تعرف على برنامج احتفالية عيد العمال بحضور السيسي    «بحر البقر».. أكبر محطة بالعالم لمعالجة الصرف الزراعى بسيناء    رئيس الوزراء يُهنئ البابا تواضروس الثاني بعيد القيامة المجيد    شعبة الفاكهة: ارتفاع سعر العنب المطروح بالأسواق لاستيراده بالعملة الأجنبية    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    «الإسكان»: بدأنا تنفيذ 64 برجا سكنيا و310 فيلات في «صواري» الإسكندرية    مدبولي: الحكومة مهتمة بتوسيع نطاق الاستثمارات الكورية في محتلف المجالات    تراجع معدل التضخم في كوريا الجنوبية لأقل من 3% لأول مرة منذ 3 أشهر خلال أبريل الماضي    57 نائبا ديمقراطيا ينتفضون ضد بايدن لمنع الهجوم على رفح الفلسطينية    جيش الاحتلال يقصف مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    سفير روسي: اتهامات أمريكا لنا باستخدام أسلحة كيميائية «بغيضة»    غضب الله.. البحر الميت يبتلع عشرات المستوطنين أثناء احتفالهم على الشاطئ (فيديو)    الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني وتدمير 12 طائرة مسيرة كانت تستهدف مناطق في العمق الروسي    مودرن فيوتشر في اختبار صعب أمام طلائع الجيش بالدوري    ميدو يصدم قائد الأهلي ويطالب بتسويقه    حالة الطقس اليوم الخميس.. أجواء معتدلة على أغلب الأنحاء    فلاي دبي تعلن تأخير بعض رحلاتها بسبب الحالة الجوية اليوم الخميس    مصرع طالب صدمته سيارة مسرعه أثناء عودته من الامتحان ببورسعيد    تحرير 11 محضرًا تموينيًا لأصحاب المحال التجارية والمخابز المخالفة ببلطيم    أصعب مشهد أثناء تصوير فيلم السرب.. أحمد السقا يروي التفاصيل    تامر حسني يدعم بسمة بوسيل قبل طرح أغنيتها الأولى: كل النجاح ليكِ يا رب    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال أبريل 2024    حملة علاج الادمان: 20 الف تقدموا للعلاج بعد الاعلان    ماذا يستفيد جيبك ومستوى معيشتك من مبادرة «ابدأ»؟ توطين الصناعات وتخفيض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة 50% وفرص عمل لملايين    بحضور السيسي، تعرف على مكان احتفالية عيد العمال اليوم    نسخة واقعية من منزل فيلم الأنيميشن UP متاحًا للإيجار (صور)    «أرواح في المدينة» تعيد اكتشاف قاهرة نجيب محفوظ في مركز الإبداع ب«الأوبرا»    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    أوستن وجالانت يناقشان صفقة تبادل الأسرى والرهائن وجهود المساعدات الإنسانية ورفح    الصحة: لم نرصد أي إصابة بجلطات من 14 مليون جرعة للقاح أسترازينيكا في مصر    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    عاطل ينهي حياته شنقًا لمروره بأزمة نفسية في المنيرة الغربية    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    النصر يطيح بالخليج من نصف نهائي كأس الملك بالسعودية    الخطيب يطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة افشة .. فماذا حدث ؟    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التكنولوجيا الحديثة تساعد فى تسهيل الانتهاك
نشر في صباح الخير يوم 15 - 09 - 2015


تأليف : د.عمرو شكرى
أولاً وقبل أى شىء يجب علينا أن نكرر الشكر والامتنان للدكتور المستشار عمرو شكرى عن هذا الكتاب والمحتوى الذى يزيل الغمام عن سماء الملكية الفكرية والتى كما سبق أن ذكرنا بالحلقات الماضية أنها الأهم بالنسبة للمبدعين، تحدثنا سابقاً عن الحقوق الاستئثارية على شبكة الإنترنت، والحقوق الاستئثارية أسفل اتفاقيتى «بيرن» و«روما»، و«التربس» و«الويبو»، وأيضاً الحقوق الاستئثارية أسفل القانون المصرى 2002/82 والأهم من ذلك هو معرفة أنواع التكنولوجيا الحديثة ودورها فى إيقاف التعديات، وكيف يمكن للكمبيوتر الشخصى التصفح على شبكة الإنترنت.
