نعم اللصوص كانوا كثيرين والسرقات مفزعة.. نعم راودنا إحساس بأننا كنا نعيش وسط عصابة تنهب أموالنا وتستحل سرقة كل شيء وأي شيء لكن لا يجب أبدا أن يتحول هذا الإحساس إلي إحباط لأن الشرفاء في هذا البلد مازالوا موجودين. وكم أتمني أن تعود إلينا تلك الأخبار المفرحة عن شخص رفض رشوة وآخر رفض السرقة، هؤلاء كانوا موجودين ولا يزالون موجودين في مواقع كثيرة فالشعب المصري الذي يعرف ربه جيدا مليء بنماذج الشرفاء.. هؤلاء يجب أن يعودوا ليتصدروا الصورة ويبعدوا عنا وعن أولادنا شبح الإحباط. لقد تابعت مثلما تابع الملايين ليس فقط سقوط اللصوص الكبار وإنما سقوط لصوص صغار أيضا في مواقع مختلفة، وتابعت مثل الملايين تلك الشكاوي الكثيرة والبلاغات المتعددة ضد أشخاص استغلوا مواقعهم أيا كانت ليتربحوا ويشيعوا الفساد من أجل مصالحهم الخاصة حتي أنني سمعت أحد أصدقائي يقول: هل أصبح الجميع حرامية؟ فلم أشعر بنفسي إلا وأنا أرد عليه فورا وبدون تفكير: لا الشرفاء مازالوا موجودين وإلا ما كان انكشف كل هؤلاء اللصوص وجاء وقت حسابهم. نعم السرقات كانت كثيرة والفساد انتشر في مواقع عديدة كبيرة وصغيرة، سرقات بالمليارات وأخري بالملايين وثالثة بالآلاف كلها في النهاية سرقة وفساد ونهب للمال العام وللأسف أصبحت صورتنا في الخارج مهزوزة.. صورة لم تعد تتصدرها سوي بورتريهات الحرامية بكل أشكالهم وألوانهم وانتماءاتهم.. نعم مطلوب كشف الجميع.. لا فرق بين حرامي كبير وصغير.. كل من امتدت يده في جيوب هذا الشعب لابد من فضحه وحسابه والأجهزة الرقابية تقوم بواجبها علي أكمل وجه والشفافية مطلوبة حتي تبرد نارنا جميعا لكن في المقابل علينا أن نتذكر أن الشرفاء مازالوا موجودين ويجب أن يعودوا للصورة بل ويتصدروها في الداخل والخارج.. نعم اللصوص كانوا كثيرين والسرقات مفزعة لكنهم لن يحبطونا لأننا نثق تماما أن الشرفاء مازالوا موجودين. اقرأ سماعى داخل العدد