنك أنت الضحية الوحيدة فى هذه الصفقة المضروبة. أى فتاة تبحث عن سعر أقل فى مستحضرات تجميل وأدوات الميكب هى الوحيدة حرفيًا التى دفعت الثمن ليس ماديًا!! لأن السعر برخص التراب وإنما دفعته من بشرتها وشعرها. فى هذه الحلقة من سلسلة التحقيقات تقدم «صباح الخير» المحطة الأخيرة فى رحلتها الاستقصائية عن «ميكب بير السلم»، من خلال ضحايا المنتجات المغشوشة أو «الزبونة» التى دفعت الثمن الأكبر بمعاناة دائمة وأمراض أصابت البشرة وفروة الرأس .. وآراء الأطباء حول تلك التجارة المسمومة. الثمن غالٍ لم تترك مروة سالم طريقًا إلا وسلكته، دفعت الثمن غاليًا، أغلى من ما كانت تعتقد، اعتقدت أن توفير المال «شطارة وتجارة» ولكن حدث ما لا تحمد عقباه. مروة «حبت تستنصح»، وقامت بشراء بروتين للشعر من خلال صفحة أون لاين، قامت الصفحة بترويج إعلان وعرض خاص لفترة محدودة و«اللى هيفوته العرض أبواب الفرح فى وشه مسدودة»، مروة قارنت أسعار البروتين فى المحلات، وعند صالونات التجميل المختلفة، ووجدت أن الصفحة عرضها مغرٍ.
عبوات معبأة يدويا تباع على أنها أصلية
عرض المنتج الأصلى بنصف الثمن، والشامبو والبلسم بنصف الثمن والشحن مجانًا.. يا بلاش! عرض لا يمكن تفويته بالفعل قامت بشراء العرض، وذهبت لصديقتها شاطرة فى فرد البروتين، وبالفعل تمت العملية بنجاح ولكن النتيجة كانت صادمة، البروتين بالفعل جعل شعرها من مموج لأملس، مروة لم تكن تعانى شعرًا مجعدًا وإنما مموج ويعانى من الجفاف، وشعرها كان كثيفًا جدًا، ولكن ما فعله البروتين «المضروب» جعلها تفقد الثمن من كثافة شعرها، أصبحت تعانى من تساقط شديد فى الشعر، وفى خلال أقل من شهر، أصبح شعر مروة النصف. ساءت حالتها النفسية بعدما كان شعرها يملأ عرض ظهرها بالكامل أصبح خفيفًا جدًا، ويتساقط بكثرة. تناولت مروة مجموعة الأطعمة التى تساعد على تعزيز بصيلات الشعر ونموها وكثافته من جديد دون جدوى، أخذت مختلف المكملات الغذائية والفيتامينات، ولكن للأسف لن تستطيع أن تجعل شعرها ينمو من جديد، بل لن تستطيع إيقاف التساقط. وأصبحت تعانى من فراغات فى فروة الرأس، دفعت مبالغ طائلة عند أطباء الجلدية، وأموالًا أخرى على الفيتامينات والزيوت المختلفة والخلطات المنزلية وغيرها.. ولكن ما حدث لا يمكن إصلاحه. واكتشفت مروة أن البروتين بشكل عام يعمل على تساقط الشعر ولكن ليس بتلك الطريقة ولكن النوع الذى استخدمته تحديدًا يحتوى على مواد كيماوية عالية التركيز أدت إلى ضرر بفروة الرأس ومنابت الشعر وبصيلاته لأن المنتج ليس أصليًا وبه عيوب!! أما الضحية يمنى ماجد، التى كانت تبحث دائمًا عن الخيار البديل والأرخص بالتأكيد، فلم تكن المرة الأولى لشرائها أدوات ميكب غير معروفة وليس لها علامة تجارية مشهورة، مع أنه من المؤكد لدى خبراء التجميل أن جميع أنواع الميكب الرديء يؤثر على البشرة، لأن الماركات العالمية الشهيرة تقلل نسب استخدام الرصاص والمواد الكيميائية واستعمال مواد طبيعية وألوان طبيعية أكثر، بعكس المنتجات الزهيدة التى يتم صناعتها فى مخازن ومصانع «تحت بير السلم» التى تحتوى على سموم وغير مطابقة للمواصفات. يمنى تعانى من بثور كثيرة فى وجهها نتيجة استخدام مساحيق تجميل زهيدة، ورؤوس سوداء، تكاثر البثور أدى إلى وجود حفر فى الوجه وعدم وحدة لون البشرة.