حيث يقول المؤلف «جدير بالذكر أن التكنولوجيا الحديثة تساعد فى تسهيل أعمال الانتهاك، ويرجع السبب فى ذلك إلى زيادة حجم سعة الشبكات الخاصة بمقدمى الخدمات من شأنها أن تساعد المشتركين أو المستخدمين النهائيين فى الدخول على الشبكة بما تحتويه من مواقع التى تتضمن جميع النسخ غير المشروعة والتى من خلالها يقوم المنتهك بتنزيل هذه النسخ، إما بحرقها على اسطوانة ضوئية وبيعها فى الأسواق، أو يقوم بنسخها على جهاز الكمبيوتر الشخصى الخاص به، فيقوم بعد ذلك بمشاهدتها فى أى وقت هو يريده، أو يقوم بإعادة نشرها مرة أخرى على الإنترنت وإتاحتها بعد بذلك على ملايين المستخدمين الآخرين، كل هذه الأفعال تتم بدون إذن من أصحاب الحقوق مما يصيبهم بأضرار مالية فادحة. إذن السؤال الآخر الآن هو، إذا كانت التكنولجيا الحديثة هى السبب الرئيسى فى انتشار أعمال الانتهاك، فكيف لها أن تساعد فى إنفاذ حقوق الملكية الفكرية الرقمية؟
إذا كانت التكنولوجيا بالفعل- وعلى النحو السابق شرحه بعاليه - هى السبب الرئيسى فى حدوث الاعتداءات، فهى أيضا يمكن أن تكون من الوسائل الفعالة والحاسمة فى إنفاذ الحقوق وإيقاف مثل هذه التعديات التى تقع على شبكة الإنترنت وخاصة فى دول تعانى من قصور تشريعى مثل جمهورية مصر العربية. إذن مجال البحث الآن يقتصر فقط على تحديد الوسائل التكنولوجية الحديثة التى يمكن من خلالها رفع المحتوى والمواقع التى تحتوى على الأعمال المعروضة بدون إذن أصحاب الحقوق، والتى من شأنها أن تساعد فى إيقاف أو الحد من التعامل مع المحتوى أو الموقع الذى يتيح هذا المحتوى غير المشروع. تجدر الإشارة إلى، استخدام التكنولوجيا الحديثة كأداة فعالة لإيقاف الاعتداء، قد يؤثر على حقوق المستخدم النهائى على شبكة الإنترنت ومنها حقه فى حماية خصوصيته وحقه فى الحصول على المعلومات، لأن التكنولوجيا الحديثة تقوم برصد وتسجيل جميع أفعال المستخدمين وتقوم برفع المحتوى سواء كان متداولا بطريقة غير مشروعة أو مشروعة. والسبب فى ذلك يرجع إلى، رغم أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تستخدم لإيقاف التعدى على شبكة الإنترنت، فإنها- التكنولوجيا- عمياء لا تستطيع أن تفرق بين الأعمال المشروعة أو غير المشروعة التى يقوم المستخدم بإتيانها، بل تقوم بغلق الموقع بأكمله حتى لو كان يحتوى على أعمال مصرح قانونا بتداولها من قبل أصحاب الحقوق. إذن الهدف من مناقشة هذا الفصل هو، شرح- أولا- كيفية تصفح المستخدم للكمبيوتر، ونوع التكنولوجيا الحديثة التى يمكن أن تساعد فى إيقاف هذا التعدى، شرح المبادئ الأساسية التى وضعتها محكمة الاتحاد الأوروبى فى أحدث القضايا التى كانت معروضة عليها، وهى ما يطلق عليها قضية SABAM الشهيرة التى وضعت المبادئ المهمة لتطبيق التكنولوجيا لإنفاذ حقوق الملكية الفكرية الرقمية على الإنترنت.
