جامعة العريش تطلق مبادرة شاملة لتأهيل الخريجين لسوق العمل    خبير مائي: سد النهضة على وشك الانتهاء من الناحية الخرسانية وسيولد كهرباء خلال سنتين    مع بدء رحلات الحج.. خريطة حدود الإنفاق الدولي عبر بطاقات الائتمان في 10 بنوك    اندلاع حرائق جديدة في إسرائيل    نشوب حريق فى سفينة جراء قصف صاروخى جنوب شرق عدن باليمن    ضبط مصري يسرق أحذية المصلين بمسجد في الكويت وجار إبعاده عن البلاد (فيديو)    بيان من الجيش الأمريكي بشأن استخدام الرصيف العائم في تحرير رهائن إسرائيل    بعثة المنتخب الوطني تصل غينيا بيساو استعدادا لمواجهتها الاثنين    عدلي القيعي: إمام عاشور «حاجة فاخرة».. ورد مفاجئ من ميدو    محمد يوسف يكشف سبب تفضيل حسام حسن الشناوي على شوبير    «هيكسروا الدنيا».. سيف زاهر يكشف ثنائي جديد في الزمالك    العثور على رضيعة داخل كرتونة بجوار مسجد ببني سويف    استمرار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس المتوقعة اليوم    "جميلة" يفتتح عروض المهرجان الختامي للفرق على مسرح السامر (صور)    «القومى للمسرح المصري» يحتفي بدورة «سميحة أيوب»    النديم: 314 انتهاك في مايو بين تعذيب وإهمال طبي واخفاء قسري    بعد انخفاضه.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم الأحد 9 يونيو (آخر تحديث بالبنوك)    لميس الحديدي توجه رسالة للحكومة بشأن قطع الغاز الطبيعي عن مصانع الأسمدة    السعودية تبعد 300 ألف شخص من مكة لعدم حملهم تصاريح الحج    ياسر إدريس: لا ينقصنا لاستضافة الأولمبياد سوى إدارة الملف    طارق قنديل يتحدث عن.. سر نجاح الأهلي ..البطولة الأغلى له.. وأسعد صفقة بالنسبة له    البروفة الأخيرة قبل يورو 2024.. إسبانيا تسحق أيرلندا الشمالية وديًا    أبو عبيدة: الاحتلال قتل بعض أسراه في عملية النصيرات .. وحماس :مقاومتنا لا زالت تحتفظ بالعدد الأكبر    "نيويورك تايمز": قنبلة أمريكية صغيرة تقتل عشرات الفلسطينيين في غزة    عاجل - تصل ل44 درجة.. تحذير خطير بشأن حالة الطقس.. والأرصاد تحذر المواطنين    إصابة 6 أشخاص في تصادم سيارة وتروسيكل بالإسماعيلية    مصرع طفل عقب تعرضه للدغ عقرب فى جرجا بسوهاج    الصومال: مقتل 47 إرهابيا خلال عملية عسكرية بمحافظة جلجدود    الأزهر يدين واقعة مخيم النصيرات ويطالب أصحاب الضمير الحر بنصرة غزة    ليلى عبداللطيف تتسبب في صدمة ل أحمد العوضي حول ياسمين عبدالعزيز (فيديو)    نزار جمعة فى ندوة وداعا جوليا: نحن جيل ضائع والفيلم يلامس الحقيقة بطريقة مؤلمة    ما أهم الأدعية عند الكعبة للحاج؟ عالم أزهري يجيب    وكيل صحة الإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بعيادة الجلدية ووحدة طوسون الصحية    أيمن موكا: الجونة لم يبلغني بمفاوضات الزمالك ولم أوقع    عقوبة تصل ل مليون جنيه.. احذر من إتلاف منشآت نقل وتوزيع الكهرباء    سعر الزيت والارز والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الأحد 9 يونيو 2024    إزالة فورية للتعدي على الأراضي الزراعية بقرية بني صالح في الفيوم.. صور    حظك اليوم برج الجدي الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    يربط ب"طريق مصر أسيوط الزراعي".. صورة ترصد تطوير طريق أبو ربع في البدرشين بالجيزة    ما هي أيام التشريق 2024.. وهل يجوز صيامها؟    