«كان عندى عشر أخوات وصديقى عامر كان عنده 13 أخا- ولكنى الآن عندى خمسة أولاد. وأى من أبنائى سيجد من الصعب أن يكون عنده أكثر من اثنين أو ثلاثة». فى 9 مارس 1967 استقبل «جمال عبدالناصر» الفيلسوف الفرنسى «جان بول سارتر» ومعه الكاتبة الفرنسية «سيمون دى بوفوار».. وهما وقتها طليعة حركة التجدد الثورى فى فرنسا وفى أوروبا. وفى حوار جمال عبد الناصر ل «سارتر» و«دى بوفوار» قال: «مرحلة الانتقال من مجتمع تسيطر فيه القلة على مجتمع تتحقق فيه عدالة التوزيع عملية فى منتهى الصعوبة، ومرحلة الانتقال هذه هى أخطر المراحل فى حياة المجتمعات، لأن التنظيم القديم للمجتمع يكون قد تهاوى، وفى نفس الوقت لا يكون التنظيم الجديد لهذا المجتمع قد قام بعد». . وعندما سألته «دى بوفوار» عن تعليم المرأة وتعدد الزوجات وتأثير الدين فى حياة المجتمع، ومشكلة زيادة عدد السكان. قال عبدالناصر: «لا تأخذى بمقولة أن الإسلام يمكن أن يكون عائقا للتطور، فميزة الإسلام أنه دين مفتوح على كل العصور وكل مراحل التطور. والنبى محمد صلى الله عليه وسلم دعا الناس للاجتهاد إزاء مستجدات العصور «أنتم أعلم بشئون دنياكم».. وبالنسبة لتعدد الزوجات، لم يتركها الإسلام رخصة مفتوحة، هى رخصة مقيدة بشروط تجعل التعدد صعبا، بل تكاد تجعله مستحيلا، وظاهرة تعدد الزوجات تتلاشى تدريجيا فى المجتمع المصرى. وأما عن تعليم المرأة، فاعتبره الأساس الحقيقى لحريتها فسوف اطلب من مكتبى أن يبعثوا إليك بإحصائيات عن عدد «البنات» فى مراحل التعلم وفى مجالات العمل. فى المدارس والجامعات الآن أكثر من مليون فتاة وفى مجالات العمل المختلفة الآن حوالى 2 مليون سيدة تعمل». التليفزيون والإنجاب يتابع عبدالناصر: بالنسبة للزيادة فى عدد السكان، أعرف أنها مشكلة فهناك زيادة سنوية فى عدد السكان تقدر ب 800 ألف. وفى أول الثورة كان تعدادنا 22 مليونا واليوم نحن 31 مليونا. وتدخل «سارتر»: لابد من حل على مستوى الدولة. فرد عبدالناصر: «تستطيع أن تقوم بحملات دعائية، ونحن أقمنا لجانا لتنظيم الأسرة فى كل المدن والقرى، لكن فى رأيى أن الحل الحقيقى فى زيادة الإنتاج والتصنيع، والتعليم فى رأيى هو أهم عنصر، لأنه يبدو لى من الإحصاءات أن أبناء المتعلمين أقل من أبناء غير المتعلمين. •