ونحن نقف على أعتاب نهاية عام 2021 وقد تركنا إحدى الأرجل فى هذا العام وقفزت الأخرى لتتحرى ما يخبئه عام 2022 ولعله خير. وكعادتى فى التفكير عند النوم، تأتى الأسئلة الوجودية وكأنها «أجدعها مارش روسى عسكري» لتجعل ذهنى يقف انتباهًا ليبحث عن إجابات تلك الأسئلة. وإذ نحن فى ختام هذا العام، وجدتنى أضرب أخماسا فى أسداس وأفكر مليًا وبأهمية تامة لا تقل جدية عن تفكير الحج عبدالغفور البرعى ومنظره وهو يحاول إيجاد حل لأى مشكلة تواجهه. وأحاول البحث عن إجابة «هو إحنا ليه ماظهرش عندنا بابا نويل زى بلاد بره ؟»، «طيب بابا نويل اللى بيهادى الكل مين بيمسى عليه؟». ولإيجاد الإجابة بدأت التطبيق على نفسى، لو بابا نويل جه مصر هطلب ايه؟ وما حدث أن عقلى قام بتحميل قائمة طلبات «أجدع من قائمة طلبات شهر رمضان»، فنبذة عن طلباتى، أجدد الشقة، أطلع كوبا أسبوع، ولادى يكبروا واشوفهم فى الجامعة... هلم جرا، وإن كانت تلك هى مطالبى وأنا شخص «بقليله بيرضى» فما بالك بمطالب الناس لبابا نويل، وبنظرة بانورامية سريعة فقد تكون المطالب أن واحدة تخس 50 كيلو من غير عملية، وأخرى تكون شبه هيفاء وهبي، واللى عايز يتجوز، وفلان ينجح ثانوية عامة من غير ما يمتحن، وإذا عرف السبب بطل العجب. فالمشكلة لا تكمن فى الكم يا سادة وإنما فى الكيف، طلبات لا يقدر عليها بابا نويل، ولا يقدر عليها إلا ربنا، ولهذا لم يظهر بابا نويل فى مصر... وستجد فى كل أسرة مصرية من يحل محل بابا نويل ويجلب الهدايا لأسرته، ولكن ما يحدث أن صانع البهجة فى الأسرة وزع الهدايا ولم يهاده أحد حتى لو «بفلاية»!! نفس ما يعانيه بابا نويل «بلاد بره»، الذى يحمل فى جعبته العديد من الهدايا لينشر السعادة، يوزع الهدايا ولم ينل من الحظ جانبا، هذا الرجل الغلبان «بيمسى على كل من يقابله بهدية» لكن «مين بيمسى على بابا نويل ؟». والدرس المستفاد فى السنة الجديدة اوعى تكون بابا نويل للجميع، تنشر السعادة والهدايا ولا تجنيها، خليك بابا نويل للى «هتقدمله السبت، فيريحك الأحد»!