لدى يمنى أصبح مكان كل حبة لون أغمق من درجة بشرتها بدرجتين، الآن يمنى تتابع كورسات علاج مع أطباء الجلدية، بعد محاولات بائسة لاسترجاع بشرتها. طبيب الجدية منعها منعًا باتًا من استخدام أى مساحيق تجميل، حتى وإن كانت من ماركات عالمية حتى تنتهى من كورس علاج مدته 6 أشهر. التكلفة المادية لبرنامج علاج يمنى حتى الآن حاليًا هى 3 أضعاف ثمن الماركات العالمية التى حاولت توفيرها بشراء بدائل رخيصة مجهولة الهوية من أسواق العتبة، ومحلات شعبية لبيع أدوات التجميل! رنا مجدى، عانت من التهاب حاد فى العين.. وحساسية شديدة جعلتها غير قادرة على النزول نهارًا بدون استخدامها قطرة معينة وارتداء نظارة شمسية، كان السبب وراء تلك الحساسية استخدام أقلام كحل بلونى الأخضر والأزرق، بالإضافة لارتدائها عدسات لاصقة شهرية ب 45 جنيهًا. أكملت طريقها فى الجريمة بحق نفسها بأنها كانت ترتدى تلك العدسات أكثر من شهر، تلك العدسات قامت بشرائها من محلات عادية لبيع أدوات الميكب والعطور وكانت سعادتها بالغة عندما عرفت الأسعار، فأصبحت «زبونة» على حق! لم تعان فى الأشهر الأولى ولكن تفاقمت المشكلة بمرور الأشهر، وأصبحت عيناها غاية فى الحساسية تمطر دموعًا وتشعر بوجود شوكة فى عيونها بمجرد أن تفتحها. رنا استرخصت فى منتجات قامت باستخدامها فى أكثر المناطق حساسية وهى العين والآن تدفع الضريبة مرتين حساسية عين والتهاب حاد ونقدًا مع مركز طبى شهير لعلاج العيون. الأطباء بمختلف تخصصاتهم شاركوا فى تلك الرحلة أيضًا وذكروا العديد من الأضرار التى تلحق باستخدام منتجات كيماوية عالية فى منتجات لا تخضع لهيئات رقابية ولا تراعى مطابقة المواصفات العالمية فهم تجار غرضهم المكسب الكبير والسريع بعيدًا عن ما يقدمونه من سموم وبحجة أن «الزبون عايز كده»!! عدسات إيجار! على حد علمى أن آخر موضة فى عالم الإيجار هو إيجار الشبكة!! ولذلك كانت بالنسبة لى صدمة ولكن بما أن الإنسان يعيش ليتعلم، فكانت المعلومة الجديدة الصادمة هو إيجار «العدسات اللاصقة». وهذا ما صرح به دكتور وليد مهران دكتوراه فى طب وجراحة العيون، قال: للآسف أصبحت العدسات اللاصقة للإيجار، من عين لأخرى، وهذه كارثة كبيرة حتى وإن كانت تلك العدسات باهظة الثمن وصالحة للاستخدام من حيث عدد الأشهر.