دعاء ثالث ليالي العشر من ذي الحجة.. اللهم بشرنا بالفرح    زراعة القاهرة تحصل على شهادة الأيزو لجودة المؤسسات التعليمية.. وعميد الكلية: جهد جماعي    وزير الصحة يتفقد مستشفى رأس الحكمة والضبعة المركزي بمحافظة مطروح    «تخلص منه فورًا».. تحذير لأصحاب هواتف آيفون القديمة «قائمة الموت» (صور)    اليوم، مغادرة آخر أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى مكة المكرمة    قومي حقوق الإنسان يكرم مسلسل بدون سابق إنذار (صور)    انتصار ومحمد محمود يرقصان بحفل قومي حقوق الإنسان    وزير الصحة يوجه بسرعة توفير جهاز مناظير بمستشفى الضبعة المركزي    حظك اليوم برج العذراء الأحد 9-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الميزان الأحد 9-6-2024 مهنيا وعاطفيا    تحرير 40 مخالفة تموينية فى حملة على المخابز والمحال والأسواق بالإسماعيلية    وزير التعليم الفلسطيني: تدمير 75% من جامعاتنا والمدارس أصبحت مراكز للإيواء    جامعة المنوفية تشارك في مبادرات "تحالف وتنمية" و"أنت الحياة" بقوافل تنموية شاملة    فضل صيام العشر من ذي الحجة 1445.. والأعمال المستحبة فيها    وكيل صحة الشرقية يتفقد سير العمل بمستشفى أبو كبير المركزي    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية الأزهرية بشمال سيناء    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة خلال مايو 2024    وزير الأوقاف: الأدب مع سيدنا رسول الله يقتضي الأدب مع سنته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هينى قرشك ولا تهينى وشك
نشر في صباح الخير يوم 14 - 12 - 2022

أغلب أفلام الأبيض والأسود المصرية «الكلاسيكية» روجت لنا فكرة معينة من خلال مشهد تقبيل البطل للبطلة قبل صعودها منزلها فى مدخل العمارة أو بالمعنى الأدق شعبيًا «بير السلم»، فلم يجد مكانًا آمنًا أو خاليًا من العيون سوى هذا ليخطف قبلة منها فى غفلة من الجميع، ومن يومها وكل شيء خارج عن المسار السليم، خارج عن المألوف، يخلو من الصحة أصبح مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا ب «بير السلم» الذى ظلمناه كثيرًا من كثرة إلصاقنا به التهم وهو ثابت مكانه يحمل أساسات البناء على عاتقه ويحمل معه شبهة لم يقم هو بارتكابها.. ومن حينها أصبح أى شيء مضروبًا، بعيدًا عن التراخيص، غير صالح للاستخدام الآدمي، أو مجهول المصدر.. يطلق عليه صناعة «بير السلم»، وعانينا ومازلنا نعانى من تلك المنتجات فى مجالات مختلفة، غذاء، دواء ومستحضرات التجميل والعناية بالشعر والبشرة، ومستلزمات العناية الشخصية.
وفتح الملف من جديد مؤخرًا ما فعلته الفتاة المعروفة ب«قمر الوكالة» التى أصبحت غنية عن التعريف من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وفتاة تبيع من خلال فرشة بوكالة البلح وسط القاهرة، كل مستحضرات العناية بالبشرة والشعر وأدوات التجميل بربع سعر المنتج الأصلي، على أن المعروض أصلى لماركات تجارية مشهورة، والفيديوهات التى جعلت قمر ترند هى نفسها التى سهلت على الأجهزة الأمنية عملية إلقاء القبض عليها، وخرجت قمر بكفالة قدرها عشرون ألف جنيه على ذمة القضية المتهمة فيها ببيع منتجات تجميل بمنطقة بولاق أبو العلا مغشوشة ومجهولة المصدر ما يعرض حياة الآخرين للضرر والإيذاء.

السؤال عن المصدر الحقيقى

ومن هنا جاءت مهمتنا فى التحقيق استقصائيًا عن منتجات تجميل «بير السلم»، وفك الكثير من الأسئلة حول ماهية تلك المنتجات، والفرق بين الأصلى ومجهول المصدر، المخاطر، الحلول والعقوبة والكثير من التساؤلات التى سنجيب عنها فى حلقات متتالية.
