كانت قارة أفريقيا تعانى من الاحتلال الأجنبى فى معظم بلادها فى القرن الماضى، ولم تتوقف شعوبها فى مقاومة هذا الاحتلال ومن المناضلين المشهورين الزعيم الكينى «جومو كينيايا».. كان سياسيا وأديبا ومناضلا وقصة «اللجنة» كتبها ضد المحتل البريطانى تحت عنوان «قانون الغابة». تحكى القصة أن تصادق رجل و«فيل» ثم قامت عاصفة ممطرة قوية جعلت الفيل يلتجئ إلى كوخ صديقه الرجل ليحتمى به واستقبله الصديق بحفاوة وأكرمه وبعدما هدأت العاصفة.. رفض الفيل ترك الكوخ بل طرد صاحبه منه بحجة أن الرجل يستطيع أن يبنى غيره فى حين يصعب عليه ذلك. ذهب الرجل إلى الأسد ملك الغابة وشكا له من سلوك الفيل وطلب منه استرجاع كوخه، فقال له الأسد «إن الفيل أحد وزراء دولتى المبجلين وسأدعو لجنة وزرائى لتشرح لهم قضيتك كاملة وأنا متأكد من أنك ستسر لرأى اللجنة». شكلت اللجنة من السيد جاموس والسيد قشطة والسيد التمساح والفهد ورأس اللجنة الثعلب المكار. طلب الرجل أن تضم اللجنة واحدا من بنى جنسه ولكنهم أكدوا له أنه لايوجد فى بنى جنسه شخص بلغ من التعليم ما يستطيع به فهم دقائق قانون الغابة وأن اللجنة مختارون من عندالله وسيؤدون عملهم بمنتهى العدل. تكلم الفيل وقال: يا سادة الغابة لاداعى من تضييع وقتكم الثمين فى سماع القصة التى تعرفونها جميعا. لقد كنت دائما أعتبر رعاية مصالح أصدقائى من واجبى.. لقد دعانى هذا الرجل لإنقاذ كوخه من العواصف والإعصار الذى كان سيحطم الكوخ بسبب فراغه ووجدت من الضرورى لصالح صديقى أن أطور هذا الفراغ اقتصاديا بالجلوس فيه. وإنى متأكد من أن أى واحد منكم كان سيفعل هذا الواجب فى مثل هذه الظروف. اكتفت اللجنة بكلام الفيل ولم تستمع إلى شهادة الرجل وأصدرت قرارها وهو: أن الفيل قام بواجبه المقدس فى حماية الكوخ.. وقالت اللجنة للرجل: بما إنك لا تستطيع ملء فراغه فنرى من واجبنا أن نجد حلا وسطا يرضى الطرفين.. وهو أن يستمر الفيل فى شغل كوخك وسنسمح لك بأن تبحث عن موقع آخر تبنى فيه كوخا يلائم حاجتك وسنسهر نحن على حمايتك. خاف الرجل من أنياب أعضاء اللجنة ومخالبهم وقبل بحكمهم وبنى كوخا آخر.. وجاء السيد جاموس وشغله.. وجاءت اللجنة مرة أخرى للتحقيق وأصدرت حكما كحكمها السابق بأن الكوخ من حق الجاموس وأشارت على الرجل بأن يبحث عن موقع آخر. واستمر الحال إلى أن حصل كل عضو من اللجنة على كوخ على حساب الرجل المسكين، وأخيرا قال الرجل البائس لنفسه: إذا كانت هذه الحيوانات فتاكة فما من دابة على الأرض لا يمكن صيدها.. وفكر فى حيلة للتخلص منها وتوصل إلى فكرة عبقرية بنى كوخا كبيرا.. وسرعان ما جاءت تلك الحيوانات لتقيم فيه فأغلق الباب عليها وأشعل النار من جميع وجهات الكوخ حتى قضى عليها جميعا.. وقال الرجل: إن السلام غالٍ ولكنه يستحق الثمن. فى الجزء الغربى من القارةالدودة الشقية فى يوم من الأيام دخلت دودة فى حجر أرنب برى عندما كان صاحب البيت غائبا ولما عاد لاحظ آثارا كثيرة على الأرض كأن جيشا غريبا دخل جحره، فتراجع وسأل من فى بيتى؟.. ردت الدودة بصوت مرتفع: «أنا ابن المحارب الشجاع الذى سحق الخرتيت على الأرض وبطط الفيل مثل روث بقرة أنا الذى لايقهر». خاف الأرنب البرى وقال لنفسه ماذا يصنع حيوان صغير مثلى أمام هذا الذى سحق الخرتيت وبطط الفيل مثل روث بقرة؟! ذهب الأرنب يبحث عن النمر إلى أن وجده ورجاه أن يذهب معه ليتحدث مع المخلوق الغريب الذى فى بيته.. بجوار باب البيت وزعق النمر قائلا: من الذى فى بيت صديقى الأرنب البرى؟.. زعقت الدودة «أنا ابن المحارب الشجاع الذى سحق الخرتيت على الأرض وبطط الفيل مثل روث بقرة أنا الذى لايقهر». قال النمر للأرنب: إذا كان سحق الخرتيت وبطط الفيل سيفعل بالمثل معى. ذهب الأرنب يبحث عن الخرتيت إلى أن وجده.. وعندما ذهب معه إلى بيته سأل الخرتيت عن الغريب الذى فى بيت صديقه الأرنب البرى.. ولما جاءه رد الدودة، رد الخرتيت: ماذا؟ يستطيع أن يسحقنى.. الأفضل أن أبتعد.. ذهب الأرنب يبحث عن الفيل إلى أن وجده.. وعندما جاء معه وسأل من بالداخل وسمع نفس الإجابة.. ابتعد قائلا إنه لايحب أن يبططه أحد مثل روث بقرة.. مر ضفدع بالمكان وسأله الأرنب إذا كان يستطيع أن يخرج من بيته المخلوق العجيب الذى تغلب على كل الحيوانات. اقترب الضفدع من باب البيت وسأل من بالداخل.. وجاءته نفس الإجابة التى تلقاها سابقوه.. لكنه بدلا من أن ينصرف اقترب إلى داخل البيت وقال أنا القوى الذى يقفز عاليا، ساقاى مثل دعامات الخشب خلقت كريها قاسيا ما رأيك؟ خافت الدودة وقالت: ما أنا إلا الدودة.. سحبها الأرنب من داخل بيته.. وضحكت الحيوانات التى تجمعت فى الخارج على هذا المخلوق الضعيف الذى أزعجهم كلهم.