نعم بعد انتظار طويل أتانا الربيع .. الربيع الذى طال انتظاره هذا العام أكثر من أى وقت مضى. وبصراحة زهقنا من البرد .. أو البررررد الذى لا يعرف الرحمة ولا يعترف بقسوته فى عركلة وعكننة إقبالنا على الحياة ومباهجها والشمس الدافئة والمزاج الرايق الذى يتشكل فى نفوس البشر كل عام مع قدوم فصل الربيع وتجدد الطبيعة. لا أحد كان يصدق قبل أسبوعين بأن الربيع قدم أو هل إلى أهل واشنطن أو أصبح على الأبواب.. فالحالة الجوية الشتوية الباردة (المصحوبة بالرياح وأحيانا الثلوج والأمطار) ظلت ك«الضيف الثقيل» «اللى واخد راحته أوى ومش عايز يسيبنا» و«معكنن راحتنا خالص» فى ترتيب وممارسة أمور حياتنا اليومية وضمان خروجنا الآمن من فصل الشتاء الممتد والمسيطر على حياتنا.. حياة أهل واشنطن على مدى شهور عديدة مضت. عالعموم ما حدث فى واشنطن كان أرحم بكثير مما حدث فى مدن أخرى فى بوسطن مثلا.. حيث الثلوج تساقطت وتراكمت بشكل لم تعرفه المدينة العريقة والغنية بجامعاتها. بوسطن بالمناسبة بها أكثر من خمسين جامعة ومؤسسة للتعليم العالى.. المهم أن واشنطن التى يحج إليها مئات الآلاف خلال هذه الفترة إجازة الربيع وعيد القيامة بدأت تظهر فيها وفى حياتها ملامح الربيع الطلق. الشمس الساطعة والأزهار المتفتحة وأيضا.. تحرر النساء والرجال ولو تدريجيًا من الملابس الثقيلة على أساس أن درجات الحرارة لم تصل إلى الدفء إلا قليلا . ولم يتردد البعض فى القول أهلا بالربيع.. متعة العيون والنفوس والخيال. أهلاً ولو على مضض.. ومن ثم نشهد وكما جرت العادة شوارع العاصمة الأمريكية وقد ازدحمت بآلاف الذين أتوا من جميع بقاع الولاياتالمتحدة والعالم لزيارة معالم العاصمة «البيت الأبيض والكونجرس والمواقع التاريخية والمتاحف العديدة». وللعلم يظل المتحف الوطنى للطيران والفضاء الأكثر زوارًا فى أمريكا إذ يزوره سنويًا أكثر من 7 ملايين زائر وزائرة. وقد عاشت العاصمة الأمريكية فى الأيام الماضية مظاهر مهرجان «Cherry Blossom» «تفتح زهور الكرز». والحياة بقى لونها بمبى بالفعل بجميع درجاته. وتفتح زهور الكرز مناسبة ربيعية مبهجة ينتظرها الجميع. وهم يترددون على أماكن أشجار الكرز فى واشنطن ليشاهدوا تفتح زهورها الذى لا يدوم إلا لأيام قليلة. فرجة وفسحة فى آن واحد. وفرصة طبعًا لالتقاط صور سيلفى وغيرها مادام المطلوب هو الاستمتاع والبهجة وسط أحضان أشجار الكرز وزهورها الجميلة. وهذا المهرجان السنوى فى واشنطن احتفال واحتفاء بالهدية التى قدمها يوكيو أوزاكى حاكم مدينة طوكيو من أشجار للكرز إلى واشنطن يوم 27 مارس 1912. والهدية - كما وصفت وقتها - كانت خطوة مهمة من جانب حاكم طوكيو وجاءت استجابة لاقتراحات عدة قدمت بهذا الشأن للتأكيد على أواصر الصداقة التى تجمع بين الشعبين والبلدين اليابانوالولاياتالمتحدة. وتاريخ هذه الأشجار وتنوعها وأيضًا الذكريات المرتبطة بها عبر السنوات صارت موضع اهتمام الدارسين والمؤرخين. وعلى امتداد المساحة التى تشغلها هذه الأشجار يجد الزائر أكثر من لوحة تسجل معلومة تاريخية وأقوال قيلت على مدى السنوات الماضية ابتهاجًا بما تم تأكيده وتأصيله من قيم ومعانٍ جميلة من خلال زهور الكرز عبر أجيال زارت المكان وأبدت انبهارها بما رأت وعاشت. والمهرجان السنوى يجذب اهتمام أهل واشنطن وزوارها. وقد يصل عددهم إلى نحو مليونى زائر سنويًا. ومنذ أيام زرت وتجولت كعادتى فى منطقة الأشجار لساعات طويلة. تجولت مع آلاف من الزائرين والزائرات ،وبالطبع التقطت صورا عديدة وتيقنت أن الربيع الواشنطنى هل بكل تأكيد.. ومع الربيع كما هو واضح تأتى البهجة لأهل واشنطن وللقادمين إليها .. وأنا هنا أتحدث عن الطبيعة وجمالها والجو أو الطقس وتجدده.. الدنيا الربيع والجو بديع.. قفل لى على كل المواضيع قفل قفل.. المواضيع فى واشنطن هى الوش والشوشرة ووجع الدماغ الذى يجرى فى كواليس صناعة القرار .. البيت الأبيض والكونجرس وفى مراكز الفكر وتصور السياسات.