• كيف يمكن للكمبيوتر الشخصى التصفح على شبكة الإنترنت؟
- لكى نحدد نوع التكنولوجيا التى يمكن استخدامها فى إيقاف التعدى والقرصنة على الإنترنت هذا يستدعى أن نحدد أولا؛ أين يقع موقع الكمبيوتر الخاص بالمتعدى على شبكة الإنترنت، ثم يليها شرح تفصيلى عن كيفية قيام عملية الاعتداء على شبكة الإنترنت، وهذا يقتضى أن نشرح كيف يتم الدخول على المحتوى المحمى ويتم ذلك بتحديد مكان أو موقع مقدمى الخدمات على الشبكة وبمجرد تحديد ذلك سوف يقودنا إلى تحديد أنواع التكنولوجيا فى إيقاف القرصنة على أن تكون بطريقة لا تؤثر على حقوق المستخدم النهائى. المناقشة التالية تنقسم إلى ثلاث مباحث على النحو التالي:
• موقع الكمبيوتر على شبكة الإنترنت؟
- فى عام 1957 أطلق الاتحاد السوفييتى أول قمر اصطناعى «سبوتنيك»، أعقبها وزارة الدفاع الأمريكية عن طريق إنشاء وكالة «أربانيت»، وهى وكالة تتعلق بمشاريع البحوث التقدمية لعمل أول شبكة اتصال حاسوبية لتمويل البحوث التكنولوجية على المستوى الأكاديمى. كانت وكالة «أربانيت» تتألف من أربعة أجهزة كمبيوتر فقط، وكانت تقوم على مبدأين: الأول؛ صناعة تكنولوجيا الاتصال، والأخري؛ توصيل الرسالة أو المعلومة بطريقة مصغرة وإرسالها إلى المستقبل المحدد سلفا فى أسرع صورة ممكنة عن طريق الاتصال بالكمبيوتر الأم بباقى الكمبيوترات الأخرى. ولكن المشكلة التى كانت تواجة الإدارة فى ذلك الوقت هى، أن الكمبيوتر الأم عادة يكون بمعزل عن باقى الكمبيوترات المستقبلة للمعلومة. فاستمر التطوير إلى أن بدأ العمل بشبكة الويب أو WWW. والمقصود بشبكة الويب، هى الشبكة التى من خلالها تتصل جميع الكمبيوترات بعضها بعضا عن طريق رابط واحد يتصل بها جميعا، بصرف النظر عن المسافات التى تفصل بين كل كمبيوتر على حدة عن الكمبيوتر الأم. هذا وفى الثامنينيات، أصبح هذا النوع من الشبكات متاحا فى الأوساط العلمية. وفى التسعينيات، قامت الولايات المتحدة بفتح الرابط الشبكى للاستخدام التجارى من خلال استخدام تكنولوجيا جديدة للاتصالات تتكون من مجموعة من البروتوكولات، ويشار إليها ببروتوكول التحكم فى الإرسال TCP وبروتوكول الإنترنت عنوان IP / A يستطيع الاثنان معا TCP + IP إلى تحويل الرسائل إلى جزيئات إلكترونية صغيرة تكون صالحة للإرسال فى إطار واحد مغلق فى رسالة واحدة ترسل إلى عنوان بريدى محدد أو ما يطلق عليه IP .
