عندما تولد البنت وتكبر لتمسك دمية بيديها فهى تعيش دور الأم فهى أم بالفطرة.. تكون الأحن بالمنزل الأقرب للأب قبل الأم.. لأنها تكون منافسة لأمها بطبيعتها وفطرتها. كلنا نعرف أهمية الأم بالنسبة لنا جميعا، فمن يفقد أمه يفقد جزءا كبيرا من كل شىء، لا يستطيع أن يفرح كما يجب ولا حتى أن يحزن فلمن الفرح.. من سينظر لك بفخر.. ويربت على كتفك مشجعا.. وإذا حزنت من سيتحملك ويحتضنك بين ضلوعه بإخلاص لتشكو أوجاعك كما هى دون تجميل، من سيهذب ضوضاء الحياة التى تحتل كيانك من حين لآخر حقا «اللى من غير أم حاله يغم» هنا يجب أن نتساءل ونفهم الأم التى تتخلى عن أمومتها. ترى ما هى الظروف التى نشأت بها لكى تمكنها من قتل فطرة خلقها الله عليها بداخلها! الأم التى تقتل أولادها لتذهب مع عشيقها.. أو تتركهم على باب جامع أو ملجأ!! الأم التى ترفض أولادها وترفض رؤيتهم. هل يمكن أن تكره الأب لدرجة تجعلها تبغض أولادها منه!! هل ضغوط المجتمع أصبحت قادرة على طمس اسمى معانى الحياة؟ أعرف عائلة كان لها قانون خاص بها.. كان الأب يقول إذا تطلقت أى واحدة من البنات تترك أولادها للأب.. ظاهريا هو قرار صعب وقاس، لكن عندما سألته عن هذا القرار الصعب قال لى.. أولا الأب إذا ابتعد عن أولاده يذبل حبه فالأبوة ممارسة وليست فطرة، وهنا تبدأ المشكلة، عندما يبتعد الأب مع الوقت يفقد إحساسه بالمسئولية تجاه أبنائه ثم يتملص منها شيئا فشيئا غير عابئ، أما الأم فيظل حبها بداخلها لا ينقص ولا يقل.. ثانيا لتجد فرصة أخرى للزواج بسهولة ولن يؤثر على حبها أى إنسان، دائما سيكون أولادها هم الحب الأول بداخلها.. السؤال! هل أصبح حب الأم الآن غير مضمون؟! هل تتغير بتغيير الظروف والبيئة المحيطة بنا؟ كان من المهم أن يجيب عن هذه التساؤلات متخصص يدخل فى أعماق النفس ليفتش لنا عن أهمية الأسباب التى تجعل الأم تتصرف عكس الفطرة التى خلقها الله عليها. • فى مهب الريح كان حوارنا مع الدكتور فؤاد دويشة أستاذ علم النفس واستشارى صحة نفسية بجامعة هليوبوليس. قال الدكتور فؤاد إن الأمومة هى أعلى دافع على الإطلاق فى الأنواع الحيوانية التى يتربع الإنسان على عرشها، فالطفلة منذ نعومة أظافرها تكون أماً وتشترى العروسة لتعاملها كابنتها، أما الخلل الذى يحدث فى تلك الفطرة فأسبابه وعناصره كثيرة وغير محدد ومن منطلق خبرتى ومرورى الدائم على ملاجئ الأيتام، فالأم الفقيرة التى تلد بمستشفى حكومى فقير تترك أبناءها، والسبب واضح وهو الفقر المدقع، أو هناك قصة معروفة لسيدة أعمال مشهورة أنجبت طفلا من رجل غير زوجها ووضعته فى ملجأ أيضا والسبب هنا مختلف وهو أن تدارى الفضيحة، فسألته «هل الأم لو كرهت الزوج أى الأب بشكل كبير تكره أولادها؟» فأجاب: ليس فى كل الحالات.. أعرف أما تزورنى فى العيادة للعلاج رغم المشكلات التى مرت بها مع زوجها كانت متمسكة جدا بأولادها، ولكن عندما كبروا ووجدت تشابها فى الطباع بينهم وبين الأب.. هنا تشعر أن تعبها وتضحيتها ذهبا فى مهب الريح. هل وجود الدادة فى البيت يبعد الأم عن أولادها وبالتالى يفقدها جزءا من فطرتها كأم؟ بالطبع هذا ممكن لأنها ببساطة هى أم منشغلة عن أولادها ولا تهتم بهم ولا يوجد تواصل بينها وبين أولادها. فمثلا عندى حالة لطفل أحضره أبوه وأمه لى فى العيادة، الولد لديه صفات التوحد وليس مرض التوحد، هذا بسبب جلوسه طوال الوقت وحيدا أمام التليفزيون أو الآى باد.. فجلست معه أكثر من جلسة إلى أن وصل لأن ينظر فى العين فهو كان وصل لمرحلة أنه لا ينتبه ولا ينظر فى عين من يحدثه.. وأعطيت الأب والأم واجبات لتنفيذها وتحسنت حالة الولد. ما هى هذه الواجبات؟ أولا أن يتواصلوا بالعين مع ابنهم، ثانيا أن يتحدثوا معه ويعطوه كامل الاهتمام ويسمعوه، وعدم التعامل بالعنف نهائيا. أرى أن هذه بديهيات؟ لم تعد هناك بديهيات عندما ينشغل الأب والأم تنقرض البديهيات، كثيرا ما أرى فى الأماكن الشعبية والعشوائية على حد سواء أمهات مشغولات بالرزق وأكل العيش ومع ذلك نجد أولادهم طبيعيين 100%؟ ليست قاعدة لكن الأولاد يعلمون أن الأم تعمل وتكد وتغيب عنهم من أجلهم، وليس لمجد شخصى وهذا للأب والأم سواء، لكن أيضا نجد أحيانا طفلا من ثلاثة إخوة مقدرين لتعبها نجده هو ناقما وغاضبا رغم علمه أن انشغالهم لتوفير عيشة جيدة له لكن نجد فى استسلامه لحبه لهم خوفا من أن يصبح مثلهم عندما يكبر، لذا لا توجد قاعدة فى الأمور النفسية لذا يجب أن تقول أن العدالة الاجتماعية يجب أن تتوافر لأنها بالفعل تؤثر على سلوك أفراد المجتمع ونشأتهم. هل الأم التى تقدم على قتل أولادها لها تفسير نفسى؟ هى بالتأكيد مريضة نفسيا لكن لكل حالة تفسيرها أو مرضها الخاص حسب الظروف والحالات. هل التربية لها عامل فى إخراج أم حقيقية سوية أم أنها فطرة فقط؟ بالطبع لها تأثير كونى أما جيدة لبناتك يصبحن أمهات جيدات . لو قلت لحضرتك نحتاج روشتة كيفية إنشاء جيل جيد من الأمهات؟ 1 الانضباط.. يجب أن يكون الأهل قدوة يحتذى بها. 2 المتابعة المستمرة للأولاد والتواصل معهم بكل الحواس. 3 يجب أن نفكر «أنا عايز إيه من ابنى أو بنتى». 4 أتقبل فكرة أن البنت أو الابن لا يمكن أن يصبح مثلى طبق الأصل لاختلاف الوقت والظروف. •