منذ اليوم الأول الذى نزلت فيه قواتنا المسلحة المصرية إلى الشارع المصرى عقب ثورة 25يناير، وقد أقسمت أنها ستحمى الأرض والعرض والكرامة.. لكنها لم تقف مكتوفة الأيدى عندما وجدت أن الشعب المصرى فى حاجة ماسة لجيشه ليساعده فى التنمية، وبناء البلد بعد ما تم استنزافه فى سنوات عجاف مضت. فحملت يد السلاح، وحملت الأخرى فأسا لتزرع وتبنى من أجل أجيال حالية، وأخرى قادمة.. ومازال البناء مستمرا. تعتبر ترسانة الإسكندرية من أحدث المشروعات التى طورتها القوات المسلحة، التى شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة مراسم افتتاح أعمال تطويرها وتحديثها ورفع الطاقة الاستيعابية لها، ورفع قدراتها وكفاءتها الفنية، والارتقاء بمنظومتها الإنتاجية لتواكب أحدث الترسانات العالمية فى مجال بناء وإصلاح وصيانة السفن. وأيضا تصنيع وإنتاج المنشآت المعدنية وقطع غيار خطوط الإنتاج بالمصانع والجهات المختلفة الأخرى لتصبح قاعدة متطورة من قواعد الصناعات الثقيلة بمصر. وأكد السيسى أن الدولة ماضية فى طريق بناء المستقبل الواعد وتوفير الحياة الكريمة للمصريين رغم كافة المصاعب والتحديات التى نواجهها، مطالبا الشعب المصرى بالاستمرار فى العمل والعطاء من اجل الوطن، مؤكداً أنه لا يوجد مستحيل طالما كنا على قلب رجل واحد. الرئيس.. والشباب فى مشهد لفت انتباهى.. أصر الرئيس السيسى على اصطحاب مجموعة من شباب جامعة الاسكندرية فى جولته الافتتاحية، والإفطار معهم على مائدة واحدة، وفى رأيى أن هذه الرسالة كانت ذات مغزى.. أولا: مشاركة الشباب فى افتتاح تلك المشروعات القومية الضخمة لتعزيز شعور الانتماء لديهم، وشعور الخوف على الوطن والدفاع عنه، وأيضا تأكيد أن مصر تسير فى طريق البناء. الرسالة الأخرى:الرد على من يدعى أن هناك انشقاقا فى صفوف المصريين. شاهد الرئيس السيسى فيلما تسجيليا تضمن نبذة تاريخية عن تاريخ إنشاء الشركة ومراحل تطويرها بعد انتقال ملكيتها لوزارة الدفاع فى اغسطس عام 2007 لتبدأ مرحلة جديدة وشاملة من التحديث استهدفت تطوير النظم الأساسية فى مراقبة وضمان الجودة والسلامة والصحة البيئية، ومكافحة الحريق وأساليب الإدارة وتعيين كوادر جديدة من المهندسين والفنيين المؤهلين ورفع كفاءتهم المهنية فى جميع التخصصات والارتقاء بقدرات وامكانيات الترسانة ورفع كفاءتها الإنتاجية والخدمية بإدخال أحدث وسائل التكنولوجيا العالمية كذلك تطوير المنظومة الإدارية والفنية والتسويقية لتصبح قلعة شامخة فى مجال بناء وإصلاح السفن بقارة إفريقيا والشرق الأوسط. وقد تمت عمليات التطوير بجهود ابناء الترسانة البحرية بالتعاون مع الشركات والهيئات الصينية المتخصصة فى بناء وإصلاح السفن لتصل المحصلة النهائية لزيادة قدرة ترسانة الإسكندرية فى بناء السفن حمولة20 ألف طن إلى بناء سفن حمولة 57 الف طن وزيادة قدرة الاصلاح لتبلغ 80 الف طن، وقدرة إنتاج الصلب من 4000 طن سنوياً الى 40 ألف طن سنوياً، وزيادة الطاقة الإنتاجية الكلية إلى 230 الف طن سنوياً. وألقى اللواء بحرى مهندس مجدى امين رئيس مجلس إدارة شركة ترسانة الإسكندرية كلمة استعرض فيها مراحل التطوير التى مرت بها الترسانة، مؤكدا أن جميع العاملين بالشركة يعاهدون الله والوطن والسيد الرئيس على الارتقاء بإمكانات وقدرات شركة ترسانة الإسكندرية لتصل الى مصاف الشركات العالمية الرائدة فى