الطريقه الرقمية
هنا عمل TCP + IP سويا يساعد على توجية الإطار الذى يحتوى على الجزيئات الصغيرة من الصفحة التى تحتوى على صور المحتوى المحمى، إلى العنوان المحدد الموجود على جهاز الكمبيوتر الطالب لهذه الصفحة. وفور وصول هذا الإطار إلى الكمبيوتر سالف الذكر، تظهر الجزيئات الصغيرة على الشاشة وتتجمع على الشاشة فيستطيع المتلقى أو المستخدم من قراءة الصفحة كاملة بما تحتوية من محتوى. ولكن فى بعض الأحيان كانت الصورة لا تظهر بشكل واضح، ولتفادى ذلك، ظهر فى الثمانينيات ما يطلق عليه Hyper Text Mark-up Language» أو HTML وأنه جدير بالإشارة أن ال HTML يساعد على كتابة الصفحات بطريقة رقمية يمكن من خلالها تفتيتها ثم إعادة تجميعها على شاشة الكمبيوتر المستخدم النهائى، وبالتالى فهى تساعده على التصفح من خلال شبكة الإنترنت على الموقع المراد الوصول إليه ومن ضمنها التصفح من خلال المواقع التشعبية أو المواقع التى ترتبط بعضها بعضا وتؤدى إلى المزيد من الصفحات لتسهيل طريقة التصفح بتعمق. هذا إلى أن ظهر فى التسعينيات أسلوب التخزين ونقل المعلومات بصور متعددة. عادة أسلوب التخزين يتيح تجميع صفحات متعددة تتصل بعضها بعضا على شبكة واحدة، جميعها متصلة بالعديد من الكمبيوترات التى يطلق عليها كمبيوتر الخادم. ومع ظهور الإنترنت، أصبحت ملايين من الصفحات على الشبكة تتنقل إلى كل مستخدم على حدة على حسب طلبه ورغبته فى المحتوى الذى يريد أن يصل إليه. هنا لتسهيل عملية التنقل من صفحة إلى أخرى، تقوم شبكة الإنترنت باستخدام بروتوكول نقل النص التشعبى HTTP ووظيفته هى نقل الملفات بين أجهزة الكمبيوتر بطريقة ال HTML على النحو السابق شرحه بعاليه.
وجدير بالذكر أن الصفحة الخاصة بالموقع عبارة عن إطار عام بإدخاله معلومات، الصفحة إما عبارة عن إطار واحد أو مقسة إلى أطر صغيرة على الصفحة الواحد كل واحدة فيها تحتوى على معلومات خاصة به. يلاحظ أن كل إطار من الأطر له وظيفة مختلفة من الإطار الآخر. على سبيل المثال عند فتح الصفحة الخاصة بالإيميل سوف تجد عبارة عن إطر مختلفة، واحد خاص بصندوق الإيميل الخاص بك، بينما الإطار الآخر يحتوى على معلومات عن الرسائل التى سبق المستخدم أن أرسلها إلى آخرين، وأيضا يوجد إطار آخر يحتوى على إعلان عن رابط الذى يمكن للمستخدم لمجرد النقر عليه يأخذه إما إلى ذات الموقع أو يأخذه إلى موقع آخر خارج نطاق الموقع الأصلى.
ولتسهيل الأمر سوف نشرح هذه العملية بطريق القياس على عالمنا الحقيقى، هنا عنوان ويب، أو URL قد يكون من حيث الفكر مثل المكتبة، وصفحات الويب / الملفات كما تجدها فى المكتبة على الأرفف. بمعنى آخر فإن الURL يحتوى على جميع الصفحات والمواقع والملفات المتضمنة للمعلومات التى تتنقل من موقع واحد إلى مواقع متشعبة أو .Hypertext links ويقصد بالصفحات المتشعبة أوتوماتيكيا، بالصفحات التى تحتوى على تعليمات إيضاحية التى تجدها فى نهاية أى صفحة فى أى كتاب ولكن تختلف عنها فى الآتي: إذا كان القارئ العادى لكتاب يحتاج إلى قراءة التعليمات عن طريق الوصول الى المكتبة الأم للاطلاع عليها، فإنه فى عالم الإنترنت، كل ما عليه هو أن ينقر على HTML الخاص بالصفحة المراد الوصول إليها، وعلى الفور يقوم الإنترنت بأخذه إلى العنوان الخاص بالصفحة أو عنوانها الخاص بها URL الذى يحتوى على جميع المعلومات الخاصة بالموضوع الذى يريد قراءته. ونظرا إلى أن أسلوب الكتابة أو HTML يمكن أن تكتب بطريقة تتحرك بها الصفحة أفقيا - بمعنى إلى الأمام وإلى الوراء - وعموديا -بمعنى صعودا أو هبوطا- وبالتالى فإنها قادرة على الوصول إلى البيانات الواردة فى نهاية أو بداية كل صفحة نفسها والتى قد تحتوى على بيانات صفحة أخرى لها العنوان الخاص بها والتى تحتوى على المحتوى. الميزة هنا فى أن كل صفحة من الصفحات التى يتم التنقل إليها لها أدوات البحث الخاصة بها - والتى تعرف باسم «أدوات موقع المعلومات» التى تساعد وصول المستخدم إلى المعلومات على شبكة الإنترنت منها أو من خلال منح المستخدم روابط أو عناوين صفحات أخرى تحتوى على المعلومات التى يريدها.