حارة اليهود
أردت التحرى والتأكد ومعرفة إجابات تختلف عن الإجابة العادية أو بالشكل العادى كزبونة أو عروسة من العرائس اللواتى يترددن على تلك الأماكن لشراء «ماكياج» الزواج بالجملة فتنكرت فى شخصية الفتاة التى تدق أبواب الرزق للكسب من «عرق جبيني» وأننى مصدر الرزق الوحيد لأبنائى وعائلتى وأن المال الذى أمتلكه هو رأس مالى الوحيد وأود أن أضعه فى تجارة بيع وشراء أدوات التجميل، وبالفعل تجولت بين ممرات حارة اليهود بالموسكى ومحلات البيع جملة وقطاعي، وتجاذبت الأحاديث مع أصحاب المحلات والباعة فى محلات أخرى، وكان السؤال المعتاد الذى يطرح علىّ فى كل محل: «حضرتك بتدورى على حاجة معينة»، «طيب عايزة منتجات شعر ولا ميكب».
أسمع أسئلتهم وأتجاهل الرد عليهم وأنا عينى تلف وتدور حول كل ما هو معروض على الأرفف لجمع أكثر عدد من العلامات التجارية المعروضة وتخزينها فى ذاكرتي، ثم يتكرر السؤال مرة أخرى بشكل مختلف «يا أستاذة أقدر أساعدك فى إيه ؟».
نظرت حينها للبائع نظرة حيرة وخوف وأخذته بعيدًا عن الزبائن وبنبرة مكسورة أجبته «هتعرف تساعدنى؟»، فكان رده على الفور أؤمرى يا أستاذة، رديت بعشم «ما يؤمر عليك عدو، أنا وحدانية ومصدر الرزق الوحيد لأبويا وأمى وأخواتى وولادي، ثم أخرجت مبلغًا كبيرًا من شنطتى وأنا بقول: «تحويشة عمري» و«وشفت ناس كتيرة اشتغلت فى منتجات التجميل وربحت كتير وأنا عندى صفحة على الفيسبوك ونفس الوقت أعرف كوافيرات كثير ممكن أبيع لهم، بس اتهددت قبل كده على الفيس بوك والبنات سألونى أصلى ولا مش أصلى ولو طلع مش أصلى هيبلغوا عنى ويحصلى زى قمر».
كانت تلك هى الأسطوانة التى أكررها فى كل محل لمعرفة أكبر عدد ممكن من المعلومات حول أدوات تجميل حارة اليهود بالموسكى، وكانت الأجوبة حول تلك التجارة ومصدرها متفاوتة، ولكن كان الجميع ثابتين على جملة واحدة وهى «مفيش منتج أصلي» «أوريجنال» فى ممرات حارة اليهود، وكل الموجود «هاى كوبي» صيني، يعنى فرز أول من الصين مستخدمين فيه نفس شعار العلامات التجارية ويحملون نفس الاسم لأكبر شركات أدوات التجميل، وامتاز الجميع بالصراحة فى الاعتراف أن تلك المنتجات ليست مجهولة المصدر وإنما ليست أصلية، بالإضافة إلى وجود بعض ال«برندات» لأدوات تجميل ليست ذات اسم تجارى مشهور وإنما شركات محلية فى الصين تحمل أسماء مختلفة تمامًا مثل «كريستين، ناتشا، فينا» وغيرها، إضافة إلى بعض منتجات محلية الصنع فى مصر ومنتجات تحمل شراكة سورية مصرية، وتتراوح الأسعار من 10 جنيهات و«أنت طالع» بالنسبة لأحمر الخدود وأحمر شفاه، أما الماسكارا ب 20 جنيهًا فما فوق، وعلبة ظلال العيون فتبدأ ب 30 إلى ما فوق حسب نوع المنتج وعدد الألوان الذى تحتويه.
وحذرنى أحد التجار «بعدما صعبت عليه» بعدم نشر أى منتج غير أصلى على صفحات «الفيس بوك» حيث سيسهل إلقاء القبض عليّ إذا توجه أكثر من بلاغ حول صفحتي، وإن كل ما أنشره على صفحة «الفيس بوك» لابد أن يكون أصليًا، أو على الأقل منتجات لشركات صغيرة لم تصل للعالمية بدلًا من ترويج منتج يحمل اسمًا تجاريًا مشهورًا وهو فى الأصل تقليد، لكن يمكننى بيع أدوات التجميل المقلدة للكوافيرات لعدم تدقيق الزبائن وعدم شراء الزبائن من الكوافير، وإنما يعتمدون على استخدام تلك المنتجات فقط داخل الكوافير، وهو ما يجعل غالبية الزبائن غير مبالين لما يستخدمونه على بشرتهم أو شعرهم.
وخلاصة الجولة فى حارة اليهود أن ممرات بيع أدوات التجميل عبارة عن مستحضرات تجميل تم استيرادها من الصين لشركات محلية هناك، أو منتجات فرز تانى «تقليد» لماركات عالمية مشهورة.