يضيف: «حتى حجة أنها توضع فى محلول فهى حجة واهية، لأن المحلول لا يقضى على ميكروبات وفطريات معينة تلتصق بجدار العدسة نفسه، ولا يمكن إزالتها، وبالتالى تلك الفطريات إذا وصلت للقرنية تخترقها ولأن العين من الداخل لا تحوى على شعيرات دموية فلا توجد مناعة طبيعية، وهناك نوع معين من الفطر إذا استطاع اختراق القرنية يؤدى إلى العمى، قد لا يصل الموضوع بسهولة ولكن هل هذا الأمر التجميلى يستحق المخاطرة بالنظر والرؤية؟ بالإضافة إلى تجار الشنطة الذين يقومون بالترويج لعدسات غير معلومة المصدر والصنع، والتى تسبب تهيجًا للعين وحساسية شديدة والتهابات، فالعدسات المضمونة لابد أن يتم شراؤها من مركز للعيون أو صيدليات معلومة تقع تحت الرقابة المستمرة»، يكمل: «ولكن للأسف الأغلب يبحث عن الأرخص، بغض النظر عن ما سيحدث فيما بعد، وبعضهم بحجة أن تلك العدسات لمجرد يوم واحد، وتغامر الفتاة يوم زفافها أو مناسبة معينة بارتداء أى عدسة لمجرد يوم، فتبحث عن أقل سعر، وترجع نادمة بعد أن تسبب مشاكل فى عينها، بالإضافة إلى المنتجات الرديئة التى تستخدم داخل أو حول العين». والعين هى أكثر الأعضاء حساسية، فأى مواد كيميائية بالقرب من العين تؤدى إلى تهيجها واحمرارها، وإذا لم تدرك الموقف من أوله، سيسبب ذلك مشاكل أكبر». فالمنتجات المصنوعة «تحت بير السلم» لا تمر بعملية تعقيم فى النهاية، واستخدام تلك المنتجات يضر بالعين، حتى وإن لم تظهر المشكلة وقتية.. سوف تظهر لاحقًا.. ونصيحتى لكل السيدات والبنات هو عدم استخدام فرش خاصة بالعين، رموش وصمغ رموش غير معلومة الهوية، ولا يقتربن من أى منتجات حول العين أو داخلها مجهولة المصدر، وأن شراء منتجات العناية بالبشرة، العين وأدوات تجميل معروفة وغالية، سيوفر عليهن معاناة تصحيح ما أفسدته منتجات التجميل المضروبة. من جانبه، قال دكتور شريف مختار أستاذ الجراحة العامة وجراحة الأورام بكلية طب الأزهر: «أن كل ما هو غير مرخص فهو غير آمن، ولا يجوز على سبيل التجربة أن نضحى ونغامر بصحتنا لمجرد مظهر بمنتجات رديئة». أكمل: «فالماركات العالمية تخضع لرقابة من الغذاء والدواء ولابد أن تكون بمعايير معينة وتعتمد على المنتجات الطبيعية بنسب أكبر لذلك سعرها يكون أغلى، أما المنتجات المجهولة تعتمد على مركبات كيميائية عالية، وهنا تكمن الخطورة فالتعرض لمركبات كميائية بنسب عالية غير موثوق فيها يؤدى إلى تهيج الخلايا السرطانية ويجعل تلك الخلايا تتجه فى خط نمو غير طبيعى، ومن ثم تعمل على تنشيط تلك الخلايا السرطانية، فالمواد الكميائية الموجودة بصبغات الشعر، البروتين، مواد فرد الشعر، وأدوات الميكب، كل تلك المنتجات غير المرخصة وغير الموثوق بها قد تكون عاملًا مساعدًا لتنشيط الخلايا السرطانية وخروجها عن نموها الطبيعى». وفى النهاية قال د.شريف مختار: أنصح بعدم استخدام أى منتجات تحتوى على مواد كميائية إلا إذا كانت خاضعة لجهات رقابية ويراعى فيها المواصفات القياسية، وهنا حديثى عن جميع المنتجات للشعر، والبشرة، والتجميل حتى مزيلات العرق.