هذا المجال. واستمع الرئيس عبد الفتاح السيسى لشرح على ماكيت المشروع تضمن مكونات الترسانة التى تبلغ مساحتها 400 ألف متر مربع ويبلغ أطوال أرصفتها 1200 متر مربع بأعماق تصل إلى 10 أمتار، وتتكون من ثلاثة قطاعات رئيسية هى قطاع الصناعات وبناء السفن وقطاع الإصلاح والصيانة وقطاع تصنيع القوارب الصغيرة، وتضم العديد من الورش الإنتاجية فى جميع تخصصات تصنيع الصلب والمواسير وورش الآلات والتشغيل والتركيبات الكهربائية والميكانيكية ومعامل الاختبارات وقسم خاص للتصميمات الهندسية يضم نخبة من المهندسين والفنيين والخبراء يستخدمون احدث النظم العالمية فى هذا المجال.. وتفقد الرئيس السيسى عددا من الورش والمعامل التى تم تطويرها وفقا لأحدث النظم العالمية حيث قام بالمرور على ورش تصنيع قطاعات بدن المراكب والسفن وورش السفح وتجهيز الصلب وورشة تصنيع المواسير والبلوكات وورش الدهان والعزل. وفى مجال إصلاح السفن يوجد بالترسانة حوضان لإصلاح السفن يصل طول الحوض الكبير إلى 276 مترا وعرض 40 مترا ويسع سفناً حتى 85 ألف طن، والحوض الصغير يصل طوله 158 مترا وعرضه 19 مترا ويسع سفنا حتى 10 آلاف طن كما زودت الشركة باسطول كبير للنقل والأوناش المتحركة ومعامل الاختبارات الإتلافية وغير الإتلافية ومحطات انتاج وتوزيع وتعبئة غاز الاسيتلين والأكسجين والهواء المضغوط وثانى اكسيد الكربون، كما يتم تطبيق جميع وسائل الأمن والسلامة طبقا للمعايير القياسية العالميةد المعمول بها فى الشركات المماثلة. الجدير بالذكر أن شركه ترسانة الإسكندرية قامت على مدى تاريخها الطويل ببناء العديد من سفن النقل المختلفة بلغت 42 سفينة للأسطول التجارى المصرى وبعض الدول الأجنبية وبحمولات بلغت 38 الف طن، كما قامت ببناء حفار بترول وعدد من منصات الخدمات البترولية، كذلك تصنيع العديد من الأوناش البرجية وأوناش المصانع والوحدات الصغيرة التى تعمل بالموانى والأنهار وتنفيذ العديد من أعمال التحميل والعمرات والإصلاحات لشركات عالمية فى مجال إنتاج البترول والخدمات البترولية حتى وصل متوسط تحميل الورش والمراكز الإنتاجية بالشركة لأكثر من 90% بعد أن كان 35% وقت انتقال الشركة لجهاز الصناعات والخدمات بوزارة الدفاع. ومن أبرز إنجازات ترسانة الاسكندرية بناء سفينة الحرية 3 بخبرات وأياد مصرية مائة فى المائة وتدشينها فى ديسمبر 2010. الصناعة.. والإنتاج قالت القوات المسلحة: إنها تعمل على دفع عجلة التنمية الاقتصادية للدولة خلال الوقت الراهن، وتستغل ما لديها من طاقات فى مختلف التخصصات والقطاعات، لخدمة مخططات التنمية التى تقودها الدولة المصرية فى الوقت الراهن، فى إطار خطة طموح لبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، وتحقيق طفرة على المستوى الاقتصادى والاجتماعى للمواطن المصرى. وقد حرصت القوات المسلحة على الاهتمام ببناء قاعدة صناعية وإنتاجية متطورة تلبى جزءا من احتياجاتها الرئيسية وتخفيف أعباء تدبيرها عن كاهل الدولة، مع معاونة القطاع المدنى لطرح جزء من الطاقات الإنتاجية فى السوق المحلية لتحقيق التوازن والاستقرار النسبى فى الأسعار ومنع الممارسات الاحتكارية خصوصا فيما يتعلق بالسلع الاستراتيجية المختلفة. وتنطلق القوات المسلحة المصرية فى مسيرتها فى مجال التنمية الزراعية والصناعية من عدة محاور أهمها التركيز على مشروعات البنية الأساسية.•