ويقصد بالعنوان الإلكترونى هو العنوان الذى يقوم المستخدم بكتابته على البار الخاص بصفحة التصفح، الذى من خلاله يتم توجيه العنوان إلى الموقع الخاص الذى يحمل العنوان المطلوب الوصول إليه على شبكة الإنترنت. وعادة الموقع قد يحتوى على إما موقع الضيف out link أو الموقع الوصلة in-line link فى هذا الخصوص الموقع «الضيف» هو الموقع المتواجد على الموقع الأصلى فى شكل إعلان أو صورة أو أى شكل آخر، بالنقر عليه يأخذه إلى نقطة أخرى من الإنترنت تحتوى على الموقع المرتبط. أما الموقع «الوصلة» فيعنى موقعا داخل ذات الموقع الأصلى وتابعا له، فالمستخدم لا ينتقل من نقطة إلى أخرى على شبكة الإنترنت بل ينتقل من نقطة إلى أخرى داخل ذات الموقع. هنا الموقع «الضيف» يعرف بأنه وصلة عادية، التى تحتوى على رابط سطحى مباشر أو رابط عميق. يقصد بالربط العميق هو الربط الذى يحتوى على رابط يوجد عليه عنوان رابط آخر بالنقر عليه يحول المستخدم إلى صفحة أخرى عليها إعلان رابط جديد بالنقر عليه تحول المستخدم إلى العنوان المطلوب. أما الرابط السطحى المباشر فيقصد به، الصفحة الأصلية للرابط الذى بالنقر عليه يأخذ المستخدم إلى الموقع المراد التصفح من خلاله. موقع «الوصلة»، أو «جزء لا يتجزأ» هو المؤشر الذى «يجمع فيه» نص أو صورة أو مقطع صوتى ويعرضها على الموقع «المضيف» الذى يرشد المستخدم للرابط المطلوب الذى يحتوى على العمل المراد الوصول إليه.
الرسم التوضيحى التالى يقوم بشرح كيفية نقل المحتوى من الصفحة التى تسمى «نابستر» إلى المستخدم النهائى الذى يطلب المحتوى.
• نابستر
وكما يلاحظ أن الموقع «نابستر» يستعين بكمبيوترات أخرى تسمى «بخوادم نابستر» التى عن طريقها يقوم بإرسال أمر إليها لكى ترسل المحتوى المطلوب إلى الكمبيوتر الشخصى للمستخدم النهائى.
هذا بخلاف، توجد نوعية أخرى من الصفحات لا تحتوى على أى محتوى بل تمد المستخدم بمحركات البحث الخاصة بها مثل «جوجل» أو «يوتيوب» أو souq.com أو ما يطلق عليها مواقع التسوق عبر الإنترنت. «يوتيوب» على سبيل المثال، يحتوى على أدوات البحث التى تحتوى على محركات البحث الذى يحتوى على بيانات كثيرة متعلقة بعمل معين. بمعنى آخر، محرك البحث يخزن المحتوى على حسب نوعه وصنفه وطبيعته، بطريقة تشتمل على جميع البيانات الخاصة به، التى من خلالها يقوم المستخدم بالبحث عنها. عادة الموقع يقوم بتصنيف المحتوى على حسب اسم العمل ومنتجه أو الأكثر مشاهدة وهكذا. وعادة صاحب العمل - على سبيل المثال - يقوم بوضع بياناته الخاصة به على المساحة الخاصة به على شبكة الموقع «اليوتيوب»، بينما المستخدم - على سبيل المثال- يقوم بالبحث عن العمل الذى يريده باستخدام محركات البحث التى يوفرها له الموقع، والذى من خلاله يتم تحويله إلى عنوان الصفحة الخاصة بجميع المستخدمين لموقعه التى تحتوى على جميع الأعمال التى يبحث عنها المستخدم. من خلال هذه القائمة، يقوم المستخدم بالبحث عن العمل. المشكلة هنا أن كل مستخدم يصبح له رابط معين قد يحتوى على محتوى مشروع وآخر غير مشروع، ولكن المشكلة تكمن فى أن «يوتيوب» يمنح المستخدم محركات البحث الخاص به فقط وهو ليس مسئولا عن المحتوى الذى يقوم المستخدم بتنزيله على المساحة الخاصة به. وإن كانت هذه المحركات بدون شك تسهل للمستخدم الحصول على المواقع التى تحتوى على الأعمال غير المشروعة، فيقوم بالتعامل معا، إما بنسخها أو إتاحتها مرة أخرى على جميع المستخدمين، إلا أنه من جانب آخر «يوتيوب» لا يعرف إذا كان مستخدم المساحة الممنوحة له يقوم برفع محتويات مشروعة أو لا. وهو أمر أثار الكثير من الجدل القانونى التكنولوجى بخصوص من تجب مساءلته فى هذا الخصوص؛ أصحاب المواقع، أم المستخدمون الذين يقومون برفع الأعمال غير المشروعة.