وهنا سألت نفسي، أين تباع منتجات «بير السلم»، وقبل أن أصل لنهاية الشارع وجدت الإجابة حاضرة أمام عيني، على الأرصفة يمتلك بعض الأشخاص فرشات عليها منتجات رديئة من أدوات التجميل يصل سعرها اثنين جنيه ونصف، معرضة للشمس ولل«خبط والرزع»، بالإضافة لوجود منتجات علاج الشعر مثل «البروتين»الكرياتين وغيرها من منتجات فرد الشعر الرديئة المعبأة يدويًا، وهو ما قاله أحد الباعة فى محل على الشارع المقابل لتلك الفرشات: نملك محلات فى الممر ونواجه رقابة، أما أصحاب الفرشة فمنتجاتهم رخيصة السعر لأنها معاد تعبئتها بمواد كيميائية وألوان صناعية وغير خاضعة لأى رقابة أو بالأحرى تم صناعتها، وإعادة تعبئتها تحت «بير السلم» مجهولة الهوية والمصدر، وأن العلب المستخدمة إما مقلدة «مضروبة»، وإن كانت أصلية فيتم جمعها من نفايات الكوافير أو من فرز النفايات فى الشارع، وإعادة تعبئة الشامبو، كريمات الشعر، لوشن الجسم، حتى العطور ورذاذ الجسم.

ماركات مضروبة وعلب تم تعبئتها

قمر الوكالة !
أنهيت جولتى فى ممرات حارة اليهود، وأنا أعرف وجهتى القادمة، وخطوت بقدمى فى وكالة البلح للبحث عن «قمر» الوكالة، خاصة أن كل ما قيل عن منتجاتها أنها معاد التعبئة وأن ألوان اللوشن داخل الزجاجات ليست كتلك الأصلية التى تباع بمبالغ باهظة فى المحلات التى تحمل اسم الماركة.
أردت سؤال أصحاب فرشات بيع أدوات التجميل ولم أعثر على قمر، اختفت عن الأنظار بعد خروجها بكفالة على ذمة القضية، وقد عرفت من البائعين أنها تجهز لشراء محل والعودة للعمل من جديد، ووجدت على الأرصفة بعض الباعة يفترشون الأرض بمنتجات تشبه تلك التى وجدتها على رصيف حارة اليهود، منتجات «بير السلم» ويذم الباعة فى بضائع بعضهم البعض، ووجدت رجلًا كبير السن يضع أمامه منتجات ولكن مستخدمة، وبحثت فى تلك المنتجات أمامه وأنا أسأله عن منتج للبشرة للحماية من الشمس وكل ما قاله: المنتجات هنا غير مصنفة، ابحثى فى المعروض قد تجدين ما تريدين أو لا، لأننى أبيع منتجات ليست كاملة وإنما تم استخدامها وتبقى منها النصف أو الربع، ولكن منتجات أصلية، تم جلبها من أكبر محلات التصفيف فى مصر والتى تستخدم منتجات أصلية، وأيضًا مأخوذة من بعض الزبائن الذين قاموا بشراء منتج للشعر أو البشرة ولم يكن مناسبًا لهم فقاموا بإعادة بيعه لنا، ومن ثم نبيعه للجمهور، فلن تجدى هنا منتجًا مكررًا، أو يوجد منه أكثر من عبوة، أو كاملًا، فأنا أعرض منتجات مختلفة لكن أصلية، والدليل أننى لم أقم بإعادة تعبئتها بأى مواد أخرى لبيعها كاملة، مثل ما يفعل أصحاب فرشات أخرى، فأنا زبائنى أصحاب «بختك يابوبخيت» قد يجدون ما يريدون أو لا يجدون شيئًا، ولكن كافة منتجاتى أصلية، وأى منتج يتم بيعه بخمسة وثلاثين جنيهًا مهما كان حجم المتبقى منه.