الرسم التوضيحى التالى يوضح المشاكل التى يثيرها موقع YouTube نظرا لاتصال جميع الأجهزة به بطريقة يكون نقل المحتوى غير المشروع بطريقة يسهل تداولها بين جميع مستخدمى الموقع.
• ڤياكوم
كما يتضح من الرسم البيانى السابق، أن المستخدم يمكن إيصال جميع الأجهزة الخاصة به على شبكة الYouTube الذى من خلاله يتم نقل المحتوى غير المشروع من مستخدم إلى آخر بدون أو بعلم مدير الموقع. ولكن، تحديد مسئولية هذا الموقع أثار الكثير من الجدل القانونى ونحن الآن فى انتظار الحكم النهائى فى هذا الخصوص فى أهم القضايا المعروضة على المحاكم الأمريكية والتى يطلق عليها قضية Viacome.
على كلّ، فإن مقدمى الخدمات ينفون هذه المسئولية على سند أن دوره يقتصر فقط على نقل المحتوى من وإلى المستخدمين، فهم لا يعلمون سواء هذا المحتوى ينتهك حقوق الملكية الفكرية أو يتم نقله بناء على إذن أصحاب الحقوق. ولكن بدون الخوض فى نطاق مسئولية مقدمى الخدمات التى تثير خلافا قانونيا كبيرا بين الكثير من البلدان لاختلاف النظم القانونية فى هذا النطاق، ورغم كونه موضوع الساعة الآن، فإنه نظرا لمحددوية موضوعات البحث ولضيق الوقت تجعلنا نقف إلى هذا الحد من الحديث فى هذا الشأن، على أمل فى المستقبل أن نفرد لها بحثا خاصا به. على كلّ، فإن القاعدة المتفق عليها بين الأنظمة المختلفة أن مقدمى الخدمات معفون من المسئولية إذا استطاعوا أن يثبتوا أن العمليات التى يقوم بها ليس سوى نقل المحتوى بناء على طلب المستخدمين دون تدخل منهم.
الخلاصة هى أن الإنترنت أصبح ظاهرة أثارت العديد من المشاكل فى خصوصية كيفية حماية حقوق أصحاب المحتوى من الاعتداءات التى تقع على الشبكة، وأصبح وضع قانون رادع مسألة تثير الجدل، وخاصة أن مسئولية مقدمى الخدمات أصبحت مثار جدل قانون كبير بين الدول نظرا لاختلاف النظم القانونية المرتبطة بها. فهناك الدول التى تفضل وضع مسئولية مباشرة عليهم، بينما توجد دول أخرى تفضل المسئولية غير المباشرة. هذا بخلاف أن وضع قانون يحد من تصرفات المستخدمين على الشبكة من شأنه أن يؤثر على حقوقهم فى الحصول على المعلومات وحماية خصوصيتهم، الأمر الذى حذا بكثير من الكتاب والمتخصصين فى تكنولوجيا المعلومات فى التمسك بالتكنولوجيا الحديثة كوسيلة فعالة لإيقاف مثل هذه التعديات. لهذا لتحديد نوع التكنولوجيا لابد أن نحدد نطاق الحقوق الاستئثارية على شبكة الإنترنت. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.