وكانت تلك هى المرة الأولى التى أجد بها منتجات عناية بالشعر، الجسم والبشرة يتم إعادة بيع المتبقى منها، وهنا تساءلت: هل بالفعل قام الرجل بشراء تلك المنتجات من محلات تصفيف الشعر الكبرى أو أن أشخاصًا لم يعجبهم المنتج وأرادوا كسب أى مبلغ تعويضًا لشرائهم هذا المنتج الغالى بدلًا من وضعه على أرففهم الخاصة كديكور بلا استخدام ؟ أم أن تلك المنتجات يحصل عليها البائع من فرز النفايات وما قرر الأشخاص رميه لانتهاء الصلاحية ؟
شعبة الكوافير
أين المسئولين من هذا ؟، إنه السؤال الأهم، وما هى تلك المنتجات وكيف يتم استيرادها، وكيف يتم مراقبتها ومن ماذا تتكون؟، العديد من المنتجات زهيدة الثمن غير معلومة المصدر حتى وإن كانت ذات صناعة محلية من إحدى الدول التى يتم الاستيراد من خلالها فهى ليست منتجات عالمية أو مشهورة، وقد تحتوى على مواد سامة أو تسبب أمراضًا بسبب رخص ثمنها؟ ولهذا توجهت بتلك الأسئلة إلى المسئولين وبدأت برئيس شعبة الكوافير بغرفة القاهرة محمود الدجوى والذى أكد أنه بالفعل يوجد مصانع فى مصر «تحت بير السلم» تقوم بتقليد أى منتج عالمى، وللأسف يتم تصنيع تلك المنتجات بمواد كيميائية رديئة ورخيصة الثمن حتى يستطيع أن يحصدوا مكاسب كبيرة رهانًا على طموحات البنات، وتلك المنتجات لرخص تكلفة تصنيعها تكون ربحيتها عالية، والفتيات لا يفكرن بالمواد المصنوع منها تلك المنتجات، وما تسببه تلك المواد الكيميائية من مخاطر على الصحة العامة من خلال امتصاصها عن طريق الجلد وتأثيرها على الدم مباشرة، وإذا تحدثنا عن المنتجات العالمية فهى مصنوعة من مواد كيميائية معالجة ومراقبة وبنسب معينة لا تزيد عن الحد المسموح والتى لا تسبب مخاطر أو أضرار للبشرة أو الصحة، بالإضافة إلى استخدامها لمواد من الطبيعة وهذا ما يجعل أسعارها مرتفعة، بالإضافة إلى أن المنتجات العالمية مصرح بيعها بعد اختبارات عديدة وحصلت على موافقات عالمية، أما مصانع «بير السلم» فلا تراعى نسبة استخدام المواد الكيميائية ولا تستخدم مواد طبيعية.
محررة صباح الخير تتظاهر بشراء عدة أنواع من المكياج


ويوضح الدجوى: مثلًا قلم الكحل يستخدم فيه نسبة عالية من الرصاص بدون رقابة، ومادة الرصاص الزائدة عن الحد تسبب أمراضًا للعين وللسيدة الحامل، وكريم الأساس يستخدمون فيه الزرنيخ وذلك يسبب مشاكل للعين وامتصاصه عن طريق الجلد بكميات كبيرة قد يسبب أمراض السكتة الدماغية، أما الماسكرا فيصنعونها من مادة الزئبق وتؤثر أيضًا على العين وامتصاصها عن طريق الجلد يسبب أمراضًا عديدة، ومواد إزالة العرق يصنعوها من مادة الأمونيا وتسبب سرطان الثدي، أيضًا طلاء الأظافر الرديء الذى يصنع بدون رقابة أو مراعاة لوجود التولوين والتى تؤثر زيادة نسبتها على الجهاز العصبى والتنفسي، وإذا لم تحدث أمراض خطيرة مثل تلك الأمراض فقد تتسبب تلك المنتجات فى حساسية العين، والبشرة واسمرار البشرة وحدوث التهابات بها مع وجود بثور فى البشرة وأكزيما الجلد، ويضيف: ما يفرق بين أدوات التجميل العالمية باهظة الثمن والمصنعة بدون رقابة أن الأولى استبدلت المواد الكيميائية بمواد طبيعية مع مراعاة نسب بسيطة جدًا من وجود المركبات الكيميائية، ويزداد الخطر على صحة السيدات من استعمالهن لمنتجات فرد الشعر الرديئة التى تسبب العديد من المخاطر، مثل البروتين والكرياتين، والذى يستخدم فيه نسبة عالية من الفورمالديد لتحويل الشحوم إلى مواد سائلة للشعر، وزيادة نسبة الفورمالين مع عدم وجود أحماض أمينية وفيتامينات تسبب كوارث للمستخدمين و«للصنايعية» الذين يقومون بفرد الشعر للزبائن، وتسبب تعرض تلك المواد للحرارة أمراضًا للجهاز التنفسى وأمراضًا سرطانية من خلال استنشاق تلك المواد المتفاعلة بحرارة عالية، كما أنه يسبب تساقط الشعر، وتوقف نموه، وتهييج فروة الرأس، وأن البروتين الذى يمكن استخدامه يكون أيضًا ثمنه مرتفعًا لوجود أحماض أمينية وفيتامينات وخال من الفورمالين فذلك المنتج لا يقوم بفرد الشعر بشكل مثالى وإنما يقوم بفرده بنسبة بسيطة لأنه علاجى أكثر من كونه يحوى على نسبة فرد عالية.
ويطالب محمود الدجوى رئيس شعبة الكوافير بغرفة القاهرة بتغليظ العقوبة من قبل جهاز حماية المستهلك وتكثيف الرقابة على تلك المصانع، متهمًا الرابطة العامة لمصففى الشعر بحى عابدين والتى تقيم محاضرات أسبوعية وتجلب شركات البروتين غير المرخصة بوزارة الصحة لعرض منتجاتهم لأبناء المهنة المصففين ليقوموا باستخدامها فى صالونات التجميل، ويؤكد أن الشعبة تقدمت بشكوى لوزيرة التضامن الاجتماعى لمنع هذه الرابطة من إقامة محاضرات ومعارض لهذه الشركات المجهولة وغير المرخصة مشددًا على ضرورة توعية أبناء المهنة أولًا قبل توعية الجمهور، ولهذا قدمنا طلبًا لوزارة التربية والتعليم بدمج مهنة التجميل بالتعليم الفنى بهدف تثقيف أبناء المهنة بالمنتجات الضارة، وذلك لوجود بعض المنتجات المهربة ولا تمر على الهيئة العامة للصادرات والواردات ولا تعرض على وزارة الصحة وتأتى تلك المنتجات عن طريق السودان، ليبيا وفلسطين رغم تشديد الرقابة على هذه المنافذ، فتكاتف كل أجهزة الدولة سيوفر على الدولة مبالغ طائلة يتم صرفها على علاج النساء المستخدمة لمنتجات التجميل الرديئة، ناصحًا السيدات بشراء منتجات تجميل معروفة المصدر وألا تشترى بديلًا رخيصًا لأنها ستدفع أكثر من ثمن المنتج الأصلى فى العلاج.
وقال خالد زهران مسئول الميديا بالرابطة أن إتهامات الدجوى شخصية ولأسباب خاصة ولاتمت للحقيقة بصلة.
مراحل التهريب
لم تكن تلك نهاية الرحلة وإنما أردت الاستفادة باستفاضة من شعبة المستوردين بالغرفة التجارية فتحدثت مع أحمد شيحة عضو بشعبة المستوردين بالغرفة، حيث قال: «أصبح هناك صعوبة كبيرة فى تتبع المنتجات المهربة»، فالمنتجات التى يتم تهريبها تكون لماركات معروفة، مطابقة للمواصفات وماركة تحمل اسمًا تجاريًا معروفًا ويتحمل المهرب مخاطر التهريب، ويتم بيع المنتجات المهربة بثمن أقل من سعر المنتج الأصلي، فإذا كان سعر المنتج المستورد على سبيل المثال ب2000 جنيه مصري، فالمهرب الأصلى منه يتم بيعه ب1500 جنيه مثلاً، أما المنتجات «المضروبة» فلا تأتى مهربة من الخارج، لكن يتم صنعها عشوائيًا فى مصانع «بير السلم» غير الخاضعة لآليات وضوابط رقابية، وتأتى المنتجات المهربة من خلال توصية بعض الأفراد لأقارب وأصدقاء يعيشون بالخارج، فيجلب الشخص منهم مثلًا 20 إلى 30 كرتونة يتم توزيعهم على الحقائب، بالإضافة إلى استغلال بعض الثغرات التى تسمح باستغلال الموقف وبيع هذه المنتجات للتجار، فدخول البضائع المهربة تكون بأكثر من طريقة صعب حصرها.

محلات الجملةالتى توزع للكوافيرات بأسعار رخيصة

ما زال هناك بعض الجولات الأخرى والعديد من الأسئلة والبحث الاستقصائى، حيث قررت الحديث مع جامعى النفايات وأن أجعل فى رحلة بحثى زيارة خاصة لأكبر مركز لجمع النفايات بالمقطم بالقرب من دير سمعان الخراز وهو ما سيكشف عن الكثير فى الحلقة القادمة حول فرز عبوات العناية بالشعر والبشرة وأين تذهب وكيف يتم تصريفها لمصنعى «بير السلم»، أو إعادة بيع ما تبقى من منتجات ثم إلقائها فى النفايات؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.